الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطالة أشد تأثيرا من الفساد والارهاب!

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

2013 / 4 / 17
ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي


نحن السيكولوجيين الاجتماعيين نحلل الأمور بطريقة تختلف عن السياسيين، فنحن ننشغل بالآثار الاجتماعية والنفسية للظاهرة ونركّز في تبيان الأذى الذي تلحقه بالفرد والمجتمع وما ينجم عنها من مخاطر تهدد العملية السياسية وتربك حياة الناس.
فمع ان ظاهرة الفساد المالي خطيرة، لكننا نعدّ ظاهرة البطالة اخطر، لا لكون حجم الفساد أقل كونه محصورا" بعدد من موظفي الدولة، والبطالة بالملايين، بل لأن ما ينجم عنها من اضرار يصيب مجالات الحياة كلها: الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية، فضلا" عن انها تؤدي الى الفساد وليس العكس. والبطالة هي السبب الرئيس لشيوع الجريمة.. فالذي يطرق كل السبل المشروعة ولا يجد قوت يومه، والذي جازف بحياته وانتخب عضو برلمان(2005) يتقاضى أكثر من عشرة ملايين بالشهر.. وسيارة فخمه وبيت وصار يأكل القوزي والسمك المسكوف وترك من انتخبه يأكل الخبر والكراث، فأنه يبيح لنفسه أن يسرق حين تفشل الحكومة في اقامة العدالة.. ويرى قلّة صارت مرفهه جدا".. فيما جموع العاطلين تزدحم بها الشوارع.
يحضرني فلم عربي عن رجل عاطل رغما" عنه، يقوم بسرقة السيارات، يلقى القبض عليه، وحين تسأله الشرطة عن السبب، يجيب بأنه يسرق من الاغنياء الذين لديهم ثلاث أو اربع سيارات، وان سرقة سيارة واحدة منهم لا تؤثر عليهم فيما ثمنها يعتاش به هو وعائلته ويوزع الباقي على الفقراء.
وانا شخصيا" اجريت دراسة منتصف التسعينيات ـ زمن الحصار ـ على مرتكبي سرقة السيارات في سجن ابو غريب. وحين سألتهم: لو صدر عفو وخرجتم من السجن، فماذا تفعلون؟ اجاب خمسة منهم: سنسرق أول سيارة نراها في الشارع (لأن شغل ماكو استاذ!.)
والبطالة تعني جوع وعوز أسّر بكاملها ،فتأمل الوضع النفسي والأخلاقي بين افراد أسرة تتحسر على وجبة لحم!..وكيف تكون العلاقات متوتره بين افرادها، قد تفضي الى الطلاق..بل تفضي في حالات الى السقوط الاخلاقي ، أو اللجوء الى المتاجره بالمخدرات.. التي تؤدي الى تعاطيها.
والبطالة في المجتمع بهذا الحجم الكارثي، (ولاّده) لكل الظواهر الاجتماعية والسلبية..أعني مشكلة تولّد مشكلة أخرى.فالبطالة تؤدي الى تفكك أسري،وهذا يؤدي الى سقوط اخلاقي،وهذا يفضي الى القتل غسلا" للعار..وقس على ذلك من (تفريخ) وسرعة في التكاثر كما لو كانت (ارنبا"!).
والبطالة أكثر ضررا" وخطرا" حتى من الارهاب..بل هي أهم اسباب استمراره، فحين يشعر الفرد باليأس من فرصة عمل شريف، وحين يرى اطفاله يتضورون جوعا" وزوجته تتحسر على ثوب جديد، فيما الذي كان حاله مثل حاله وصار بالحكومة يأكل ما لذّ وطاب..فأنه يعطي ضميره اجازه،وينفذ امر من يعطيه (ورقة خضراء) لقاء زرعه عبوه في الطريق العام.
أرأيتم كيف أن البطالة أشد خطرا" من الفساد والارهاب. وعليه فأن من أولويات البرلمان الجديد قيامه بسن قوانين ولوائح تعالج البطالة والزام الحكومة بتنفيذها، وان تعمل الحكومة الجديدة على تحقيق مبدأ العدالة وطرد الفاسدين والمفسدين. ولا عذر لهما، البرلمان والحكومة، في معالجتها. فمشاريع الاعمار هائلة والعراق بلد الخيرات المتنوعة التي تكفي لجعل نسبة البطالة ولو بحدودها في الصين..بلد المليار وربع!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المساعدات
السومري ( 2010 / 6 / 19 - 23:15 )
الدكتور الفاضل حياك الله كل ماتفضلت به عين الصواب لايوجد حل لهذه المعضلة؟ مثل ماموجود في الدول الغربية يصرف راتب لكل شخص عاطل عن العمل وتأمين صحي وهذا الحالة موجودة في العالم الغربي وحضرتك تعرف هذا الشيئ حاول تقترحه على البرلمان من خلال علاقاتك مع البرلمانين وبهذه الحالة تخف الجريمة إلى النصف وتخف المصاريف على السجون والسجناء من حراسات وماشكل ذلك وتعيش الناس من اموال الوطن وبدون ذل من هذا ومن ذلك .وفقك الله


2 - النظام المفقود
nedaa Aljewari ( 2010 / 6 / 21 - 23:01 )
تحية طيبة وضعت يدك على جروح عميقة في الهيكل العراقي فمن يداويها لتلتئمو وأشارك السيد السومري رأيه ولكن أين النظام؟؟؟؟؟ونعود ونقول السبب هو الأحتلال الذي أصدر القرارات العشوائية وصفق لهم وباركهم الحالمين بالكراسي وأول القرارات الخاطئة زيادة رواتب الموظفين وليس المتقاعدين مما جعل الموظف يتشبث بمكانه حتى لو عنده خدمة أربعين عاما.........مما جعل أفواجا من الخريجين تائهين حائرين الا من وجد موطئ قدم مع الأحزاب الحاكمة وحظى بتزكيتها ........ وقلوبنا مكلومه

اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق