الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احترام الاطفال فنيا

محمود المصلح

2010 / 5 / 3
التربية والتعليم والبحث العلمي


احترام الاطفال فنيا
قال الأستاذ فرانز تشزك :
إن الطفل لا ينتج صوره ورسومه للكبار ، ولكن ليحقق رغباته واتجاهاته وأحلامه .

حظي فرانز تشزك بإهتمام الباحثين والدارسين والعد يد من عظماء العالم ، فمنهم من وضعه كمثل أعلى لمدرسي التربية الفنية ، ومنهم أن أعتنق مبادئه وآرائه ، فقد كان يزور النمسا
آلاف الزائرين كل عام لرؤية أعماله ، فهذا الشاعر البنغالي العظيم ( رابندرانث طاغور ) يزوره ويكتب له قصيدة ، وهذا المهراجا عظيم الهند يزوره في غرفة الصف . هذا وقد كان فرانز تشزك اسما مألوفا لعدد من الشعوب التي تتكلم الأنجليزية .
منذ أن قدم تشزك إلى النمسا عام 1885 وسكن عند العائلة ذات الأطفال ، أخذ على عاتقه مهمة تذليل الصعوبات التي تواجه رسومات الأطفال ، وقد أكد في عمله كلتا الناحيتين الجمالية والسلوكية. وكذلك ذلل الصعوبات الأولى في تأكيد القيمة الجمالية لرسوم الأطفال ، علما أنه في هذه الفترة كانت فكرة تقدير الفن البدائي وفكرة فن التصوير الحديث قد أخذتا مكانهما ، مما ساعد على ادخال فنون الأطفال ضمن المجال العام للتقدير الجمالي .
كما كان في ألمانيا المجاورة للنمسا مجموعة من المدرسين الذين كانوا يحاولون تعديل طرق تدريس الفن وكان من بينهم ( جوتز )حيث زار فرانز وأعجب بما رأى .
كان للقاء الأول مع الأطفال في البيت الذي سكنه أهمية كبرى في مستقبل فرانز تشزك ، الذي كان على صلة بالحركة الأنفصالية في الفن ضد الفن الأكاديمي القديم ، عرض الرسوم على أصدقائه ، وشجعوه على فتح مدرسة للأطفال يعملون فيها ما يحبون ، وا جهت المدرسة مصاعب عدة ،إلى أن تمكن عام 1897بففتح أول فصل ( فصل الفن للأطفال ) بعد النجاح منحته الدولة عام 1903حجرات في مبنى حكومي ، استمرهذا الفصل يعمل . حتى عام 1938 .
وكانت رسالته هي :
السماح للاطفال بالنمو والاطراد والنضوج .
وما أن نجحت الفكرة حتى بدأت أفكار وآراء تشزك تظهر على السطح ، ,اخذ يلاحظ الأطفال من عمر سنتين إلى أربع عشرة عاما أثناء العمل ، بحب وتواضع ، وتمكن أن يكشف القوانين الدائمة التي يتبعها الأطفال في التعبير بالرسم تعبيرا لا شعوريا .
ويقول فيولا:
أن فرانز تشزك قد وصل بإلهامه إلى ما اثبته علم النفس بعده بسنين (أن فن الطفل هو فن أولا )
حيث نلاحظ أن هنا توازيا بين تفكير السيكولوجين ( مثل كوك وسوللي ) من جانب وتفكير تشزك من جانب آخر . ومن هنا بدأ الأهتمام بآراء فرانز تشزك كواحد من اكبر المهتمين بفن الطفل :
يعتبر تشزك صاحب مدرسة تنادي بإطلاق حرية الطفل في التعبير ، فهو لا يصنع فن الطفل وأنما يرفع الغطاء عنه، ويعتقد بوجود قوانين خاصة للأطفال يعبروا من خلالها، ويقول بثقة :
انني اقدر ما ينتجه الأطفال فهي أول وأنقى مصادر للخلق الفني .
وأن أقوى التأثيرات بالفن هو ما يتكلم عنه أقل ما يمكن ، كما أن اعظم الأشياء الجميلة التي يخلقها الطفل هي ( أخطاؤه ) وكلما تدخل المدرس في أزالة هذه الأخطاء ظهر العمل بلا شخصية . و يجب أن نجعل الأطفال يقومون بما يحبون وخصوصا الأشياء التي لم يتعودوا عليها ، عندما يجهد الطفل نفسه بالبحث ليصل إلى كشف الكيان الشكلي الصحيح يكون الطفل مبتكرا ومبدعا ، والعبارة المشهورة تكاد تكون أسلوب تشزك :
أعمل شيئا لم يسبق لك أن عملته .

ومن المعلوم أن الطفل يولد بنزعة ابتكارية ، لكن بعد سن معينة تأخذ هذه النزعة في الزوال وتحل محلها النزعات المتكلفة والتقليد .. وهذا ما يقتل الأبداع . والأطفال الصغار أكثر حساسية مما يعتقد الأباء والمدرسون ، فهم يدركون اشياء كثيرة في أقصر وقت وبشكل لا يفهمه الكبار
ذلك لأنهم شديدو الأهتمام .
ليس هذا وحسب ، فما هي شكل العلاقة بين المدرس ومجموعة التلاميذ في حصة التربية الفنية ؟
يعطي فرانز مثالا رائعا للمعلم المثالي في أثناء الحصة والتعامل مع الطلاب :
من أهم مبادئ تشزك عدم التدخل في رسوم أطفاله ، فهو لم يرسم على السبوره ما يجب أن يكون عليه الشكل لمطلوب ، ولم يصلح بيده عملا من الأعمال . فكرته تنبع من المعاملة وحرية التعبير .
فمن صوته الرقيق ، ووجهه العطوف الرؤوف وهو ينحني فوق تلك الروؤس الصغيرة ، واتجاهه العذب نحو أطفاله وجو الصف المرح من ضحك وعمل كثير وتبادل الحديث المركز ،
إلى رفضه التحقير والتقليل من شأن الطفل أو عمله ، ومناقشة كل تلميذومعاملته فرديا ، إلى الشرح الوافي والمتابعة الدقيقة وتحفيزهم وتشجيعهم واعطائهم الخطوط العريضة للعمل ،
إلى جمع الأعمال وتعليقها على الجداروجلوس التلاميذ بشكل دائرة للوصول إلى أكبر وأهم جزء مثير في الدرس وهو مناقشة الأعمال مبديا إعجابه الشديد بسرور وانفعال ، ينقد بصدق ولكن بعاطفة تفهم عقلية الطفل وتشاركه وجدانيا ، إلى جانب الأخلاص الذي كان صفة مهمة من صفات فرانز تشزك .
الخــــــــــــــــلاصة :
فهم فرانز تشزك الأطفال وتعامل معهم ، تاركا لهم حرية التعبير الفني ، مبديا تسامحا ورقة وعطف وأحترام لهم ، كأشخاص وكمبدعين ، مهتما بالجانب الجمالي والسلوكي في الوقت ذاته
معتقدا أن الطفل يولد بنزعة ابتكارية، قائلا لهم أعمل شيئا لم يسبق لك أن عملته . لللوصول إلى الخلق الفني المبدع.. قائلاعلى الدوام:
انني اقدر ما ينتجه الأطفال فهي أول وأنقى مصادر للخلق الفني . ومن الملاحظ تركيز فرانز تشزك على فكرة أن يكون الصف مكانا مرحا مريحا ولكن فيه الكثير من العمل المبدع ، ولم يغفل جانب النقد الفني والتعامل مع الاطفال كل على حده مرة والكل مرة أخرى حالما يقتضي الأمر ذلك .
محمود مصلح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر