الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات..وتضامن..وانقسام

كمال هماش

2010 / 6 / 16
القضية الفلسطينية


أليس غريبا أن نجد بأن كل ما نفعله أو يفعله الاخرون لنا ،تحت شعارات جميلة كالانتخابات الديمقراطية أو مساعدة الشعب الفلسطيني والتضامن معه ،يصبح مادة خام يصنعها ويستخدمها لاعبون محليون واقليميون ودوليون ،لا تهمهم سوى مصالحهم ،ودون ان يتورعوا عن محرم أو مكروه؟.
لقد كشف الحراك السياسي المرتبط باجراء الانتخابات لهيئات المجالس المحلية في الضفة الغربية ، حالة العجز الداخلي التي تعيشها تنظيمات رئيسة واخرى اصغر حجما من حيث مستوى الاستعداد واتخاذ التوجهات والقرارات المختلفة حتى تلك المرتبطة باجراء الانتخابات كمبدأ.
فرغم التصريحات والوعود والعقود والتفاهمات حول ضرورة خوض هذه الانتخابات بقائمة وطنية موحدة ، الا ان مجريات الامور تكشف رويد رويدا عن حاجة كل تنظيم بذاته للاتفاق مع ذواته أولا لبلورة مرشحيه وممثليه في قائمته الخاصة من جهة او في قائمة وطنية جزئيا .
وما بين السياسي الاعلامي الفصائلي -حسابات السرايا- من جهة وبين العشائري وحسابات القرايا -الواقع المفكك للفصائل على الارض- بون ليس بالضرورة ان يكون واسعا لنتفق انه كافيا لمنع شد عضل كل فصيل بذاته او اسناد هيكل عظمي لقائمة وحدة وطنية،طالما انتظرها الحريصون على الوحدة الوطنية وخاصة في صفوف الفصائل التي لا تمتلك الزاد والزواد لخوض انتخابات واسعة وشاملة ومكلفة كهذه الانتخابات .
وتبرز الحال وهن وضعف الحجج التي حاولت تبرير الخسارات السابقة، لمختلف الاطراف في انتخابات تشريعية او بلدية ،وتحميل مسؤولية خسارتها على شعارات توظيف الدين او المال او.... لخدمة الطرف الفائز او الذي حقق نتائجا ايجابية غير متوقعة حتى في حساباته .
ففي هذه الانتخابات ،فان المساجد لله ولا يدعى فيها لاحد من الولاة او الغلاة ، وان كان لا يمكن الحكم على عدم انخراط المال السياسي الوارد في لعبة الانتخابات ، ورغم هذا الحال فان صوامعا للتيارات والخيارات داخل التنظيمات عامرة بالمريدين لهذا او ذاك الى حد المجابهة ربما ...
كما ان فجوات الاتصال القائمة اراديا ولاغراض التكتيك الفئوي، استخدمت بأسوأ صورها وهي تردد نشيد الوحدة الوطنية والحرص ، بينما تجأر في صفوفها الداخلية بالحق المقدس تاريخيا اوعشائريا او جهويا لاعتلاء سنام الحكم المحلي دون شراكة مع أحد،كاستحقاق يشفي قلوب قوم مجروحين.
ان الاعداد الفصائلي للانتخابات وبالطريقة التي تم بها، يعزز حقيقة الجرح الوطني والتشظي الانقسامي مع تفاوت درجة الالم في الجرح، وحدة صناعة الانقسام ونسبيته،مما يضاعف من التخوفات ان تتحول مقولة الوحدة الوطنية في اطار منظمة التحرير الى رهينة لفهم فئوي ينحصر في وحدة الذوات للهوية التنظيمية الواحدة، ويصفق الباب أمام تحولات جدية وتجربة جديدة تتيح لكل من لا يتقبل الاخر ويعمل معه بشراكة عادلة، ان يغير من منهجه الاطلاقي في تقديس الذات وتدنيس الاخر.
ان الخارطة الوطنية ومستقبل الحياة الديمقراطية في فلسطين لا يرتبط باجراء هذه الانتخابات غير المشروط، او اجرائها المشروط ، وانما بتجسيد الشعار والجهد القائل بوحدة الشعب والمؤسسات ،التي تمثل البنية التحتية لممارسة العملية الديمقراطية في ظل التعدد والاختلاف المشروع ،تحت راية برنامج تنموي انعتاقي، يتوازى والنضال الوطني من اجل احقاق الثوابت الوطنية الفلسطينية ،ودون مزايدة من احد على احد، بعد ان كشفت الايام استعدادا فريدا لدى الجميع الرئيسي لقيادة مشروع التفاوض.
فالخسارة الكبرى للمجموع الوطني بمكوناته ،لا تتمثل في خسارة مقعد في هيئة محلية وانما في خسارة اسس تكوين الحلم مع تفاقم الانقسام بين الضفة وغزة ،هذا الانقسام الذي تديره الة اعلامية ضخمة وخطاب سياسي دسم مليئ بالسم، وفتاوى تلتحف الدين لتقوم بدور ابليس .
وليس أدل على ذلك، اكثر مما يجري من نسيان مطلق من محاور التفاوض والمقاومة والممانعة الوطنية والاقليمية والدولية ...وحتى التركية,, نسيان لحقيقة الاحتلال كمصنع للشرور الواقعة على اهل فلسطين، واختزالها في حصار جزء من وطن محاصر ،واغلاق معبر من محيط حدود مغلق والتباكي بدموع التماسيح على غزة....
ومع تسجيلنا لقدسية الدم التضامني ضد الظلم ،وتأكيدنا على اعلاء وتنزيه قيمته ،عربيا او اسلاميا او عالميا.... فانه لا بد للشعب الفلسطيني ان يقرأ التوظيف والاستخدام المهووس بالعداء لهذا الدم المقدس، بما يتجاهل وحدة شعبنا ،وليس من جانب اسرائيل فحسب ،بل ممن يلبسون عباءة القربى القومية والدينية.
ومضافا الى ذلك، التهريج المستمر لانظمة واعلام باسم التضامن المزيف مع شعب غزة ،هؤلاء المتضامنين(انظمة واعلام ) الذين اكتشفوا الظلم على اهل فلسطين متاخرا جدا ان لم يساهموا في صناعته جغرافيا وتاريخيا ودينيا وسياسيا وثقافيا ..
حيث تكمن خطورة الخطاب التخصيصي لغزة جغرافية وشعبا في تقسيم هوية الشعب الفلسطيني الوطنية ،التي ضحى من اجلها مئات الالاف من الشهداء وعندما كان الكثير من المتباكين يقدمون النفط والزفت لمحاربة الشعب الفلسطيني وحلفائه، وصولا الى عقدهم معاهدات عسكرية مع اسرائيل لا زالت سارية حتى في أوج تضامنهم .
ان الذهاب الى هذا البعد السياسي للاستدلال به في –طوشة انتخابية- فلسطينية داخلية انما لتعظيم حجم المؤامرة القائمة التي تستهدف فسخ غزة –تماما كمشروع اسرائيل –عن الكل الوطني واستخدام الحال الفلسطيني منصة يقفز من فوقها اصدقاء على بابا ،على موارد الشعب الفلسطيني.
فقد كشفت الايام القليلة الماضية عن اتصالات لدول ممانعة مع اسرائيل من اجل الاستثمار في غزة ،لبناء بضعة بيوت والعين تمتد للتوافق مع اسرائيل على استثمار احتياطي الغاز المكتشف هناك، واعادة بيعه لنا عبر احتكاراتهم.
وليس اوضح من اولوية هذا الامر بالنسبة لهذه الدولة الممانعة، ان وزيرا اسرائيليا ليس له شأن بالدبلوماسية، وانما هو وزير البنى التحتية –الاستثمارات العامة - ايد الاعتقال والقتل لقافلة الحرية البحرية من عاصمة الممانعة والتهريج،بينما هو ذاهب لاستكمال اتفاق الشراكة لاستثمار ،موت وحصار وغاز غزة.
ومن هنا فان الدعوة متجددة الانبعاث من قلب المعاناة الفلسطينية للعودة الى الوحدة الفلسطينية ،وحدة المؤسسات والارض والانشطة الديمقراطية، ولنختلف على ما تبقى حتى تحرير فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ