الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرادعي وآلتون جون خطرين على مصر

محمد حسين الأطرش

2010 / 5 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بديهي أن يتبادر إلى الذهن مباشرة المثل العامي القائل "شو لم الشامي عالمغربي؟". ببساطة جمعتهما فتوى من الشيخ يوسف البدري، الداعية الإسلامي المعروف بفتاويه، وقرار من منير الوسيمي، نقيب الموسقيين المصريين. وإذا كان السؤال عمّ يجمع البرادعي، الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية، بآلتون جون، الموسيقي المعروف؟ بديهيا. فإن التساؤل عما يجمع الشيخ البدري بالنقيب الوسيمي يصبح أكثر إلحاحا.
ما جمعهما أيها السادة، غيرتهما على الدين ومحاربتهم لكل ما يسيء برأيهم للدين وإذا ما كان الشيخ البدري يدافع عن الإسلام فإن للدين المسيحي حماته أيضا والأستاذ الوسيمي في مقدمتهم.
لم يرق لشيخنا ما دعى إليه البرادعي من ضرورة السماح بممارسة الشعائر الدينية في مصر وعدم محاربة البهائيين كما لم يرق للأستاذ الوسيمي أن توجه شركة مصرية الدعوة لمطرب اتهم المسيح بأنه كان عبقريا ومثليا في نفس الوقت. تجدر الإشارة إلى أن تصريح آلتون جون يعود لعدة أشهر ولم تمنع أي دولة أوروبية من دخولها أو تنظيم حفلات فيها.
شخصيا، لم أستمع يوما لآلتون جون ولم أقتنع بأن مجرد شغل منصب دولي يعتبر بابا للترشح لرئاسة الجمهورية ولم يتح لي أن أقع على برنامج للدكتور البرادعي لكي أعرف ما يحمل من مشروع لمصر ولكن الفتوى والقرار ملفتين للنظر موضوعا وسلطة.
عند قيام دولة غربية باتخاذ خطوات من شأنها المساس بحقوق بعض الجماعات الإسلامية في الغرب تثور ثائرة الشيخ البدري وأصدقائه من أصحاب الفتاوى "الفضائية" ويشنون هجوما صاعقا على تلك الدولة التي لا تحترم حريات مواطنيها وعقائدها، ويبدأون بالتذكير بممارسة حرية العقيدة. لكن الغريب أن مطالباتهم تلك تبقى خارجية أي دعوة للتطبيق خارج ديار المسلمين. أما في ديار الإيمان فإن حرية ممارسة الشعائر الدينية تصبح لعنة يجب الخلاص منها لأن الطوائف التي لا تنال رضى مشايخنا تحسب مرتدة أو كافرة. وعليه يصبح البرادعي خطرا على ديار المسلمين بما يحمله من دعوة.
أما الأستاذ الوسيمي فيريد حماية المسيحية من شر ولعنة آلتون جون رغم أن تصريحات الآخير لا علاقة لها إلا بقناعاته الشخصية وإيمانه ودعوته لزيارة مصر تأتي في إطار تنظيم حفل موسيقي وليس في إطار محاربة المسيحيين ومعتقداتهم. لكن الوسيمي صورة تثبت أن لمراكز القرار، في الكثير من دولنا العربية، ذهنية رجل الدين الذي يحلل ويحرم وفقا لما تشاء الظروف رغم أن الوظيفة أو المركز لا علاقة لهم إطلاقا بالدين، هذه مصيبة. لكن المصيبة أعظم عند صدور قرار عن نقيب الموسقيين، نعم نقيب الموسيقيين المصريين. ربما مستقبلا، يقرر النقيب، الغيور على الدين، أو هكذا يفترض به بعد ذلك أن يطلب من كل موسيقي أو فنان، يريد تقديم حفل فني، التعريف بدينه أو طائفته وما إذا كان مؤمنا أم لا.
يتوقع أحد الأصدقاء أن يصار قريبا إلى تسيمة الشيخ البدري رئيسا للجنة فحص إيمان المرشحين للرئاسة وأن تناط بالأستاذ منير الوسيمي، إضافة إلى منصبه، رئاسة لجنة التحقق من إيمان الفنانين والموسيقيين للتأكد من أهليتهم للإنضمام للنقابة أو لإقامة حفلات في مصر بالنسبة للأجانب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد الكاتب المحترم
محمود ( 2010 / 5 / 3 - 23:24 )
البرادعي يقدم افكارا تخدم شعب مصر تغير الدستور الاعرج في مصر اضافه الى الغاء قانون الطوارئ السيئ واطلاق القوانين الانسانية ودحر قوانين الشريعة الجاهلة والمدمرة للمجتمع كافكار يوسف البدري المشكلة الان في اطلاق كلمة -- الحرب -- على المياة بحجة حصة مصر من مياة النيل رد على ما طرحة البرادعي وهذا يعني تدمير مصر او بقاء الوضع على ما هو علية دون تغيير


2 - مصر
أيمن قـدرى ( 2010 / 5 / 4 - 09:57 )
هذه هى مصرنا يا عزيزى
ولاتعجب إذا ما علمت أن نسبه كبيره من المؤمنين لا يستمعون الى الفنانه فيروز لأنها على غير الدين
ولو عاد الزمن الى الوراء لحاربوا المطرب الجنتلمان فريد الأطرش لأنه درزى وليس على دين اهل السنه والجماعه
ولن نعدم المثال فقد حاربوا أحد المطربات اللبنانيات بأن لديها كلب تسميه على إسم رسول الإسلام
مصر الآن كالبهلول الدوار فى حلقه ذكر يدور بكل قوته الى أن يسقط فى النهايه مغشيا عليه


3 - لست أرى أي ارتباطا بين الحدثين
سامي المصري ( 2010 / 5 / 5 - 02:32 )
عزيزي الكاتب مع كل تقديري لرأيك فالفرق شاسع ما بين البرادعي وآلتون جون. البرادعي وبرنامجه الإصلاحي يمثل لمصر الإنقاذ من كارثة أدخلت كل مصري في نفق الموت منذ أن تولى قيادتها أنور السادات. 95 % من الشعب المصري في حالة احتضار واختناق وفقر ومرض. البرادعي أتى لمصر يحمل أكسوجين ليعطي المحتضر نسمة حياة ولذلك فمحاولة تعويق مهمته جريمة لا تغتفر. على الجانب الآخر لا يمثل آلتون جون أي أهمية لمصر سواء حضر أو لم حضر!!! في نفس الوقت لست أجد نفسي مستعد لأن أحترم شخصا يحاول تشويه صورة السيد المسيح بعد ألفين عاما دون أن يكون له أي سند تاريخي أو أثر لدليل منطقي على ما يقوله. كونه فنان على عيني وراسي، كونه مثلي فهذا شأنه، لكن ادعاءاته وافتراءاته على المسيح تثير الشعور بالغثيان! لذلك لست أرى أي ارتباط بين الحدثين؛
مع تحياتي؛

اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53