الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسليم ثلاثة قطط الى المجلس البلدي

احمد مكطوف الوادي

2010 / 5 / 25
كتابات ساخرة


وسط احتفال بهيج حضرته مجموعة من قطط المنطقة و" عتاويها "
رزقت إحدى "البزازين " بأربعة صغار
ووقع الاختيار على بيتي ليكون حاضنا لعملية الولادة ، وبدون علمي ودون موافقتي
وخلا الحفل من أي حضور رسمي على مايبدو لأنني لم أشاهد يومها ارتال السيارات المصفحة والحمايات والعساكر تتوجه صوب منزلي
تخلفت عن الحضور كذلك المؤسسات ذات الاختصاص
وغابت كل الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية التي تعنى بالرفق "بالحيوان"
وكذلك ممثلية الأمم المتحدة ومندوبي السفارات التي تهتم دولها بالموضوع
وبعد فترة لاتتعدى الأسبوع اختفت الأم فجأة وسط استغراب الأهل والأقارب ودون سابق إنذار حتى
ووسط شقاوة الأطفال وسذاجة عقولهم و عبث القطط بكل شيء
بدأت الصيحات تتعالى إلى ضرورة إبعاد القطط إلى أي مكان أخر
ووسط هذا الصخب المتزايد ، والخلافات الحادة التي تسربت على مايبدو لمجموعة القطط نفسها
قرر كبيرها أن يطلب اللجوء " الحيواني " في بيت من بيوت الجيران وتحديدا بيت أبو مشتاق
الذي رزقه الله بفناء واسع وحديقة غناء
ذهب القط دون أن يفكر بمجرد الاتصال خلويا بإخوته وأخواته
رغم علمه بالانجاز الذي حققته شركة زين وأخواتها بتحويل كلفة الاتصال من الدولار إلى الدينار
كنت أفكر في طريقة ارفع بها الأذى عن تلك القطط من شقاوة الأطفال
وكذلك أجنب أهلي في نفس الوقت مشقة التنظيف و التعب وكذلك عدم الارتياح لوجودها بعد نموها المتزايد
كان الأطفال يطرحون علي يوميا سؤالهم الأزلي والذي هو بحاجة إلى جواب شافي :
لماذا تبدوا القطط هزيلة وضعيفة ومسكينة هكذا ؟؟؟
وكنت أقول لهم ، يا أعزائي كل القطط و " العتاوي " في العراق تبدأ هكذا هزيلة مسكينة
لكنها سرعان ما تسمن وتتنمر بمجرد أن تذوق طعم اللحم والشحم وتشم رائحة السلطة
إنها دورة حياة القطط السمان والعتاوي في العراق
وفي لحظة حاسمة اتخذت القرار المصيري ... وأحضرت صندوقا مربعا من الكارتون
وبعد عمليات المداهمة والكر والفر تمكنت من إلقاء القبض على القطط ووضعتها في الصندوق
ولكن والله من دون أن أقيدها أو اعصب أعينها أوان اسمعها كلمات نابية تنتقص من كرامة أمها التي تركتها واختفت في ظلام ليل دامس
وضعت القطط في الصندوق وحملتها متوجها صوب المجلس البلدي في منطقتي
وكنت اسأل نفسي بإلحاح ...
من الأحق بتحمل المسئولية أنا أم الدولة ؟؟؟
من هو الأقدر على توفير حاجيات هذه الكائنات ؟ أنا أم الدولة ؟
لو ماتت هذه القطط جوعا ؟من سيساءل عنه غدا ؟أنا أم الدولة ؟
أصبحت على قناعة بان كل ما هو على هذه الأرض مسئولية الدولة والحكومة وبما فيها القطط الثلاثة
يسألون عنها غدا يوم لا ظل إلا ظله
وحين سمعت القطط إنني انوي تسليمها إلى المجلس البلدي ارتفعت أصواتها عاليا وكأنها تريد أن تقول شيئا
لم افهم ماتريد ولكنني خمنت ذلك ووضعت ثلاثة سيناريوهات لذلك :
فموائها العالي ربما كان فرحا بخلاصها من ظلمي وتعسفي أنا المواطن البسيط
وطمعها في أن تصبح في يد المسئول الأمينة لترعاها وتتمتع بخيراتها !
أو إنها كانت تصرخ عاليا ، ربما لتأجيل الموضوع لحين تشكيل حكومة جديدة
ربما لأنها لا تدري إن الحكومة لن تتشكل قبل آب اللهاب
أما السيناريو الثالث فإنها كانت تعترض على الأمر برمته ولسان حالها يقول
(إذا كان الإنسان الذي كرمه الله جل وعلا بهذه الحالة البائسة فما هو مصيري أنا )؟؟؟
كنت امضي نحو المجلس البلدي والأفكار والافتراضات ومصير القطط يشغلني تماما
وصلت إلى المجلس البلدي وتوجهت نحو باحته الخلفية مبتعدا عن نقطة التفتيش
وضعت الصندوق وجلست لأفتحه وإذا بأحد المكلفين في حماية المبنى يصرخ عاليا " ارفع أيدك "
وينادي على جماعته انه...... مفخخ !!!
ركض الكثيرون نحوي ، والحمد لله فبعضهم قد تعرف إلي وتفاجئوا ... بأنني المفخخ المفترض !!!
ذهب البعض نحو الصندوق ليفتحوه بعد أن سمعوا صوت القطط يرتفع بالمواء
أخبرتهم بأنه ليس هناك ما هو مفخخ في الموضوع
وتوجهت نحو الصندوق وفتحته
وإذا بالقطط تولي هاربة خارج البناية نحو فضاء الحرية الفسيح


* عتاوي: ذكر الهر باللهجة العراقية
* بزازين : تسمية للقطط باللهجة العراقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أشرف زكي: أشرف عبد الغفور كان من رموز الفن في مصر والعالم ا


.. المخرج خالد جلال: الفنان أشرف عبد الغفور كان واحدا من أفضل ا




.. شريف منير يروج لشخصيته في فيلم السرب قبل عرضه 1 مايو


.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح




.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار