الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلي نبوكا وفلم هندي .. في عهدة هيئة الاعلام والاتصالات

فراس الغضبان الحمداني

2010 / 9 / 6
الصحافة والاعلام


خلن بوكا وفلم هندي.. في عهدة هيئة الإعلام والاتصالات


فراس الغضبان الحمداني


لنعترف أولا بوجود تنافس مشروع لإنتاج ما هو مميز ومثير للانتباه في الفضائيات العربية والعراقية ومن الطبيعي إن نشهد هذه المنافسة في شهر رمضان حيث يكون المشاهد أسيرا للشاشة الصغيرة ومراقبا لها مع أسرته ومقارنا بين هذا البرنامج أو ذاك .

وهذا التنافس يتطلب دائما من المعدين والمخرجين وإدارات هذه القنوات البحث عن كل ما هو غريب أو مثير وبعيدا عن الرتابة والتقليد للوصول إلى ذروة المتعة في المشاهدة التلفزيونية وتحقيق السبق الإعلامي بين المتنافسين في فضائيات عراقية زاد عددها على الأربعين محطة وهي تعمل بحرية كاملة وبدون رقيب ولا حسيب باستثناء مراقبة خجولة من هيئة الإعلام والاتصالات بفرض ضريبة على دخول أجهزة إل ( SNG ) وهي دعوة للسيد برهان الشاوي وهو صاحب الخبرة الميدانية في عمل القنوات الفضائية وكونه رئسا لهذه الهيئة إن يدعوا إلى ندوة موسعة يتناول فيها أسباب انحدار مستوى البرامج وخاصة التي قدمت في شهر رمضان الحالي وان يكون برنامج( خلن بوكا وفلم هندي ) عينات من هذا الإسفاف الذي قدمته قناة البغدادية والشرقية .

وعلى الفضائيات العراقية الالتزام بضوابط البث التي وضعتها الهيئة والعاجزة عن رصدها ومتابعتها أصلا لعدم وجود قانون لتنظيم الإعلام في العراق وترك الأمر إلى ضمير ومسؤولية العاملين في هذه القنوات عن كل ما يبثونه للناس من عسل خالص أو عسل مر دس فيه السم ويقدم بطبق رمضاني على انه كوميديا بريئة تسرق كرامة الإنسان وتسخر من مشاعره وتقلل من دور أجهزة الأمن وتصور أدوات الجريمة في قتلهم ( العبوات الناسفة ) على أنها لعبة تستحق الضحك .

وهذا ما يحدث تماما في البرنامج الهزيل ( خلن بوكا ) الذي تعرضه قناة البغدادية ، وهو في كل المعايير محاولة لتعميق شعور المواطنين بالإحباط إزاء الملف الأمني والسخرية من ضيوف يمثلون أطياف مختلفة من الفنانين والإعلاميين تم استغفالهم بكوميديا سوداء وأجندة سياسية مهندسها المقيم في باريس .

إن الضحايا في( خلن بوكا ) هم جميع العراقيين وضيوف البرنامج وإفراد سيطرة الجيش بشكل خاص حيث تم استدراجهم إلى لعبة سخيفة أسقطت هيبتهم وانتقصت من كرامتهم من اجل صناعة كوميديا مفتعلة مشكوك بنزاهتها ويتضح ذلك من خلال تسميتها ( خلن بوكا ) وهو اعتراف بسرقة ثقة الناس بالقناة والضحك على ذقون الضيوف ، أما أفراد الجيش فقد تم توظيفهم في كوميديا ذات أهداف سياسية بعيدة كل البعد عن المتعة الرمضانية .

لقد فعلت البغدادية كما تفعل تؤامها الشرقية التي هي الأخرى تضحك على عقول المشاهدين من خلال أفلامها الهندية التي لم تجد أسلوبا مهذبا في الحوارات الخالية من الفكرة والعبرة واختصار حديثها عن الحمير وتحريك أجساد الراقصين والراقصات في إشارة لتحقير العراقيين وتصوير المجتمع العراقي على انه مجموعة من التافهين الذين لا يستحقون الحياة .

العجيب إن صاحب الشرقية يقيم في لندن ومدير البغدادية في باريس ويقبضون من الشرق والغرب تحت شعارات المهنية وحرية التعبير والدفاع عن القضية مستخدمين أدوات تافهة من الإعلاميين الفاشلين ويطالبون الناس إن يأخذوا الحكمة من أفواه الغجريات اللواتي ذاع صيت فضائحهن من الكمالية حتى وصل إلى لندن ، وأصبحت ملايين هي النجمة التي تعلم العراقيين الأخلاق وتملا الشاشة بحركاتها ولهجتها الساذجة التي لا تعرف إن تنطق حرفا واحد في العربية الصحيحة طيلة شهر رمضان وهذه بحد ذاتها مصيبة كبرى .. وعلينا إن نتوقع المزيد من البغدادية والشرقية ومن سار على طريقهما من أصحاب الأجندات المشبوهة .

إن السبب في ظهور هذه الأعمال الهابطة وهذه الفضائيات التي سوقت الطالح الى الجمهور هو لغياب إعلام الدولة العراقية الحقيقي الذي يستطيع إن يستثمر الأموال في أعمال درامية جادة أو إعمال كوميدية هادفة تليق بالفن العراقي وتحترم عقلية ومشاعر المتلقي وتستقطب كل الفنانين العراقيين خاصة أولئك الذين يعانون من ضيق العيش خارج عراقهم في سوريا وعمان والقاهرة ودفعهم الفوز للانزلاق بإعمال تسيء لتاريخهم الفني والوطني لكنهم قبلوها اضطرارا لحاجتهم الماسة لسد رمق العيش فكانوا أداة بيد المتاجرين بالإعلام والقضية .

إن هذه الظاهرة التي تستحق إن نسميها فأسا تتحمل مسؤوليتها جهات عراقية متعددة في مقدمتها البرلمان والحكومة ووزارة الثقافة وهيئة الإعلام والاتصالات وشبكة الإعلام العراقي بسبب تخلفهم وعدم توصلهم إلى إستراتيجية وطنية لاستثمار هذه الطاقات وأعادتهم إلى وطنهم ليبدعوا ويمارسوا حرية التعبير تحت هيئة نظيفة وبهذا قد ضربنا عصفورين بحجر .. الأول رعاية المبدعين والفنانين والإعلاميين العراقيين والثاني ضرب كل المتاجرين بالقضية العراقية وأمثالهم من المتربصين ... ولكن لا حياء ولا حياة لمن تنادي .

[email protected]
.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خل نبوكه
قاسم محمد حنون ( 2010 / 9 / 6 - 18:13 )
اشعر بالاحباط عندما يعرض برنامج خل نبوكه على شاشة البغداديه لما فيه من هدر لكرامة فنانينا العراقيين واذلالهم امام ملايين المتفرجين العرب والعراقيين اما مقدم البرنامج على الخالدي فلا اعرف لماذا عندما اراه اترحم على روح الفنان الراحل سعدي الحلي


2 - اساءة
ايار العراقي ( 2010 / 9 / 6 - 22:20 )
انه استهتار بلوق العام قبل ان يكون اساءة للفن لان هه البرامج لاتدخل حتى في باب التصنيف الفني
شكرا لانتباهتك الذكية


3 - شكري
فراس الغضبان الحمداني ( 2010 / 9 / 7 - 14:15 )
الاساتذة الكرام .. شكري وتقديري على مروركم الكريم

اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث