الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الكهرباء

ابتسام يوسف الطاهر

2010 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مشاهد اعتقدتها للوهلة الأولى في غزة، وذلك الصراع مع قوى الشرطة والدبابات تطارد المتظاهرين وتقتل منهم وتجرح آخرين، هي ممارسات إسرائيلية ضد أبناء غزة المحاصرة..
أما أن تكون بالعراق وفي البصرة الفيحاء! فهذا ما لم يتوقعه احد. بل توقعنا ومنذ سنوات أن تعمّ الاحتجاجات والتظاهرات كل مدن العراق احتجاجا على سوء الخدمات وبالذات الكهرباء! بل توقعنا اعتذارا من وزير الكهرباء ووعد بتحسين الوضع فورا وبلا إبطاء ولا تبريرات!
و بالغنا بتوقعاتنا (المنطقية) أن يبادر رئيس الوزراء ويقيل وزير الكهرباء ويستورد وزيرا مخلصا ذو خبرة وإحساس بالمسؤولية ولو من الصين!

مئات المليارات خصصت لميزانية الكهرباء! مع ذلك مازال الشعب العراقي يكافح لتشغيل المولدات الصغيرة التي تعمل بالبانزين، ويتحمل ضجيجها ودخانها من اجل تشغيل مروحة أو مبردة ولو لبضع ساعات لكي لا يُقتل حرا أو قهرا.. وقد عشت شهورا لااطيق تشغيلها! ولكن الحر لايمكن احتماله!
سبع سنوات عجاف مرّت والمواطن العادي يكظم غيظه وغضبه بانتظار اليوم الموعود أن يخلص من كل المولدات التي سببت له آلام بالظهر وهو يحملها للتصليح أو ليضعها فوق السطح ليقلل من ضجيجها، عدا أمراض التنفس وهي تنفث دخانها في البيت والشارع، ومشاكل بالسمع حيث الضجيج المتواصل! إضافة لما تضيفه من حرارة للجو وتلويث له! ووزارة الكهرباء (تكرف بالمليارات ) مثل غيرها من الوزارات، مادام المواطن لا تتعدى شكواه جدران منزله.

كتبت مرات أتوسل بالناس أن يخرجوا بمسيرة يرفعون خلالها ما متوفر من (لالات) وفوانيس ويتجهون بها صوب منزل وزير الكهرباء ليضيئون داره التي قد تعاني من الظلمة أسوة بباقي مساكن أبناء الشعب! وإلا فليكسروها هناك احتجاجا على الإصرار بنشر الظلام ومواصلة الاستخفاف بالناس وحرمانهم من ابسط الحقوق والخدمات.
لذا شعرت بفخر وأنا أرى الناس وقد فاض بهم الكيل يخرجون مشيعين الضحية الكهرباء ! التي يصر الوزير على خنق أنفاسها الأخيرة.. ولكن لم يخطر بالبال أن يقابل احتجاجهم بهمجية وعنف لا يختلفان عن ما كان يفعله صدام وعصابته أو ما تفعله إسرائيل ضد الفلسطينيين طبعا، وليس ضد الإسرائيليين!؟
تابعت قبل أيام لقاء استطلاعي على قناة عراقية،عن وضع الكهرباء تحدث احد وكلاء وزير الكهرباء قائلا لا فض فوه: "أن وزارة الكهرباء تلجأ لرفع تسعيرة الكهرباء لتعوّد المواطن على عدم الإسراف باستخدام الكهرباء"!؟.
وحين ضحك الصحفي ساخرا وهو يتساءل "لكن أين هي الكهرباء لترفعوا تسعيرتها؟". رد النائب بلباقة لا مثيل لها حقا! "هناك فرق بين من يقول أحب البرتقال وبين من يأكل التفاح". هل فهمتم شيئا؟ ولا أنا!
ولكن ماذا عن إسراف الوزارة ذاتها؟ وقلة خبرة موظفيها والعاملين بالمحطات! فتوزيع الكهرباء يتم بشكل بعيد عن الترشيد.. فبالرغم من عدم توفيرها لأكثر من بضع ساعات، مع ذلك أحيانا تسبب مشاكل خطرة للمواطن، قبل أيام شكت أحدى السيدات من أن كل أجهزتهم الكهربائية قد تعطلت وبعضها احترق بسبب خطأ بالشحنات المخصصة للمنازل، بتلك الساعات القليلة تسببت بعطل وخسائر لأهل البيت لا يعرفون لمن يشتكون وكيف تعوض خسائرهم!
مواطن آخر يهز يده وهو يحتج على رفع تسعيرة الكهرباء وأسعار السجاير "مشكلة السيجارة اقل بكثير من مشكلة الكهرباء والماء والفساد الإداري والوظيفي". فإذا حلت هذه المشاكل، المواطن سيمتنع عن السيجارة من ذاته ولا حاجة لحملة وطنية من التي تحصل بالبلدان المتقدمة المرفهة.
إذن المصيبة الأولى بالكهرباء يا وزير الكهرباء وكل الوزراء.. فبتحسينها نوفر للمواطن راحة البال والجسد ليعمل بهمة ونشاط. ولتطوير المشاريع التي من خلالها نوفر للمواطن فرص عمل ورفاهية.. إذن الكهرباء تستحق الثورة للدفاع عنها، لا أن نرهق المواطن لدفع ضرائب عن خدمات لا وجود لها.. وان وجدت فبالكاد يستفيد منها!
يتحجج الناطق باسم الوزارة بعدم توفير النفط أو الماء النقي للمحطات! هل هذه مشكلة المواطن؟ هل على المواطن أن يتوسط لوزير الكهرباء لدى وزير النفط أو البيئة!؟ ما هي مهام الوزارة إذن؟ أليس من مهامها أن تنسق مع الوزارات الأخرى؟ وهم بالنهاية جميعا متواجدون لخدمة المواطن الذي ما عاد يطيق ذلك الاستخفاف بكرامته وما عاد يحتمل تلك الاستهانة والحرمان أكثر مما تحمل. فلولا صبره وتضحياته لما كان لذلك الوزير وغيره مكانا في الدولة التي يستغلوها للسرقة ونهب المليارات.
لو كان لهذه الوزارة ضمير وشرف لأسرعت بكامل قواها لجعل الكهرباء متوفرة في كل بيت وكل شارع وكل قرية وكل مدينة ولأربعة وعشرون ساعة وليس لساعات محدودة فقط.. فحتى بالقرى النائية في المغرب العربي الفقير، وفّرت الدولة خلايا للطاقة الشمسية لتزويد المساكن هناك بالكهرباء، وما شاء الله شمسنا تحرق الأخضر واليابس، فلم لا تُستغل لتوفير الطاقة الكهربائية، وبشكل نظيف لا يحتاج لنفط ولا ماء!؟
ولو كان هناك ضمير حي لصرفت للمواطن مخصصات عن الحر الذي لا يطاق. كما تفعل الدول التي يخاف حكامها الله (بدون تشويه جباههم) ويهابون الضمير والشعب، حيث يصرفون مخصصات برد إذا اجتاحت البلد موجة برد قاسية!
أما أن تكون الكهرباء بمثل السوء الذي كانت عليه وأكثر.. ويطالبون المواطن بدفع مبالغ خيالية ويدفعونهم للجوء للوسائل البدائية قبل عصر النفط، فهذا مالا تقبله الأرض ولا السماء!
والكهرباء وغيرها من الخدمات مسؤولية كل الوزراء والمسئولين بالدولة، ليس من صالح اي منهم التبرير ورمي اللوم على الاخر، فالمفروض بأي وزير او مسؤول او نائب اذا أُعيق عمله من قبل الاخرين، عليه ان يستقيل ويبرر استقالته ويفضح المتسببين بتعطيل المشاريع الخدمية. بل على رئيس الوزراء ان يرفع الحصانة عن كل نائب يراه يعمل لصالحه فقط او صالح حزبه ويقف حجر عثرة امام مسيرة التنمية والإعمار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التفجيرات والاعمال الارهابية لن توقف
يساري وطني ( 2010 / 6 / 22 - 19:02 )
التفجيرات والاعمال الارهابية لن توقف زحف الجماهير نحو الانتفاضة الشعبية
تتصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية ضد حيتان الاحتلال ونظامها الاحتلالي الطائفي العنصري الفرهودي , فهاهي جماهير البصرة تشعل فتيل الانتفاضة الشعبية الشاملة , لانقاذ الشعب العراقي من الاضطهاد والظلم والقتل والتجويع .

من جهتها تتوهم القوى الطائفية العنصرية الارهابية بأنها قادرة على مجابهة الارادة الشعبية نحو التحرير والتغيير عبر المزيد من اعمال القتل والتفجير والارهاب , وهم يعشش في رؤوسهم المريضة على خطى من سبقوهم من الحكام اعداء الشعوب

عشية ثورة الرابع عشر من تموز1958 التي فجرها الضباط الأحرار بالتنسيق مع القوى الوطنية العراقية بقيادة الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم، اعلن العميل البريطاني نوري السعيد - أن دار السيد مأمونة- ، أي أنه كان واثقاً من البقاء في الحكم، غير أن ثورة زلزلت الأرض تحت أقدامه مما جعله يهرب من داره- المأمونة- متخفيا بعباءة نسائية.

وهكذا الحال بالنسبة الى المقبورصدام حسين الذي كان مهووساً بالسلطة وبالرتب العسكرية المزيفة التي يحملها وبجبروته واستهتاره بالشعب العراق


2 - تابع -التفجيرات والاعمال الارهابية لن توقف
يساري وطني ( 2010 / 6 / 22 - 19:11 )
حد اخذ فيه ببناء القصور في وقت يمكن ان يوصف فيه الشعب العراقي بجموع الجياع ,وحين دنت ساعة سقوطه لم تفده لا القصور الشامخة ولا فدائي صدام وكل اجهزته القمعية ولم يبق حوله من يدافع عنه, فاضطر الى الاختفاء داخل حفرة حتى لحظة القاء القبض عليه عاريا من كل جبروت السلطة الذي توهمه دائما وابديا

هذا هو مصير كل دكتاتور مع اختلاف الاسماء والالقاب التي يحملها بدءاً من هتلر وموسوليني ومروراً بسوموزا وماركوس وشاه ايران وانتهاءً بصدام حسين الذي سقط على يد اسياده ودخل الى مزبلة التأريخ.

تتسلط اليوم على بلادنا حفنة من الدكتاتورين القتلة الصغار باشراف مباشر من قبل المحتل الامركي , تعيث بالارض فسادا تنهب اموال الشعب وتنظم اعمال القتل والتفجير والارهاب متوهمة امكانية تحقيق هدفها الاصل, الا وهو تقسيم العراق واقامة الاقطاعيات الطائفية العنصرية , مستغلة النهج الارهابي الاجرامي لفلول البعث الفاشي وتنظيم القاعدة الهادف الى الحصول على حصة في السلطة المفقودة باي ثمن كان

ان انتفاضة جماهير البصرة الكادحة وشعاراتها المناهضة للاحتلال وحيتانه الفرهودية هي تمرين يجري في كل المدن العراقية على طريق اشتعا

اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل