الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تعالو انظروا حرية الرأي
محمد سعيد الصگار
2010 / 7 / 15حقوق الانسان
في ظرف أسبوعين تعرّض الرأي وحرية القول إلى أربع هزّات شغلت محيط العمل الإعلامي والدبلوماسي، وحاصرت الرأي في زاوية لا نشك في وجود أمثالها مما لا يصل إلى وسائل الإعلام فنعلم به، ونعلم بها.
الهزّة الأولى كانت مع هيلين توماس الأمريكية من أصل لبناني التي قضت سبعاً وخمسين سنة محررة في البيت الأبيض، وعلى حين غرة وجدت نفسها مستقيلة من وظيفتها لما أثاره تصريحها بأن يعود يهود إسرائيل إلى بلدانهم التي جاءوا منها. ولا نتحدث عن أصداء تلك الهزة في الوسط السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة وإسرائيل وسواهما.
الهزّة الثانية جاءتنا من أهلينا، من محيطنا العربي، ومن أقصى قمة فيه، من جامعة الدول العربية، حيث قرر الأمين العام لجامعة الدول العربية (عمرو موسى) فصل الكاتبة والشاعرة الإماراتية "ظبية خميس" التي تعمل بجامعة الدول العربية منذ عام 1992 كمدير لإدارة شؤون البعثات بدرجة وزير مفوض ، بسبب مقال لها على مدونتها " روح الشاعرة- " عن كتاب "جامعة الدول العربية ماذا بقى منها؟" الذي يتناول بالنقد أداء جامعة الدول العربية في السنوات الأخيرة؛ ولم يتوقف الأمر عند فصل الكاتبة ظبية خميس، بل وصل الأمر لحد حرمانها من دخول الجامعة تماما، ومصادرة متعلقاتها. بهذا جاءت الأخبار.
الهزة الثالثة كانت مع قناة السي إن إن الني فصلت على وجه السرعة المذيعة أوكتافيا نصر بسبب رثائها للسيد فضل الله.
أما الهزة الرابعة فكانت مع السيدة فرنسيس ماري غاي، سفيرة بريطانيا في بيروت التي أشادت بدور السيد فضل الله في مدونتها الشخصية، وسببت لنفسها إشكالات دبلوماسية لم تنفع معها الترقيعات.
أنحتاج إلى شواهد تؤكد لنا بأننا في غابة من أرباب القرار العابر للأصول، والمتجاوز لكل ما هو متعارف عليه من حرية الرأي والإختلاف.
كيف يكون الحصار إذن، وتكميم الإفواه، ومصادرة الرأي، إذا كان يأتينا من أربع قمم يفترض أن تكون كل قمة منها راعية وحامية لحرية الرأي؛ أعني البيت الأبيض وهيلين توماس، وجامعة الدول العربية وظبية خميس، والسي إن إن واوكتافيا نصر. والسفارة البريطانية في بيروت والسفيرة فرنسيس ماري غاي.
هذا ما أعلن لنا، فلا نتحدث عن ما لم يعلن، فهو مما لا يبعث على الإعتزاز، ليس في بلداننا العربية وحدها، وإنما في دول في أقاصي الأرض. وماذا عسى أن تفعل الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومنظمات حقوق الإنسان هنا وهناك، وهي ترى هذا الإنتهاك لحرية الرأي؟
نحن نتماسك ونضغط على أعصابنا، ولا ندري لمن نتوجه إذا كانت هذه القمم تعبث بحقوقنا وتتصرف بها كأنها من أملاكها الصرف التي تتصرف بها كيفما تشاء.
يؤسفنا ويوجعنا أن يمتد فساد الرأي من أوطاننا التي ألفته، إلى المؤسسات الدولية التي كنا نظنها الوقاء لما نقول في أخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي، والإلتزام بما تظنه ضمانة من دساتير وقوانين الدول.
آمل أن لا يمحق هذا التجاوز ما نعتمد علبه من أمل في مؤسساتنا الإنسانية، وينقلنا إلى الكفر بها وبمشاريعها التي تملأ الأوراق، وتزدحم بالقرارات والرجاء الذليل الفارغ من أي جدوى.
حرية الرأي وحرية القول في حدود القانون ليست حكراً على أرباب القرار، ولا فضلا من أحد، إنها لكل الناس، كالماء والهواء، وما من حق لأي مخلوق أن يصادرها، مهما كان موقعه في إدارة الأمور، إنها حقنا المنتهك في مجمل حياتنا، ونحن أولى بأن نضع حدودا لهذه الإنتهاكات؛ فلنفعل.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - تحياتي وتمنيات الصحه استاذ محمد سعيد
علي ال مهدي
(
2010 / 7 / 15 - 22:49
)
مع المعزه الصادقه اقول
انا موافق تماما مع ماجاء في مقالتك الجميله والمسؤله
مع تحفظ صغير فلا الجامعه ولاحكوماتها هم اهلنا اهلنا لازالوا يموتون حرا وعطشا فلا تحملهم وزر غيرهم فحتى القراءن اخذ عن الانجازات القانونيه الرومانيه القديمه فنزلت الايه في المسؤليه الفرديه فنزلت اية تقول ولاتزر وازرة وزر اخرى
هذه قضيه
اما الثانيه فاني ارجوك اشد الرجاء ان لاتفهمني بالغلط
اتتذكر واحدة من صور صدام الكبرى منصوبة في الساحات ويظهر فيها المجرم مبتسما وتظهر اسنانه ناصعة البياض فوقف احد ناسنا امامها منذهلا فقال الله سنونه تشبه هاي اللي بالدعايه مالت الكولينوس
فسارع صاحبه بوضع كفه على فمه قائلا
ولك انجب هاي عقوبتها على الاقل اعدام
تصور استاذ محمد على الاقل اعدام
منذ بضع سنين نعيش على النطاق العالمي - ناهيك عن عراقنا الجريح -
مدا ارهابيا فاشيا قوميا عربيا ودينيا اسلاميا والعالم كما تعلم اصبح قريه
الناس اصبحت تخاف من هذا العلى الاقل اعدام اصبحت البشريه ترتعش
تحت كابوس صدام وابن لادن والزرقاوي والضاري والجهاد ورسالة خالده
وما اقوله هنا ليس تبريرا انما الخوف سنة البشر
2 - اني شعليه
عبد الحسين سلمان
(
2010 / 7 / 16 - 07:23
)
الصديق علي ال مهدي
يبدوا ومع الاسف الشديد ان استاذنا الكبير الصكار يعيش حاله حال بعض العراقييين المغتربين في برج عاجي
ويبدوا كذالك وايضا مع الاسف الشديد ان الاستاذ االذي علم جيل بكامله يسير على درب... اني شعليه ..يطبهم مرض
كنا قد وجهنا نداء لمساندة انتفاضة الجياع من اصدقائنا عبر هذا الموقع بالتضامن معهم وذلك من خلال التضاهر السلمي البسيط امام السفارات العراقية في اوربا ..لكن لا حياة لمن تنادي
كل واحد مخلي الفودكا والشقراء يمه .. ولسان حاله يكول..اني شعليه
مع الاعتذار لتراث الصكار البديع
3 - أستاذنا العزيز
ليندا كبرييل
(
2010 / 7 / 16 - 09:16
)
حرية الرأي موجودة حسب رؤية كل طرف ومقدار ارتباطها بمصالحه , أما الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان فما دام فيها لفظة ( عربية ) فإن جواب سؤالك : ما عساها أن تفعل ؟ أجيب لن تفعل شيئاً , والمصالح الدولية أقوى من اجتماع كل منظمات حقوق الانسان وأتمنى أن أعرف كيف نضع حدوداً للانتهاكات ؟ أستاذ عذراً لم أستطع التعليق على مقالك الجميل الماضي مونديال بلا سيكارة ,لظرف صحي , أما الأجمل فهو تعليقات قرائك الأعزاء الطريفة وردك عليهم , شعرت بنفسي في جمعة سمر دافئة للأصدقاء تركت أثراً حلواً في النفس , صحتك غالية علينا بالتأكيد لكني أرى وجهة نظرك صائبة , نحن قراؤك نمنحك الحب فتواصلْ معنا يا أستاذ ليطول عمرك وكل عمل تنجزه هو هزيمة بشعة للمرض . شكراً لك متمنية لك الصحة والسلامة ودمت لنا معافى ا
4 - الى العراقي الجميل محمد سعيد الصكار
رشيد غويلب
(
2010 / 7 / 16 - 09:38
)
عشت ودمت والى مزيدا من هذه النصوص الواعية والحكيمة ولست ممن يقولون شعلية كما اشار الزيرجاوي ولا ادري لماذا هذه الاتهمات التي اقل ما يقال عنها انها مرفوضة وخصوصا عندما تطال مبدع كبير ومناضل لا يشك احد في نصاعة تاريخه
5 - مره ثانيه حبي واحترامي لعزيونا الصكار
علي ال مهدي
(
2010 / 7 / 16 - 10:38
)
اخي الاستاذ رشيد غويلب - ان تعرف المثل العراقي - من حبك لاشاك -
فالاخ المثقف المهندس الاستشاري والعليم ببواطن امور معاناة 99بالمئه من ابناء شعبنا لاينوي قيد شعره الثلم من قدر وحب واحترام العراقيين للصكار
واستاذ رشيد - رخم اني غشيم - خصوصا ونحن بحضرة محمد سعيد- ولكني اعاتبك على هدر حق حرف الجر الى
في حوالى 1949 افتتحت في واسط اول دار للمعلمين الابتدائيه- وكان هذا حدث ثقافي عظيم فلميكن لاهل الجنوب مدرسة لتخريج المعلمين والمدرسين
والدار مولها امير ربيعه رحمه الله على الاقل لعمله النبيل هذا
ودعى الامير علية القوم وبالمقدمه الجواهري الكبير الذي القى قصيدة عصماء عنوانها لوحده ديوان وكان العنوان - يابنت رسطاليس
وكان ضمن المدعوين ذباح شهداء وثبة كانون 48 الجاهل البائس
صالح جبر ولانه من رؤساء الوزارات قام الى المنصة خاطبا
فابتداء بقوله ان العراق - بضم حرف العين- فصلح له احدهم قائلا
العراق - بكسر العين
فما كان من صالح جبر الا ان عاند قائلا
انا اريد ارفع العراق مااريد اكسره
مع الف الف اعتذار للاستاذ رشيد فهو ليس مقصودا باءي سوء
وانما له الشكر لتذكيرنا ببنت رسطا
6 - خطأ مطبعي
رشيد غويلب
(
2010 / 7 / 16 - 18:38
)
العزيز الاستاذ علي
شكرا لهذه الملاحظة ولك الحق في ماذهبت اليه والاخطاء المطبعية تكثر عند كتابة الملاحظات السريعه مع الشكر
7 - اعتذار
عبد الحسين سلمان
(
2010 / 7 / 17 - 05:35
)
الاصدقاء الاعزاء علي و رشيد
انا اعتذر ان فهم البعض ان كلامي فيه اساءة للاستاذ الصكار , هذا اولا
وثانيا انا علقت على هذه المقالة فقط وقلت ان الصكار ابتعد عن هموم شعبة فيها
الان الشعب العراقي يملك الالاف القضايا التي يجب ات تكتب عنه : ابتدا من مهزلة الانتخابات الاخيرة االى كبت الحريات الى ازمات المواطن اليومية ..الى...ما لا نهاية
وثالثا ان النقد والنقاش هو الذي يبعدنا عن التابو
ومعذرة مرة اخرى
.. العدل الدولية تأمر إسرائيل بوقف المجاعة في غزة مع سقوط المزي
.. مواجهة صعبة بين نتنياهو ووزيري الحرب غانتس وآيزنكوت بسبب صفق
.. محكمة العدل الدولية: المجاعة ظهرت بالفعل في غزة
.. الأمم المتحدة: طفل من كل 3 يعاني من سوء تغذية حاد في شمال قط
.. مسلسل مليحة الحلقة 3.. قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بداي