الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطلوب عروسة لأسبوع واحد

رشا زكى

2010 / 8 / 17
المجتمع المدني


شاهدت مؤخراً حلقة مثيرة من برنامج أسبوعي يذاع على شاشة إحدى القنوات الفضائية التى تبث من أمريكا، وكان ضيف الحلقة إمام أحد المساجد بنيويورك.
مع بداية البرنامج كنت على وشك تغيير القناة خاصة عندما وجدت أن موضوع الحلقة هو ( زواج المتعة والزواج العرفي ) فالموضوع من وجهة نظري يجب أن يكون محسوما... ولا يجب أن يكون محل نقاش أو جدال ، وأظن أن حرامه من حلاله بين للجميع . إلا أنني ما أن استمعت لأول جملة من حديث الشيخ حتى شعرت بإستفزاز شديد.. جرني لأكمل مشاهدة الحلقة لنهايتها.
تحدث الشيخ في مسألة زواج المتعة والزواج العرفي ولم يلق بالاً لكرامة الأسرة المسلمة وخاصة كرامة كل فتاة وسيدة مسلمة، فقد أجاز الشيخ الزواج العرفي وأيده من الناحية الشرعية متجاهلاً ما يترتب عليه من آثار سلبية على الأسرة المسلمة وعلى المجتمع بصفة عامة.
بخصوص إجازته تلك ، فإني أود سؤاله التالى : " ألا تدري كم من المشكلات والمصائب حلت على كثير من الأسر المصرية خاصة تلك التي تزوج من أبنائها وبناتها زواجاً عرفياً ، حتى جاء أخيراً الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وأكد على أن الزواج العرفي " حرام " لأنه لا يستوفي الأركان ومنها توثيق عقد الزواج ، فعدم التوثيق يعرض حقوق المرأة للضياع " .
فإذا ما فقد الزواج أحد أركانه فإنه لا يعد زواجاً شرعياً ، و قد إتفق مع الدكتور أحمد عمر هاشم في هذا الرأي كلاً من الشيخ عطية صقررئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، والدكتور عبد المعطي بيومي أستاذ التفسير بالأزهر الشريف. وقد أثرت تلك الفتوى على كبار علماء الأزهر الشريف وعلى العامة وحدت إلى حد ما من إنتشار ما يسمى بالزواج العرفى .
ثم يأتي هذا الشيخ - إن صح أن نسميه شيخاً - وبكل بساطة ليؤيد الزواج العرفي وزواج المتعة... وأين ؟ في دولة نرى فيها فساد الأخلاق أشكالاً وأنواعاً ، وتجتهد فيها كل أسرة مسلمة للحفاظ على أبنائها من المفاسد التي تحيط بهم من كل إتجاه ، وتحرص كل أسرة على إرسال أبنائها للمدارس الإسلامية و للمساجد حتى لا ينحرفوا في تيار هذا الفساد الجارف فى المجتمع الأمريكى.
بالنسبة للزواج المؤقت أو ما يسمى بزواج المتعة... فاني أوجه سؤالاً لشيخنا الكريم الذي طرح الموضوع في برنامج بإحدى القنوات الفضائية المختصة بالأغانى.
هل تقبل بهذا الزواج – إن صح أن نسميه زواجاً - لأمك أو أختك أو واحدة من نساء عائلتك ؟ هل خلقت المرأة لإشباع شهوة الرجل فقط ؟ وهل كل ما يحتاجه الرجل من المرأة هو جسدها فقط؟
إن الحياة الزوجية يا سيدي هي إمتزاج روحين وعقلين ، وإتفاق فكري بين إثنين. وزواج المتعة يركز على العلاقة الجسدية فقط ، والذى يعد إهداراً لكرامة المرأة والرجل على حد سواء. فماذا لو مرض الرجل فعجز جنسياً... أيكون رجلا ناقصا بلا فائدة فى الحياة الزوجية ؟ وهل يبطل الزواج نتيجة هذا العجز؟؟!
يا شيخنا الفاضل المتعة بين الرجل والمرأة - وأقصد هنا المتعة الجسدية - ليست كل شئ في الحياة الزوجية.
الزواج الصحيح لابد أن يكون قائماً على أعمدة أساسية هي بمثابة أعمدة تبنى عليها هذه العلاقة. وهذه الأعمدة هي الإحترام والتفاهم والإمتزاج العقلي والفكري والروحي. فإذا تصورنا أن هناك أعمدة يتأسس عليه أي زواج ، فإن أضعفها هى العلاقة الجسدية.
ماذا عندما يهرم الزوجان ... وتنتهي صلاحية الشهوة فيهما ؟ هل تفقد الحياة الزوجية قيمتها فيتخليان عن بعضهما البعض؟؟!!
من اليقين أن زواج المتعة إن كان قد أُبيح في زمان ما وفي فترة ما لظروف خاصة ، سنعرضها بعد قليل ، فإنه ليس مستحباً فى عصرنا هذا وغير مقبول على الإطلاق ، بل ومضر بقيم المجتمع... لأنه يمكن أن يحدث بلبلة بين الناس ونربأ بأنفسنا الحديث عن هذا الموضوع تفصيلياً.
ولا يجب أن يتخذ البعض من قرار سيدنا عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه) بوقف تنفيذ عقوبة قطع يد السارق
( مؤقتاً ) في عام الرمادة قياساً لإباحة زواج المتعة فى عصرنا الحالى، فقد أوقفت ( عقوبة قطع يد السارق ) في وقت المجاعة ثم أعيد العمل بها فى وقت الرخاء.
كما أن عقوبة السرقة تم وقف تنفيذها في ظروف ما ، فإن إباحة زواج المتعة كان سببه أيضا أن المسلمين فى الفترة الأولى للإسلام كانوا يمرون بفترة إنتقال من الجاهلية إلى الإسلام ، وكان الزنا في الجاهلية ميسراً منتشراً.
عندما جاء الإسلام واقتضى أن يسافر الرجال للجهاد ، شق عليهم البعد عن نسائهم مشقة شديدة ، وقد خيف على ضعفاء النفوس من المسلمين الجدد أن يتورطوا في الزنا ، فكانت إباحة زواج المتعة رخصة فى تلك الظروف الصعبة.

إن فى تشجيع زواج المتعة والزواج العرفي دعوة صريحة للبغاء... وفيهما تشجيع لأبنائنا وبناتنا على الإنحراف والوقوع في الرذيلة بدلاً من الحفاظ عليهم وسترهم.
أخيراً ... أتمنى يا شيخنا الجليل أن تتحفنا ببعض ما عندك عن الزواج الحقيقي... الزواج الذي ليس له مسميات أخرى... متعة أو عرفي أو مسيار أو ما قد يستجد من أسماء... ونحن لك من الشاكرين.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بلاد العفة والأخلاق
elias melbourne ( 2010 / 8 / 17 - 02:37 )
سيدتي الداعية العزيزة
اطلبيمن المسلمين أن يرجعوا الي بلادهم أحسن ما يعيشوا وسط الكفار المنحل أخلاقيا .يرجعوا الي بلاد العفة والأخلاق . بس بيني وبينك الانحلال والفساد نسبته بسيطة لو قارنتيها ببلاد العفة والطهارة

اخر الافلام

.. ماذا ستجني روندا من صفقة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في ب


.. سوري ينشئ منصة عربية لخدمة اللاجئين العرب




.. غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


.. اعتقال مؤيدين لفلسطين في جامعة ييل




.. الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟ • فرانس 24