الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق من على قمة جبل

سليم محسن نجم العبوده

2010 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


اشحتُ بنظري الى ما حول جبل النور بعد ان ادركتُ قمتهُ جاهدا ..ا فتسائلت بأي عالم يعيش العراق و كل ما اراه ليس فيهِ ..الخضراء الاشجار و حتى الوان الازاهير المدمجة مع ارضها و حصياتها تبرجت بصبغة قُداحها .. و الينابيع الصافية ترنم خريرها فكأن " فيروز" تغني صباحا من مذياعٍ ركن في زاوية مقهً متقادم في ازقة مدينة عتيقة .. و كورس من الشلالات الهادرة مصطفة تنشد للحرية هديرها .. بينما زقزقة العصافير تطرب طيور الحسون المتأرجحة على اغصانها الغضة و عبق الغابة ضبابٌ كأنهُ عطرُ جداتنا اللواتي اتقنّ فن التبرج بالعشب ..
هكذا كانت صنيعة الطبيعة و مشيئتها التي خلقت بجغرافيتها بيئة تكامل جمالها فأبدع جمال اللوحة التي و ضع الانسان لمساته عليها فكان كمن يضع لؤلؤة في قلادة ..
و اذا بالذاكرة ارجعتني عنوة لكل الفوضة التي هرجت امام تراتبية الاشياء بنسقها المنظم .. فترى الخطوط البيضاء جعلت من الطرقات دفاتر مدرسية اكثر من كونها شوارع مجردة و كل شجرة على قارعة الطريق رقمت و قد علمت تفاصيل حيتها و اصلها .. المصائف والمصارف الصرافات الهواتف العمومية الاسواق المركزية المستشفيات التخصصية تملاء المكان بل انها ربما تفوق احيانا حاجة المحتاجين و روادها .. عشيرة الناس وطنهم و عرفهم القانون مذهبهم النظام بيرقهم العلم و لا مغيث غير الحكومة .. اما الشرطي فلا تراه الا في بعض الاماكن الموحشة مذكرا البعض المتناسين بأن القانون يحكم الفيافي و القفار كما المدن العامرة ..
ان كان ما اصفه الفردوس فهو جوارنا وان كنا الجحيم فنحن وقوده و ان كانت ارضنا ليست بولود للخضرة فهذا لعجز فلاحنا وعقم حباتهِ و خور صلبه . الا ان ميزتنا كوننا ندور حول ساقية للملل و قد اُفقئت اعيننا بسلال خوص النخل كي نسكن الظلام مثل " بومة " نحست نفسها فكانت مثلنا تدير ناعورا فولاذيا يغرفُ بدلاءهِ الصدئة من همومنا و الامنا ملقيا بها على ارض خنقتها الفتن و اضناها القحط .. فأذا بمُزن تشرين عطشى بعد ان ساقها السموم الذي زاحم الشمس على برد الشتاء فأيتم جمعة الأهل حول مدفئة سرحت مع ملابسنا الشتائية الثقيلة و رائحة الخبز المحمص على نارها .. فلم تعد حكايات الجدة خيالا مثاليا بل واقعا مراً مرارة الامراض المنتشرة و المستجدة و لا علاج لها عدى الصبر و الخرافة ..
من على قمة جبل النور شاهدت العراق حزينا كسيرا شاحبا متألما .. من على قمة جبل النور شاهدت حوله جنة غناء و فردوس تملئها الحياة .. من على قمة جبل النور شاهدت النشور كيف يحيي الله الارض بعد موتها .. و كيف تموت جنة بأعناب و نخيل و طلع منضود و انهارا .. من على قمة جبل النور شاهدت العراق و هو يتدحرج من على قمة جبل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت