الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاكر النابلسي.. معروض للبيع

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2010 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ليس بعجيب في زمن العقيدة "النفطية" السلفية أن نجد أحرارا يبيعون أنفسهم في سوق النخاسة و الرقيق، فبعد أحداث 11 سبتمبر و اطلاع الغرب و العالم أجمع على مدى القبح و الشراسة اللذين يهددان مستقبل الإنسانية، وقع آل سعود و ملالي طالبان و القاعدة في مشكلة، إذ أصبحوا محط استهزاء و سخرية العالم، ثم تتالت جرائمهم في العراق و أفغانستان و الصومال و غيرها، غير أن آل سعود و من لفّ لفهم راحوا يبحثون عن طرق أخرى لتجميل الوجه القبيح للسلف الذي ذبح الناس و بعضه بعضا و لتجميل المهلكة النفطية التي تقطع أيدي الفقراء الذين يسرقون رغيف الخبز بينما الأمراء يتلهفون المليارات.
من ضمن خطط هذا الإخطبوط السلفي و رشاواه النفطية قاموا بشراء مجموعة لا بأس بها من الكتاب و المفكرين (اللبراليين) ليوجهوا أنظار العالم نحو تطرف آخر مع الحرص على عدم المس بالتطرف السلفي، و السيد شـــــــاكر النــــابلسي ـ المقيم للأسف في أعظم ديمقراطية في العالم الولايات المتحدة ـ هو أحد أبرز هؤلاء الذين تم تسخيرهم و تسييرهم من قبل هذا الوحش النفطي السعودي، فالملاحظ مؤخرا أنه ينتقد جهة واحدة و طرفا واحدا في العراق ـ ربما لأسباب طائفية أيضا ـ دون غيره، و من ثم ينسب غالبية العراقيين إلى التبعية الإيرانية، لمجرد أن بعضهم يأكل (البرياني)!! أو يلبس خاتما في يمينه أو لأنه يلبس عمامة سوداء، أو لأن هناك تبادلا تجاريا بين إيران و العراق بلغ 7 مليار دولار، و هو مبلغ أقل بالنسبة إلى تنامي التبادل التجاري بين العراق و تركيا مثلا.
لست هنا أخالف السيد النابلسي في أن إيران دولة دكتاتورية و تشجع التطرف و تروج لثقافة المقاومة القذرة، لكنه حينما شبه أحمدي نجاد بابن المقفع ـ الذي وقع شهيدا في سجون أبي جعفر الدوانيقي (المنصور) ـ و كأن وصف شخص ما و تشبيهه بابن المقفع "في مقاله: العراق: من دكتاتورية البعث إلى دكتاتورية الملالي" هو تهمة، هذا الأمر جعل الصورة واضحة تماما، فالرجل لم يعد لبراليا و مفكرا بقدر ما هو طائفي و يمتهن قلمه في سبيل غيلان ـ جمع غول ـ آل سعود و سلفهم الشرير و الإرهابي، و بالتالي مهما لبس النابلسي من برقع أو نقاب أو حجاب فإنه لن يخدعنا بعد الآن في مزاعمه عن "اللبرالية" و "الديمقراطية".
من الجدير بالذكر أيضا هنا هو أن الرجل يقحم نفسه في الشأن العراقي مع أنه جاهل تماما بهذا الشأن و كان الأجدر به أن يشغل نفسه بفلسطين و الأردن، فمن الواضح أنه يكتب بعاطفة مليئة بالكراهية تجاه كل ما هو شيعي تحديدا، و سؤالي للأستاذ شاكر النابلسي هنا هو:
"هل تحمل الجنسية الأمريكية؟ و إذا كنت تحملها فالمصيبة أعظم لأنك بهذا تكون خائنا للبلد (أمريكا) الذي أعطاك الأمان و الحرية و فرص البحث و التعبير عن رأيك؟ و إذا لم تكن تحمل الجنسية الأمريكية و كنت بدونا فالأولى بك أن تسافر إلى الجزيرة العربية و تكفر بكل كلمة ديمقراطية ـ التي هي كفر في العرف السعودي ـ كتبتها و أن تلتحق بمدرسة ابن باز و ابن عثيمين و الكلبي و غيرهم من مسوخ الفتاوى المفخخة، هذا على الأقل لكي لا تتناقض مع نفسك و قناعاتك، و لا أظنك قادرا على الرد، فأنت و منذ مدة لا بأس بها أصبحت تدافع عن كل مرسوم ملكي يصدر في الرياض أو جدة.
عزيزي القارئ أنظر إلى النابلسي كيف يتباكى على حقوق الإنسان في إيران و العراق:
"ومن صفات الاحتلال الإيراني الأخرى للعراق انتهاك حقوق الإنسان. ففي إيران، وكما جاء في بحث الخبير الدستوري العراقي منذر الفضل، فإن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، بلغت حداً من الشراسة والبغي ما لم تبلغه في أي دولة أخرى باستثناء العراق (في رأيي أنا)" فيا ترى هل هذا موقف ينم عن عقل تحليلي أو منطق محايد؟ إن لم يكن بالفعل مصابا بمرض طائفي مزمن؟ فالعراق و على فرض أن هناك خروق لحقوق الإنسان هنا و هناك يتم ربطه و بهكذا تبرير بالنظام الإيراني، و كأن شيعة العراق ـ ذوو التبعية الإيرانية حسب النابلسي ـ هم وحدهم المسئولون عن هذه الخروق و المخالفات؟ لكي تحظى بالمصداقية عليك أن لا تفرق بين تدخل الولي السفيه في قُم أو الملك السفيه في الرياض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ولا بنكله
فيصل البيطار ( 2010 / 5 / 28 - 20:22 )
والنكله تساوي 2 مليم أخي سهيل .
كنت قد عزمت على الكتابه عن هذا الشخص وآخر عراقي يحمل شهادة الدكتوراه ومن الداعين لحقوق الإنسان ولكن على طريقته الخاصه . سنرجئ الموضوع إلى مناسبه أخرى حتى لايظن النابلسي إهتمام الناس به وبما يكتب فيما لو نشر موضوعان في آن واحد .

تحيه لك أخي الكريم .


2 - اخبار كاذبة
سلام ( 2010 / 5 / 29 - 07:19 )
انا اؤيد ماجاء في المقال ولدي تعليق على مقال النابلسي شبيه بهذا التعليق ولكني لا اظن ان النابلسي قد باع ضميره وقلمه الى ال سعود .لقد كتب عدة مقالات يمتدح بها (التوجهات الديمقراطية؟؟؟!!!!) في السعودية ولكن ظني انه يحاول ان يشجع وجود مثل هذه التجهات من باب الاصلاح وليس التغير الثوري
اما في العراق فانا اعتقد انه لا يحمل اي ضغينة على المكون الشيعي الذي يمثل الشعب العراقي واعتقادي انه يبني افكاره ومعتقداته على اخبار كاذبة ومفبركة او مبالغ بها تصله من هنا وهناك

اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار