الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الفقراء
زهير قوطرش
2010 / 8 / 8الادب والفن
لا أستطيع أن أكتب عن الفقر والفقراء,وأنا ممتلئ البطن من الأكل والشرب . وإن تجرأت لأكتب بعض السطور عنهم ,فسوف أخاطب نفسي, بأن محاولتي هذه لا أكثر ولا أقل من نوع الترف الأدبي .
لأن من لا يعرف الفقر ,من لم يجرب الفقر ,من لم يشعر بألم المعدة من الجوع ,وينام على جوع....لأنه لا يملك قوت يومه .فأنه لا يعرف متاعب الفقر الذي يسكن في غالبية البيوت الفقيرة.
وقَفت بخشوع أمام دكان أبو سعيد اللحام ,وكنت من بعيد أراقبها ,وأسأل نفسي من تكون هذه المرأة التي تلفحت بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها.
لماذا تقف وكأنها متخفية إلى الجانب الأيمن من مدخل محل القصابة .ما حاجتها إذا كانت لا تسأل عن شيء !!!! .....أسئلة دارت في رأسي.وكنت مصراً على معرفة السر من وجود هذه المرأة الغريبة في هذا الزمان والمكان .
ثيابها العتيقة ,تفضح سر ألمها ومعاناتها. القطط السمينة والمعروفة عند أبناء الحي ,وقفت بجوار المرأة اللغز ,تراقب حركة القصاب أبو سعيد ,عله يرمي إليها بقطع من الشخت (نوع من الغضاريف النتاج عن تنظيف اللحم عن العظم).
فجأة ,سقطت المرأة على الأرض ,مبعدة القطط السمان ,بكلتا يديها ,لتلتقط قطعة الشخت التي رماها القصاب .ثم انتصبت لتضعها في كيس صغير ,مربوط على خصرها تحت العباءة السوداء.وعدلت من وقفتها منتظرة نصيبها من الشخت الذي سوف تتقاسمه مع قطط الحي.
قلت في سري لعلها تربي بعض القطط ,وهي بحاجة إلى إطعامهم .وتخجل من سؤال القصاب حاجتها.
ألقيت السلام على صديقي القصاب ,ودخلت دكانه ,وفي راسي ألف سؤال وسؤال.
ومن فوري سألته عن هذه المرأة إن كان قد شاهدها قبل اليوم.
نظر إلي ,وأجابني وفي صوته لحن حشرجة وأكوام من البؤس ,تدفقت وكأنها كانت محبوسة في وجدانه..... وقال لي ...يا عزيزي ,هذه المرأة ,وغيرها الكثير اللواتي يمرنَّ يومياً على هذا الدكان وغيرها من أجل الشخت,هي الصورة الغير مرئية لبؤس الفقراء ,الذين يعيشون من حولنا في هذا الزمان المادي الذي لا يرحم ,ولا ندري عنهم شيئاً. يجمعون الشخت من دكاكين القصابة ,ثم يجمعون نفايات الخضر من الأسواق الشعبية ...ويعدون منها طعاما لهم ولأطفالهم الذين لا حول ولا قوة لهم..... يا عزيزي...هؤلاء على كل حال ,أفضل حالاً من الذين يتقممون على مزابل المدينة ,ليلتقطوا زكاة طعام الأغنياء الزائد عن حاجتهم وسط الزبالة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - وصف الواقع الأليم لايكفي يا عزيزتنا زهير
الحارث السوري
(
2010 / 8 / 8 - 07:18
)
أليس هذا البؤس النتيجة الطبيعية لنظام القتلة واللصوص الأسدي الذي شارك في بنائه وبقائه السوفييت وتلبعهم السيد بكداش ووريثته وصال وشريكه يوسف فيصل وبقية الشركة المتاجرة بالماركسية في بلادنا الذبيحة ... لك تحياتي
2 - اترك لك الحل
زهير قوطرش
(
2010 / 8 / 8 - 10:11
)
أيها الرفيق العزيز الحارث السوري.
صحيح قد أكون ممن يصف الحالة , ,وممن يضع يده على الجرح ,لكني اترك الحل ,للرفاق والأخوة الذين الذين سيغنون الموضوع بتعليقاتهم البناءة والهادفة.
ولا أعتقد ,أن المشكلة ,مشكلة الفقر ,سببها ما ذكرت ,لأن الفقر كان موجوداً قبل هؤلاء الأشخاص . وأذكر أننا ناضلنا جميعاً في سيبل بناء المجتمع الأشتراكي ,الذي تصورناه وكأنه الحل السحري الذي سيقضي على الفقر والقهر , وصدمنا بعد ذلك عندما رأينا نتائج هذا النضال ,تمزق ,وانقسامات ,وسجون ,وصراع مصالح .
لهذا اتمنى عليك وعلى الرفاق والأخوة ,تقيم الماضي ,من أجل المستقبل ,بعيداً عن تناول الأشخاص الذين انتهوا ,أو صاروا بحكم المنتهين.المشكلة يارفيقي العزيز ,في ثقافتنا وفكرنا
(كما تكونوايولى عليكم)
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح