الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مافيا عن جد

محمود المصلح

2010 / 5 / 4
الادارة و الاقتصاد


مافيا عن جد ..
لا يمر يوما إلا ونسمع عن ضبط كمية من الأغذية الفاسدة تحت بند ( مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك البشري ) علما بان ما يضر الإنسان يضر الحيوان أيضا .. بمعنى إنها غير صالحة للاستهلاك البشري والحيواني .

لا يمر يوما إلا ونسمع عن إتلاف مخزون ما من مصنع ما أو شركة ما لكميات لا يستهان بها من المواد الغذائية التي توصف بأنها مواد غير صالحة للاستهلاك البشري ، بالأمس القريب قرأت عن إتلاف ثلاثين طنا من مادة الكاتشب لأنها غير صالحة للاستهلاك .. فاسدة .. فلم يبادر صاحب المصنع الشريف النظيف الخلوق المؤدب الحاج أبو ...إلى إتلاف هذه المادة من منطلق تلك الصفات التي يتمتع بها .

كما لم يبادر غيره من تجار المواد الغذائية.. قبلها شحنة من السمك الذي تسرب إلى السوق .. وكان فاسدا .. وينغل به الدود ، والذي تسرب إلى أفواه وبطون وأمعاء المئات من الناس ( البشر ) قبل أن يتم اكتشافه من قبل رجال الصحة والضابطة العدلية وكل مسؤول ومهتم في هكذا قضية ..

قبل فترة تم إعادة كمية من لحوم الحبش المعدة كعجينة لصناعة المر تديلا المستوردة من إسرائيل وذلك لمخالفتها المواصفات ، وعدم صلاحيتها .

ان طرق تخزين المواد الغذائية المجمدة والمبردة بحاجة الى رعاية خاصة ودراية خاصة وتجهيزات ومعدات تناسب المواد المجمدة ، اذا صدف وان مر احدنا من جانب احد الثلاجات التي تخزن مثل هذه المواد فانه يشم رائحة اللحوم الفاسدة التي لا تخفى على احد .. واذا رأيت التاجر بكرشه المنتفخة تشم رائحة الفساد .

قد تتمكن الجهات المسؤولة من ضبط المخالفين ، ومراقبتهم ، ومعاقبتهم ، وبالتالي سيسعى الفاسد إلى فساد اكبر لتعويض الخسارة التي لحقت به على حساب الشعب والكادحين منه ..لانه يدرك انه يضبط مرة و يفلت عشرة ، ومن هنا فأني أرى انه اذا تم ضبط مخلفة لأحدهم كانت تهدد الوطن والمواطن ( ولهذا يسمى الأمن الغذائي ) فيجب ان تسحب رخصة ، ويشمع محله ، ويمنع من مزاولة مهنة بيع المواد الغذائية . ذلك انه غير أمين على صحة الوطن قبل المواطن ويصنف في قائمة الخونة .

السؤال الكبير الذي يطرح نفسه الآن :
كيف تسربت هذه المواد الغذائية إلى البلد ؟
كيف تمكن التاجر المستورد من تمريرها من الميناء ؟ او من الحدود البرية ، او المطارات ؟
أين دور الرقابة والتفتيش .
أين دور المختبرات ذات العلاقة ؟

كم من المواد الفاسدة مرت إلى البلد بهذه الطريقة ولم يتم اكتشافها ، حليب فاسد او منتهي مدة الصلاحية ، او مادة المرتديلا غير الصالحة للاستهلاك ، الأسماك ، والتفاح ،واللحوم المجمدة .. والتي ربما نجهل تاريخ ذبحها وتجميدها . أرى الكادحين والمطحونين من الناس يقفون صفا في طابور طويل أمام محل مشهور في المدينة التي اسكنها ، أمام منشار من النوع الذي يستعمل في نشر الخشب .. وهم ينشرون اللحوم المجمدة إلى قطع مختلفة الإحجام .. أو أن يفرموها على ماكنة فرم اللحمة ... وكل ذلك بسعر زهيد ... في ظل اشتعال وسعير نار اللحوم البلدية وطنية المنشأ والتي مضى جيل لم يعرف طعمها الحقيقي .

أتسأل أي نوع من اللحوم هذه .. وهل حقا هي لحوم ..وما هو مصدرها .. وكيف تم ذبحها وتجميدها ..وكم مضى على تجميدها في المجمدات ..وهل تم مراعاة الشروط الصحية الواجب إتباعها في مثل هذه الظروف .

سمعت ان بعض تجار اللحوم يقومون بتذويب بعض أنواع اللحوم المجمدة في الليل او حتى في النهار .. وتباع على إنها لحوم مبردة .. او ربما طازجة ..

أين دور مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة .. وجمعية حماية المستهلك .. والدور الرقابي للمؤسسات الصحية التي يهمها الأمر .

إن صحتنا في خطر وأمننا الغذائي في خطر ووطننا في خطر اكبر ، وثمة أعداء من الداخل اكبر من أعداء الخارج ، فأعداء الخارج خطرهم واضح بين ، نعرفهم ، ونعرف خطرهم ، وندرك أهدافهم ، ونعد لهم ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل ، نحذرهم ونتربص بهم ، نراقبهم ولا نغفل عنهم ، أما أعداء الداخل الذي يبثون سمومهم من خلال جشعهم ونهبهم ، وعدم مراعاتهم لأدنى حدود المواطنة والأخلاق والمسؤولية فإننا نحذر منهم لأنهم أعداء خفيون مجهولون ، فقدوا أدنى صفات الإنسانية ، بعد ان أعماهم الطمع ، ولم يدري احدهم انه قد يتسبب بموت قريب او صديق له دون ان يعرف .

مع تقديرنا واحترامنا لكل تاجر شريف نظيف ، يراعي الأخلاق والقانون وصحة الناس ومصلحتهم في عمله وهم والحمد لله الأكثرية الساحقة من تجارنا . وما كلامنا إلا عن تلك الفئة الباغية العمياء منهم .

إن ترك الباب مفتوحا ، والحدود مفتوحة للتجار ..وهم حيتان كبرى .. وليس كالحيتان تأكل السمك الصغير .. بل تأكل الكبير والصغير وكل ما تصادفه في طريقها ..أجد بضائع ومواد غذائية من كل بلدان العالم .. فتلك لحوم من الصين ونيوزلندا والهند والسودان ورومانيا وسوريا .. على الرغم من ان هناك تصدير للأغنام إلى الخارج وهنا يكمن السؤال .. ما سبب الاستيراد في ظل وجود التصدير للمادة ذاتها ؟

لدينا اسماك من الأرجنتين والفلبين وفيتنام وعمان واليمن والصين والبار غوي .. ولدينا دجاج مجمد ، من فرنسا والبرازيل في ظل الاكتفاء الذاتي من مادة الدجاج والبيض . ومن هنا ما معنى الاستيراد في هذه الظروف ؟ وما الفائدة المرجوة منها ؟

ولا ادري لماذا يتم الاستيراد من دول العالم كافة .. ونحن يمكن ان نستورد من دول اقرب وقد يكون بسعر اقل وتكلفة شحن ونقل اقل .. ومخاطر اقل .. فالمغرب والجزائر ومصر واليمن وعمان بلدانا عربية قريبة ذات شهرة واسعة في صيد الأسماك وهي تعد بلدانا مثالية من ناحية القرب والتكاليف . الى جوانب فوائد ذات قيمة اكبر من التجارة والمال والمكسب والخسارة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محافظات القناة وتطويرها شاهد المنطقة الاقتصادية لقناة السو


.. الملاريا تواصل الفتك بالمواطنين في كينيا رغم التقدم في إنتاج




.. أصوات من غزة| شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 25-4-2024 بالصاغة




.. بركان ثائر في القطب الجنوبي ينفث 80 غراما من الذهب يوميا