الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرونة صنو الممثل المجتهد

فاضل خليل

2010 / 8 / 30
الادب والفن


القاعدة تقول (ان أردت أن تكون ممثلا ناجحا، فعليك أن تمتلك جسما وصوتا مرنين).
وانا متأكد من أن الغالبية من ممثلينا [ لا تمتلك أجساما نموذجية ومثالية ] ولا نظلم احدا ان استثنينا البعض في اصواتهم. وعليه يجب ان تعدل الاجسام وفق حجم مقاسات أجزاءها. علينا ان نتعرف على السلبيات والخلل في تلك الأجزاء من الجسم التي يتوجب علينا تعديلها ومن ثم تطوير عمل الاجزاء التي لم يتم تصحيحها، وبقيت على حالها كما خلقت على الطبيعة، ليصبح عملها طبيعي كما هو عمل الاجزاء السليمة خلقيا. وعلينا ان نحافظ على تلك الأجزاء التي أعطتها الطبيعة بشكل ناجح. وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، منها: أن البعض يمتلكون أكتافا وصدور ضعيفة كذلك، علنا نطورها. ونجعلها سليمة كما هي عند الآخرين أكتاف عريضة قوية وصدور بارزة، وان كانت كذلك علينا ان لانزيدها بروزا وسعة أكثر مما يجب، للدرجة التي تصل فيها الى التشويه. عملنا ان لا نزيد النواقص أكثر بواسطة التمارين. فالأفضل تركها كما هي، ونتوجه بالتركيز والاهتمام على الاجزاء التي تحتاج الى التطوير والاهتمام. أن نركز اهتمامنا على الساقين، عندما تكون أجزاءها ضعيفة أكثر مما يجب، فنعمل على تطويرها كي نصل بها الى الشكل الضرور المتفق مع الهدف الطبيعي المتفق مع تكوين الجسم. أي أن نجعل من التمارين الرياضية تساعدنا مع الجمناستيك، في الوصول الى الجسم الذي نريده.
ان النحس هو، في ما اذا كان [لاعب الجمناستيك] قبل تمرينه الخطير، أن يفكر، أو يشك بأن الموت يلاحقه أو يخيفه أو أن التمرين خطير، فذلك سوف يرعبه لشعوره خلال التمرين بأنه في لحظة موت. ان مثل هذا التفكيرسيجعله يتذبذب، وعليه –اذن- أن يعمل من غير تردد ويبعد أي تفكير عن مخيلته، أي أن يلقي نفسه بين يدي الحدث [المناسبة] وكأنه يرمي نفسه في مياه باردة، ولسان حاله يقول: ليحصل ما يحصل. على الممثل ان يفكر بنفس الطريقة عندما يصل الى اللحظة الأكثر قوة في دوره في مثل هذه اللحظة: أن يصرخ الألم المجروح في [هاملت]، أو في [عطيل] عندما يصرخ: دما ... ياجو... دما . يجب أن لا يبرر الممثل، أو يتذبذب، وأن يعطي للاشياء كامل أهميتها. أن يتهيأ لامتحان الذات في التأثير واجتياز العقبات بتسارع مسبق. على أن نعرف بأن مشاهد المجاميع للغالبية من الممثلين، ستكون فيها المعنويات النفسية أعلى ومغايرة تماما قياسا الى المتعارف عليه. انهم يخافون من اللحظات القوية، وتراهم يتهيأون قبل وقت ليس بالقصير، وبحذر وحيطة. ان هذا يقضي على الانكماشات ويثير في النفس نوازع قوية تقف في وجه كل ما يعيق اكتشاف القوى واللحظات الصعبة في الدور، لأن في تجاوزها يساعد النفس كثيرا ان تعطي المعاني المتفق عليها بدون عوائق. وبعكسه فان الممثلين سيجعلون من جباهم متاريس واقية ضد اللكمات التي تتعرض اليها الشخصية وستتعرض جباههم الى كدمات [عناجير] تلتصق بها مرة تلو مرة. ان المدرب سيهتم كثيرا بأن هذا الخدش الصغير سوف لن يكون مضرا اذا ما وقينا شدة الضربة باستخدام اليد لاتقاء شرها. وان هذا سيجعلنا متمرسين في المرة القادمة لأن نعيد التجربة ذاتها بدون تفكير في اتقاء الضربات، وانما سيكون اتقاءها تلقائيا، وبدون حاجة التفكير عند التعود على الدفاع عن النفس، بعيدا عن التعمد في ردود الافعال، وبلا تقاعس وبارادة واعية، وبلياقة فيزياوية [جسمانية] عالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالعراقي حتى لاننسى
جاد الامين ( 2010 / 8 / 31 - 07:09 )
سيدي الكريم
وكأني اقرأ مقال مترجم وبعجاله اين سحر اللغه وقوة تأثيرها حفظنا عطيل وهاملت اين العراقي هذا المسرح العظيم كتابا وممثلين ومخرجين ارفدنا بالامثله منه ومن هؤلاء ولاتغيبنا وتغيبهم وانت منهم ورجاءنا لزمن الفن المسرحي العراقي العريق
وتقبل تقديري واحترامي لكم

اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة