الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظواهر خطيرة تجتاح المجتمع العراقي

فراس الغضبان الحمداني

2010 / 8 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كنا واقصد المتنورين في المجتمع العراقي نحلم بانتقاله نوعية لمجتمع متحدث يدخل في مشهد متمدن يتجسد بتفاصيل الحياة اليومية للمدنية العراقية ولعموم الشعب ، فلكل فرد حقوق وواجبات والحكم هو القانون والدستور تماما كما يحدث في كل البلدان المتحضرة .

وكنا نعتقد بان 9 نيسان 2003 سيكون تاريخا حاسما ما بين دولة الدكتاتورية ومجتمع التخلف ودولة الديمقراطية يقودها تكنوقراط يتمتع بعقلية متفتحة لبناء مجتمعا عراق جديد متحضر ويمحو من عقل الإنسان العراقي الشعور بالمهانة والمذلة وجلد الذات والتقرب إلى الله من خلال طقوس مبتدعة تجعل الإنسان ذليلا ومسحوقا ومكسورا ولاطما على الخدود ولا يفكر بانتزاع حقوقه المدنية ويكتفي بممارسة الطقوس بطريقة بدائية تجعل الإنسان يمعن في تحقير نفسه وكان آل البيت يريدون من هذا المواطن إن يبقى جاهلا مستخدما التعذيب على نفسه وتحقير ذاته وسيلة للتقرب إلى الله وال البيت وهو لا يعلم بان هذه البدع تقف وراءها جهات سياسية تريد إن تثير الفتنة الطائفية وتحاول إن تكرس العقلية المتخلفة واستمالة الناس بهذه الطرق البدائية بصناديق الانتخابات للإبقاء على بعض الرموز السلطوية متحكمة في عباد الله حتى آخر الزمان .

وليس هناك من يقف بوجه هؤلاء الذين ينفقون المليارات لإقامة مواكب لا ينتج عنها إلا ضياع الوقت وهدر الطاقات وتفريق الصفوف ، وكنا نأمل إن تظهر مرجعية دينية رشيدة تقول لهؤلاء الملايين إن إرضاء آل البيت الأطهار ومرضاة الله لا يتم بهذه الأساليب التي ينتهك فيها الإنسان حقوقه ، ولو إننا غيرنا الاتجاهات وظهر مرجع حكيم وجريء ويقول لهؤلاء الناس إن هذه المليارات التي انفقناها على أصحاب 1600 موكب في بغداد فقط من المتاجرين في الدين استحوذوا على حصص تموينية من الجهات الرسمية ومن التجار بالتهديد واستنفروا أجهزة الدولة في كل مناسبة لأسابيع وقدموا الناس لقمة سهلة أمام الإرهابيين .

نقول لو إننا جمعنا كل هذه الأموال وقلنا للناس اقعدوا في بيوتكم ومن يستطيع إن يزور هذه المناطق المقدسة إن يذهب إليها مكرما ومعززا وسعيدا وليس باكيا ولاطما وماشيا على الإقدام بل توفر إليه سيارة مبردة وتثير في روحة التفاؤل والثقة بالنفس وتوفر كل هذه الأموال وندعو الناس في يوم الزيارة أو المصاب ونقول إليهم تعالوا إننا سنوزع هذا المجمع السكني وهو وقفا للإمام الحسين (ع) أو الكاظم (ع) وستكون الأولوية للأرامل والأيتام والفقراء الذين ليس لديهم مأوى وهذا ما وفرناه بعد إن امتنعنا من هدر الأموال على تجار المواكب والتبذير بالمواد الغذائية وتحول اغلبها إلى الازبال أو تمارس لعملية الوجاهة نحولها إلى حصة تموينية شهرية نمنحها إلى مستحقيها من خلال منظمات تطوعية ترى في هذا العمل واجبا دينيا وأخلاقيا ووطنيا أيضا .

إننا ومن خلال تحويل اتجاهات الناس من خلال تعذيب أنفسهم والتبذير وضياع الوقت واستنفار أجهزة الدولة وتعريض حياة الناس إلى الخطر ونسيان حقوقهم إلى ممارسات حضارية لتخليد هذه المناسبات الدينية في إعمال خيرية ترسخ هذه القيم في نفوس الناس وتغير في حياتهم ، فما أجمل إن نفتتح في العاشر من محرم روضة للأطفال أو مستشفى خيري أو نوزع أجهزة مفراس المفقودة من المستشفيات ونقول إن هذه الإعمال الخيرية نمارسها حبا في الحسين وليس في حب الحسين إن نطبر الرؤوس ونخدش الخدود ونمزق الثياب لان الدروس المستقاة من السيرة النبوية والسيرة الجهادية للائمة المعصومين كلها تؤكد عن قيمة الإنسان واحترامه لنفسه ودينه .

إن هذا السلوك للائمة يجب إن يعد نبراسا يقتدي به الناس بأخلاق وعلم آل البيت الأطهار والعمل الخيري الحقيقي هو خير وسيلة للتقرب إلى الله وان كل هذه الطرق في جلد الذات لا تمت للإسلام بصلة ولا تنتمي إلى مدرسة آل البيت والتي تتعرض الآن لتشويه خطير من خلال توظيفها سياسيا ومن خلال تجار الأشرطة الذين يمعنون بإثارة عواطف الناس والنبش بالتاريخ وتضخيم بعض الحوادث لتفريق المسلمين للإبقاء على هذا المواطن السلبي الذي يرفض التمدن ويحاول إن يعاقب نفسه في كل الطرق ليربح السياسي وتاجر الكاسيت وتجار المواكب الذين لم يجدون لهم فرص العمل إلا الطقوس الدينية ويحاولون إن يمدون بعمرها على كل أيام السنة وقد لا تكفي تلبية رغباتهم ولو استمر الحال على هواهم لتحولت الدولة إلى مجرد موكب كبير ينظم عمليات تعذيب الذات وغسل أدمغة الناس لنسيان كل شيء يمت للحضارة والتطور والحقوق المدنية في الدولة العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت يا اخي
سميح الحائر ( 2010 / 8 / 9 - 15:22 )
انه التدحين المتعمد لاغراض سياسة وان هذه الاعمال التي يقومون بها لا علاقة لها باهل البيت عليهم السلام لا من قريب ولا من بعيد وهم بريؤن منها براءة الذئب من دم يوسف . ما هي الفائدة المتوخات من الضرب بالسلاسل والسيوف وادماء الصدر للفاعل والمفعول لاجله؟؟. لا شيء .انها عبث في عبث. ان الذكرى لاستشهاد الحسين واصحابه عليهم السلام يجب ان تقام بوجه حضاري يناسب الحدث وليس بغزعبلات تشوه الوجه الناصع للمذهب الشيعي ولثورة الحسين عليه السلام.انه الاسلام السياسي ومتطلباته. سلم قلمك.


2 - التخلف و الخرافة الدين
mazin 199 ( 2010 / 8 / 9 - 17:14 )
اولاً كل المؤسسات الدينية يتحكم فيها ناس عندهم اسلوب التديين والدجل الديني يكذبون علئ الشعوب وكأن لاعقل للبشر الا عندهم وحكرة عليهم كأن الدين انزلة الله خصيصاً و الكل يعلم لا وجود لهذة الخرافة الدينية والشعوب تتقبل التخلف و الخرافة الدين لان كل انسان اذا عرف بوجود الرب و الانبياء وكل انسان اذنب سوف يعاقبة الله سوف لن يذنب حتئ علئ نملة ولكن الكذب علا العقول شئ مربح و سوق التخلف مفتوح وكم من المقابر فتحت ذراعيها بأسم الدين و العاقل يفهم ويوقف مقابر الدين ...تحياتي للكاتب أتمنئ ان يكتب سلبيات الشعب العراقي ..


3 - صحيح استاذحمداني ولكن الخوف العزله النخبه عن
د صادق الكحلاوي ( 2010 / 8 / 10 - 09:26 )
تهنئتي استاذ الحمداني على فكرك النير المتحض الذ تضمنته مقالتكالرائعه
هنالك مشكلتين اساسيتين متشابكتين
الاولى ان العادات والتقاليد-خصوصا التي كانت مكبوته لمثات السنين-تكون
محافظه وعصيه على التغيير السريع ولا يلعب المنطق العلمي والتنشئه بواسطة
التربيه والتعليم العصريتين الا دورا بطيئا ولكنه في الامد البعيد حاسما لمصلحة ترشيد السلوك الانساني بما في ذالك الديني
القضيه الثانيه يجب عدم تحطيم الاحترام والثقه بين النخبه المستنيره - وهي صغيرة العدد- والجماهير الواسعه الممارسه للامور غير الحضاريلان انقطاع الصله معنا استمرارية الؤس الاجتماعي في ممارسة الطقوس حد الهمجيه
اتذكر من تاريخنا التنويري ان يوسف سلمان فهد ورفاقه الشبيبي وزكي بسيم والاخرين حينما قبض عليهم وضعوا بسجن الكوت وقسم السجن الى قسم للسياسيين واخر للعاديين وحينما قرب موعد بداية محرم بادر ر فهد طالبا من مسؤلي المخزن ان يهيؤا كمية وافره من السكر والشاي والقهوه ومن المواد الغذائية الاخرى واختار بضعة رفاق اخذين هذه المواد معزين سجن العاديين بحلول محرم ومبدين استعدادهم لاية مساعده يطلبونها علىالضدمما تمناهنوري سعيدوبوليسه


4 - تكمله الموضوع رجاء
د صادق الكحلاوي ( 2010 / 8 / 10 - 09:52 )
كان هذا التصرف الرشيد قبل نيف وستين سنه اي منتصف اربعينات القرن الماضي وبعيد الحرب الثانيه حيث انتصار الدمقراطيه على الفاشيه عالميا
وحيث كانتنسائم التنوير والدمقراطيه تهب بقوة حتى على العراق وحتى انني اتذكر ان بعض معالم الطقوص المقرفه كاستعمال الزنجيل غير موجوده اصلا
واللطم كان يتم بلطف وبيد واحده وكل من المشتركين بكامل الملابس اللهم يجري تمثيريات التشابيه واستعمال عدد محدود من القامات فقط في الكاظميه حسب اطلاعي ورؤيتي لها ثم اخذت تتصاعد هذه الممارسات بتاءثير بين من بعض الجاليات الايرانيه المقيمه في العراق وبفعل الغزو الايراني الديني للعراق خصوصا بالتبرعات المبالغ في سخائها لطلي ابواب ومنائر وقبب الاضرحه المقدسة لائمة المسلمين الشيعه وكان لقنصليات الاستعمار البريطاني حينئذ دورا خبيثا في استقطاب - وتوجيه رجال الذين الشيعه الذين كانوا فقراء جدا فاخترع الانكليز ماسمي وقف عوده -اي عودة المنتظر- وهي تبرعات سخيه كان الانكليز يجمعونها من شيعة الهند ويوزعوها على شكل رواتب على رجال الدين كبارا وصغارا وهذه موثقه ببحوث اكاديميه
وكرجل علم فانني اصر الى ان التصنيع والتنميه الشامله هي الحل ال

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد