الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المسرح الاسلامي
حسام الخطيب
2010 / 5 / 27العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"هدفنا الدعوة إلى الدين الماجد بوسيلة الفن الصاعد، وتزكية الفن السليم بنفحات الدين الكريم، إيمانا بأنه إذا تدين رجل الفن، وتفنن رجل الدين التقوا في منتصف الطريق لخدمة العقيدة الصحيحة والفن السليم...".
بهذه الكلمات الذهبية حاول الشيخ أحمد الشرباصي الأزهري التنظير لتجربة مسرح الشبان المسلمين التي امتدت من عام 1945 وحتى عام 1961، وكان قيامها امتدادا لرؤية يؤكدها الشرباصي – أحد مؤلفي الفريق-:
"إذا كان للخطبة والقصيدة والقصة والمقال دورها في التأثير والتوجيه – وهذه كلها من ألوان الفن – فيجب أن يكون للمسرحية والنشيد واللحن والفيلم نصيب في التوجيه إلى قيم الخير ومثل الفضيلة.. إننا نريد لمسرحنا أن يكون للإيمان سنادا، وللعروبة عمادا، والعربية صوتا عاليا، وللقيم الرفيعة منبرا".
جاءت فكرة إنشاء مسرح الشبان المسلمين حين قرأ محمد عثمان عن مسرحية "آلام المسيح" الألمانية، والتي تجد إقبالا جماهيريا كبيرا، وتساهم في نشر الأفكار الدينية. قرر عثمان التحول إلى المسرحيات الدينية عن عقيدة واقتناع. فكر محمد عثمان وشعاره: "ولم لا نصنع لديننا الإسلامي مثل هذا النشاط؟"، وذهب لجمعية الشبان المسلمين ليعرض فكرته، ووافق الرئيس العام للجمعية صالح حرب شريطة خلو هذه المسرحيات من العنصر النسائي..
بدأ الفريق في تقديم بعض الأعمال الكوميدية بإخراج محمد عثمان، وكان يقدم مسرحية من 3 مشاهد منفصلة -متأثرا بالاسكتشات التي كان يقدمها سابقا- الأول فكاهة، والثاني مأساة اجتماعية، والثالث مشهد ديني، ثم قدم عرضه الإسلامي الأول "بلال" للمؤلف يوسف المحجوب، وبعد هذا العرض أحست الجمعية بأهمية الفريق فسمحت لعثمان بإجراء توسعات في قاعة المحاضرات وتعديلات لتكون قاعة مسرح وتبرع أحد الأغنياء المعجبين بنشاط فرقة المسرح الإسلامي بستارة فاخرة موشاة بالقصب تكلفت في هذا الوقت 500 جنيه، والطريف أن يكون هذا الثري المتبرع من عائلة لطف الله وهي عائلة قبطية شهيرة في مصر (!!) وهذا دليل علي عدم رفض الاقباط لمشروع الفن الاسلامي مادام ليس مناهضا للعقيدة المسيحية .واستمر الفريق يعرض ليلة واحدة كل شهر وكانت المشاهدة بالمجان في أول الأمر ثم صارت مقابل قروش قليلة.
تعد فترة الازدهار بداية من عام 1944 حيث بدأ الفريق يعرض أعماله خارج مسرح الجمعية. وقدم الفريق أول أعماله على مسرح دار الأوبرا "خالد بن الوليد" لمحمود جبر. وفي العام التالي مثلوا "عبد الرحمن الناصر" لعباس علام 1945، ثم "قاهر الشيطان" لمحمود متولي، ثم تلاه نجاح آخر للفريق حين أذاعت الإذاعة المصرية مسرحية "عبد الله بن الزبير".
نجح الفريق كذلك في تلك الفترة في ضم عدد من الشخصيات الرسمية الهامة والتي أسهمت في دعم الجمعية ومن هؤلاء د. محمد صلاح الدين -وكان وزيرا لخارجية مصر ومستشارا فنيا للحكومة المصرية- فوضع تحت تصرف الفريق كثيرا من الإمكانيات، كما ساهم في تغيير نظرة الفريق لإدخال العنصر النسائي في التمثيل، فإلى هذا الحين كانت الفرقة تتعمد تأليف مسرحيات تخلو من العنصر النسائي وإذا كان ثمة عنصر نسائي في البناء الدرامي كان يتم تحوير دوره واختزاله منعا لظهور ممثلات على المسرح، ولا شك أن ذلك كان يؤثر على حبكة الدراما في العمل، وكانت مسرحية "عبد الرحمن الناصر" هي أول الأعمال التي تضمنت عنصرا نسائيا ومثلت فيه عدد من مشاهير الممثلات بعد ذلك وهن: زوزو نبيل- رفيعة الشال- نعيمة وصفي.
لكن هذه التجربة لم تمر بهدوء.. فقد تعرضت لهجوم عنيف من الخطباء على المساجد خاصة الجمعية الشرعية والأزهر، بدعوى "الخروج على الدين ونشر الرذيلة والفساد".ثم تعرضت للروتين بسبب ضمها الي دار الاوبرا كنشاط ثم قتلت الفكرة اساسا .
ولكن الحاجة الي وجود مسرح اسلامي اصبحت ضرورة ملحة في الاونة الاخيرة للعديد من الاسباب وهي :-
- انهيار منظومة المسرح وقلة الدعم الفني او المالي عنه وانصراف الناس عنه الي غيره من انواع الترفيه او المتعة مثل السينما والتلفزيون ولا شك ان وجود لون جديد مثل المسرح الاسلامي سيكون كفيل بضخ الدماء المتجددة وجذب الناس مره اخري الي المسرح وهو ما يشكل فترة انتقالية لاستعادة المسرح مكانته كابو الفنون .
- انصراف معظم جمهور المتدينين والعائلات المحافظة عن المسرح لما احتوته بعض المسرحيات الحديثة من اسفاف وضعف في المستوي الانتاجي والابداعي كما احتوت بعض المسرحيات الكثير من الالفاظ البذيئة والايحاءات الجنسية والاغاني الهابطة
- الحاجة الي تصعيد جيل جديد من الفنانين الملتزمين من قلب المسرح االديني وهم من الذين يحجمون عن المشاركة في الفنون رغم مواهبهم بحجة الجو الفاسد الذي تحياه هذه الفنون
- العمل علي جذب التيار الديني والمحافظ في المجتمع الي عجلة الفنون والثقافة وعدم فصله التام عن المجتمع مما يغرقه في تيارات قد تنحرف بنا الي ما لا نحبه مثل التيارات الطالبانية والوهابية
وقد خطت بعض الدول العربية حديثا بعض الخطوات الواعدة في مجال المسرح الاسلامي ولاسيما دول الخليج فنرجوا الاقتداء بهذه الفكرة وتأييدها
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - بعد السينما الإسلامية, المسرح الإسلامي؟؟؟
سـنـاء حـنـاوي
(
2010 / 5 / 26 - 22:11
)
بعد السينما الإسلامية, ها هو الشيخ الداعية حسام الخطيب يعرض علينا فكرة تجديد المسرح الإسلامي!!!... لمتى يا دكتور المطبخ الإسلامي, والأوكسيجين الإسلامي, والمزارع الإسلامية, ولما لا الشوارع الخاصة للإسلاميين, يمنع المرور فيها لغير المحجبات والمبرقعات ولغير الرجال باللحية والدشداشة.
هذه الأيام أرى تسلسل العجائب والغرائب في الحوار المتمدن. لماذا لا؟؟؟
ولكن كم أتمنى أن تترك لنا مئات المواقع الإسلامية التي يفوح منها باستمرار رائحة البترول وآلاف الممنوعات والمحرمات والتكفير, ولو بضعة سطور للآراء الحرة العلمانية وقليلا جدا جدا من الديمقراطية.
2 - إلى السيدة سناء لاتيأسي
المفكر أبو جهل
(
2010 / 5 / 26 - 22:29
)
الأراء الحرة العلمانية الديموقراطية هي من سيهدم الأفكار الدينية الغيبية اللاديموقراطية والتي لاتحترم حقوق الإنسان. دعيهم ينشروا هذه الأفكار ودعونا نتناقش بشكل مفتوح لنرى من سيربح العقل أم الغيب؟
العقل حسام قاطع
3 - حرية الرأي مكفولة للجميع
ابراهيم حافظ
(
2010 / 5 / 27 - 07:10
)
أري انه علينا تركه يعبر عن نفسه لان هذا هو غرض الموقع الحوار المتمدن وبدلا من ان يكون لهم مواقعهم ولنا مواقعنا يمكننا من حين الي اخر الذهاب الي المواقع الاسلامية ونشر رسالتنا اليسارية وهم ياتون الي مواقعنا لنشر رسالتهم هذا هو ادب الحوار مع الاخر الذي ننادي به
4 - ترفيه
حمورابي
(
2010 / 5 / 27 - 08:20
)
اي ترفيه متوقع من المسرح الاسلامي يا شيخ حسام ؟المسرحية ستكون سيلا من المعارك والصياح واحاديث صلعم وخيام سوداء متحركة ان اشترك فيها بعض النسوة .قال ترفيه قال .
5 - إلى السيد ابراهيم الحافظ
عبد الجبار الـيـائـس
(
2010 / 5 / 27 - 09:02
)
أنا موافق معك.. ولكن! ألم نتعلم من تجاربنا السياسية في جميع البلاد التي تحاورنا بها (بشكل ديمقراطي فولتيري) مع الإسلاميين؟؟؟ طالعوا سكاكينهم المشحوذة وذبحونا.. واستولوا على الحكم بشكل رهيب.. وآخر تجربة.. التجربة الإيرانية.. يا رجل! الديمقراطية نعم.. ولكن ليس الغباء الكامل.
6 - حمام صنع ألهي
أشورية
(
2010 / 5 / 27 - 16:10
)
عفوا أخوتي لماذا لم ترجعوا للأزمنة وللقرون المنصرمة أي سنة 1430, وتعملوا عفوا توليتات تللك الأيام وفي الهواء الطلق والحجرات الثلأث ولما صرف المبالغ على ورق التواليت ومن صنع الكفرة ,ولماذا تسجنون أنفسكم في حمامات ذات الجدران الأربع وتواليت بمقعد والسيفون الذي صنعه الغرب الكافر ...فالقديمة تحلى ولو كانت وحلى.
7 - دعوة وسطية
ماريان خير
(
2010 / 5 / 29 - 09:00
)
رأيي الشخصي انها دعوي وسطية ليس بها اي تعصب
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو