الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستكمالاً لحوار د. عبدالخالق حسين: -ولقد أكرمنا بني آدم- – القرأن الكريم

سمير طبلة
إداري وإعلامي

(Samir Tabla)

2010 / 7 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قلب حقائق تمس حياة ملايين الناس رأساً على عقب، دفاعاً عن قناعة او رأي، بغض النظر عن صوابهما او عدمه، لن يؤدي – كما شهد، ويشهد عراقنا والعالم – إلا الى الكوارث. والبشر أول من يدفع ثمنها القاسي. بدلالة مئات آلاف الضحايا الأبرياء، خلال سنوات العراق العجاف الماضية، ليصبح سُدس سكان وادي الرافدين بين أرملة او يتيم، حسب احصاء وزارة التخطيط، المشكوك بأرقامها أصلاً لصالح تخفيف وطئة المأساة، لأسباب سياسية معروفة.
ويُذهل الملتقي إن قرأ هذا القلب من مواطن مخلص وكفوء هاجسه "الوحيد هو مصلحة الشعب والوطن" كالصديق د. عبدالخالق حسين في مقاله المعنون "من الأصلح لرئاسة الحكومة العراقية؟"*، والمنشور بمواقع إلكترونية أمس. مدافعاً عن السيد المالكي "رجل المرحلة"، بعد وصفه وقائمته (دولة القانون) بـ "الوحيدين غير الخاضعين للدول الأجنبية وأجنداتها...". (وهذا اتهام واضح وخطر بأن كل الآخرين، بضمنهم "الصديق" كاتب هذه السطور، عكس السيد المالكي وقائمته، خاضعون!؟). واصفاً من يركب "موجة مناهضة المالكي" بـ "الانتهازي". فخلف الله عليك - يا صديقي - بمفردات عتاب الود العراقي!؟
وبعد هذا، فبمَنْ ينتخي موجوع القلب، وبمن يأمل؟! إذ "قفلّها" د. حسين بنهاية "لو المالكي لو ما يصير"!
لأتجاوز أخذ حواري معه** نموذجاً لـ "مشكلة الأخوان الساخطين على الوضع"، وحكمهم "على الواقع العراقي الحالي حسب ما يتمنون أن يكون، وحسب مقاييسهم الخاصة، وأيديولوجياتهم القريبة من المثالية والطوباوية"، و"هم يصرون على سياسة كل شيء او لا شيء". فما وثقته لي، مشكورة، مواقع إلكترونية يُثبت عكس اتهام صديقي. فالهاجس الوحيد والمعيار الأسمى كان، وسيبقى، مثله "مصلحة الشعب والوطن"، بعد ان عُمّد بتضحيات تفخر بها هذه المصلحة.
ولنتحاور على هذه "المصلحة"، من دون أية أحكام مسبقة، او زعم بامتلاك الحقيقة.
يعترف صديقي الدكتور نصاً بـ "الواقع العراقي المزري"، ويكرّره "بالأمر الواقع المتخلف"، من دون ان يحمل أية مسؤولية لحكامه، بضمنهم المالكي، واحدى واجباتهم النهوض بالبلد. مع الإقرار بأن هذا الواقع نتاج قرون. لكن السؤال هنا: ماذا عملوا للقضاء، او على الأقل لتخفيف هذا "المزري" و"المتخلف"؟
وبلا تجني عليهم يلحق سؤال آخر: أ لم يعملوا على تكريسه، بل وتعميقه، خدمة لمصالحهم الأنانية الضيقة؟
فأين هذا من "مصلحة الشعب والوطن"؟
لم أناضل، وعشرات آلاف غيري قدموا حياتهم الغالية، من أجل الديمقراطية، على أهميتها، بل من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب، ونقلهما لمصاف شعوب العالم المتحضر. والديمقراطية وسيلة لهذا الهدف السامي، بعد ثبوت فشل الوسائل الأخرى.
وإن اُعتبرت الانتخابات احدى تجليات هذه الديمقراطية، فإلى أين أوصلت البلد وأهله، بعد الزعم بجعله "منارة في الشرق الأوسط"؟ أ لم تعمق تخلفه وتشظيه؟ أ لم يكن من نتائجها (والأمور بخواتهما) قتل مئات آلاف مواطنيه، وتشردهم وتحرمهم من أبسط مستلزمات الحياة الكريمة و....و....؟ ولا جدوى من التكرار. فواقع المأساة العراقية الحالي مُقر من الجميع، وإن خفّفه البعض، او برّره.
فأنتصر عراقيون لـ "مصلحة الشعب والوطن" باجتهاد تشكيل حكومة كفاءات وطنية مخلصة، ببرنامج ينهي تلك المأساة، او يحصرها على الأقل، ولم تحدّد بصفة كفاءات فقط، كما ذهب اليه فهم د. عبدالخالق. وألا اصبحنا نتحاور على طريقة "لا تقربوا الصلاة"! وبهذا استحق أولئك باجتهادهم حسنة إن أخطأوا، وضعفها إن أصابوا. لا التخوين!
اما الانتصار لأحد الأطراف المتنازعة في "البيت الشيعي"، أو أي بيوت أخرى (هجمها الباري على رؤوس دعاتها المزيفين، وسلّم الأبرياء من أي أذى)، فلا يتفق بشيء مع "الهاجس الوحيد بمصلحة الوطن والشعب".
ولن يغيّر أي زعم من حقيقة ان اختيار المالكي رئيساً للوزراء عام 2006 كانت على أساس طائفته، قبل أي شيء آخر. وما كان هذا ليتحقق لو لا دعم من يخاصمهم، ويحالفهم في آن(!) في التحالف الوطني. والأخير نسخة عن التكتل الشيعي الأصلي، الذي تكرس، ولم يُخلق، بعد سقوط الدكتاتورية المقبورة. مما عمق تشظي البلد، وأودى بحياة عشرات آلاف مواطنيه وأوصله لهذا الدرك. زد عليها حقيقة عودته لهذا التكتل الخطر، بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، وتضاءل فرص بقاءه في سدة الحكم. معطوفاً على حقيقة صارخة أخرى بقبوله، حينها، من "دول أجنبية بأجنداتها".
فإن كانت حقاً مصلحة البلد وأهله هدفاً و"هاجساً"، فينبغي الإقرار بحقيقة ان ما سارت عليه الأمور، منذ قبر الدكتاتورية، حتى هذه الساعة، أضرّ كثيراً بهذه المصلحة، وفي الأفق ما ينذر فزعاً بتدميرها كاملة. وبهذا ينبغي "السباحة ضد التيار" لا انتصاراً لشخص او فئة او فكر او هوية، بل لتلك المصلحة. لأنقاذها، وقبلها انقاذ حياة العراقيين المهدورة بالعشرات كل يوم بلا وجه حق.
فما قيمة الديمقراطية والفيديرالية والليبرالية واليسار واليمين و.. و..، على أهميتها، إن لم تصنْ حياة بني آدم، الذي كرمه الخالق، وارتقت حقوقه (وبمقدمتها حياته) لمصاف المقدسات في عالمنا المعاصر.
وإيجازاً، فالعراق بكارثة، لن ينقذها منه إلا مخلصوه. والتعويل على نتائج انتخابات، وإن أقرت جهة قضائية عليا مؤخراً بطلان بعض أساسها القانوني، لن يؤدي لأفضل من النتائج الحالية، بل للأسوأ منها.
وخدمة للحوار المسؤول، أتمنى ان لا تحسب هذا الآراء – وهي شخصية بحتة - لإنتمائي، الذي اتشرف به، الى الحزب الشيوعي العراقي، او الى سياسته العامة المعلنة، بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف معها، او الى الهوية والقناعة الخاصة. فالحوار يجري عن حياة اكثر من 30 مليون، واقعهم ومستقبلهم، وغالبيتهم تكتوي يومياً.
وهدية متواضعة جداً للصديق العزيز عبدالخالق، هي جملة صغيرة من برنامج "دولة القانون" المنشور على موقعها الرسمي، ونصه: "تمكنّا من السيطرة على التدهور الذي أصاب المنظومة الكهربائية في البلاد"!؟ واثقاً من حكمه العادل.
مع الود.

لندن في 29/7/2010

* رابط مقال د. عبدالخالق حسين في 28/7
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224035

** رابط مقال محاوره في 27/7
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=223855








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفساد الاداري والمالي والحزبي
dr. katrin Michael ( 2010 / 7 / 29 - 20:18 )
الاخ سمير طبلة
كنت اتمنى ان تتحدث قليلة عن حماية المالكي للفاسدين أخص هنا السرقات التي تحدث عنها رئيس هيئة النزاهة العراقي القاضي راضي الراضي وهي 18 مليار دولار أكدها ستيورت بوين المسؤول عن برنامج إعمار العراق وكنت انا من الحاضرين في هذه المناقشة المؤلمة .
النقطة التي أثيرها هنا نحن الاقليات غير المسلمة قتلنا بسبب الهوية هجرنا اعتدي على نسائنا لم يبق في العراق من الناس المسالمين المثقفين والمتحضرين من أعزائنا الصابئة المندائين غير 10% اما نحن المسيحيين بإعتراف وزير الخارجية العراقي هوشيار قبل عشرة في واشنطن قالها علنا المسيحيين يقتلون بسبب ديانتهم . نحن والصابئة من السكان الاصليين لم يهتم المالكي لاحدا إطلاقا فقط لحزبه وعشيرته . يا دكتور عبد الخالق مزقت قلبي وجروحي تنزف ليلا ونهارا ولازالت تقول المالكي ياأخي العزيز قليلا من الانصاف بحقنا . اما نحن ضحايا النظام الدكتاتوري اصبحنا في خبر كان بالنسبة للمالكي فقط الذي حارب النظام هم من جماعة وحزب المالكي ولحد هذه اللحظة يعتبرون هم الضحية وهم دكتور عبد الخالق انك تعرف جيدة كم حقدي على النظام الدكتاتوري لكن حوربنا لاننامعارضة وليس بسبب كا


2 - المالكى احس اسوء المرشحين
على عجيل منهل ( 2010 / 7 / 29 - 20:48 )
الاستاذ سمير طبلة لو اتفقنا مع الاخ الدكتور عبد الخالق حسين- بان المالكى اافضل المرشحين- والانتخابات والديمقراطية- تفرض الموافقة على من تم- اختيارة- حتى لو كان -الشيطان- نفسه تم اختياره.. واحسن وافضل من مجى الدكتاتور - ولكن هل المالكى اصابه العمى عن اجراء وزير النفط والكهرباء بتصفية نقابة عمال الكهرباء حسب قانون الارهاب -وهو اجراء -لم يصدره صدام حسين نفسه- اصدر قرار تحويل العمال الى موظفيين- ولم يغلق النقابة كما يقول الاخوة المصريين بالضبة والمفتاح- لماذا السكوت على حرق وسرقة رمز السيادة البنك المركزى العراق - اين المالكى يادكتور عبد الخالق- ماهو موقفه اربع وزراء حرامية التجارة والكهرباء اجازة وزير النقل استقالة وزيرة المرأة لعدم وجود وزارة لها- اعطنى عمل له واعطيك عمل الزعيم عبد الكريم قاسم فى اربع سنوات - غير العراق فى كل المجالات -نعم هو احسن اسوء الموجودين هذا نتفق معك تحياتى لك استاذ سمير وكل الصحة والعافية لك


3 - 6 مداخلات
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2010 / 7 / 30 - 03:32 )
الصديق سمير تحية وللصديق العزيز علي
يوم امس كتبت 6 مداخلات على مقالة دكتور عبد الخالق وانا بانتضار رده ليكون لكل حادث حديث
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224035


4 - العزيز سمير / مع الود
مارسيل فيليب / ابو فادي ( 2010 / 7 / 30 - 04:57 )
الأكثرية في هذه المرحلة يمكن وضعهم في سلة واحدة ، لذلك لا اتفق مع الدكتور عبد الخالق في اعتبار المالكي رجل المرحلة ، فما كسبه من اصوات جاءت اكثريتها ما وزعه من هدايا واموال ، وللتذكير فقط ... ( في برنامج -سباق البرلمان- وفي حلقة يوم الخميس الذي صادف ، 18 فبراير من العام الحالي ، اثناء الحملات الأنتخابية ، عندما تفاجأ القيادي عباس البياتي ( الدعوة ) ، وهو مقرب جدا من المالكي ، بنظيره في الحوار صباح الساعدي الذي فاجأه في الدقائق الاخيرة من البرنامج الذي تقدمّه المذيعة سهير القيسي ، وفي ختام نقاش مثير عن الفساد في العراق، بمفاجأة من الوزن الثقيل احتفظ بها الساعدي طوال البرنامج ، عندما لوح بمسدس انيق، قال الساعدي انه مما يوزعه رئيس الوزراء نوري المالكي على شيوخ ورؤوساء القبائل ممن يزورونه ، ليساعدوا في الترويج له واعادة انتخابه ) .
لكن الأكثر غرابة ماقاله الساعدي وسط ذهول البياتي .... انه اشترى هذا المسدس المكتوب عليه هدية رئيس الوزراء من الاسواق بملبغ قدره ثلاثة الاف دولار.


5 - ليس المالكي من اختاره الشعب
البراق احمد ( 2010 / 7 / 30 - 05:22 )
تحية لك استاذ سمير وتحية للدكتور عبد الخالق والاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية . ملاحظتي هي للاخ علي عجيل منهل فاقول نعم نحن مع ماذكره الدكتور عبد الخالق في وجوب احترام نتائج الانتخابات وقبولها الا ان النتائج لم تكن في صالح المالكي فقد جاءت قائمته بالمرتبة الثانية فلماذا يرفض التبادل السلمي للسلطة ؟؟ انه يمهد لعودة الدكتاتورية والانقلابات والبيان رقم واحد


6 - الإجتزاء
رعد الحافظ ( 2010 / 7 / 30 - 10:17 )
أستاذ سمير
مع أنّكَ لم تأتِ بإسمٍ بديل أفضل من المالكي وتدحض فكرة دفاع الأستاذ حسين عن إختياره له
وإكتفيت بالتعميم في الخاتمة بقولكَ
لن ينقذ العراق غير مخلصوه والتعويل على نتائج الإنتخابات
لكن ليس هذا ما أوّد جلب الإنتباه لهُ في مداخلتي
بل الى أنّ العبارات التي يكتبها أيّ كاتب صغيراً أو كبيراً , يجب أن لاتجتزأ من سياقها حتى لا تُعطي ما لم يقصدهُ الكاتب عموماً
وكمثال بسيط من مقالك الكريم , أحيلك ثانية لنفس الجملة من مقالك , إقرأها ثانيةً
فالعراق بكارثة، لن ينقذها منه إلا مخلصوه. والتعويل على نتائج انتخابات،
فهل تقصد علاوي هو المنقذ المخلص مثلاً ؟
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا