الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في زمن الأخلاقية الإفتراضية

محسن ظافرغريب

2010 / 7 / 7
العولمة وتطورات العالم المعاصر


في زمن الأخلاقية الإفتراضية غادرنا (يوسف) السيناتور الأميركي المستقل الذي يتولى رئاسة لجنة الأمن القومي "جو ليبرمان" في "الكون - جرس" (إنذار) الأميركي، مع مغادرتنا (يوسف) نائب الرئيس الأميركي يوسف "جو بايدن" الذي اقترح على د. أياد علاوي حصراً، أن يكون بينهما خط ساخن، ضمن قانون طوارئ إلكتروني، وقد اقترح ليبرمان أن يكون للرئيس الأميركي الحق في إيقاف عمل الشبكة العنكبوتية في حالة وجود أزمة تمس الأمن القومي.

وسوف يكون سيد البيت الأبيض الأميركي في الصورة المباشرة للمشهد العراقي، بعد انقطاع الوحي الأميركي (مع الرئيس "المالكي" المنتهية ولايته المتزلزلة بشروط الإذعان) عن الأرض العراقية،كما انقطع من قبل عن آخر ملوك أرض فارس التي قامت عليها الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ لأن الإمام الخميني قبل جيل خلى كان يبدو بنفس ليبرالية مجلس المقاومة الأيرانية التي انطلقت صيف 1978م، ولم يكن الإمام الراحل الولي الفقيه، مثما أفغانستان لم تكن خطراً على الأمن القومي الأميركي في الهزيع الأخير من حرب النجوم في العصر السوفيتي، وفي كل مصر على كوكب الأرض!. كان آخر ملوك أرض فارس قد سيطر على جزر خليج البصرة الإماراتية الثلاث، والإمام الراحل مثل مجلس المقاومة الإيرانية اليوم، يدعو للأخوة الإسلامية لا القومية الفارسية في خليج فارس وإلى حقوق الأخوة لا القوة، وحق الجوار الجنب!.

لا فخر ولاغرو؛ إذ كان د. أحمد الجلبي، رائد وضع الأمن القومي الأميركي في خدمة القضية العراقية!.

الرئيس "المالكي" عدما كان يرتبط بحلقة تلفزية مغلقة بالمكتب البيضاوي الأميركي إثر شكواه المرة في الكونجرس الأميركي، بتخلي الأميركان سابقاً - عنا !- راجياً عدم العودة لمثل ذلك!، وصف "المالكي" شبكة الإنترنت بمكب نفايات: المنتديات ومساحات مفتوحة للمشاركة. يمكن من خلالها نشر رسائل وأفكار ونشر بيانات، دردشة Chat، التي باتت تستعمل كوسيلة للتجنيد الفكري والعسكري" و"غرف صوتية"، للتواصل صوتياً.

ثم لاحقاً وصف الناطق الرسمي باسم حكومته لتصريف الأعمال د. علي الدباغ، قبل نحو شهر، وصف المعارضة المنتقدة (سرعان ما تحول لتظاهرات انطلقت من البصرة على رأي الأغنية باللغة المحكية العراقية: مركب هوانا من البصرة جانا!)، وصفها باللا أخلاقية (كذا!)قبل أن يصف مسؤول منظمة "بدر" عضو التحالف الوطني الذي يضم المالكي (محمد مهدي البياتي الطائي): تفاهمات المالكي مع علاوي، والمالكي ضمن التحالف الوطني؛ وصف تلك العملية السياسية الجارية في ظل الأميركان الذين لا يحبذون حلفاء إيران، ومنذ بدء الإحتلال قبل سبع سنين عجاف إضافية لجيل مضى مضيعاً داخل وخارج عراقه الجريح مثلوم السيادة مخترق القيادة مشظى الأراضي، وصفها البياتي الطائي أيضاً باللا أخلاقية. أنا لا أعرف مدى تمسك الطائي بالأخلاقية؛ بيد أني أعرف قبل جيل (30 حول من الزمن الرديء) مساعده العسكري في جيش صدام المنحل مسلكياً ثم المحل (النائب في البرلمان الغابر "عبدالكريم النقيب") أنه نقل خدماته إلى (فيلق بدر) في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الوليدة تواً آنذاك!.

تكنولوجيا الإتصالات تطورت في القرن الـ21 وأضحت شبكة الإنترنت ميداناً لحرب من نوع جديد، في الحرب الافتراضية، التي بدأ العديد من الدول التسلح بوسائل خوضها دفاعاً وهجوماً، باعتبار ذلك جزءً من إستراتيجية الأمن القومي.

كانت الحروب تشن في الماضي جواً أو بحراً أو براً، لكنها باتت اليوم تدور ضمن أبعاد أخرى، أبعاد افتراضية. فمع الاعتماد المتزايد على تكنولوجيا المعلومات فتحت جبهة جديدة لمثل هذا النوع من الحروب غير المرئية. وقد عرفت الجيوش وأجهزة المخابرات منذ وقت طويل مخاطر هذا النوع الجديد من الحروب على أمن الدول وأعدت العدة لمواجهتها. وكانت الولايات المتحدة الأميركية في مقدمة الدول التي تنبهت لخطورة الحرب غير المرئية على أمنها القومي.

ويبدو ذاك جلياً في كلمات الرئيس الأميركي "باراك أوباما" في إحدى خطبه في أيار 2009م، إذ قال: "إن الرخاء الإقتصادي للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين بات مرتبطاً بالأمن الإليكتروني للبلاد". وبذلك كان أوباما أول رئيس أميركي يكرس خطبة كاملة للأمن الإليكتروني، أشار فيها أيضاً إلى أهمية الشبكة الإليكترونية التي تعتمد عليها مجالات إقتصادية عدة وحساسة من توريد النفط والغاز والتيار الكهربائي والماء إلى تنظيم الرحلات الجوية مروراً بوسائل النقل العام. وبسبب أهمية هذه الشبكة بالنسبة لمجالات الحياة المختلفة دعا أوباما إلى بذل جهود كبيرة لحمايتها: "في عالم اليوم لم يعد شن العمليات الإرهابية يعتمد على تفجير الأحزمة الناسفة، بل يمكن للإرهابيين كذلك شن هجمات كبيرة من خلال الضغط على بعض مفاتيح الكومبيوتر، ما يجعلها سلاحاً للدمار الشامل".

وبعد عام من خطاب أوباما تولى الجنرال "كيث ألكسندر"، رئيس هيئة الأمن القومي، القيادة العسكرية للأمن الإليكتروني التي أنشأت حديثاً. وتعد هيئة الأمن القومي أقوى وأكبر فرع للمخابرات الأميركية. ومن مقرها الواقع في (فورد ميد) تعمل هذه القيادة العسكرية على مراقبة الاتصالات الاليكترونية وحل شفرتها وتحليلها. وفي أول ظهور رسمي له كرئيس للقيادة العسكرية للأمن الإليكتروني في 3 حزيران رسم "كيث ألكسندر" صورة قاتمة للحرب الخفية، فقد أعلن أن النظام الإليكتروني لوزارة الدفاع الأميركية يتعرض يومياً إلى نحو ستة ملايين هجمة.

وعن مخاطر هذا قال المسؤول الأميركي: "إن رخاء أميركا وقوتها يجعلها هدفاً لهجمات الحرب الإفتراضية"، وأشار إلى أن ذلك يشكل خطراً كبيراً على الجيش الأميركي، لأنه يعتمد في عملياته بشكل أساس على الشبكات الإليكترونية في القيادة والإتصالات والعمليات الإستخبارية واللوجستية. وأمام هذه المخاطر عملت وزارة الدفاع الأميركية على رفع خبراء الكومبيوتر العاملين فيها إلى أربعة أضعاف لحماية أنظمتها الإليكترونية.

140 دولة تشن حروباً إلكترونية وتحصن وتدرب جيوشاً الكترونية لهذا الغرض. "فأميركا مثلاً تدرب بين 10000 - 15000 شخصاً. أما عددهم في الصين فيبقى غير معروف إلا أن التقديرات تشير إلى أن عددهم يتراوح بين 20 - 250 ألف شخص". وأن هذه القوات مكونة من أخصائيين نفسيين ومهندسين وخبراء في شتى المجالات، يعملون على التعرف على الأنظمة المختلفة لأجل المكنة من اختراقها وتخريبها وتدميرها من الخارج. في ظل هذا بدأ خبير الكومبيوتر الأميركي "هيربرت لي" بالدعوة إلى الحديث بشكل صريح عن إمكانيات الولايات المتحدة لخوض هذا النوع من الحروب. وعن دعوته تلك يقول لي: "تطور العديد من الدول إمكانياتها في مجال الحرب الإفتراضية، سواء للهجوم أم للدفاع، لكن الحديث في وسائل الإعلام ينحصر بالبعد الدفاعي فقط. ولم يتحدث سوى أشخاص قلائل عن البعد الهجومي، رغم أن هذا البعد يشكل جانباً هاماً لاماً لعدسة رؤية سياسة الأمن الإليكتروني".

دور الحاسب الآلي اليوم كبير في تسيير الحياة المعاصرة نظراً لكفاءته العالية في معالجة البيانات، وأصبح القاعدة التي يرتكز عليها عمل العديد من المرافق الهامة مثل المستشفيات والمطارات والبنوك وغيرها. غير أن النتيجة الجانبية لزيادة الإعتماد على تكنولوجيا المعلومات، ظهور خطر الإنزلاق إلى الفوضى في حال حدوث خلل في الحواسب الآلية، الأمر الذي يجعل من شبكات الحاسب الآلي هدفاً جذاباً لجماعات الإرهاب الدولية، فإلحاق الخسائر بمدينة من المدن لايحتاج إلى عمليات معقدة كإطلاق صواريخ أو تفجير سيارات مفخخة، ويكفي تعطيل شبكة الحاسب الآلي الخاصة بمطار المدينة أو ببورصتها حتى تدب الفوضى في أرجاءها. لذلك يطلق الخبراء اسم "الهدف السهل Soft Target" على مثل تلك الأهداف.

الإرهاب الالكتروني مشروع الإتحاد الأوروبي عرف بـ" check the web" للحرب الشبكية "War on the web" برصد مبلغ أولي مقداره فقط 130 مليون € لاستثمار وزارة داخلية قطر غربي أوربي واحد لاغير!. مؤتمر الإنتربول في "ريو دي جانيرو" ناقش شتى المواضيع في مقدمتها تحدي مكافحة الإرهاب.

فهل يقول الإنتربول لأبناء العراق عن أخوة يوسف: هذه بضاعتكم ردت إليكم (سورة يوسف)؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا