الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطيئة شرف

زهير قوطرش

2010 / 5 / 23
الادب والفن





جلس الأب وأبنته ,بعد أن اعترفت له بخطيئتها الكبيرة التي لوثت شرفها وشرف العائلة ,وطلبت إليه أن يفعل بها ما يشاء فهي راضية بما يحكم , حتى لو كان الحكم بالقتل أو الرجم أو ما يراه مناسباً لغسل العار .
ساد بينهما صمت عميق وطويل , كانت تبكي وترتجف مترقبة رد فعل الأب الذي وضع رأسه بين يديه مغمضاً عينيه شارداً بفكره, وهو يردد بسره...يا ليتها لم تعترف لي بخطيئتها . هي ابنته الوحيدة التي يحبها أكثر من الحب , وخاصة بعد وفاة أمها التي كانت بالنسبة إليه كل شيء في حياته .عندما رحلت زوجته إلى العالم الأخر تركت له قلبها الحنون في وعاء قلبه من أجل أن يربيها بحب الأمومة وحنانها .ومنذ وفاتها وهو يردد باستمرار, ابنتي الوحيدة هي من رائحة المرحومة التي لن أنساها يوماً.
رفع رأسه ,ونظر إلى وجه ابنته البريء ,وسأل نفسه ذلك السؤال النمطي ...ألم أقع أنا في الخطيئة, وتبت بعد ذلك ,ما الفرق بيني وبين ابنتي ,أليست إنساناً ,له قلب وله مشاعر يخطيء ويصيب.ألم تقترن الخطيئة بالتوبة كاقتران الجسد بالروح أليست التوبة هي التي تغسل كل الخطايا؟؟.
"وقدم له الكتبة والفريسيون إلى يسوع أمرأة أخذت في زنى وأقاموها في الوسط.وقالوا يا معلم إن هذه المرأة قد أخذت في الزنى.وقد أوصى موسى في الناموس أن ترجم مثل هذه فماذا تقول أنت"....."أما يسوع فأكب يخط بأصبعه على الأرض" .لقد كان المعلم في تلك اللحظات ,يسأل نفسه عن غباء أولئك الذين يتمسكون بالناموس كصنم بلا روح ولا إحساس ,كان يدرك أنهم يمثلون القلوب القاسية التي لا حياة فيها ولا حب .نظر إلى المرأة التي أخذت في زنى , كانت عيناها تتوسل إليه, نظر إلى قلبها من الداخل ووجده أبيضاً ,لا حقد فيه ولا حسد ,أخطئت لكنها قد عزمت على التوبة إن رحمها المعلم ,وأبعد عنها ذئاب النواميس الجامدة.
"ولما استمروا يسألونه ...انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطيئة فليبدأ ويرميها بحجر.ثم أكب أيضاً يخط على الأرض."
انتظر المعلم بعد ما قال مقولته المشهورة ,عل ناموسهم ترتد إليه الروح والحياة.
"أما أولئك فلما سمعوا طفقوا يخرجون واحدا ًفواحداً "وكان الشيوخ سدنة الناموس الميت أول الخارجين ."وبقي يسوع وحده والمرأة قائمة في الوسط,فانتصب يسوع وقال لها يا امرأة أين الذين يشكونك أما حكم عليك أحد,قالت لا يارب ......ولا أنا أحكم عليك ....أذهبي ولا تعودي تخطئين".
تذكر الأب كل هذه المشاهد التي رأها يوماً من على شاشة التلفاز ...فقام من فوره
واقترب من ابنته ,التي سقطت على قدميه طالبة منه العفو أو العقاب....رفعها إليه ,وقال لها ....توبي يابنتي , ولا تعودي تخطيئين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا