الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام .....وما بقي منه

ازهر مهدي

2010 / 5 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ... حديث نبوي شريف يستحق ان نقف عنده كي نطلع على واقعنا نحن الذين نسمي أنفسنا مسلمين ومؤمنين ، فهل ان إله إسلام القرن الحادي والعشرين يمثل دينا او اتجاها روحيا كما تدل عليه تسميته ؟؟؟؟ يجب ان نشك قليلا او حتى كثيرا في هذه المقولة!!!!

هناك مقولة تنسب لأحد الحكماء يقول فيها ان من السهل علينا ان نقاتل من اجل مبادئنا لكن من الصعب بمكان ان نعيش وفقا لهذه المبادئ !!! وما من مبادئ ومسميات تقاتل الكثرة باسمها في عصرنا الحالي من دون ان تعيشها أكثر من مبادئ الإسلام للأسف.

الإله الإسلامي المعاصر لم يعد الها شريفا كما بشر به محمد بن عبد الله (ص) ولم يعد الها واعيا كما نادي به علي بن ابي طالب ولم يعد ألها رحيما كما ترنم به علي بن الحسين ولم يعد ألها محبا كما تغزل به جلال الدين الرومي ولم يعد الها جميلا كما تغنى به حافظ الشيرازي ولم يعد هذا الإله ألها في الأساس في إسلام القرن الحادي والعشرين بل مجرد شخص بربري مستعد دوما كي يشهر سيفه من اجل قطع الرقاب.

الإله الإسلامي المعاصر لا يعدو كونه إلها بدويا يصارع من اجل البقاء في صحارى الفكر الميت ، الإله الإسلامي المعاصر لا يعدو كونه إلها متأزما ومتوترا لا يقر له قرار ، الإله الإسلامي المعاصر يشعر بالألم وهو يرى الناس يريدون العيش بسلام ورخاء وهو ذات الإله ألشبقي الذي لا يرى في المرأة او حتى الغلمان الا متنفسا عن اللذة المكبوتة في قلوب وعقول أصحاب اللحى والسراويل القصيرة.

الإله الإسلامي المعاصر ضعيف جدا بحاجة الى المتفجرات والقنابل والأسلحة كي يظهر انه لا يزال موجودا ، الإله المعاصر يشعر بالضجر ان رأي أناسا ضاحكين او مستمعين او محبين او حالمين بغد أفضل.

الإله المعاصر فقد رشده فأصبح بحاجة الى كهنة وسدنة وشيوخ كي يهدؤوا من روعه ويقولوا له دوما أنهم سيعملون جاهدين من اجل أن ينصروه في حربه على البشر وفرض هيبته التي فقدها بسببهم ولأجلهم بل لا يطيق صبرا ان مزح احد معه او رسم عنه كاريكاتورا ولا يهدأ الا حين يقيم اتباعه مظاهرات حاشدة يشتمون فيها ويصرخون ويعلنون الويل والثبور من اجل الانتقام او ينشروا الرعب والدمار في كل مكان

الإله المعاصر غادر لا يعترف بالعقود والمعاهدات العالمية والمحلية ويسمح لإتباعه دوما أن ينفذوا الى جميع أنحاء العالم المسالم الذي يستقبلهم من اجل ان يعيثوا فيه فسادا وينتزعوا من أهله الأمن والأمان بل وأباح لأتباعه ان يسلبوا الآخرين حتى لو كانوا أخوة او جيران او أصدقاء او زملاء ويحتالوا عليهم بحجة أنهم لا يستحقون شيئا من أملاك هذا الاله البخيل

الإله المعاصر اله سادي جدا يستمتع بمنظر القرابين والأضاحي البشرية ودمائها التي تمتزج مع تراب الأرض ويشعر بالراحة عندما يرى أشلاء الأبرياء متناثرة وسط الطرقات وفي المدارس والمستشفيات بل ولا يشعر بالأسى حتى لو كانت الدماء دماء المؤمنين به ، وهو يحب كثرا الضرب بالعصي والهراوات وتوجيه اقسى الكلمات وأبشعها من اجل ما يسمونه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودفاعا عن ولي الأمر او خادم الـــــ....... هذا ان لم يتم قطع رؤوسهم والتمثيل بهم بل ولديه هواية أخرى تتمثل بتسليط خراطيم المياه واعتقال المتظاهرين وسجنهم واغتصابهم ان هم حاولوا رفع رؤوسهم مطالبين ببعض حقوقهم بحجة أنهم معادين للثورة ومعادين لكبير الكهنة المسمى ولي الفقيه الذي منحه وكالة لاستعباد الارض ومن عليها

الإله المعاصر لا يحمل أي قيمة أخلاقية ولا يحض عليها فأباح لإتباعه الغش والكذب والسرقة والكسل والشتيمة وجميع الموبقات إن كانوا يتوجهون له ببضع صلوات خلال اليوم الواحد !!!!!!

الإله المعاصر لا يحب الموسيقى والفن والشعر بل وهو لا يحب أي شكل من إشكال الترويح عن النفس التي تشعر بالملل والتعب لأنه اله كئيب وحزين دوما ويكره رؤية السرور في أعين الآخرين

الإله المعاصر اله قاس غليظ السريرة يشعر انه ألان في أفضل حالاته بسبب إدمانه على بيع البترول و الرقيق والاتجار بالفتاوى التي يروج لها سدنته وكهنته لكنه لا يعلم انه بعد جيل او جيلين سيتم صلبه في قلوب الناس كما جرى صلبه في الأرض المقدسة قبل ألفي عام .

الإله المعاصر ليس ألها بالمعنى الحقيقي للإله فهو انعكاس لواقعنا واحباطاتنا ومخاوفنا وجهلنا وظلمنا ونزواتنا التي لا تهدأ !!!!!!

هل يوجد مصداق أوضح على صحة الحديث من ان الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا مع فارق ان هذا الإسلام قد كان غريبا في بدايته لأنه أراد خيرا وصار غريبا في هذا العصر بسبب كرهه لهذا الخير ؟؟؟؟!!!!

ازهر مهدي

http://alwah.net/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال جيد ولكن
Sir. Galahad ( 2010 / 5 / 17 - 15:12 )
مقال جيد وأجدني أوافقك الرأي في أكثر ما جئت به ولكن هل حقا إسلام اليوم يختلف عن هذا الإسلام الذي أتي به محمد؟

هل إخترع مشايخ وفقهاء الاسلام آيات القتل والذبح؟
هل أتوا بجديد من عندياتهم؟

لو كان الأمر هكذا ياعزيزي وإنهم حادوا وضلوا لكان من السهل الرجوع الي الطريق السوي فالكتاب موجود والحجة تكون عندها مع المصلحين

ولكن الحقيقه المرة هي عكس هذا تماما

الإسلام بالفعل جاء غريبا لأن تعاليمه وشرائعه غريبه عن الخلق السوي والعدل والإنسانيه وسيعود غريبا لأن الإنسان وصل الي مرحلة من النضج والتحضر الان تجعل قبول عقيدة كهذه مرفوضا ومستحيلا


2 - رائع
عهد صوفان ( 2010 / 5 / 17 - 15:13 )
اخي ازهر افضل ما يقال فيما كتبت انك كنت رائعا بتوصيفك الحرفي هنيئا لك بما كتبت وابدعت وننتظر المزيد تحياتي لك


3 - كتابة صحيحة
عبد الجبار اليائـس ( 2010 / 5 / 17 - 16:09 )
كتابة ثائرة, حقيقية, واقعية من أول كلمة حتى آخر نقطة فيها. كاتبها جريء يستحق كل التحية والاحترام. لأنه من النادر, النادر والخطير جدا التصريح بأية حقيقة اليوم. لأن سيوف وخناجر وقنابل خدام السلطة والإرهاب والدين مشهورة باسم آلهة الدم في وجه كل من ينطق بأية حقيقة حتى تمزقه وتشرده وتصب عليه كل النكبات. ولكن من يدري؟ هذه الكلمات الشجاعة تبقى الجسر الوحيد نحو الأمل والخلاص والنور.. ومستقبل الإنسانية.




4 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 5 / 17 - 16:49 )
الاخ العزيز زاهر بدا الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما قال السيد محمد ابن ابيه مقوله حكيمه لسبب بسيط ان الاسلام لا يستطيع مقاومه الفكر والمنطق بل القوه هكذا هو منذ بدايته والى اليوم واله الاسلام بدا بالقتل وجز الرؤؤس لكي يثبت انه اله جبار وماكر وخادع ويحب الدماء والاشلاء انا مكن محبي المسلمين وليس الاسلام واعتبرهم ضحايا هذا الاله او بالاحرى هو الشيطان بالرغم من انك علماني لكن هذا لا يمنع من ان تصلي لكي يهتدو الى اله الحق ....مقاله في صميم العقيده الاسلاميه وشيوخها بارع في الوصف


5 - السير جلعاد
صفاء ابراهيم ( 2010 / 5 / 17 - 19:30 )
على من تضحك بقولك هذا
قديما كانت ترهاتكم مكتوبة بالعبرية التي لا يفهمها احد غيركم
اليوم مكتوبة بكل لغات العالم فضائحكم
تتحدث عن القتل والدمار والذبح في شريعة الاسلام
وهل في توراتك غير القتل والذبح
الم يامركم فيها الرب بقتل كل من خالفكم وهل فيها غير الحروب والغزوات واستباحة الاعراض
انتم اول من سن للناس الذبح
انظر اسفارك المليئة بالحقد والكراهية على كل ما خلق الله
انظر كيف ان ربك الرحيم غضب عليكم لانكم قتلتم البشر فقط ولم تقتلوا الحيوانات وتخربوا الابنية والاشجار
انظر الهك الارهابي هذا كيف يكره كل شيء
انظر الدماء التي تسيل من اسفارك الخمسة والعشرون
سبط كامل من اسباط يعقوب ابدتم رجاله ولم يبق فيه الا النساء
وما تعمله حكومتكم في فلسطين وشعبها وغزة المنكوبة والمحاصرة خير دليل على الانسانية والرحمة التي تملا قلوبكم
على من تضحك بقولك هذا


6 - الاستاذ ازهر مهدي
سالم النجار ( 2010 / 5 / 17 - 20:23 )
يسعد مساك
لا احد يستطيع الوقوف امام عجلة التطور. لا مكان للجمود على سطح الارض ، الاسلام ولد غريباً ولو جرد من سيفه لبقي غريبا ومات غريباً، واليوم ما عاد سيفه يخيف احداً لذا سيعود غريباً ويموت غريباً


7 - السيد صفاء هل قلت شيئ؟
Sir. Galahad ( 2010 / 5 / 17 - 21:01 )
السيد صفاء
في ردك علي تعليقي كتبت 14 سطرا ولكن هل قلت شيئ؟ أي شيئ؟

ما دخل التوراة بما قلته أنا؟

تسألني علي من أضحك
الحقيقه في هذه اللحظه لا أنكر أنني أضحك عليك وعلي قدرتك الفذه والمعيتك الشديده التي أوصلتك الي استنتاجاتك الخارقه تلك

ربما كنت قد أسألك كيف أوصلتك قريحتك الي هذا
ولكن لا داعي مطلقا


8 - جلعاد
صفاء ابراهيم ( 2010 / 5 / 17 - 22:02 )
على من تضحك
تريد ان توهم ان المسلمين سفاكون للدماء وانتم حمامات سلام العالم
اسفارك التي تفوح منها رائحة الدماء تكذبك
تعاليمك العنصرية تكذبك
دويلتك اللقيطة تكذبك
تاريخكم الدموي يكذبك
غزة المحاصرة تكذبك
صبر وشاتيلا وقانا ودير ياسين تكذبك
عد الى نفسك واسالها هل يوجد تاريخ وديانه وتعاليم تحرض على القتل وسفك الدماء مثل الذي لديكم
اضحك على نفسك ان احببت فهي حرية بذلك


9 - اتهامات جزافية
محمد من المغرب ( 2010 / 5 / 17 - 22:35 )
أيها الكاتب المحترم.. أنت تلقي بالاتهامات جزافا دون أي احترام لعقل القارئ
فإله الإسلام قال في القرآن : {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ }المائدة 32 وأنت تقول: إنه يستمتع بمناظر القتل والمذابح

إضافة إلى مغالطات كثيرة، ليس عليها دليل، وتمنيت الرد على ما ورد فيها، لكن أكثر ما ورد مجرد كلام في كلام، وهو بلا شك سيعطي جرعة إضافية لكل من يحمل الحقد على الإسلام والتعليقات أعلاه خير دليل على ذلك


أين الموضوعية والعقلانية في معالجة موضوع كهذا

إنني أعرف تماما، أن كثيرا من الرفاق والذين يتهجمون على الإسلام لم يقرؤوا القرآن الكريم، ولم يدرسوا الكتب الرجعية وإنما أخذوا أفكارهم مباشرة عن المستشرقين

أقول هذا لأنني كنت اعيش مع بعض الرفاق الملحدين تحت سقف واحد


10 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 5 / 17 - 22:38 )
يا صفاء ابراهيم كتبت لك ملاحظه عليك من الان ان تقرا كثيرا لكي تكتب جيدا وبمصداقيه لانك قلت نوح اضطجع مع ابنته وهذا خطا فادح انصحك بالقراءه والتركيز لكي تكتب بمصداقيه


11 - سطوة السيف ... وياروح مابعدك روح
Zagal ( 2010 / 5 / 19 - 02:59 )
حقا الاسلام ده دين غريب جدا....

القران الغى المسيحيه بالكامل من منظوره لانها المحبه الحقيقيه التى لاتوجد عند اله الاسلام ... واكتفى بالممارسات الدنيويه التى لاتشبع عن جوع ... للاسف الاسلام لم يرتقى بالانسان بل حطمه واذله واماته بدون رجاء او خلاص .... لذلك الاسلام كان غريبا على من يستعمل عقله...

ولكن بعد سطوة السيف لم يعود غريب واصبحت المبادئ تنحرف رغماعنها خوفا وارهابا... وياروح مابعدك روح ...

والان وبفضل الفضائيات والانترنت لم يعود للسيف اى قوه او رهبه ولهذا ينكمش الاسلام لينتهى برقى الانسان وسموه عن المعاملات الاسلاميه التى وضعت الانسان فى شكل سئ جدا ...

ولكن لاننسى ايضاان الخوف الذى زرعه الشيطان فى قلوب الناس من ترك الاسلام سيستمر قليلا حتى يختفى تدريجيا

اخر الافلام

.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي


.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل




.. بحجة الأعياد اليهودية.. الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي لمدة


.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر




.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري