الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستهتار الإسرائيلي والصمت العربي

عماد الاخرس

2010 / 6 / 3
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


أسطول الحرية لكسر الحصار عن أهالي غزه يعتبر مبادرة شجاعة وإنسانيه تستحق كل الاحترام والتقدير للشعب التركي وقادته.
لقد كشفت هذه المبادرة حقيقة العجز الذي تعانى منه الأنظمة العربية وشعوبها واستمرارها في صمتها أمام كل أشكال الاستهتار الإسرائيلي ومنها تجويع الشعب الفلسطيني.
إن الكتابة عن هذا الاستهتار لا جدوى فيه لأنه تجاوز كل حدود الاتفاقيات والقرارات الدولية وهو تأكيد على حقيقة استخفاف الحكام الصهاينة بأنظمة الحكم العربية وقادتها.
لذا فالمقال الجاري يُركز على المقارنة بين صمت الأنظمة العربية تجاه إسرائيل التي تحتل الأراضي العربية وواحد من أهم مقدساتها وتمارس الاعتداءات اليومية بحق شعوبها وألسنها الطليقة تجاه العراق الديمقراطي الجديد الذي لن يتدخل مطلقا في شؤونها !
ولابد من التوضيح بان بيانات الاستنكار والإدانة والتنديد التي اعتاد الحكام العرب على إطلاقها تجاه السياسية الإسرائيلية أصبحت روتينيه مُمِلة لا تعنى شيئا ولا يمكن اعتبارها رد فعل حقيقي صادق تجاه كثافة تجاوزاتها واعتداءاتها والمطلوب مواقف أكثر قوه وفاعليه .. ومثال ذلك .. غلق السفارات والقنصليات الإسرائيلية التي تنتشر في الدول العربية و سحب وطرد السفراء والمستشارين.. إيقاف تبادل زيارة الدبلوماسيين والوفود السياحية وأصحاب رؤوس الأموال ... إيقاف التبادل التجاري ومنع شراء السلع الإسرائيلية التي بدأت تغزو الأسواق العربية.. الخ..مثل هذه الإجراءات قد تعطى انطباعا ولو نسبيا عن حقيقة ومصداقية المواقف .
أعود للمقال والمقارنة بين البعض من هذه المواقف اتجاه العراق وإسرائيل ..
أولا .. التزام الصمت الإعلامي تجاه تصرفات إسرائيل العدوانية المتكررة ومد الألسنة على طولها والتدخل بالصغيرة والكبيرة فيما يخص بالشأن العراقي .
ثانيا ..رفض فتح السفارات والقنصليات وعدم إرسال السفراء والممثلين للعراق وبالعكس يتسابق دبلوماسيوهم لزيارة إسرائيل سراً وعلناً.
ثالثا .. فرض حصار اقتصادي على العراق وبذل كل الجهود لبقائه تحت طائلة البند السابع بينما يفتح اغلبهم ملحقات تجاريه في إسرائيل ويمارسون معها كل إشكال التبادل التجاري .
رابعا .. استضافة مؤتمرات الإرهاب ومنح الإقامة الدائمة لجميع المطلوبين للسلطات العراقية بينما يرفضون استضافة المؤتمرات التي تدعم المقاومة الفلسطينية ويضعون القيود ويفرضون الإقامة على قادتها.
خامسا .. يتم تدريب وتجنيد الشباب العربي الانتحاري في بلدانهم لتنفيذ عملياتهم في قتل العراقيين بينما لا يتم السماح لفتح باب التطوع لهم أو حتى الحديث بموضوع قتال الصهاينة وتحرير بيت المقدس من أيديهم.
سادسا .. وضع القيود والشروط على منح تأشيرة الدخول للعراقيين إلى بلدانهم وعلى العكس يتجول السياح الإسرائيليين وغيرهم في أراضيهم ويحصلون على الفيزا في مطاراتهم.
سابعا .. بذل الجهود وصرف الأموال لاختراق الأجهزة الأمنية العراقية بينما لم يفكروا مطلقا في اختراق الموساد الإسرائيلي الذي ينفذ عملياته في أراضيهم وهو دليل على اختراقه لأجهزتهم الأمنية.
ثامنا.. يتسابق رجال الدين في بلدانهم لإصدار الفتاوى التي تهتم بتكفير العراقيين ورفع راية الجهاد ضد النظام الديمقراطي العراقي الجديد وبالمقابل لم نسمع بفتاوى الجهاد بحق الصهاينة.
هذه عينات قليله لحقيقة اغلب مواقف الأنظمة العربية تجاه العراق بشكلها المباشر أو غير المباشر.
لذا فرسالة شعب العراق لها وباختصار.. لا نريد منكم شيئا سوى أن تكفوا الأذى عن عراقنا الذي لم يتدخل في شؤونكم مطلقا.. نرجوكم الالتزام بلغة الصمت اتجاهه أسوة بلغة صمتكم مع الصهاينة الذين اغتصبوا أراضيكم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير