الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة - طبخة - آم حكومة -جوع - ...!!!

عادل اليابس

2010 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ضم العالم الاجتماعي الأمريكي جون ديوي إلى قائمة العشرة عباقرة في العالم أحد الطهاة اليابانيين ، يقول ديوي ، هذا الشيف ، يمتلك القدرة على اختيار نوع نادر من الأسماك ويولفه مع صنف معين من الخضار يضيف له توابل لايعرف سرها إلا هو ، ويقدم مع الوجبة نبيذا يصنعه بنفسه ، وهو يطبخ بمقدار يكفي لثمانية أشخاص فقط لوجبة واحدة في اليوم ، بقي أن تعرفوا سادتي ، إنكم لكي تتلذذوا بهذا الطعام الياباني ، عليكم الحجز مسبقا قبل ستة أشهر والتنسيق مع الخطوط الجوية لنقلكم في الوقت المحدد إلى اليابان وما يتبع ذلك من حجز في الفنادق وغيرها ، هذا مايفعله أصحاب الفلوس الزايدة من المليارديرين الأمريكيين .
حكومتنا العتيدة المنتظرة بحسب القائمين على تشكيلها ، يجب أن تجسد أولا الاستحقاق الانتخابي ، ثم التنوع " المكونات " الطائفي والاثني ، بعدها الهوية الوطنية للوزير المرشح وتاريخه النضالي ،وأخيرا تكنوقراطيته ، والاهم إخضاعه للفلترة ، فيجب ان تختاره كتلته أولا" ويقدم اسمه مع سيرته الشخصية ضمن مجموعة ، ثم يدرس تعينه من قبل رئاسة الوزراء ، ولا اعتراض عليه من البرلمان ثم مصادقة رئاسة الجمهورية ، وأخيرا عليه العبور من تحفظات العم سام.
أحد الظرفاء علق إذا دخلت القائمة العراقية حكومة يعوزها "..." سيرجع مجلس الحكم ، الظريف يقول بان الديمقراطية تستوجب المعارضة كونها صمام الأمان المترصد لأعمال الحكومة ، وبالتالي مسائلتها ، والحكومات السابقة ، افتقدت المعارضة ، بسب خضوعها للتشكيلات التوافقية ، وتداعياتها الصمت لاعلى أداء الوزارات كافة وما تبع من تدن للخدمات العامة وطفح للفساد الإداري والمالي وخلاصة الأمر من يستطيع القول لوزير حصل على منصبه توافقيا ومحاصصة ، انه أخطا بكذا وكذا وعليه التنحي ، هذا لايتفق والمنطق لأنه سيعرض طبخة الوزارة كلها للفركشة ، فقانون وزارة التوافق اسكت عني واسكت عنك ، والظاهر ان ديمقراطية البلدان العربية مصابة بداء المحاصصة وحكومة الشراكة والإنقاذ الوطني ، هذا مايحدث في لبنان والعراق ، في السعي لتشكيل الحكومة فبعد شهرين من تكليفه بتشكيل الوزارة ، اعترف كرامي بعجزه ، وفي بلدنا ونزيف دم الأبرياء ، يجري يوميا وكل ساعة ، وفرهود السلب الإداري الحواسمي ساري ، وبعد شهرين من الثورة البنفسجية ، يحق لمواطننا التساؤل بحرقة من المسئول ، وقد سئم تكرار مفاهيم التوافق والمحاصصة والشراكة ... أم لبنات تزوجن حديثا أوصتهن أن لاتطعمن أزواجكن إلا بعد ان يتضوروا جوعا" ، فالجوع أمهر الطباخين ، يقيني إن وصية هذه الأم فاقت عالم الاجتماع " ديوي " فلذة طعام بعد جوع تفوق لذة طعام الطاهي الياباني ، وحال العراقيين في انتظار تشكيل الحكومة افقدهم طعمها الحقيقي وباتوا ينتظرونها كحكومة جوع .
عادل اليابس
نشرت بجريدة المنارة البصرية بالعدد 175 بتاريخ 26 نيسان 2005 بعد شهرين من انتخابات 2005 البرلمانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير