الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى الائتلافين والعراقية..مع التحية

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

2010 / 5 / 25
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


الى الائتلافين والعراقية ..مع التحية
أ.د. قاسم حسين صالح
رئيس الجمعية النفسية العراقية

من خصائص الصراعات ،لاسيما السياسية،أن كل طرف فيها {قافل} على هدف يريد من الآخر أن يسلّم به فيما هذا {قافل} على هدف آخر مختلف وله نفس المراد. وحين تكون الأمور هكذا تكون بهم حاجة لرأي ليس لصاحبه فيما يتصارعون عليه "ناقة ولا جمل"..ولهم نتقدم بثلاث نصائح.
الأولى: أن يمنح الائتلافان، دولة القانون والائتلاف الوطني، الفرصة لرئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني، وأمر عودته محسوم، بتكليف رئيس الكتلة الفائزه السيد اياد علاوي بتشكيل الحكومة..فبها يسجل الائتلافان الشيعيّان فضيلة كبيرة في السلوك الديمقراطي،( ولهما في ذلك سابقة عظيمة هي قبول الأمام علي تولّي الخلفاء الثلاثة للسلطة ).وبها ايضا يخلقان أجواءا مريحة تمتص الاحتقان وتخفض التوتر لدى الأطراف السياسية والناس الذين يتخوفون من حرب أهلية.فما يميّز العراقيون أنهم ميّالون،سيكولوجيا،لتوقع الشرّ في أوقات الأزمات واستبعاد الخير..لأن ما أصابهم من أحداث جعلهم يفكرون هكذا،ولأن ما يرونه من انشغال السياسيين بلعبة الحكم أكثر من انشغالهم بأحوال البلد والناس يعزز لديهم هذه التوقعات.فضلا عن أنهما يغلقان ،بهذا الأجراء، افواه القنوات الفضائية التحريضيه، ويردّان بأسلوب رفيع على اتهامات اقليمية بسعي أشخاص في السلطة (للأستحواذ)على السلطة، ويشيعان الاطمئنان من تخوفات تلّوح بمجيء دكتاتوريات بعد ذهاب دكتاتورية .
وطبيعي أن " العراقية " لن تستطيع تشكيل حكومة شراكة وطنية قوية الا بموافقة الائتلافين الشيعيين..فان نجحت وأرضتهما فبها، وأن لم تنجح فسيؤول امرها للائتلافين بروح رياضية،وبرضا العراقيين والجيران.. الطيبين منهم والخبثاء.
والفرق بين الاجرائين مؤثر جدا في التعبئة النفسية وتحديد صيغ التعامل البرلماني. فان عمد الائتلافان الشيعيّان الى أن يحولا دون قيام " العراقية" بتشكيل الحكومة، فان البرلمان سيكون معبئا من جلسته الأولى بصراع طائفي وقومي، وسيقول كثيرون ( جنك يابو زيد ما غزيت) ويا ليتنا ما انتخبنا.. وان البرلمان الجديد نسخة طبق الأصل من سلفه الذي خذلنا.. فيما الاجراء الثاني الذي يعطي الفرصة للعراقية بتشكيل الحكومة(ولن تستطيع الا بموافقة دولة القانون أو الوطني) سيوفر مناخا نفسيا يشعر فيه المواطن أن رياح التغيير الربيعية في طريقها اليه، ويجّنب الكتل الفائزه قيام كلّ واحدة بتفكيك مكونات الكتلة المنافسه، أوالنخر فيها "كالأرّضه"..وفي هذا تأجيج لروح الكراهية وفرز جديد لاصطفافات طائفية وعشائرية ومناطقية.. تديم بؤس الناس وجزعهم وتعمّق كرههم للسياسة والسياسيين.
والنصيحة الثانية: أن يبادر الثلاثة (الائتلافان والعراقية) في الجلسات البرلمانية الأولى ، الى اقرار اجراء بتخفيض رواتبهم وامتيازاتهم ، فبه يتقربون من الناس الذين انتخبوهم، ويشعرونهم بالاطمئنان أن الذين أدخلوهم قبة البرلمان سيعملون على خدمتهم..لا أن يعززوا سابقة:يثروا ويولّوا الأدبار بجوازات دبلوماسية بعد أربع سنوات!.
والثالثة:أن يتخذ الائتلافان والعراقية اجراءا برلمانيا حاسما بملاحقة الفاسدين مبتدئين بالرؤوس الكبيرة،والزامهم باعادة أموال العراقيين وتقديمهم للمحاكم.. فهذا الاجراء سيكون وقعه عند الناس أقوى من توفير الكهرباء لهم، لأن القضاء على الفاسدين واعتماد "العين الحمره" في التعامل معهم هو الضمانة لتحقيق مطالب الناس وايفاء الكتل السياسية بوعودها للناخبين..فضلا عن أنه هوية الدولة في تطبيق القانون الذي يعني احترام الانسان بوصفه القيمة التي تميز المجتمعات المتحضرة.
أقول هذا بوصفي عراقيا وسيكولوجست ولست سياسيا. فتاعلوا على أنفسكم وخذوا بنصيحة محبّ له خبرة أربعين عاما،ولا تكونوا كما قال المعري: لقد أسمعت لو ناديت حيا..ولكن لا حياة لمن تنادي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - على غير التوقع
سلام ( 2010 / 5 / 25 - 08:11 )
كنت انتظر وبلهفة مقالة لك حول الاسقاط النفسي الذي كان يعانيه الديكتاتور صدام حسين وهذا ماطالبناك به انا وعدد اخر من القراء في اخر مقال لك قبل ايام .. على كل حال سنبقى بانتظار هذا المقال ...و ارجو ان لايتاخر نشره حتى تشكيل الحكومة الجديدة لان ذلك يعني اننا سننتظر شهورا ان لم تكن اعوام


2 - الحل المنطقي
البراق ( 2010 / 5 / 25 - 09:55 )
تحية للدكتور قاسم والشكر لمقترحاته المنطقية والمنسجمة مع الدستور ولمعالجته النفسية لقادة الكتل الثلاث ووصفته التي تنتظرها الجماهير في تخفيض رواتب النواب والوزراء ورئيس الجمهورية وجميع الدرجات الخاصة ومتابعة السراق واسترجاع مانهبوه من اموال العراق


3 - تحية للجميع
أ.د.قاسم حسين صالح ( 2010 / 5 / 25 - 10:57 )
الأخ سلام
راجع كتابي (بانوراما نفسية)المنشور في الاردن ففيه تحليل لشخصية صدام حسين
تحياتي واحتراماتي لجنابك ولكل من يعلّق على ما اكتب ..ايجابا يفيدني في اشباع حاجتي النفسية الى الاعجاب!!..اعني التأكد أن أفكاري صحيحة ،وسلبا ايمانا بمقولة:رحم الله امرءا أهداني عيوبي
جزيل شكري مع خالص محبتي للجميع


4 - لا يصلح الدهر ما افسده
عبد الحسين سلمان ( 2010 / 5 / 25 - 11:32 )
تحية للدكتور قاسم
الاقتراح الثالث هو الاهم ...
سيكلوجيا
وسيسلوج(يا)
وايدلوج(يا )
وديمقراطي(جيا)
وحواسم(جيا)
دكتورنا العزيز : لا يصلح الدهر ما افسده سياسين(جيا)

كل المحبة والود لك


5 - الاستاذ السياسي مقترحك عودة البعث لايمر
اكاديمي مخضرم ( 2010 / 5 / 25 - 14:33 )
علاوي طويرق ونجيفي هم الممثل للبعث الفاشي وهذه المره كما لم يسبق له مثيل مدعوما - البعث الفاشي-بجبهة عريضة ليست فقط اقليميا
ومنح البعث فرصة العوده هذه المره معناها عمل منهك لمئة سنه او يزيد بفية التخلص من الفاشيه البدائيه المتحالفه حتى الموت سويا اي القوميه الدينيه
ان مباركة اشباه البشر من اسرة سعود وتخصيصاتها بالمليارات هو قرار نظام الاستبداد الشرقي العنيد المهيمن على مايسمى الامتين الاسلاميه والعربيه
بان اقطاعيتها مع عبيدها سيبقون خارج التاريخ لاراءسماليه ولا اشتراكيه لاليبراليه ولادمقراطيه نعم لهذا النظام المتعفن الذي لانظير له في كل الدنيا
وطليعته - ياللمفارقه اشباه البشر من الاسرة الامية الجاهله العدوه لاية خطوة للامام حتى لو كانت سياقة المراءه للسياره
استاذنا الكريم دع عنك تسميت التعبئه المؤقته شيعيه سنيه وامثالها
حتى الامس القريب حتى اوربا المتحضره المتمدنه كانت تسمى احزابها الاكثر ديناميكية ولظروف حاكمه قاسيه بالاحزاب المسيحيه ومعها نقيضها الدمقراطيه
فلماذا يااستاذنا تستكثر على العراقي المستنير المثقف نوري المالكيورفاقه
التكتكه بما ينفع في اجهاضالفاشيه وعودتها


6 - الاقتراح الثاني وخيــــــــال
كنعان شماس ايرميا ( 2010 / 5 / 25 - 19:10 )
دكتورنا العزيز بما ان المقترحات العلمية والعملية لن يوخذ بها لتعمــق النفــــاق في اخلاق سياسيينا فلنغرق في الامنيات والخيـــال عليه نتخيل مايلي : تجتمع الكتل الثلاث وتقرر تنزيل رواتب البرلمانيين والدرجات الخاصة بنسبة خمسين في المئة ويشمل البرلمانيين السابقين والغاء جميع امتيازاتهم ثانيا تشكيل محكمة عراقية عليا بميزانية مفتوحـة وتحت الحماية الامريكية مهامها تطبيق شريعة حقوق الانسان ومحاسبة كل من اضر بمصلحة الدولة العراقية وتسبب بقتل العراقيين وتهجيرهم والغاء اي امتياز حصل من جراء انتهاك حقوق الانسان وتستمر هذه المحكمة الى ان يستتب الامن ويعم الرخاء ويصبح حال العراقيين مثل ســـويســـرا والى المزيد من هذه السيناريوهات الخيالية . كيف نحصل على كتابك الذي ذكرته وحبذا لو تحلل شخصية الخميني كذلك فهو مع صدام كان حجري الرحى التي طحنت الشخصية العراقية والايرانية تحية اعجاب وتقدير


7 - على الساسة أن يتعلموا السبحيولوجي أولاً
خليل الجنابي ( 2010 / 5 / 26 - 05:50 )
الأستاذ الفاضل / الدكتور قاسم
لقد ذكرتها في آخر مقالتك الكريمة ( لقد أسمعت لو ناديت حياً .. ولكن لا حياة لمن تنادي ) لذا فإن الأُمنيات لوحدها لا تنفع عند الكثير من البشر , لأن الطرف المقابل ( قافل ) كما ذكرتم ولا يمكن تبديل وجهة نظره عن نفسه , لآنه لايفهم شيء إسمه علم النفس والعلوم الكثيرة الأخرى بما فيها ( السيكولوجيا ) التي تغيب عن معظم السياسيين , وأستميحك عذراً من نكته طريفة بهذا الخصوص ... أن شخص أراد العبور الى الحهة الثانية من نهر دجلة بواسطة البلم , وكان شكله أفندي يميل الى السُمنة ويلبس العوينات الطبية ويحمل معه مجموعة من الكتب السميكة , وعندما صعد الى البلم رحب به البلام وأخذ يبادله الحديث قائلاً له : عمي شتشتغل أنته ؟ قال له آني دكتور , فأجابه البلام , والله زين لكيتك .. آني مريض بلكت تكتبلي شوية أدوية تساعدني , فقال له : آني دكتور سايكولوجي , فرد عليه البلام : عمي أشو آني ما إفتهمت!! فأجابه الدكتور .. لعد عُمرك خسارة , وأخذ الدكتور يردد على البلام تعرف فزيولوجي , فيجيب البلام : لا والله عمي , فيقول له لعد عمرك خسارة , وهكذا إستمر معه , تعرف بايولوجي , تعرف مايكروبيولوجي


8 - تتمة
خليل الجنابي ( 2010 / 5 / 26 - 06:06 )
تتمة
والإجابة دائما كانت .. لا والله عمي .. فيجيبه الدكتور : عمرك خسارة
وفي هذه الأثناء جاءت روجة من الماء قوية , فأنقلب البلم .. وراح طشارهم ماله والي .. وأخذ الدكتور يغط ويطلع بالماء والكتب والنظارات راحت ... وهنا ناداه البلام .. دكتور : تعرف - سبحيولوجي
فأجابه الدكتور وهو شبعان من الماء ... لا والله
فقال له البلام .. لعد روح عمرك خسارة
هذا هو الحال يأخي الكريم .. ولا تتعجب من عدم الإستجابة لنداء العُقلاء في هذا الوطن الجريح .. مع فائق الإحترام والتقدير


9 - استاذي الغالي
سلام ( 2010 / 5 / 26 - 08:53 )
تخرجت من الجامعة تخصص هندسة ميكانيك عام 1979 وبسبب حبي لعلم النفس امتحنت خارجي ادبي ونجحت وقبلت في كلية الاداب جامعة بغداد سنة 1981 وداومت فيها الى نصف السنة حيث تم دعوة مواليدي لخدمة الاحتياط واني لا اتذكر اني قد تشرفت حينها ان اكون تلميذا لكم .. اتذكر الاستاذة بنت يونس بحري ( التي نسيت اسمها ) وكذلك استاذ يمتاز بالطرافة قصير القامة واتذكر ان هناك طالبة تونسية كانت معنا ... هذا كل ما اتذكره
وظهر لك كتاب الانسان من هو في اواسط الثمانينات الذي قراته بل قل حفظته وكذلك دراستك العميقة وعلى حلقات لما حدث في الايام الاولى لسقوط صنم ساحة الفردوس والتي نشرتها في جريدة الايام التي صدرت منها وللاسف اعدادقليلة رغم انها رائعة


10 - شلون ............. ما نرتاح ؟
ابو اصيل ( 2010 / 5 / 26 - 10:09 )
مرحبا استاذ ,
ـ بالنسبة للسياسين وكذلك غالبية العوام من الناس فان الامام علي وجد للسوالف والزيارات فقط اما الامتثال والاقتداء ف (اعذرني )
ـ اقتراحك بان يسمح الائتلافان للعراقية بتشكيل حكومة غير وارد في حساباتهم وذلك بسبب (ربما تغير بعض الكتل السياسية توجهاتها وتنظم الى ائتلاف العراقية لان ( الجماعة لامبدا ولا بطيخ) وبالتالي يصبح بامكانهم تشكيل الحكومة ويفلس الائتلافين من الكراسي والعزايم , وطبعا هم لايعترفون بالمعارضة داخل البرمان لانه لحد الان ( الزود للسلطة التنفيذية
ـ اما النصيحة الثالثة والتي تقول بقيام الائتلافين والعراقية بملاحقة الفاسدين فان هذا لن يحدث الا اذا ( عبد حمود دخل الجنة
ولاانكر حقيقة وجود القلة القليلة من الوطنيين داخل هذا القطيع الضاري ولكنهم ( ضايعين بالرجلين والله يساعدهم ويساعدنه)

اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر