الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل يسار يفهمه العراقيون ويعيشوا افكاره

خالد ابراهيم الحمداني

2010 / 7 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


انقطعت فترة عن الكتابة لاني ادرك ومن معايشتي لواقعي ان الكتابة ومن يقراها غالبا ما يكونوا طبقة النخبة الحالمة او العاجية التي لازالت تعيش نظرية انها تعلم ولا تعلم انها لاتعلم ..ولكني مدرك ان الكثير من الاصدقاء الذين نتشارك معهم رغبة التغيير او الاصلاح بحاجة لمنبر حر كالحوار المتمدن يطلوا من خلاله على بعضهم البعض ..ورغم اني كنت يوما من اكثر الطلاب تفوقا في مادة اللغة العربية خلال دراستي الدينية الا اني اكره اشد الكره تلك المصطلحات النخبوية التي صار رنينها نشازا في الاذن لذلك انا اقرب للناس البسطاء مني للمثقفين ...قبل يومين وكما هي عادتي في الجلوس بباب البيت ظهرا حيث تتفضل علينا الحكومة بقطع الكهرباء من اجل مواصلة التواصل بين الجيران وبين المارين كل يوم من ذوي السيارات المظللة بالمنطقة الخضروا صفراء التي نعيش فيها ...طبعا تتوالى في شارعنا المقدس مرور المقدسين من اصحاب السلطة لياخذوا بركة كهنة المعابد ادام الله ظلهم ... احدهم وهو عمامة سياسية مهمة مر بنا وسلم علينا طبعا بغبار سيارته .احد الحراس كان منهكا من شدة الحر..دعوناه ليشرب شيئا من الشاي والماء البارد ..الشاب المسكين كان حارسا شخصيا وهو منسب من وزارة الدفاع ..روى لنا قصصا مضحكة عن سيادة الشخصية وكيفية سرقته حتى للمساكين من حمايته ...على العموم ليس ذلك موضوعي كان نقاشي معه عن كيفية تغيير واقع هؤلاء ..كان الشاب الذي لم يتجاوز التاسعة عشرة يؤمن بنظرية ان الله ليس مسؤولا عما يحدث وان هذا الذي يحصل لنا نتاج هؤلاء الفاسدين ..ولكن كان يقول في نهاية كل عبارة ..ولكنهم رجال ديننا لايمكننا عصيانهم ...لم استطع مجادلته في هذا الامر لاني اعلم مسبقا عدم جدوى ذلك كنت اكتفي بالاشارة من بعيد ان الدين ليس هؤلاء بالتاكيد وليسوا هم من يمثله .. اني مؤمن وكاي يساري بحتمية الصراع الطبقي ولكني اختلف باني اعيش الواقع وارى اننا نظلم الناس بتحميلهم ما لايطيقون ...لايمكن لهؤلاء عن ينزعوا فطرة الفكر الديني الذي نشؤا وتربوا عليه ..ان هنالك حقيقة واضحة خارج اطار التحقيق والتحليل والفلسفة وهي كون الدين الموجود في ذات الشخصية العراقية امر لا يمكن اقتلاعه ..حتى ولو اصبح هؤلاء بعثيين او قوميين او حتى شيوعيين ...ان اجترار القول والحديث عن مرحلة الستينات او الخمسينات او السبعينات هو اتكاء على حالة استثنائية او حتى حالة شكلية لم تنزل الى عمق الذات العراقية ...ان امكانية التغيير كجدلية واقعية او كشيء واقعي شيء له بداية ونهاية ومسار لايمكن ان يكون بدون بعد ديني واليسارية التي افهمها ليست براغماتية تتعامل بجدلية الواقع ومتطلباته انها اكبر انها انسانية تغييرية انها تقترب من الانسان وتعايش صميم نفسه وليست مشرطا يحاول اقتلاع دواخله حتى وان كان ما بداخل ذلك الانسان ورما لانه سيموت بالمشرط قبل موته بذلك الورم ..اني اؤمن بالانسان العراقي بذلك المسحوق الذي يحرس هؤلاء الراسماليين او الطغاة والذي يقف بطوابير طالبا مساعدة من شيخ يبحث عن الجميلات بين المستعطين ليمؤا لهن لياتين من الباب الخلفي ..والذي يحمل الضيوف او الزوار ولا يجرؤ ان يكلمهم خوفا من سلطة رجل الامن الذي يحرسهم ...ولكنه ورغم كل هذا لايستطيع مسخ انسانيته ولايمكنه بذات الوقت اقتلاع ايمانه ...ان يسارية تعيش الناس وتجلس معهم وتاكل وتشرب معهم هي ما يريده هؤلاء ...لا اخفيكم ان اكره اي منظر او محلل او صاحب ايدلوجية يعيش وراء الحدود ويصدع رؤوسنا بنظرياته ولامن يجلس على الهواء البارد ويتحدث عن معاناة الكهرباء في الداخل هؤلاء هم اليساريون النخبويون الذين اكرههم لان الناس تكرههم لان البسطاء والكادحين والمعذبين يكرهونهم واثمن ما امتلكه انا هو صداقة وحب هؤلاء ...واريد لهؤلاء ان ينهضوا مهما كان من يقودهم ...ولان هذا ما اعشقه فاني اعشق رموزا قد لاتكون متوافقة معي فكريا لكني اعشق ذوبانها في الناس عندما اشاهد اشخاصا كاحمد القبنجي ذلك الثائر ذلك المعمم الذي رفض ان يكون جزءا من جوقة الفاسدين والخونة وأئمة المتعة او الجمعة ...والذي يعرفه باعة الكتب الجوالين ومحلات بيع الفلافل ..لانه معهم يعيش الامهم وجلساتهم وياكل اكلهم ..ويهمس مثلهم ويجري خلف السيارة الشهيرة البادية التي تسير باقل من سرعة السلحفاة في شوارع المدينة القديمة في النجف ...ان اليسارية المطلوبة هي ليست الشيوعية العربية كما سميت والتي تستقي من التراث الاسلامي كما يقال بعض اسسها ..الذي افهمه اننا بحاجة ليسارية اجتماعية خالية من فكر النخبة يسارية تعيش الناس فكرا وممارسة يسارية تقف على طريق الزائرين تسقي عطاشا السائرين ماءا وفكرا يسارية تكف عن انتقاد الناس والايدلوجيات والدين ...وتفلسف لهذا ووتنظر لذاك, يسارية هؤلاء الشباب الذين سرت معهم حتى ابواب الامام الكاظمية .. والذين دعوا معي وعلى بساطتهم وامام قبر باب الحوائج كما نطلق عليه وكانوا خليطا سنة وشيعة قدموا من البصرة اقنعتهم خلال المسيرة من ابواب الدورة وحتى الكاضمية ان كل من يملك قصرا في هذا الزمان هو عدو لموسى بن جعفر ...اتدرون بماذا دعوا ؟ دعوا ان ينتقم الله ببركة موسى بن جعفر من كل اصحاب القصور ...لقد آمنوا ان من يرى صراخ الجياع وانيين الثكالى ويعيش في قصر لايمكن ان يكون مسلما ...ان يسارية لاتعايش الفقراء والكادحين والمعذبين في كل دقائق ما يعتقدون به وما يؤمنون به وما يعايشونه ليست سوى راسمالية او مجموعة من المهرطقين الذين لازالوا يعيشون فقط على موجات النت او صفحات الجرائد ...اما من يتحدث عن العراق ومعاناته وهو خارجه فالاجدر ان يخرس لانه لايستحق ان يكون يساريا ولاحتى انسانا ذو مبدا ...واذا كان له بقية من عقيدة في اليسار فليصمت فلعله يخفف وطاة ذنب خيانته لفكره وبلده ...


خالد الحمداني النجفي النجف الحرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم