الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق: حشد السجالات العقيمة والعنيفة

آکو کرکوکي

2010 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تمتاز السيدة "مي كحالة" عن بقية الأعلاميات والأعلاميين العرب، بواقعية فريدة، قلما تصادفها ، في بحر الفضائيات العربية، وبرامجها السياسية هذه الأيام. ليس فقط لأنها خبرت دهاليز السياسية اللبنانية، وأروقة الأعلام العربي وحسب. بل أيضا لأنها اظهرت تلك الميزة الفريدة، بأختيارها الذكي ، لعنوان برنامجها على السومرية، والتي أختزلت فيهِ، الحالة العراقية، في مجرد كلمتين،"جدلٌ عراقي" على غرار " جدلٌ بيزنطي"!
منذ منتصف التسعينيات والأعلام العربي، إبتداءاً بالجزيرة، وإنتهاءاً بالعشرات من أخواتها، تبث برامجاً، تزعم إنها " حوارية"، حيث يظهر فيهِ، أثنان أو ثلاث من الأفاضل، وهم يتجادلون، حول قضايا سياسية شتى، وخاصة العراقية والفلسطينية منها، ومما يثيرُ الغرابة، إن أغلبها تنتهي بالخلاف، والمخاصمة، والصياح. حيث ينقاد المتحاورين في نهايتها الى سجالاتٍ سمجة، وفجة، في نفس الوقت.
فإذا كان الحوارُ في جوهرهِ، شاملُ، لكل أوجه التخاطب، من سجالٍ، وإندفاعاتٍ عاطفية، أو نقاشٍ، من وحي العقل، فلِما الميلُ الى السجالِ دون سواه ؟ فالسجالُ يخفي ويختزنُ، بين ثناياه، الكثير والكثير مِن الخلافِ، والشجارِ ،والتحدي، والصراع. ولذلك، فهناك ثمة خللٍ، يستشعرهُ المرءُ مبكراً، في عناوين، وتسميات البرامج تلك، فالأ حرى بها لو سُميت ، برامج "سجالية جدالية" وحسب. وكما خيراً صنعت، السيدة مي كحالة!
ويتبدد الأستغرابُ كما السراب، بمجرد أن يخرجَ المرءُ الى خارجِ إلاستوديو، حيث الواقع العراقي، الذي ينطوي، على كمٍ هائل، مِن السجالاتِ، الأكثر حديةِ وعدوانية. وعندها، ودون أن يكابد المرء عناء البحثِ، يلاقي السؤالُ إجابته، فيتزاوجانَ، ويلدان قناعةٍ ، تقولُ: إن العراق، بحد ذاته، مجرد حشدٍ، مِن السجالات العنيفة، والعقيمة، أمتدت من ماضيهِ، لتطال حاضره، أيضاً!
فالجدالات الكلامية، التي تطغى، على حديث المتحاورين العراقيين، وتفرض نفسها، على كل صغيرة وكبيرة، والتي تُصدِعُكَ، وتُطاردُكَ، وتأتيتك مِن كل حدبٍ وصوب، في الفضائياتِ، والصحفِ، والمقاهي والشوارع وحتى المنتديات السياسية، هيَّ في حقيقتها إنعكاسٌ، لمجموعة من الصراعات والخصومات القديمة، والحديثة. الدفينة، واللامُنتهية، في العراق.
إحدى هذه السجالات، التي غرست جذوراً عميقة، في ماضٍ خصب بالخلافات، تُورقُ اليوم مجدداً، حاملةً، على كل ورقةٍ، من أوراقها، عبارةٌ، جدلية أزلية، تسئل: من هو الأصلح للحكم ؟ فزهاء، ستة أشهر او اكثر، وهي تنمو وتنمو، ودون ان تلمس نهاية لها، او تقطف ثمرة منها ، فصارت تبتزك، وتستفزك، لتجدالها، في إختيار الأصلح، أهو المالكي أم علاوي ؟
وكان يمكن "لِسجالات" التكتلات السياسية، أن تتحول الى نقاشاتٍ بناءة مُثمر ة، تلون المشهد السياسي، بطيفٍ براق من الألوان الزاهية، إذا ما إستندت، إلى معاييرٍ قانونية ودستورية ، وإذا ما اختارات آليات التعامل السلمية والمدنية،
ولكن ماهو موجود، إنهم يستندون غالباً، الى معايير القوى الجيرانية، فلا سند الى دستورٍ، كُتِبَّ في عُجالة، وكما يدعون، ولا آلية إلا العنف والعنف المضاد، ولا تحتاج تلك الجمل والعبارات، أي علامة تعجبٍ ولا إستفهام، فالحرب عندهم سجال، والسجالُ حرب. وفي مشاهدهم السجالية، لا طيف ولا ألوانٍ طبيعة، بل نيات ومؤامرات سوداوية، ومفخخاتٍ وأيامٍ حمراء دموية، من ثلاثاءهِ الى أربعاءهٍ، والى آخر أسابيعهِ المأساوية!
كل هذا يثير عند المرء العديد والعديد من التساؤلات، والتي يطرحها في قرارة نفسه وعلى نفسه، ليقول ياترى، هذه التي اشتدت الصراع حولها، وقد نحست البلاد والعباد منذ الآن ، أهيَّ حكومة أم بومة؟
والسجالات عالرغم من إنها عقيمة، لاتنجب ولاتثمر شيئاً، إلا إنها خالدة، لاتموت، مازال أقطاب التنافر والسجال، يتواجدون في المكان الواحد، وعلى إحتكاك مع البعض.
وفي غمرة هذا الصراع، ومعمعته الدموية، أو حتى قبل هذا الصراع أيضاً، كانت ثمة سجالاتٍ أُخرى، تستقطب من حولها بعض الأطراف أيضاً، وتُظهرُ كيف إن العراقيين، غارقون، ضائعون، في لج سجالاتٍ عقيمة وعنيفة ومنذ قرون،
فهناك من أعتبرَ " الإتحادية" "تقسيمية" فطالب "بمركزية"، وهناك من سئل كيف ولماذا؟ فكان السجال الحاد، حول الفيدرالة والمركزية، وهناك من أعتبرَ "التوافقية" "محاصصة طائفية" فطالب "بحكم الأكثرية"، وهناك من سئل كيف ولماذا؟ فكان السجال حول التعددية والشمولية ودكتاتورية الاغلبية. وهناك من أعتبرَ " الديمقراطية " "فوضوية" فطالب "بحكومة وطنية عسكرية إنقاذية"، وهناك من سئل كيف ولماذا؟ فكان السجال حول شعب يَحكُم أو شعبٍ يُحّكَم!
وهناك من أعتبرَ وصف قائمتهِ "بالسنية " هيَّ محضُ "طائفية" فطالب "بإعتذار"! وهناك من سئل كيف والنوابُ يمثلون ناخبيهم، وأكثر من ست وثمانون بالمئة، من نوابكم، أنتخبتهم المحافظات السنية ! فصار السجالُ، يترنحُ بين الشعاراتية، والواقعية،
وهناك من العراقيين، من كان له رئيٌ، فكان له من أخيهِ العراقي وفي المقابل، رئيٌ مخالف، فكان السجال من أجل السجال. وهكذا كان الحالُ، مذ عصر صدر الأسلام، وكما يقول الوردي (1923م-1995م). فالنزعة الجدلية بين العراقيين وحسب رئية، أساسهُ رؤية مثالية علوية، تسيطر على تفكيرهم، التي بدورها ترجع، لمعايشتهم لزمن خلافة الامام على بن ابي طالب، الذي كان مثالاً في الزهد والعدل في رئيهم، ولم يدرك العراقيين كنههُ، فأساؤا معاملته سيما وقد خرج الخوارجُ من بين ظهرانيهم ، ومن ثم ندبوا حظهم على فقده، بعد ان جعلوه يقول عنهم "لقد ملئتم قلبي قيحاً". وغالوا في حبهم له، وصاروا مركز المعارضة والاختلاف مع الأمويين، وخاصة في مسئلة الحب والولاء للأمام علي . والرؤية المثالية لديهم أصدمت بالحياة الواقعية، التي كانت تبتعد عن الأولى. هذا مما أدى لِظهور المعتزلة من بينهم، في نهايات العهد الاموي، وأستمرت لمدة طويلة في العهد العباسي أيضاً. والمعتزلة فرقة كلامية، بدؤا من البصرة، وعرفِوا بالأختلاف والاعتزال، جادلوا بالمنطق وعلم الكلام، في أمورِ دينية وسياسية. وظهر من بينهم أبو حسن الأشعري (260ه-324ه)، الذي كان أحد أعلامهم، ولكنه أنقلب عليهم، وأصبح أحد أئمة السنة، وجادل بالمنطق وفنون الكلام دفاعاً عن السنة. واخذت منه الشيعة هذه المنهجية أيضاً.
في رئي الوردي، فأن من أضرار النزعة الجدلية، إنْ جعل العراقي، مُشتت الأفكار، لا يستقرُ على مبدء، ولايرضى عن زعيم ، وأتى هذا داعماً لإزدواجية القيم الحضرية والبدوية في شخصيتهِ، فلصقت بهِ، وصفة الشقاق والنفاق، فلا أحد يمكنهُ أن يملء مواصفاتهُ المثالية. وهذه النزعة الجدلية قد أستمرت بمجئ الصفويين والعثمانيين، اللذين شجعوا عليه، للدفاع عن طوائفهم وأجنداتهم السياسية .
وبحث باقر ياسين، في تأريخ العنف الدموي في العراق، فيه الكثير من الشواهد التأريخية، التي تؤيد رئي الوردي، في مغالة العراقيين لنصرة الحكام، في البداية، ومن ثم التخلي عنهم، لربما لأنهم يكتشفوا خيبة ظنهم المثالية فيه.
وحين سئل الحسن أبن الامام علي بن ابي طالب، عن سبب مُبايعته لمعاوية، وتركهِ الكوفةـ فقال "كرهت الدنيا، ورأيت أهل الكوفة قوماً، لايثق بهم احدٌ أبداً إلا غُلب، ليس احدٌ منهم يوافق آخر في رأي أو هوى، مختلفين لا نية لهم في خير أو شر...".
والشواهد تؤيد أيضاً، على أستمرارية الجدل الازلي حول أحقية أي الأطراف بالحكم؟ وترجع بك الى عهد الامبراطوريات المدينية، التي ظهرت في بلاد الرافدين، وهنا يستوقفك حجم العنف المفرط، في صراع البابليين والأشوريين مثلاً لحكم المنطقة. وترجع بك الأحداث الى العهد الحديث، لتذكر سلسلة من الفضائع، والعنف السادي، التي أرتكبتها، الأطراف المختلفة مع بعضها، على حكم العراق.
وهنا يطرح السؤال التالي نفسه وبقوة، لتقول: أدارَ يوماً ما، حوارٌ، ملؤه النقاش، وسندهُ العقل، وآليته السلام وغايته الإنسان، بين كل هؤلاءالمتجادلون والمتشاجرون العراقييون؟
أو ليس العراقُ، في حال حرب أهلية وبتحيز من الدولة نفسها؟
فمنذ تأسيسها كانت الدولةُ ، حيناً تناصر العربَ على الكورد، وحيناً آخر، تناصر السنة على الشيعة، كما هي اليوم تناصر فيهِ، الشيعة والمالكي على الآخرين؟
وهل هي هذهِ دولة؟ عندما تكون مؤسساتهُ ملكٌ لِفئة دون أخرى، وعندما تكون فاقدة للحيادية والشرعية الدستورية.
فغداة إسقاط الحكم الملكي في نهاية الخمسينيات، وماتلاهُ من السنين، كانت رحى السجالِ نفسه "من هو الأصلح؟"، يعصف بالبلاد والشارع البغدادي وأضحى بمثابة الوقود، لآلة القتل، بين المد الشيوعي والقوميين العرب، وجولاتهم الدموية في 1963، وماقبلهُ ومابعدهُ، في مشهد مُرعب، من السحلِ، والتمثيلِ، والقتل الوحشي.

والمؤامرات الإنقلابية، وعمليات القتل هذهِ، كانت قد هُيئت النفوس لها، بما سبقتها من الجدالات العقيمة، والخطابات العنيفة، بين الزعماء والاحزاب والاتباع. وقبل هذا وذاك كان السجالُ حامياً بين ملوك العراق والجيش من جهة، وبين دولة العراق والكورد من جهة أُخرى. وبين سُّنة العراقِ وشّيعة العراقِ مِن جهة ثالثة.

والجدال،حول أحقية أي الأطراف بالحكم، و تشكيل الوزارة، كانت دائماً تفتح لنفسها، مساراتٍ جديدة، وتجذب أطراف أُخرى لدوامتها، وتتشعب، وتتشابك، وتتفرع، لتِطال كُل جُزءٍ وكُل فَردْ، فصارت تطوي بين جنباتها صراعاتٍ جديدة قديمة، وتطرحُ مراتٍ ومرات، السؤال نَفسُه، مَنْ هو الأحقُ بالحُكم؟ السُّنة أم الشّيعة ؟ الملك أم الجيش؟ الشيوعيون أم القوميون العرب؟ عبد الكريم أم عبد السلام؟ عبد السلام أم البعث؟ البعث أم الجيش؟ البعث أم صدام؟ صدام أم المعارضة؟ ثم مَرّةٌ أُخرى، السُّنة أم الشيعة؟ المالكي أم علاوي؟ الجِدالُ أم السِجال؟ السِجالُ أم السِجال؟
وإمتداداتها التأريخيةـ نَضَّمَت أبياتها، على عين الوزنِ والقافية : العثمانيون أم الصفويون؟ الأمين أم المأمون؟ العباسيون أم الامويون؟ الحَسَّن أم مُعّاوية؟ الحُسّين أم يّزيد؟ أهّلُ البيتِ أم الصّحابة؟ الشيّعة أم السُّنة؟ البابليون أم الآشوريون؟
السير كارل بوبر (1902-1994) أيضاً، أدلى بدلوهِ في المسئلةِ وقال: إن الخطأ ليس بأختيار "س" أم "ص" للحُكم، بل الخطأ في السؤال نفسه، أي "من هو الاصلح للحكم؟"، فيجب أن نُعيد صياغتها، بحيث نقول" كيف يمكننا أن ننُظم بصورة ما المؤسسات السياسية، بحيث نمنع الحُكام الطُّغاةِ أو غير الأكفاءِ، مِنْ التسبب في الكثير من الضَّرر؟" (أُنظر المجُتمع المفتوح وأعداءهُ). فالسلطة السياسية، في طبيعتها، تجنحُ نحو الطُّغيان، وكلُ مَن يتولاهُ، سيكون بالضرورة مائلٌ للطغيان، وفي نفس الوقتِ، لاتوجد سيادةٌ مُطلقةٌ فردية، لأي طاغية، مهما كانت دكتاتوريتهُ، فأنهُ يتنازلُ في بعض من صلاحياتهِ، لِصالح مؤسساتٍ مُعّينة، لِيتمكن من مُمارسة السُّلطة. إذن فجهاد الأفراد، يجب أن يكون، في سبيل أن تبني وتمتلك، من المؤسسات الأجتماعية والمدنية والسياسية، التي تمكنها، من التخلص من الطغاة والحكام الفاشلين في الوقت المناسب. وهذهِ أهمُ ميزة في الديمقراطية، أي قابلية الناس على إسقاط الحكومات دون اللجوء للثورات، بجانب قابلية بناء توافقات بين سلطات الحاكم ومؤسسات أُخرى، ومُراقبة عَملهِ.
ويبدو إن العراقيين، وطوال تأريخيهم السياسي الكارثي، يركضون وراء السرابِ، باحثينَ عن رجُلٍ خارق، أي "فول أوبشن"، على غرار الامام علي، يكون هو المؤسسة، وهو الدولة، أي أن يضربوا عصفورين بحجر، وياللغرابة!
ألا إنهم في غيهيم يعمهون. في واقعٍ يُثبت لهم، وفي أكثرَ مِن تجربة ومأساة، بإنَّ الأفراد لوحدهم، لا يمكن أن يكونوا مؤسسة ولا دولة. لذا كانوا وطوال تأريخيهم الحديث، فاقدين للمؤسسات الديمقراطية والدولة الحيادية. وسجالاتهم العقيمة والعنيفة، حول ذاك الشخص، أو الآخر لم يثمر لهم شيئاً، إلا إراقة الدماء وتدمير أنفسهم. فالمجتمعات العراقية، وأثناء تشكيل الدولة، كانت مجرد جزر ثقافية متباعدة، غير متواصلة مع بعضها، وما فعلتها الدولة، إنها وبدل أن تدمجهم في أمة، أشعلت الحروب والسجالات بينهم، وأنحازت لطرفٍ دون آخر في هذا السجال!
فريقٌ مِن الباحثين، من الخبراءِ العراقيين والأجانب، زاروا العراق بعد 2003، ووقفوا على تلك الحقيقة، ونشروا بحثهم، الذي كتبوه، في بدايات 2005 ، ونشروه، في كتابٍ سُموه "ديناميكيات الصراع في العراق". فقالوا إن عملية البناء، يجب أن تدور حول أبعادٍ ثلاثة " إعادة بناء الأمة، تشكيل الدولة، إرساء الأستقرار". وكان الحل المُرجح لديهم، هو في تشكيل نظامٍ سياسي ديمُقراطي، تعددي، فيدرالي. يُحكم بضوابط توافقية.
والمجتمعات التعددية، التي غلب الصراع والخوف على العلاقة بين أطرافها، لا تنفعهم السِجالات الكلامية، والجدالات السياسية، ولا الرؤى المثالية الراديكالية، ولا بحثها عن الرجل القوي، والدولة القوية، وماشابه. فكل هذا يؤدي بها للطرق المغلقة والعقيمة وحتى العنيفة، كما الحالة العراقية. بل الأحرى بالاطراف المتصارعة أن تُقلل من حجم إحتكاكتها مع بعضها ولو لبرهة من الزمن، لمِا يولدهُ ذاك الأحتكاك المتواصل، من سجالاتٍ وشجارات. فتنكب على أمورها المحلية أولاً، وتحاول أن تبني مجتمعات قوية، في مناطقهاـ ولاتسعى لسلطات وديكتاتوريات شمولية و قوية. بل ترتبط مع بعضها في علاقة فيدرالية أو كونفيدرالية.
في القرن التاسع عشر، كتب الأرستقراطي الفرنسي اليكس دي توكفيل (1805-1856) واصفاً المجتمع الأمريكي " لاشئ يستوقف المسافر الأوروبي في الولايات المتحدة، سوى مانسميهِ نحن بالحكومة، او الأدارة، ثمة قوانين مدونة في أمريكا، ويرى المرء التنفيذ اليومي لها، ولكن على الرغم من تحرك كل شئ في إنتظام، فلايمكن إكتشاف المحُرك في أي مكان، واليد التي تحرك الماكنة الاجتماعية هي يدٌ غير مرئية" ( بإقتباس من المجتمع المدني لجون آرنبيرغ). فقصة نجاح التجربة الامريكية الأتحادية، كانت في إنها طبقت الديمقراطية الاثينية، على مستوى البلدات، فكان أفراد المجتمع المدني، يشاركون مشاركة شبه يومية، في كل القضايا الاجتماعية والسياسية، وبنت مجتمعٌ مدني قوي، ومن ثمة مؤسسات سياسية قوية، ونظام حُكمِها تسيرُ وفِق مجموعةٍ من التوازنات والظوابط المعقدة، وترتبط ولاياتها في علاقة فيدرالية.
فصارت لا تأبه كثيراً لمِن سيجلس على كُرسي الرِئاسة، ولا تدخل في أزمات سياسية، فقط لأنها مُغرمة ومنغمسة، مثلاً بالسجال المهزلة، حول أحقية المالكي ام علاوي في الرئاسة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح