الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على الأبواب ، وهذه هي الدلائل

خليل الفائزي

2010 / 8 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


الحرب على الأبواب ، وهذه هي الدلائل
* بقلم خليل الفائزي

يبدو ان كل التوقعات بشأن اندلاع حرب جديدة وواسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط كانت بمحلها و صائبة و ان جميع أطراف هذه الحرب تعد نفسها لخوضها بعدما يأست من تذليل دوافع الحرب و عدم وجود أرضية للتفاوض او التحاور المباشر وانعدام ثقة كل طرف بالطرف المقابل ، وعدم تراجعه عن مواقفه.
الإدارة الأمريكية التي كانت ترى في وجودها العسكري غير الموفق في أفغانستان و العراق عائقاً أساسيا لمنعها من شن الحرب على إيران، قامت بتهيئة الأرضية المناسبة لتشديد الضغوط الاقتصادية و التجارية على إيران من خلال إصدار القرار 1929 بواسطة مجلس الأمن الخاضع لسلطتها للاستفراد بإيران و تجميد او تقليص علاقاتها مع دول حليفة لها مثل الصين و روسيا و دول عديدة في الشرق الأوسط.

و قد حصلت الإدارة الأمريكية على ضوء اخضر من دول نفطية في المنطقة لتمويل الحرب او على الأقل دفع التعويضات الناجمة عنها بالرغم من زعم مسئولون عسكريون في واشنطن من ان الحرب الجديدة ستكون خاطفة و سريعة و لن تدوم اكثر من 10 أيام على ابعد تقدير!.

و كانت احتمالات اندلاع الحرب تتحدث عن وقوعها حتى نهاية العام الجاري او في العام المقبل لكن يبدو ان الإعلان عن قرب تشغيل مفاعل بوشهر الإيراني النووي دفع دعاة هذه الحرب بتسريع اتخاذ الاستعدادات العسكرية لها او على الأقل تحذير الطرف الآخر بجدية هذه الحرب و سرعة تنفيذها في حالة عدم التراجع عن مواقفه .

اما الدلائل الملموسة و المعطيات الأكيدة لهذه الاستعدادات فيمكن ملاحظتها من خلال التطورات و الأحداث و التصريحات و المواقف التالية:
• أقدمت الإدارة الأمريكية على سحب قواتها القتالية او معظمها من العراق قبل موعدها بعشرة أيام، و تعتبر هذه خطوة طارئة و غير متوقعة خاصة و ان التقارير السابقة كانت تؤكد بقاء هذه القوات حتى عام 2011 و لكن أمريكا و بسبب احتمال شن الحرب على إيران قريباً جداً نقلت معظم قواتها القتالية إلى الكويت و دول أخرى في المنطقة بعدما نشرت ايضاً منظومات صاروخية دفاعية في هذه الدول لردع الصواريخ الإيرانية المتوقع انطلاقها على القواعد الأمريكية في هذه الدول، و كذلك فان السبب الآخر من سحب القوات القتالية الأمريكية من العراق هو منع تعرضها من عمليات انتقامية من المتوقع ان تقوم بها جماعات مسلحة حليفة لإيران في العراق و التأكيد على ان الخطة العسكرية الأمريكية لضرب المواقع النووية و الصاروخية في إيران تكمن بشن الهجمات الجوية و الصاروخية و لم تخطط أمريكا لغزو الأراضي البرية الإيرانية كما كان يعتقد انطلاقا من الحدود العراقية.

• الإدارة الأمريكية و على لسان العديد من المسئولين في وزارتي الخارجية و الدفاع اقترحت علانية على إسرائيل التعجيل بضرب مفاعل بوشهر النووي و منشأة "نطنز" وسط إيران في فترة لا تتجاوز أسبوع واحد من الآن بالرغم من إعلان رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي اكبر صالحي من ان ضخ الوقود النووي في محطة بوشهر لا يعني تشغيل هذه المحطة او إنتاج الطاقة النووية، لكن أمريكا فسّرت هذا التطور من انه يعني شروع إيران العلني لانتاج أسلحة دمار شامل. و تقول معظم التقارير الإعلامية من ان روسيا أخلت مسئوليتها حيال إيران و الغرب فيما يتعلق بمفاعل بوشهر فهي من جهة سلّمت إيران مفتاح تشغيل هذه المحطة و أكدت عدم مشاركتها على مستوى رفيع في مراسم افتتاحها بل و خروج المستشارين و الخبراء الروس السريع من بوشهر، و من جهة أخرى وضعت خرائط و أسرار هذا المفاعل تحت تصرف أمريكا و امتنعت عن تزويده بمنظومة صواريخ اس 300 المتطورة والدفاعية لجعله عرضة للتدمير وهدفاً للهجمات المتوقعة او المحتملة من جانب إسرائيل او أمريكا.

• رئيس الوزراء القطري حمد بين جاسم الذي لبلاده علاقات وطيدة جداً مع مسئولين إيرانيين على خلفية عدم إثارة ملف التقسيم غير العادل لموارد حقل الغاز المشترك بين إيران و قطر قام بزيارة غير معلن عنها مسبقاً الى طهران و سلم القيادة الإيرانية ما وصف آخر تحذير من قبل أمريكا لإيران بضرورة إيقاف نشاطها النووي و عدم المبادرة بتشغيل مفاعل بوشهر بل و إيقاف نشاط أجهزة الطرد المركزي في منشأة "نطنز" و منشآت أخرى و الا فان الضربة العسكرية لهذا المنشآت ستكون حتمية و تنفيذها قريباً جداً. و من المعروف عن المسئولين العرب خاصة في الدول النفطية انهم يعيشون فترة سبات كامل في شهر رمضان و لا يقومون بأي نشاط دبلوماسي لكن المسئول القطري و بسبب الظرف الطارئ كسر هذه القاعدة و قام بزيارة لطهران لنقل الرسالة التحذيرية الأمريكية بواسطة دولة قطر الصديقة جداً لإيران خاصة و ان مقر قيادة الحرب الأمريكية المتوقعة على إيران موجود في الدوحة!.

• إيران بدورها أجرت استعدادات واسعة النطاق لمواجهة الضربة العسكرية المتوقعة لمنشآتها النووية و أكدت انها اتخذت احتياطات قصوى للدفاع عن مفاعل بوشهر و محطة "نطنز"، و أعلنت على لسان العديد من المسئولين العسكريين إنها ستوجه صواريخها المدمرة باتجاه اي دولة تشارك في تنفيذ العدوان على الأراضي الإيرانية، و الأهم من ذلك كانت القيادة العسكرية الإيرانية قد وعدت بالكشف عن صواريخ و أسلحة جديدة أنتجت في ايران خلال الأسابيع القادمة، لكن وزير الدفاع الإيراني بادر بتعجيل للكشف عن صاروخ إيراني باسم (قيام 1) الذي يبدو انه مخصص لضرب القواعد الأمريكية في المنطقة نظراً لمداه الأقصى وانه قادر حسب قول الوزير الإيراني تخطي منظومة الصواريخ الأمريكية الرادعة، و كشف طهران ايضاً عن صناعة مقاتلات حربية من إنتاج محلي أشبه بطائرات (فانتوم) الأمريكية و أنواع أخرى من الصواريخ بعيدة و متوسطة المدى. و نشرت إيران غواصات و زوارق حربية سريعة في مياهها الإقليمية و بالقرب من مضيق هرمز استعداداً للقيام بعمليات انتقامية و انتحارية ضد القطع البحرية الأمريكية في حالة تعرض المنشآت الإيرانية النووية و العسكري لاي هجمات صاروخية و جوية محتملة.

• إسرائيل من جانبها كثّفت من طلعات مقاتلاتها الجوية على لبنان و قطاع غزة لردع حزب الله لبنان و الجماعات المسلحة في غزة من القيام باي عمليات انتقامية متوقعة ضد إسرائيل من خلال إطلاق صواريخ قصيرة المدى عليها خاصة و ان قادة حزب الله أعلنوا بالمضمون في الأيام الماضية من ان اي هجوم عسكري إسرائيلي على إيران سيعتبر بمثابة عدوان على حزب الله لبنان و ان هذا الحزب سيوجه صواريخه ليضرب هذه المرة تل ابيب و منشآت إسرائيل النووية في النقب. و مع ان إسرائيل ادعت انها نشرت ما أسمته بالستار الجوي الواقي لمنع وصول اي صواريخ إليها الا إنها قامت بتحذير الإسرائيليين من اندلاع مواجهة في المنطقة و أعدت ملاجئ و تحصينات تحت الأرض تحسباً من دمار الصواريخ الإيرانية او على الأرجح صواريخ حزب الله.

هذه هي بعض دلائل و معطيات احتمال اندلاع حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط ، لكن يا ترى هل ستجري الحرب كما خططت لها أمريكا و إسرائيل ام ان نهايتها ستكون كما تتوقع إيران، اي ستكون حرباً مدمرة و ستضر كافة الأطراف المشاركة فيها؟.
و يا ترى ما هو دور الأمم المتحدة و مجلس الأمن فيما يتعلق بالسعي لمنع وقوع الحرب و إقناع أطرافها بضرورة حل خلافاتهم بالحوار و التفاوض؟، أم ان دول المنطقة و العالم توصلت في نهاية الأمر لهذه القناعة فقط من ان عليها التحضير من الآن لمؤتمر عالمي يعقد بعد ان تضع الحرب أوزارها لتقديم المساعدات و المنح لهذه الدولة او تلك بسبب مآسي و كوارث الحرب التي ستندلع قريباً بدلاً من بذل اي جهود واقعية و صادقة لوقفها أو على الأقل الحد من توسعها و انتشارها؟.

* كاتب و إعلامي مستقل

www.jaziera.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء