الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تأسست القائمة العراقية بنسختها الجديدة ... ؟؟

آدم الحسن

2010 / 9 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كثر الحديث عن تصدع القائمة العراقية , لم يعد الأمر مجرد تسريبات اعلامية او تكهنات بل الأمر تعدى ذلك , فتصريحات الأستاذ حسن العلوي كانت واضحة فمرة قال بما معناه ان ليس هنالك كتلة عراقية بل هنالك كتل عراقية او قوله ان الكتلة العراقية هي كتلة بعدة رؤوس او عدم استبعاده لاحتمال حدوث صراعا دمويا بين اطراف القائمة العراقية و الأستاذ حسن العلوي عضو مهم في القائمة العراقية وحين ينقل هذه الصورة من داخل القائمة فلا بد ان تؤخذ تصريحاته والصورة التي رسمها على محمل الجد .
نحن نسمع من الناطقين بأسم القائمة العراقية بين فترة واخرى نفيهم وجود اي انشقاق او تصدع في قائمتهم وان كل شيئ على ما يرام ( سمن على عسل ) وكأنهم يقولون :
" يوجد دخان لكن لا يوجد نار "
لكن الأخبار الأخيرة جائت لتؤكد ان " لا دخان بدون نار " بعد ان نشب شجار و نزاع حقيقي بين الدكتور صالح المطلك و زعيم قائمته الدكتور اياد علاوي , الأخبار تقول ان الشجار حدث في الاجتماع الاخير لقادة العراقية في عمان , اسباب الخلاف هو تفرد علاوي في اتخاذ المواقف واعتراض المطلك عليها بقوله :
" انت لست وصي علي " .
التهمة التي وجهها المطلك الى علاوي تذكرنا بذات التهم التي وجهها اعضاء في القائمة العراقية السابقة الى علاوي الذين انشقوا عن تلك القائمة وهم الدكتور مهدي الحافظ وصفية السهيل و وائل عبد اللطيف وحاجم الحسني بالأضافة الى ممثلي الحزب الشيوعي العراقي .
من يعرف اسلوب تعامل الدكتور اياد علاوي مع رفاقة المتحالفين معه لا يستغرب من سلوكه الأخير فهو كما يقول عادل امام " متعودة دائما " على هذا السلوك الأنفرادي .
كيف تأسست القائمة العراقية بنسختها الجديدة بعد ان احترقت نسخها القديمة ... ؟؟
للاجابة على هذا السؤال لابد من الرجوع الى فترة ما قبل الأنتخابات بأربع سنوات فبعد ظهور شخصية المالكي على سطح العملية السياسية بترأسه لرئاسة الوزراء وتبنيه للمشروع الوطني من خلال الأجراءات التالية :
** محاربة الخارجين على القانون دون تمييز طائفي او قومي .
** اعادة بناء مؤسسات الدولة واعطاء اهمية خاصة للمؤسسات الأمنية والعسكرية
** توقيع اتفاقية سحب القوات الأمريكية .
** توقيع العقود النفطية العشرة ( ضمن جولتي التراخيص النفطية الأولى والثانية ) التي شكلت تحدي واضح للدول المنتجة للنفط وخاصة المملكة العربية السعودية لان هذه التراخيص ستجعل العراق في مقدمة الدول المنتجة للنفط التي ستنافس المملكة العربية السعودية في سيطرتها على اسواق اوبك النفطية .
لهذه الأسباب وغيرها تحركت اكثر من دولة خليجية لتشكيل كتلة سياسية عراقية يمكن ان تقف بوجه مشروع المالكي واختارت حصانها القديم الدكتور اياد علاوي لتراهن عليه وفعلا تشكل تحالف واسع اسمة القائمة العراقية بنسختها الجديدة برئاسة علاوي شمل هذا التحالف جزء مهم من كتلة التوافق " الممثلة للعرب السنة " برئاسة الدكتور طارق الهاشمي واضيف اليها الحوار الوطني برئاسة الدكتور صالح المطلك والنجيفي صاحب اقوى قوة سياسية في الموصل واطراف اخرى حتى شملت غالبية اقطاب الحركات السياسية الممثلة للعرب السنة علمانين كانوا ام اسلاميين واضيف لها بعض الرتوش بضم بعض الشخصيات من مكونات اخرى مع بقاء الجرجوبة ( الأطار ) شيعية الممثلة بالدكتور اياد علاوي , ما الغرض من ذلك , لماذا اختاروا جرجوبة شيعية , اليست هذه الأسئلة بحاجة الى اجوبة مقنعة .... ؟؟
ليس صعبا على اي متتبع للشأن السياسي العراقي ادراك ان ما جمع من تجمعوا تحت خيمة القائمة العراقية بنسختها المحدثة خليجيا هي لازاحة نوري المالكي من على الواجهة السياسية ودليلنا على ذلك هو ان المملكة العربية السعودية استقبلت الطلباني والبرزاني وعمار الحكيم وطارق الهاشمي وعلاوي و... وغيرهم من القريبين جدا من ايران او البعيدين جدا عن ايران , لكن جلالة ملك دولة ال سعود رفض استقبال المالكي ... لماذا هذا الفيتو السعودي على نوري المالكي ...؟؟ ربما لان المالكي ارتكب جرائم لا يمكن لملك ال سعود ان يغفرها له ومن اهم هذه الجرائم التي ارتكبها نوري المالكي هي التالي :
** جريمة توقيع العقود النفطية العشرة والتي سترفع سقف الأنتاج النفطي العراقي الى 12 مليون برميل يوميا ودولة ال سعود مستعدة لبذل الغالي والنفيس من اجل ايقاف الطموح العراقي في تطوير ونمو الأنتاج النفطي العراقي كي لا يصبح العراق منافسا قويا لها في اسواق النفط العالمية .
** دولة ال سعود تدرك جيدا ان تولي نوري المالكي لولاية ثانية يعني المزيد من الجرائم التي سترتكب ,ليس فقط جريمة تنفيذ العقود النفطية لجولتي التراخيص الأولى والثانية بل خوفها من جريمة الطموح العراقي المتنامي الذي قد يؤدي الى توقيع جولات تراخيص جديدة للنفط والغاز .
** هنالك جريمة اخرى ارتكبها نوري المالكي تتمثل في البدأ بأجراءات تنفيذ الحلم العراقي القديم بأنشاء مشروع الميناء الجاف الذي سيربط ميناء الفاو الكبير بتركيا ومنه الى اوربا ليكون العراق الممر الأستراتيجي لربط شرق العالم ( اليابان , الصين , الهند , دول حنوب شرق اسيا ,..... ) بغربه ( الدول الأوربية ) , هذا الحلم القديم الذي عمل من اجل تحقيقه رئيس وزراء العراق الراحل نوري السعيد وكذلك الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم .
** اضافة الى جرائم المالكي الأقتصادية فهنالك جريمة سياسية كبرى متمثلة بنزعة المالكي لأقامة علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية ,اي ان المالكي يريد ان يحول العراق الى حليف استراتيجي لامريكا وبذلك تتراجع اهمية دولة ال سعود وصعود البديل القوي في المنطقة الا وهو العراق الجديد , ومشكلة ال سعود مع هذا العراق الصاعد بقيادة نوري المالكي هو صداقته للجارتين ايران وتركيا وهذا اسوء ما كانت تتوقعة دولة ال سعود .... !!
ويبقى السؤال المهم هل ان جميع من اجتمعوا تحت خيمة القائمة العراقية بنسختها الخليجية الجديدة هم مع ازاحة المالكي بأي ثمن .... ؟؟ بالتأكيد لا ... لذا فأن القائمة العراقية سوف لن تصمد وستتفكك بمجرد تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء لولاية ثانية وسيتعاون معه الكثير ممن هم الان في العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عشم ابليس بالجنة ؟
كنعان محمد ( 2010 / 9 / 2 - 04:12 )
اخونا لماذا لم تذكر الانجازات الاخرى لهذه الحكومة الفلتة ؟؟
سرقة البنوك
سرقة الحصة التموينية
مداهمة بيوت المواطنين الامنين في مدينة الصدر والاعظمية والموصل ألخ
توفير الغطاء للتدخلات الايرانية لزعزعة الامن
التستر على السراق ومن ثم المساعدة على تهريبهم فلاح السوداني مثلأ ؟
سرقة المساعدات وبيعها الكمبيوترات الامريكية مثلا ؟
الصعود بتوفير الخدمات لابناء الشعب الى الصفر
تهريب النفط شمالا وجنوبأ ؟
بيع الخطوط الجوية العراقية والاقربون أولى بالمعروف ؟
توزيع المكارم المسدسات مثلا ؟
تمويل الحملة الانتخابية لقائمة القانون لصاحبها حزب الدعوة من الاموال العامة
التشجيع على تزوير الشهادات والاستعانة بهؤلاء في الوظائف العليا
عدم القبول بنتائج الانتخابات والاساءة الى سمعة البلد لان صرنا فرجة للعالم
والاهم هو التراجع عن الممارسات الديمقراطية فيما يخص حرية التعبير والتظاهر
وقتل المتظاهرين كما كان يفعل النظام الدكتاتوري السابق ؟
أما عن التمنيات في تفكك القائمة العراقية فأقرأ عنوان التعليق ؟؟


2 - لقد أصبت كبدها
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 9 / 2 - 07:07 )
تحيه وتقدير
السعوديه هي رأس البلاء هي من حاربت وتحارب أي تقارب عربي أو أقليمي وحتى بين مكونات المجتمع الواحد...خبثهم من الجاهليه يقلقهم أن يتفق أثنين أشخاص أو أحزاب أو دول فهم مكون خبيث نشاء من تأمر وخيانه عليه لن يثق بأحد يتودد يرحب في الوحه ويغدر لحظة أستطاع فعلها مع جمال عام 1967 وفعلها مع الهاشميين والسوريين واليمنيين الجنوبين عندما أرسل لهم دبابات واخبر علي عبد الله صالح ليسطر عليها في الحرب بين الجنوب والشمال
تحيه لكم ودمتم


3 - جرائم السرقة اصنافها وسبل مكافحتها
آدم الحسن ( 2010 / 9 / 2 - 19:02 )
الأخ الفاضل كنعان محمد
حين نتناول جرائم السرقة علينا ان نصنفها الى صنفين
الصنف الأول هو ما يدخل ضمن باب الجرائم الجنائية والصنف الثاني هو المرتبط بتمويل ألارهاب والتمرد المسلح
الصنف الأول ( الجنائي ) محاربة هذا الصنف هو من اختصاص وزارة الداخلية وقد قامت فعلا الداخلية بأنجازات لا يمكن نكرانها فقد انخفضت معدلات الجريمة الجنائية بكل انواعها ويمكن التأكد من ذلك من خلال تحليل المعطيات بخطوط بيانية
الصنف الثاني ( لتمويل الأرهاب والتمرد ) محاربة هذا الصنف (الذي هو اخطر من الصنف الأول ) من اختصاص كل الأجهزة الأمنية والعسكرية والمخابراتية , وكلما تم دحر الأرهاب والميليشيات وكل اشكال التمرد المسلح انخفض معها معدل هذا الصنف من جرائم السرقة وقد تحقق الشيئ الكثير على هذا الصعيد
نجحت قوى الأمن و بتوجيه من المالكي من استرجاع كومبيوترات المنحة الأمريكية
من النتائج الأيجابية لصولة الفرسان انها قضت على معظم اشكال التهريب في الجنوب ومنها تهريب المشتقات النفط اما ما قصدته من تهريب النفط عبر كردستان , فهذا الامر بحاجة الى حل جذري من خلال قانون النفط والغاز


4 - تكملة للتعليق السابق
آدم الحسن ( 2010 / 9 / 2 - 19:33 )
الأخ كنعان محمد
ما حصل للخطوط الجوية العراقية هو تصفية لهذه الشركة بسبب مطالبات الكويت بالتعويضات ما هو الحل برأيك , انا من الذين تألموا لتصفية هذا الرمز الوطني
لا افهم ماذا تقصد بقولك - توفير الغطاء للتدخلات الايرانية لزعزعة الامن - الجميع يعرف ان التدخلات الأيرانية وغير الأيرانية لا تتم الا من خلال الميليشيات والجميع يعرف ان حكومة المالكي قد حاربت الميليشيات ,ابتدأ ذلك بوضوح في صولة الفرسان وما تبعها من عمليات

حسنا فعل دولة رئيس الوزراء بأهداء مسدسات لرجال العشائر الذين اشتركوا في محاربة الخارجين عن القانون

لم تحقق اي قائمة الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة ( 163 مقعد ) ولابد من تحالف عدة قوائم لتشكيل الحكومة
المشكلة السياسية في العراق لا علاقة لها بقبول او عدم قبول نتائج الأنتخابات , الخروج من المأزق السياسي الحالي هو ايجاد صيغة للتوافق المقبول والواقعي


5 - عندي رجاء
البراق احمد ( 2010 / 9 / 2 - 19:36 )
الاستاذ آدم المحترم ارجو الاطلاع على مقالتي الاستاذ تيسير الالوسي المنشورتين جنب مقالتك الاولى حول الانقلاب على الدستور والثانية حول الخطاب التبريري ومسؤولية الكشف عن الحقائق ستجد فيهما الرد الواضح على مجموعة مقالاتك الاخيرة

اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست