الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلبجة الحية في الضمير

محسن ظافرغريب

2010 / 8 / 10
الادب والفن


أنهى المؤتمر المنعقد تحت شعار "حلبجة للجميع وعلى الكل إعمارها" أعماله مساء أمس الإثنين. واستعرض المؤتمر تسعة بحوث في مجلات مختلفة تمت مناقشتها من قبل المشاركين. وخرج المؤتمر بعدد من المقررات والتوصيات ستعرض اليوم على الرأي العام خلال مؤتمر صحافي سيعقد لهذا الغرض. وقال عضو مجلس محافظة السليمانية عن الإتحاد الاسلامي الكوردي "حسن شيخ عبدالله في حديث لكورديو: نحن في مجلس محافظة السليمانية لن نألو جهدا في تقديم العون لمدينة حلبجة.

وقال مسؤول منظمة "موقف جاد" (ريباز كمال) في حديث لكورديو: استطاع الكونفرانس أن يجمع كافة التوجهات تحت مظلة واحدة وهي خدمة حلبجة.

وسرد المخرج "حسين سيودين" رواية الكاتب "بختيار علي" بعنوان "مدينة الموسيقيين البيضاء" أحداث الفيلم المستوحى من الرواية بعرض فيلم "ليلة الحساب" (مدته 90 دقيقة) في محافظة أربيل العراقية الشمالية للمخرج على قاعة (بيشوا) بحضور عدد من المثقفين والفنانين ومحبي الفن السينمي.

ونقل مصدر إعلامي عن المخرج العراقي الكردي "حسين سيويلي" الذي تحدث في بداية العرض عن الفيلم قائلاً: الفيلم من إنتاج وزارة الثقافة في حكومة الإقليم، ويتحدث عن عمليات الأنفال سيئة الصيت وجرائم الإبادة والمقابر الجماعية التي مورست ضد مجتمع الإقليم، و حاول سيويلي خلال الفيلم ان يقول للمشاهد ان الموسيقى نابعة من الأرواح الطاهرة، وبامكانها تغيير مسلك الحياة. وان الفيلم تحدث عن جرائم الإبادة الجماعية التي مارسها لانظام صدام الإجرام المقبور بحق مجتمع الإقليم، والمتمثلة بالبعثي المأجور النقيب في جيش لانظام صدام "ثامر البابلي" الذي كان يقوم بشتى صنوف التعذيب النفسي والجسدي للمواطنين العراقيين الكورد في مناطق الإقليم، وفي النهاية يستيقيظ ضميره على عزف شاب أنغام الناي الحزين ويستنجد بأحد المؤنفلين الذي ينقذه من الموت ويحرره بعد ذلك. ومن ثم يسلم نفسه و يحاكمه الضحايا في ليلة سماها المخرج (ليلة الحساب) وينال العقاب العادل.

مخرج الفيلم حسن سويدين يقول: إن «الفيلم يعرض تراجيديا الأنفال التي شهدتها مناطق الإقليم أواخر ثمانينات القرن الماضي إبان حكم النظام السابق، التي أدت إلى مقتل آلاف الأكراد، ودفن أغلبهم في مقابر جماعية، بطريقة فلسفية وجدلية تتعقد مع تتابع الأحداث».

أما الروائي العراقي الكردي "بختيار علي"، الذي يرى ان ابداعاته نوع من التراجيديا تترجم تقاطع المعضلة الوجودية للبشر مع الإشكاليات التاريخية. وتعد رواياته مبنية على المقاربات والتباينات السردية للشخصيات ولعدد غير محدود من مبررات، تتناقض وتتناغم بحثاً عن خلفيات الحادثة ومعناها، وبحثاً عن الحقيقة التي تعتبر في رواياته ضائعة في ظلام الذاكرة، وأوهام الرواة، ليعتمد البناء الدرامي على تقاطع مصير الضحية وموسيقى مزامير الرعاة.

يكشف سويدين صعوبة ترجمة هذا النوع من الروايات إلى مشاده فيلم سينمي، يشهد تحولات في القيم الانسانية للشخصيات في الفيلم بين ضابط ارتكب أعمالاً إجرامية «ان الرواية هي من الروايات التي يصعب تناولها كنص سينمي لكن الفكرة أعجبتني، ما دفعني الى اختيارها، بخاصة انها تسلط الضوء على ثقافة الانتقام النابع عن شعور الإنسان بالغبن والظلم وبمدى الأضرار التي لحقت به والتي تتقاطع مع ثقافة العفو خلال الجدل الدائر في المحكمة التي دعي اليها ضحايا الأنفال لمقاضاة الضابط بطلب منه!. وتدور أحداث الفيلم بعيداً عن لغة القتل والانفجارات إنما عبر لغة الموسيقى المحرك والسمة المركزية للفيلم. وقد سعى الضابط إلى تنفيذ حكم العدالة كونه أصبح سجيناً لعذاباته وتأنيب ضميره بفعل صوت آلة موسيقية كردية تطارده حيثما ذهب، ما طرح أبعاداً فكرية عميقة في الثقافة الكردية وتوجهاً نحو نبذ القتل والعنف من خلل طرح صفات للضابط تجعل الحكم عليه بالإعدام حكماً قابلاً للجدل وليس نتيجة حتمية له».

اعتمد الفيلم الحدث التوثيقي الذي يصل حد حاد، فموضوعة الذاكرة مادة وثائقية عالجها الفيلم أخلاقياً وجمالياً، مانحاً إياها بعداً فلسفياً، رغم كون الفلسفة المأخوذة من الرواية لم تخرج عن كونها الفيلم، مجسدة في النقاش الفلسفي المباشر حول الماضي والحاضر، والعقل والشعور، من طريق حوار شخصيات الفيلم، الأمر الذي منح العمل بعداً خرج بتساؤلات عن الواقع، ليطرح اشكالاته.

يشير سويدين إلى أن فريق عمله من أقليم كرد العراق، الأمر الذي يعتبره ميزة أخرى تسم أكثرية الأفلام الكردية حيث يأتون بمصورين وممثلين من دول مجاورة. وأفاد أن الفيلم «صور في مدينة كركوك والأقضية التابعة لمحافظة أربيل من جانب المصور الشاب هاوكار فرهاد وقام المونتير الهولندي أمير بيندورت بمونتاجه». وأنتجته مديرية السينما في السليمانية.

ولد المخرج مع مولد "جمهورية العراق" عام 1958م في في العراق المصغر، مدينة الخير والتآخي مدينة "كركوك"، ولم يتم تعليمه بسبب اتصاله بثورة ”أيلول 1961م” بين 1961- 1975، وفي عام 1981 لجأ إلى أوربا وبقي كلاجئ للدراسة في المعهد الفني 1985-1987وفي أكاديمية السينما والتلفزة هنا في هولندا 1988-1992م، وأخرج أول فيلم قصير له باسم “الأقنعة الزجاجية” في هولندا عام 1992م، فضلا عن عدد من الأفلام الوثائقية، منها: "كرد في طريق الحرية" (عام 1993م)، و"ثمرة الحرية" (عام 1997م). عام 1997م نظم المخرج مهرجان الفيلم الكردي في هولندا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض


.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا




.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه