الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة أكتوبر البلشفية، 93 تسعون عاما مضت على ولادة الثورة!!!

خالد ممدوح ألعزي

2010 / 7 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ثورة أكتوبر البلشفية،
93 تسعون عاما مضت على ولادة الثورة!!!
في روسيا القيصرية ولم يكتب لها النجاح؟؟؟
د. خالد ممدوح ألعزي – روسيا
تمرور الذكرى الثلاثة التسعين للثورة الاشتراكية العظمة... في روسيا الذي سوف يحيها "الحزب الشيوعي الروسي" وبعض الأصدقاء والمتعطفين معهم أوالحالمين بالعودة لأمجاد ذكرى الأيام السابقة لثورة أكتوبر البلشفية العظمة و تأتي هذه الذكرى اليوم بالوقت الذي لا أحد يتذكرها من الأجيال الجديدة الذاهبة نحو التوجهات القومية"الشوفانية"، محاولة التخلص من أعباء الماضي وكل ما يتعلق به وما يحمل معه فالحزب لم يعد في السلطة والذكرى لم تعد إحدى الأعياد التي تحتفل بها الدولة على عكس الثورة الفرنسية التي تعتز بها الأجيال مهما تنوعت انتمائها فروسيا التي تحاول التخلص من الماضي بما فيها دفن مومياء لنيين حسب الطريقة المسيحية المتبعة المتبقية من العهد الماضي .
قامت ثورة أكتوبر في العام 1917 بانقلاب عام ضد السلطة القيصرية بقيادة حزب لنيين البلشفي في العاصمة الشمالية السابقة"سانت بترسبورغ ، بتروغراد"لروسيا، وبعد قيام البارجة الحربية الشهيرة المسماة"افروره" في قصف صواريخها الموجه إلى مقر الوزارات القيصرية ، عندها سقط القصر الشتوي للقيصر، ومقر الدولة ، انتصرت الثورة الحمراء و تسلمت مقاليد البلاد سلطة السوفيات المؤلفة من تجمع " العمال والفلاحين والجيش "، لقد انتقام"لينين" من روسيا و الدولة الزراعية الفقيرة ومن القيصر نفسه ومن عائلته الذي إعدامهما في إحدى مدن سيبيريا انتقاما لإعدام أخوه الأكبر بعد تنفيذه عملية إرهابية ضد القيصر ونجي منها .
شرع لينين مبدأ الإرهاب بعد إن وصفه بالإرهاب الأحمر المحق ودعمه.
كان الانتقام من كل شيء وعلى كل شيء حصلت الكنيسة على نصيبها الأكبر، سلبت الكنائس كلها تم دمرت، قتل الرهبان والمثقفون والمعارضون عقاب إجماعي للجميع. عندها طرح نظريته القائلة"الدين أفيون الشعوب" تم أبعاد الدين والأخلاق عن المجتمع الروسي وأبح كل شيء تحت اسم الشيوعية في بلد مثل روسيا المتخلفة التي وجدت نفسها فجاءة أمام صراع داخلي من قبل المجموعات الحالمة بالسلطة والسيطرة والمدعومة من قوى خارجية، الخائفة من انتقال العدوى الثورية إلى دولها.
استفاد اليهود من هذه الحالة الثورية الصاعدة"حالة الفوضى التي عمت إرجاء روسيا القيصرية،وتغلغلوا في قيادات الحزب بعدما كانوا مضطهدين دولة القيصر،فأصبح معظمهم من القادة الحاكمين، بعد أن حاربهم القيصر وحجم دورهم في روسيا من خلال مقولة روسية تروج صداها إلى اليوم "اقتل الجيد "اليهودي" تنقض روسيا"، لقد دفع الشعب الروسي ثمنا باهظا نتيجة مغامرات هذه القيادات الصاعدة آنذاك .
ماركس والماركسية لم يرهنا على دولة متخلفة كروسيا كي تصبح دولة داعية للتغير ونشرة الأفكار في العالم. النظرية أكدت على إن الدول الصناعية كألمانيا وبريطانيا هما الأوفر حظا في تطبيقها. لكن العم لينين تحدى الجميع في ثورته التي قضت على التطور الديمقراطي و الإنمائي التدرجي للبلد من خلال الإصلاحات التي بدأ القيصر بتنفيذها من خلال وزير خارجيته"ستالبين"،الذي بدأت تظهر في روسيا في العديد من المجالات والذي بدأ يتلمس نتائجها المواطن، و كان أهمها الإصلاح الزراعي و تملك الأراضي للفلاحين الثورة ألغت كل شئ وأدخلت روسيا في صراع بين الحزبين " ألمنشفي و البلشفي " ملم ينتهي عند ذلك بل استمر الخلاف والصراع العميق بين "تروتسكي وستالين" على السلطة بعد موت"لينين"انتصارات"الستالينية"، لكن الشعب دفع الثمن غاليا وخصوصا خصومه استمر الوضع عما هو عليه في الحرب على جماعة الحكم السابق في كل المراحل حتى في عهد"يلتسين" الجديدة وحربه هو على الشيوعيين. لم يقدر النجاح للنظام الشيوعي النامي في بناء نظريتها الداعية للعدل والمساواة بين أبناء المجتمع. للعديد من الأسباب التي تسير: "كالفقر الذي كان يسيطر،عدم الترابط بين المناطق وبعد المسافات عن المركز، بروز الحرب الأهلية الداخلية، صرع المجموعات القيادية على السلطة والقيادة في الحزب الواحد الصراعات الشخصية على حساب الدولة والشعب الذي منع من التطور والمنافسة والتعددية، فالخوف والدكتاتورية هما السلطة الحقيقية في البلاد سيطر الخوف و المخابرات على المواطن الروسي".
الشعب يعرف بانه مر من أمام النظرية "الماركسية – أو الاشتراكية العلمية"، كما سموها وباسمها حكمت بلاده و على أساسها قامت الثورة و شيدت أعمدتها التي لم تبصر النور من قبل دكتاتوري الثورة وجلاديها ، فإذا اعتبرنا إن فثرة الإنجازات الحقيقية التي تمت في عهد ستلين لروسيا أثناء الحرب العالمية الثانية طبعا لا لأنها إنجازاته الشخصية، لقد بنى "ستالين أكبر المعتقلات الذي فاقت معتقلات هتلر في أوروبا الذي أودعا فيها السلافيين والغجر واليهود،الذين كانوا جميعهم سوفيات من مختلف الطبقات والأديان شعب كامل دفن في ثلوج سيبيريا وبردها القارص إنها تضحيات الشعب الذي دفع أغلى الآثمان نتيجة لهذا الانتصار . فلم يرحم حتى الذين شاركوا في الحرب على الفاشية صانعوا ذلك الانتصار الرهيب على الأفكار الفاشية لقد جز بهم في السجون. فالمواطن الذاهب إلى الموت على الجبهة كان أفضل له من الإعدام في الداخل لأنه بالأصل هو مشروع شهيد. فكان الصراع على تقاسم مناطق النفوذ الجيو- سياسي، ودعوة عمال العالم للاتحاد،ودعم كل ثوار العالم،ودعوات رجال الأممية الثالثة لزيارة موسكو واستضفتهم في أفخم الأماكن و إطعامهم من مال الأجاويد حتى لبن "الكفير واحتسائهم أفضل الخمور الأرمينية والجورجية، وتدخين السيجار الكوبي تيمنا " برجال الأممية الرابعة تشي غيفارا وكاسترو"، من اجل دعاية مميزة في وسط الأحزاب التابعة لموسكو وبثها عن الحياة التي يعيشها الرفاق الروس والشعب الروسي ، جنة عدن على الأرض الذي وعد الله بها عبيده في الآخرة فهي موجودة اليوم على ارض الواقع هذه المرة عند الرفاق السوفيات الشيوعيين،وليس عند اليهود .
لكل زمانا رجاله ولكل حقبة زمنية تاريخها،إن تطبيق الأممية العالمية ودعم الاشتراكية في الحرب ضد الإمبريالية العالمية،و حماية الأصدقاء في العالم لقد شجعوا صدام وحافظ وتهاونوا معهم على إجرامهم المستباح ضد الشيوعيين في بلادهم،دعموا النظاميين الاشتراكيان المتصارعان في إفريقيا"الأثيوبي –الصومالي"، وساهموا في تعميق الخلاف فيما بينهما، تدخلوا في أفغانستان ،دعموا بولندا، أهملوا الشعب الروسي لقد نسوا كل هموم المواطن، أوهام دفعت من حساب الشعب الروسي .
لقد تصرف"غورباتشوف" صحيحا و لم يدمر الدولة العظيمة والحالمة والغارقة في البيروقراطية التي لاتزال اثارها حتى اليوم في المجتمع الروسي ،لكن هذه رغبت الشعب فعندما كان الانقلاب عام1991 على الدولة لم نرى الشيوعيين يدافعون عن المكتسبات ولكن الجميع التزم الصمت وهو دليل على الموافقة الضمنية على الذي يجرى، لقد رضوا بالتقسيم والسيطرة على روسيا ومواردها و الانفتاح على الغرب و تذوق حبة علكت "الشكليز"، وارتداء الجينز الأزرق الأمريكي واستعمال قلم الحبر الناشف"البيك" الإيطالي ،كانت حلم الشعب الروسي ،والتي تعتبر أدنا حقوق المواطن الحر . فإذا أصبح بنطال الجينز هدفا يناضل من اجله في دولة السوفيات ، فما العمل لقد وقف المواطن بإرادته في طوابير كبيرة لساعات عديدة لتذوق سندوش"الهنبرغر" في المطبخ الأمريكي السريع ،"المكدونلز".
الشعب الروسي أمضى أوقاته كلها في طوابير يومية للحصول على أكله اليومي الموزع على القسيمة الشهرية الذي يكاد لا يحصل عليها، فهو غير مستعد إلى العودة للوراء. الروسي الذي يقضي اليوم عطلته حيثما يريد دون الحصول على أذنا مسبقا من مركز المخابرات، فبعد الوصول إلى هذا المستوى من الحياة العامة والى الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ووصول أعداد كبيرة من الشباب الروس إلى أصحاب ثروات هائلة من الملايين، من قدرتهم العملية، و ليس من الوراثة التي متعارف عليه في العالم، فهل نرى شخص يحاول العودة ألي الوراء أو تذكر الماضي الأليم. فإن تصريح قيادة الحزب الشيوعي الأخير والذي ترى فيه"إن العديد من شعوب العالم تتجه نحو الاشتراكية" يمكننا التوافق معهم على هذا الطرح ، فهذا يحصل في دول الغرب أو ظاهرة دول أمريكا الحديثة أو في دول فقيرة موعودة بحياة أفضل، من خلال الاتجاه يمكن الاتجاه نحو النظرية التغيرية إنها تستمر في "كوبا الصين و فيتنام"، ولكن لا يمكننا أن نصدق توقعات الحزب الشيوعي الروسي:"بان روسيا وشعبها يمكن إن يكرروا تجربة فاشلة آدت إلى حرب داخلية مختلفة وقسمت الشعب على مدى 93 عاما، بالاتجاه نحو الاشتراكية، والجدير بالذكر فان الحزب الشيوعي اليوم لا يزيد رصيده في الوسط العام عن 14% بالمائة واغلب أعضاءه من الشيوعيين القدماء والمتقاعدين لكن واقع روسيا اليوم يختلف كليا عن العالم .
إن تطور الحياة في روسيا اليوم في شتى المجالات الحياتية ،الاجتماعية ،السياسية والاقتصادي الذي تم تحقيقيه في السنوات الأخيرة ويستمر به اليوم، بداء يظهر نجاحه من خلال الانجازات التي تحققها دولة روسيا وصقور الكريملين على الصعيد الداخلي والخارجي،لقد نجحت القيادة الروسية الجديدة من وضع إستراتيجية خاصة بها تعتمد على بأن مصلحة الشعب الروسي والدولة الروسية فوق كل اعتبار . هذه هي رغبة الشعب في الانتخابات البرلمانية الروسية،التي جسدها طوال فترة الإصلاح، ومن خلال الوصل إلى تعددية حزبية وفكرية ، فالأحزاب القومية تسلمت القيادة وفي الاستفتاء العام الذي عند انتخاب الرئيس"ديمتري ميدفيديف"في آذار عام 2008،من اجل الدفاع عن المكتسبات التي حققتها لهم فترة الرئيس السابق "فلاديمير بوتين" والتي عرفت فيها الدولة الروسية الازدهار اقتصادي واجتماعي، والحلم في إعادة أمجاد روسيا الإمبراطورية، مما شجع المواطن الروسي بالإحساس بوجوده القومي وهذا مما ساعد على ظهور الأحزاب القومية ولاسيما منها الفاشية الجديدة المتعصبة لبلدها وقوميتها، أنها تدل على التصورات الإستراتيجية لدى المواطن الروسي الذي سوف يدافع عنها بكل ما أتيح لديه من قوة . فإن نمو قوى جديدة ونضوج أفكار حديثة في روسيا ،هي بعيدة عن كل ما يربطها بالماضي الأليم لتجربة مرت وانتهت كإعصار "تسو نامي"، الذي لا تزال أثاره تعالج إلى اليوم الباقة التي عجلا آما آجلا ستزول هذه الآثار بالرغم من الخسائر الكبيرة ، أحسن ما فعل "غورباتشوف"، عندما طرح الاستفتاء لبقاء الاتحاد أو لعدم البقاء . وأحسن الشعب الاختيار لعدم بقاء الاتحاد ،وانهيار البلد بطريقة سلمية ،مما ساعد روسيا على الوقف مجددا على الساحة الدولية في فرض قدرتها كقوة أساسية في المجتمع الدولي من خلال الاعتراف الأمريكي الرسمي بهذا الدور،من خلال المشاركة في احتفال عيد النصر في 9 أيار مايو، من هذا العام بالذكرى ال65 للانتصار ، وتوقيع اتفاق سترت 2 بين روسيا وأمريكا في نيسان الماضي من هذا العام 2010 . هذا الاعتراف بدور وقوة روسيا كلاعب أساسي،بعد المحاولة التي حاولت أمريكا لعبها في العام 1990 عند انهيار الاتحاد السوفياتي، لكن قدرت القيادة الروسية وثقة المواطن بقيادته وبلده ساعد على إحياء دور الدولة من جديد،وبقوة جديدة وفعالة ،من خلال القدرات الطبيعية والموارد الاقتصادية والفكرية الموروثة من العد القديم ساعد هذا ألاحتياط والمخزون الطبيعي من إعادة واسترجاع دورها الطبيعي.
د. خالد ممدوح ألعزي – روسيا
كاتب صحافي،باحث مختص بالشؤون الروسية دول الكومنولث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك