الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جثت عصور الدُنى

مروان المغوش

2010 / 5 / 17
الادب والفن


جثت عصور الدُنى

واغرورقت أحداقها

وأجهشت شمس الدهور بلوعةٍ

قد اعلنت قد سافر إشراقها

فالنُهى والمشتهى والآه تمضي نحوك

واللغة بل اللغات يانزار بعدك

قد غادرت أعناقها

دهرٌ مضى والعشق فينا لم يزل

يسأل الأطفال باكٍ

أيرحل من كان الازل

دهرٌ مضى والشعر يبكي من مضى

نحو السما معطراً أوراقها

الأبجدية يا نزار أطرقت

الشعر خرج ولم يعد

والقصيدة مذ رحلت لم تزل

ترفض إلا شفاهك

يا نزار عِناقها

دهرٌ مضى والدوح ُ غادره الكنار

والبحرُ يجلسُ على الشواطيء في انتظار

الشمس تغرب ثم تغرب

وكأنك حين ارتحلت

قد ارتحل معك النهار

وكأنك في ميلادك الكوني تخبرنا

أن القصيدة لم تزل

في الكون يراودها الأمل

أن تلتقي ثغر النزار

دهرٌ مضى والياسمين الدمشقي في وجوم

ونيسان هذا العام لم يأت

خجلاً ولم تأت النجوم

فالسماء بلا عينيك موحشة ً

فلا الطيور تسكنها

كذا ولا تزينها الغيوم

دهرٌ مضى ياشاعر الدهرِ ونحن

نسأل قارئة الفنجان

عن جمال الأبجدية

لِما ارتحل حين ارتحلت

فأمسى الشعر بلا هوية

دهرٌ مضى والدهشة في حدق الدُنى

فقد هجرت أنغام الأصيل غروبنا

والفجر غادره السنا

واللغة بعدك يانزارتيتمت

فالعابثون أشعلوا فيها الحرائق

أطواقها أمست من حطب

أزهارها من بحر الخشب

أواه ديوان العرب

أنت وإن تمضي الحقب

سيبقى شعرك يا نزار على المدى

نهدات من جزر الحلم

وقصيداً يسكنه الذهب

نزار لِما تركتنا

وهل حقاً تركتنا

أم أنك مسافر نحو السهى

لتزين عنق حبيبتك بها

فهداياك استثنائية كانت

أيها الحلم العنيد

فكم أتيتها دوماً

على أجنحة القصيد

بعقودٍ من روض الخيال

ولآليء العقد الفريد

من كان مثلك يا نزار لا يرحل

فقط يسافر

صوب ذاك النبع والسر العميق

يا صائغ جنات الهوى

ومعلم العشق العريق

مسافرٌ أنت إذاً

كي تعلمنا المزيد

عن ذلك النغم الأنيق

دهرٌ مضى يا ساحر العصر ونحن

في روضة الأطفال ننهل من بهاك

فعروس الشعر قد قصت جدائلها

وأقسمت بدموعها ألا يعانقها سواك

فابعث لها أستاذنا درر الكلام

فقد تحنث لأجلك َ بيمينها

وتمنحنا بعض ابتسام

إسطورة الحرف المضمخ بالعطور

ساحر العصر وشاعر

سوف تعشقه العصور

رفيق قلوب العاشقين

وحبيب كل الثائرين

باقٍ على مر الدهور

إني خيرتك فاختاري

وكثيراً من قصص المطر

ستظل الأرض تنشدها

وحُباً يغنيها القمر

فكلمتك سكنت ضمائرنا

وسكنت أغصان الشجر

فاللغة التي يا نزار سكنتها

أليك أعلنت السفر

عمرٌ مضى يا شاعر الدهرِ ونحن

لم يزل يرهقنا انتظار

علَّنا نركب بعض بحرٍ

أونعانق بعض شعرٍ

لم يعطره النزار

ودون جدوى يا صديقي ننتظر

فاللغة حين ارتحلت قد رحلت

ومابقي أظنه بعض احتضار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحسنت
هايل نصر ( 2010 / 5 / 18 - 14:19 )
احسنت يامروان ايها الشاعر الموهوب.
نتمنى قراءة رسالتك في الدكتوراه قريبا التي قررت بذل كل جهودك لانصاف شاعر ليس ككل الشعراء, شاعر لايجود الدهر بمثله الا مرة كل قرن
نتمنى نشر المزيد من قصائدك.


2 - شكري وتقديري
مروان المغوش ( 2010 / 5 / 18 - 15:40 )
دكتور هايل
يشرفني ويسعدني ما تفضلتم به على ما كتبت
وأعدكم بنشر المزيد من القصائد
تحياتي وتقديري

اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في