الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقهاء: مصدر قوة وإنهيار الدولة المرابطية

جواد التباعي

2010 / 7 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تعاقبت على حكم المغرب عدة دول كانت لها الأيادي البيضاء في ظهور وتطور الحضارة المغربية,وكانت دولة المرابطين من بين أقوى الكيانات السياسية التي حكمت المغرب حوالي قرن من الزمن إلى أن بدأ نجم هذه الدولة يأفل خاصة بعد رحيل مؤسسها الذي دانت له كل ربوع المغرب وبلاد السودان والأندلس ,فلم يمر الكثير من الزمن بعدوفاة يوسف بن تاشفين حتى بدأت المشاكل تتفاقم ,وأضحى إنهيار صرح المرابطين مسألة وقت فقط . لقد تضافرت عدة عوامل سياسية,دينية,عسكرية,إقتصادية,وإجتماعية عجلت بسقوط دولة المرابطين .
فماهي أبرز العوامل الدينية التي نخرت جسد دولة المرابطين,وفتحت الباب على مصراعيه أمام الدولة الموحدية؟
قامت الدولة المرابطية على أساس من العقيدة الدينية,وكان نشؤها الروحي على يد فقيه متعصب هو عبد الله بن ياسين وإحتفظت بهذا الطابع الديني معظم حياتها,وكان يتخد منذ البداية صورته العملية في سيطرة الفقهاء على شؤون الدولة وتوجهاتها في إتجاه الجيوش المرابطية في المراحل الولى من حياة الدولة,وإلى أعمال الجهاد سواء في المغرب اوالأندلس,وكان نفوذ الفقهاء في تسيير الدولة يتخد ايام يوسف بن تاشفين يتخذ صورة الشورى,إد يستفتيهم في الأمور,ويحاول أ، يطمئن على سلامة تصرفاته,وان يلتمس لها السند الشرعي ,لكن هذا النفوذ لم يلبث ان اصبح في عهد إبنه علي نوعا من الديكتاتورية الدينية ,ولم يكن لعي بالرغم من ذكائه وورعه وحزمه ما يكفي لمغالبةهذا النفوذ الجارف
كانت هذه الديكتاتورية الدينية وماترتب عنها من متاعب وأهواء لامفرمنها اهم عامل في ضعف الحكم المرابطي وهي الأساس الديني الذي أصبح أهم عناصر إنحلال الدولة ؛حيث إستغل الفقهاء فضائل التقوى والزهد والورع لذى الأمير,وحولوها إلى نوع من الخضوع الأعمى ,فتحولت طائفة لاتؤمن إلابمطامعها وأهوائها لامن وراء الستار فقط ,ولكن بالجهر وفقا لهذه المطامع ,أضف إلى ذلك أ، هذه الطائفة كانت غلى جانب هذا الإستغلال لنفوذها الديني تتسم خلال العهد المرابطي بالقصور,وضيق الأفق ,ولم تكن على شيء من التعمق العلمي الذي يمتاز به جيل الفقهاء القدامى في دراسة الشريعة,واصول الدين ,بل كانوا أيام الدولة المرابطية يقتصرون على دراسة علم الفروع كالمعاملات والحدود والعبادات (كون المغرب دولة لم ينتشر فيها الإسلام بشكل كبير وسط الأمازيغ) .حيت عمل الساسة بإيعاز من الفقهاء على مطاردة الفقهاء الذين يعتنون بعلم الكلام والأصول ,وحرق الكتب المتعلقه بذلك وفي مقدمتها كتاب "إحياء علوم الدين " للإمام أبوحامد الغزالي .لقد كان الهدف هو تجميد الفكر الديني,وجعله محصورا في حدود المذهب المالكي
يذكرنا مشهد الدولة المرابطية بعد يوسف بن تاشفين بما سيقع في أوروبا بعد فترة قصيرة من هذا التاريخ ,حينما سيطرت الكنيسة على المجال الديني ,وأعدمت كل من خالف توجهاتها ممافرض ضرورة الإصلاح الديني,وهو جعل إبن تومرت يفكرفي تغيير المذهب الديني المرابطي بمذهبه الجديد " التوحيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام