الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قافلة الحرية : بين موقف عربى متخاذل وصحوة إسلامية تركية

رشا زكى

2010 / 6 / 3
السياسة والعلاقات الدولية


ليست تلك هى المرة الأولى التى تهاجم فيها إسرائيل مدنيين عزل ، وليس المشهد بغريب علينا أن يعترض العدو الصهيونى قافلة الحرية على بعد سبعين ميلاً بحرياً من البر الرئيسى ، أى خارج حدود المياه الإقليمية ، ضاربين بالقانون الدولى عرض الحائط .

إسرائيل بذلك الفعل المتحدى لكل القوانين والأعراف كأنها تقول للعالم : أنا أفعل ما أريد ... وأنتم لن تستطيعون إيقافى . وبالتأكيد تخص العرب فى ذلك ، لأننا كعرب للأسف ليس لنا موقف إيجابى موحد ، وأنسب ما يطلق عليه الموقف العربى أنه موقف ضعيف متخاذل يعانى فيه العرب والمسلمون من غياب النخوة والكرامة.

لكن المدهش حقاً هو أن يأتى إحياء القضية الفلسطينية خارج حدود الدول العربية ، فى حين يعيش العالم العربى حالة من السبات تجاه القضية.
قافلة الحرية التى تتكون من ثمانى سفن وتقل مئات من الناشطين من أربعين دولة على رأسها تركيا ، تتعرض لهجوم وحشى من قبل الجنود الإسرائيليين فيقتلون ويعتقلون العشرات من المدنيين.

إنه لمن المؤسف حقاً ألا تستغل مصر والأردن الموقعتان على معاهدات سلام مع إسرائيل فيكونا جزءاً من الحراك العالمى من أجل رفع الحصار على غزة ، فلم تستفد مصر والأردن من تلك المعاهدات سوى المزيد من التنازلات فى دورهما الإقليمى .

لماذا لا تتخذ مصر والأردن من تركيا مثالاً يُحتذى به ، فتركيا تربطها مصالح إقتصادية قوية بإسرائيل منذ سنوات كثيرة ، تلك المصالح التى بدأت حقاً فى التقلص مع وصول الإسلاميين إلى الحكم وتنامى الإسلام فى تركيا وخاصة فى عهد رئيس وزراء تركيا الحالى رجب طيب أردوغان.

وبالرغم من وجود تلك المصالح بين تركيا وإسرائيل ، إلا أن ذلك لم يمنع تركيا من مساندة شعب فلسطين في غزة ضد الحصار الصهيونى.
ولم تكتف تركيا بذلك بل خاطب رئيس وزرائها رجب أردوغان الشعب الفلسطينى قائلاً : أن ما حدث من إعتداء إسرائيلى على قافلة الحرية لن يؤثر على دعم تركيا للشعب الفلسطينى ، وأنه لو تخلى العالم كله عن مساندة الشعب الفلسطينى ، فسوف تواصل تركيا مساندة قضيته ... وهو بالتأكيد يخص العالم العربى بمسألة التخلى التى ذكرها فى خطابه.
ويبدو أن الرئيس مبارك قد أحس بالخجل لموقف مصر المتخاذل إزاء حصار شعب فلسطين في غزة وخاصة فى مسألة المعابر ، فأمر بفتح معبر رفح مؤقتاً فى موقف لحفظ ماء الوجه.

وسواء كانت هناك أهداف إقتصادية لتركيا فى المنطقة العربية ، أو كانت تسعى لمداعبة الإتحاد الأوروبى للحصول على عضويته التى طالما سعت إليها وباءت بالرفض – كما يرى بعض المحللين – أضف إلى ذلك غياب الدور التركى فى قضايا ومشكلات العالم العربى والإسلامى ، أو أن تركيا لا تمانع أن تضحى بإسرائيل كحليف إستراتيجى فى مقابل تحقيق مصالحها الإقتصادية مع العرب ، التى ربما ترى أنهم أجدى فى تلك المرحلة السياسية التى تمر بها تركيا ...فلا يستطيع أحد أن ينكر أن تركيا أدت فى قافلة الحرية دوراً بطولياً وموقفاً إيجابياً متحدياً جبروت المحتل الصهيونى المفروض على غزة، فى حين يعانى الشعب العربى من حالة سبات مزمن.

لقد حان الوقت للأمة العربية أن تتحد ويكون لها موقف إيجابى موحد ، وعلى الشعوب العربية مراجعة مسألة التطبيع مع إسرائيل ... فالأمة العربية بحاجة إلى صحوة شعبية عربية وإسلامية تعيد لها كرامتها المهدورة وتستعيد بها أمجادها القديمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ولش سميتها صحوة اسلامية تركية؟
سارة ( 2010 / 6 / 3 - 12:20 )
كل مشاكلنا من وراء هذا الشعار الذي رفع منذ 3 عقود
قال صحوة اسلامية--بارضاع الكبير وشرب بول البعير
هل حكموا كتاب الله تعالى عندما يقتلون كل مخالف لهم
ربي ينور عليك


2 - بني عثمان وبني صهيون
عبد الحسين سلمان ( 2010 / 6 / 3 - 16:53 )
اللاستاذة رشا
تحية
تجيدين اربع لغات وتعيشين في نيو جرسي, ومع الاسف الشديد لم تتحرري من عبودية التفكير الاسلاموي الجامد والميت.
تركيا -العسكريتاريا وقاعدة تدريب الطيارين الاسرائيلين وقاتلة بنات شمال العراق ..تركيا الحليف الاستراتيجي لاسرائيل والتي تنعت العرب باقبح التسميات..تركيا التي لا يوجد في مساجدها ماء لوضوء المصلين..تركيا قاعدة الماسونية سابقا وقاعدة الروتري لاحقا..تركيا الدولة العنصرية التي يعاني فيها اخواننا الاكراد اشد مرارة والم من اهالي غزة..تركيا بين لحظة واخرى وبقدرة قادر جاءتها الصحوة الاسلامية ..اللة يرحم مطربة مصرية التي غنت ..لا تبيعش ميه بحارة ...............
قافلة الحرية هي حلقة من مسلسل تركي باهت وعديم الطعم ..وسترين كيف يتصالح بني صهيون مع بني عثمان قريبا..ويضحكون على سذاجتنا..ههههههههههه


3 - هل لك يارشا
محمد الرديني ( 2010 / 6 / 3 - 19:23 )
لم افهم المقصود بالصحوة الاسلامية
هل تقصدين ان المسلمين استيقظوا ليجدوا انفسهم امام قافلة الحرية التي يجب ان يدعموها بالروح والدم
من هم الذين صحوا ياترى
هل يحتاج مليار ونصف مسلم الى مجموعة شباب وجدوا في مساندة اهالي غزة لكي يستيقظوا من سباتهم الطويل
لست واعظا لاقول لك ان البشر منذ ان وجدوا على هذه الارض البائسة وهم يتعاملون مع بعضهم على اساس المصالح
علاقتهم مع الاله مصلحة
علاقتهم مع بعضهم مصلحة
علاقة ادم مع حواء مصلحة
علاقة الدول العظمى مع الدول المنكوبة مصلحة
واخيرا تركيا التي وجدت مصلحتها في قافلة الحرية لتأخذ بثأر سفيرها الذي اهين في في تل ابيب مؤخرا
ليس هناك صحوة اسلامية بدون مصلح يارشا
تحياتي

اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف