الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوؤتمر 16 للأممية الرابعة: المنظمة الأممية تصبح من جديدا أفقا

المناضل-ة

2010 / 6 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات




الاثنين 22 آذار (مارس) 2010
المناضل-ة عدد: 25
سالفاتوري كانافو


يمكن، للحديث عن المؤتمر العالمي السادس عشر للأممية الرابعة، الشروع بالكلام عن إعادة تشكيل فرعها الروسي، كنوع من العودة إلى الأصول: فقد تأسست الأممية الرابعة بمبادرة من ليون تروتسكي عام 1938 في سياق نضال، وهزيمة، المعارضة اليسارية للستالينية، المحطمة في روسيا خلال سنوات 1920 و 1930 .

يمكن المواصلة بملاحظة حضور منظمات عديدة من أمريكا اللاتينية ، بدءا بتيار Marea Socialista [المد الاشتراكي] الذي انضم إلى حزب تشافيز، الحزب الاشتراكي الموحد بفنزويلا، والذي اقترح توطيد الوحدة السياسية ووحدة عمل التيارات العالمية من اجل الإجابة الجماعية على اقتراح أممية خامسة الذي أطلقه رئيس فنزويلا. و يمكن الإلحاح بالتأكيد على أهمية ميلاد الحزب الجديد المناهض للرأسمالية بفرنسا الذي يمثل، أيا كانت تناقضاته و مصاعب فتوته، أهم معطى سياسي جديد في السياسة الأوربية إلى جانب ديناميات تخترق اليسار الألماني. لكنننا نفضل، لإعطاء دلالة لنجاح المؤتمر العالمي السادس عشر للأممية الرابعة المنتهي بأوستاند في بلجيكا يوم 28 فبراير 2010، سرد ثلاثة عناصر :

- على صعيد المشاركة أولا . أتاح المندوبون والملاحظون والمدعوون، القادمون من زهاء أربعين بلدا، تطوير نقاش اغتنى بحضور كافة القارات، من استراليا إلى كندا، ومن الأرجنتين إلى روسا، ومن الصين إلى بريطانيا، ومن الكونغو إلى الولايات المتحدة الأمريكية. إن النجاح في جمع هذا الكم من المنظمات طيلة خمسة أيام في نفس المكان وبكيفية ممولة ذاتيا وبلا أي ركيزة مؤسسية ليس بالأمر اليسير.

- ثانيا ، وجود نسبة نساء تفوق 40 بالمائة باللجنة العالمية الجديدة المنتخبة بهذا المؤتمر. كما أن الشباب يوجدون بها بعدد كبير. وقد باتت اللجنة العالمية هيئة "فيدرالية"، أي أن كل لحالة وطنية ممثلوها الخاصون. ولم يكن ثمة أي "تصويب لتوازن" الهيئات المركزية – علم التاريخ هذا التيار العالمي استحالة وجود خط سياسي مفروض من أعلى و لا أي حزب "قائد". هكذا يشهد تركيب اللجنة العالمية على تجدد في الأجيال وتغير في العقليات وواقع سياسي واجتماعي جديد.

- يتمثل العنصر الثالث في النتائج السياسية والتنظيمية الكبرى، المتجهة نحو المستقبل. فقد اتجه المؤتمر نحو الشرق، إلى آسيا مع دور أساسي للمنظمة الفلبينية و حضور الروس المشار إليه ( الحركة الاشتراكية Vperiod- الى أمام ) ، وحزب العمل البولوني ، وتوجه مجموعة هونغ كونغ بالصين والمنظمة اليابانية الجديدة في طور البناء صوب تأسيس فروع للأممية. لكن ثمة بوجه خاص الحضور الهام والحاسم لحزب العمل الباكستاني، وهو منظمة مهمة، أنهت مؤتمرها الوطني في يناير الماضي بتجمع لأكثر من 10 آلاف عامل وفلاح و لاسيما النساء.

تجدد

كان المؤتمر، بالنسبة للأممية الرابعة، تجددا، وعلامة تجاوز لمصاعب سنوات 1990 والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين. بعد جملة ارتدادات وانشقاقات وافتقاد للمنظورات، دار النقاش حول إمكان، او بالأقل العزم على، النظر في "منظمة أممية جديدة" تكون ثمرة سيرورة سياسية ممكنة، لا بل حتى قد شرع فيها بالخيار المحقق في فرنسا، وبحضور منظمات من قبيل حزب العمل بباكستان، أو بالنقاش الجاري في أمريكا اللاتينية. أمد هذا النقاش بحفز جديد وبنسغ جديد النقاش الداخلي. إن السيرورة التي يتعين النظر إليها بانتباه هي سيرورة بناء" أحزاب جديدة معادية للرأسمالية "، تكون واسعة وذات تأثير جماهيري، مفهومة بما هي "الجواب الراهن على أزمة الحركة العمالية و ضرورة إعادة بنائها". وهذا منظور له طابع عالمي عضوي، لكن دون أن ينعكس على نحو آلي في "خط" يتعين الخضوع له في كل مكان.

ويجب التأكيد على أن هذا منظور يصادف العزم على تعزيز هذا التيار السياسي الذي بلغ الآن السبعين سنة لكنه ما يزال يبرهن على حيوية أكيدة. كما تدل على ذلك قدرته على تخصيص دورة نقاشات- والمصادقة على مقرر جديد- حول تبدل المناخ، المعتبر إحدى مستجدات هذا القرن وساحة معركة حاسمة في صراع العمل ضد الرأسمال. وفضلا عن ذلك، برز هذا الانتباه إلى الموضوعات الجديدة والى الذوات الجديدة للصراع في المؤتمر السابق مع المصادقة على مقرر حول حركة العولمة البديلة و مسالة المثلية الجنسية . ليس ثمة الكثير من المنظمات الماركسية الثورية القادرة على - ولا حتى الطامحة إلى - دمج مسائل كانت محط سجال إلى هذا الحد في تاريخ الحركة العمالية. بالعكس ليس ثمة أي منظمة أخرى أقدمت على ذلك غير الأممية الرابعة.

طبعا، يجب الحفاظ على حس التناسب، إذ إننا نتكلم بمختلف أقسام العالم عن منظمات سياسية صغيرة، وعن مجموعات صغيرة أحيانا، مع أنها في الغالب مجموعات مناضلين منغرسين في واقعهم الوطني، الاجتماعي والسياسي. لكن واقع الانتماء إلى منظمة عالمية أتاح الحفاظ حتى الآن على حيوية أكيدة وقدرة على مواصلة الخيط والنقاش المشترك، وبالتالي على عدم تفويت المواعيد، مثل موعد دعوة حكومة فنزويلا إلى نقاش حول أممية خامسة. وقد أدرك الجميع الطابع الدعاوي لهذا الاقتراح ودرجة تعقيد دعوة صادرة عن رئيس حكومة. لكن ما تم التأكيد عليه مرارا، في الآن ذاته، هو أن هذه الفرضية تضفي مصداقية جديدة على مفهوم المنظمة الأممية، وعلى واقع أن هذا البعد حاسم في مواجهة العولمة الرأسمالية وأزمتها. وليس صدفة وجود اقتراح آخر ، إلى جانب مقترح الرئيس تشافيز، يدعمه الناشطون الأمريكيون في Znet ، وان ثمة من ضمن أول الموقعين عليه ناعوم تشومسكي و ميخائيل البيرت، وفاندانا شيفا وميخائيل لووي، وجون بيلجير و آخرون.

هكذا قرر المؤتمر المشاركة في هذا النقاش مع الإبقاء على تصوره للمنظمة الأممية، أي المنظمة القائمة على برنامج، ومنظور مشترك ( تجاوز الرأسمالية)، و على الديمقراطية الداخليةـ والفعالية الاجتماعية والاستقلال المطلق إزاء الحكومات. و في الآن ذاته تم تقبل ايجابي لدعوة تيار Marea Socialista إلى تنظيم لقاء عالمي في كاراكاس. كما كانت مسالة الحركات الاجتماعية في صلب النقاش، مع الالتزام بالمشاركة في "قمة" كوتشابامبا حول المناخ، التي دعا إليها الرئيس البوليفي ليفو موراليس، ومختلف المنتديات الاجتماعية – ذاك الخاص بالقارة الأمريكية في Asunciòn والمنتدى الاجتماعي الأوربي في اسطنبول، والمنتدى العالمي في 2011 بداكار – وقمة أوربا- أمريكا اللاتينية في مدريد في شهر مايو المقبل، والقمة ضد منظمة حلف شمال الأطلسي في لشبونة في نوفمبر 2010. كما تم إعطاء دفع جديد لمعهد التكوين والبحث بأمستردام الذي سيستند على مركزين " إقليميين" جديدين، جلية أهميتهما الرمزية : معهد مانيلا ومعهد إسلام أباد.

على الصعيد الأوربي، كان المقصود، علاوة على الأهمية المشار إليها الممنوحة لقمتي مدريد و لشبونة، إعادة تحريك سيرورة تلاقي اليسار المناهض للرأسمالية الذي يتعين، أيا كانت الصيغ والأشكال، أن يتيح تقدم التفكير المشترك ولا سيما الشروع في حملات سياسية مشتركة. و صادق المؤتمر بهذا الصدد على تنظيم ندوات موضوعاتية تتيح مناقشة مختلف المسائل بقصد اتخاذ مبادرات مشتركة. سيكون أول موعد خاصا بالأزمة الاقتصادية ، وبوجه خاص كيفية التصدي الفعال لثلاث من أوجهها: التسريحات، و الهجمات التي تتعرض لها أنظمة التقاعد، والهجمات على الخدمات العامة.

سالفاتوري كانافو:

عضو المكتب التنفيذي للأممية الرابعة، وعضو قيادة المنظمة الايطالية سينيسترا كريتيكا (اليسار النقدي) التي قررت في مؤتمرها الوطني في نوفمبر 2009 إقامة علاقات " تضامن سياسي" مع الأممية الرابعة، مقدمة إسهامها وتجربتها التاريخية الخاصة.

نقل النص عن الايطالية جان ماليفسكي، وعن الفرنسية جريدة المناضل-ة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار