الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الفكر في تصور المادية التاريخية
جواد التباعي
2010 / 7 / 16في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
لعل أخطر وأهم النقاط الجوهرية في المفهوم المادي للتاريخ عند الماركسية يكمن في العلاقة التي تؤكد على وجودها بين الحياة الفكرية للإنسان بشتى ألوانها (من فلسفية وعلمية، ودينية... الخ). وبين الوضع الاقتصادي، وبالتالي وضع القوى المنتجة. لا بل وإنها تتهم كافة المفكرين بجهلهم المطبق للأسباب التي خلقت. لهم أفكارهم، والتي لم يتح اكتشافها إلا للمادية التاريخية.
وهذا الإطار الاقتصادي الذي تضع الماركسية ضمنه كل أفكار الإنسان في المعمورة منذ الخليقة حتى تاريخها، جدير بالبحث العلمي والفلسفي المستفيض أكثر من بقية الجوانب الأخرى، وقد خصص له المرحوم (محمد باقر الصدر) كتاباً بعنوان "فلسفتنا" يمكن الرجوع إليه. وإن مايهمنا من هذه العلاقة هو استعراض بعض النواحي التطبيقية.
فالمجتمعات التي سبقت العصر الحديث في الوجود كانت متقاربة -إلى حدٍ كبير- في وسائل الإنتاج وأساليبه، ولم يكن بينها أي فرق جوهري. فالزراعة التقليدية، والصناعة اليدوية هما الشكلان الرئيسيان للإنتاج في مختلف تلك المجتمعات، وبالرغم من ذلك فإنها كانت تختلف اختلافاً كبيراً في مستوياتها العلمية. فلو كانت أشكال الإنتاج وأدواته هي العامل الأساسي الذي يحدد لكل مجتمع محتواه العلمي ويطور الحركة العلمية تبعاً لدرجته التاريخية، لما وجدنا تفسيراً لهذا الاختلاف، ولامبرراً لازدهار العلم في مجتمع دون آخر.
فلماذا -على سبيل المثال- اختلف المجتمع الأوروبي في القرون الوسطى عن المجتمعات الإسلامية في الأندلس والعراق ومصر، مع اشتراكها في نوعية القاعدة؟ وكيف ازدهرت في المجتمعات الإسلامية الحركة العلمية في مختلف العلوم، وبدرجة عالية جداً، ولم يوجد لها أي تباشير في أوروبا الغربية التي هالها مارأته في حروبها الصليبية من علوم المسلمين ومدنيتهم؟*
ولماذا استطاعت الصين القديمة وحدها أن تخترع الطباعة، ولم تتوصل إليها سائر المجتمعات إلا عن طريقها (فقد أخذ المسلمون هذه الصناعة عن الصينيين في القرن الثامن الميلادي، ثم أخذتها أوروبا عن المسلمين في القرن الثامن عشر).
بالإضافة إلى ذلك، فكثير من الحاجات الاقتصادية القديمة العهد بالتاريخ لم يتوصل الفكر إلى تلبيتها إلا بعد مرور قرون عديدة، بينما -على العكس- فقد سبق العلم الحاجات الاقتصادية بعشرات القرون في كثير من الحالات. (فعلى سبيل المثال، فإن اكتشاف المغناطيس في تعيين اتجاه السفن لم يتم إلا في القرن الثالث عشر، مع أن الطريق البحري كان هو الطريق الرئيسي منذ قرون خلت، وعلى العكس، فإن اكتشاف البخار قد تم في القرن الثالث الميلادي، أي قبل المجتمع الرأسمالي الذي دعا إليه بعشرات القرون..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - جواد التباعي واستاذه محمد باقر الصدر
فؤاد النمري
(
2010 / 7 / 18 - 12:11
)
التباعي والصدر أوقعا نفسيهما في فخ لا يستطيعان الانفكاك منه بقواهما الذاتية وعليهما أن يطلبا المساعدة من الخارج، خارج بدنيهما وخارج عقليهما
وسائل الإنتاج هي التعبير الحسي عن علاقة الإنسان بالطبيعة، أي أن الإنسان ينتج حياته من الطبيعة الأم. فإذا كانت أفكار الإنسان بمختلف أجناسها ليست وليدة علاقة الانسان بالطبيعة فمن هو والدها. محمد باقر الصدر يقول الله والدها وليس الطبيعة وذلك يعني أن الله حبا النصارى في أوروبا بالأفكار التقدمية وغشّى عيون المسلين وهو ما يعني أن دين الله هو المسيحية. هل يوافق الصدر على هذه النتيجة
نحن لا ننطر موافقة الصدر أو عدمها لأننا نعرف تماماً أن عصر التنوير في أوروبا في القرنين الخامس والسادس عشر كان أول ميزاته الابتعاد عن الفكر الديني والتخلي عنه بعكس العرب الذين استكانوا لألف عام 947 ــ 1917 لحكم الأجانب لأنهم مسلمون والأجانب يحاربون عادة التقدم الإقتصادي والإجتماعي للشعوب الخاضعة لهم. الإقطاع الأوروبي كان ديموقراطياً بالنسبة لما كان عند العرب، لم يتشكل في المجتعات العربية طبقة اقطاعية، كل أراضيهم كانت -ميرية- أي ملك للسلطان أو الخليفة والفلاحون مجرد أجراء
.. تمييز وعنصرية...هل تتحول ألمانيا لبلد طارد للكفاءات الأجنبية
.. غزة - مصر: ما تداعيات -استبدال- معبر رفح على النفوذ المصري؟
.. الرئيس الأوكراني يطالب حلفاءه بتسريع تسليم بلاده مقاتلات إف-
.. انتخابات بلدية في تركيا.. لماذا قد يغير الناخب خياراته؟
.. النيجر تؤكد أن الولايات المتحدة ستقدم -مشروعا- بشأن -ترتيب ا