الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع المخرج التلفزيوني غازي فيصل

عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)

2004 / 9 / 3
مقابلات و حوارات


غازي فيصل مخرج تلفزيوني قدم الكثير للمشاهد العراقي وتتميز اعماله بصدقها وجمال أجوائها .. وكان من الذين ساهموا بنشر الثقافة والتقاليد الموصلية باسلوب متميز وبجدارة كما انه من الذين اخرجوا أول أغاني سفير الاغنية العراقية كاظم الساهر .. وهنا في هذا الحوار حاولنا تسليط الضوء على الجوانب الخفية والتي يجهلها المشاهد عن حياة هذا المخرج الذي تعرض لمضايقات واعتداءات كثيرة في سبيل اسكات صوته ولكنه أبى الا ان يواصل العطاء في سبيل الفن فقط .. حملنا أوراقنا وأسئلتنا وذهبنا لقاء به في مقر عمله في تلفزيون نينوى ووجدناه منهمكاً بين العاملين والمخرجين والفنيين الذين يعملون كخلية نحل لاظهار الوجه الناصع لهذه المدينة ..سألناه بداية :

* من خلال عملك في استوديوهات تلفزيون نينوى ، كيف ترى واقع الفن عموماً في هذه المرحلة ؟ هل هي الآن في سبات أم تطور؟

- نستطيع القول [أنها أقرب الى السبات واعتقد بأن هناك خزين راكد ينتظر يوما لكي يتفجر ابداعاً وعطاءاً فبعد الانفتاح الحاصل في كل المجالات الاعلامية رأينا بأم أعيننا تفاصيل التطور الكبير في شتى المجالات والفضائيات العربية والعالمية والدهشة والانبهار بهذه الابداعات أخذت منا مأخذاً كبيراً وأقول بأني لن أتحدث عن هذا الموضوع الى ان يكتمل الخزين والاستعدادلات للسير في خطى الابداع كما يعتمد هذا الأمر على ذوي الخبرة والاختصاص لكي يواكبوا العصر ويتعرفوا على التقنيات والاجهزة المتطورة وهذا سيأتي من الانخراط في دورات تقام خارج القطر لاكمال الخبرة .. وأنا متفائل بالمستقبل إذا استتب الامن .. سابقاً كان عطاء الفنان ضئيلاً بسبب أنه كان مسيراً لامخيراً (مرعوباً) ينفذ ما يصدر اليه من اوامر .. والنتيجة واضحة والآن أيضاٍ بسبب عدم توفر الأمن والأمان مما يجعله (مرعوباً) فالفنان العراقي الآن يمر بنفس حالة قلة العطاء لفقدان الامن . . فأنا عن نفسي كوني أشغل منصب مدير عام فضائية نينوى هددت بالقتل مرات عديدة ولا أعرف لماذا ؟ ففقدان الامان مشكلة عويصة تقضي على الابداع بكافة أشكاله …


* العقود التي أمضيتها في الاخراج التلفزيوني أضافت لك الكثير من الخبرة ، هل ستكرسها لعمل كبير يتوج تاريخك الحافل ؟ أم لازلت في اطار البحث عن عمل يمثلك ؟


- هذا هو حلمي ومهما بلغت من مواقع ادارية ومناصب حساسة .. كن على ثقة أني مستعد لتركها في سبيل مسلسل واحد أحقق ما اصبو له فيه .. ولكن يجب توفر الامكانيات والظروف لانجاح المسلسل واظهارها بالمظهر المطلوب وكما قلت فان حلمي هذا أن أهدي عمل كبير لمدينتي الحبيبة التي أعطتني الكثير وأنا ابحث الآن عن نص متميز أتمنى ان أجده يوماً لتحقيق أمنياتي .. ولاأخفي عليك أني تأثرت بالمسلسلات السورية اكثر من المصرية بسبب الدراما والاثارة والحركة زائداً الفلكلور والتاريخ والأجواء الحقيقية لأي عمل سوري .

* تجربتك في العمل مع كاظم الساهر طويلة وتميزة ؟ تحدث لنا عن هذه التجربة .

- بصراحة أقول ان الفنان كاظم الساهر ذكي جداً فهو يتعامل دائماً مع المبدعين والامور المادية لاتعني له إلا الوسيلة للخروج بعمل متميز تصويراً واخراجاً ، كانت بداياته في مدينة الموصل اخرجت له كل اغانية ما عدا أغنية (شجرة الزيتون) كانت من تصويري واخراج خليل ابراهيم ..أما أغنية (لدغة الحية) و(وحدي محتار ) و(عالي نخلنا) و(بعدك بأحلى العمر) وغيرها كانت من اخراجي .. وللآن أتذكر كيف أن أغنيته (لدغة الحية) منعت من قبل السلطة البائدة بسبب تأويل كلماتها من قبل المحللين والمتابعين .. ونتيجة للرعب الموجود آنذاك بين افراد الشعب أحب الناس هذه الاغنية بشكل جنوني .. وأقول بأن كاظم الساهر إنتقل للنجومية بسبب هذه الأغنية التي كانت من اخراجي .. وحينها كان سعد البزاز مديراً عاماً للاذاعة والتلفزيون الذي منع بدوره هذه الاغنية (عبرت الشط) التي أخرجها اخي وزميلي المخرج عدنان هادي .. وأقول بكل فخر واعتزاز بأني أول من أخرج الكاميرا من دهاليز الاستوديوهات الى التصوير الحي الخارجي بالتعاون مع المذيعة فرقد ملكو والمخرج خليل ابراهيم وطارق فاضل حيث أنتجنا برنامج نسمات مكن بلادي التي لاقت نجاحاً كبيراً وقبولاً جماهيرياً واسعاً في العراق واستمر هذا البرنامج خمسة سنين متتالية بدون انقطاع بكاميرا محمولة واحدة فقط وهذا صعب جداً لاختلاف الزوايا واللقطات ففي كل حلقة كنا نستهلك عشرة أشرطة 1 انج نختار منها ساعة واحدة فقط وكل حلقة كانت تختلف كلياً عن الحلقة الاخرى لانتقالنا المستمر بين محافظات القطر وأقول بأن جريدة أم الربيعين الاسبوعية كانت امتداداً لبرنامج نسمات من بلادي ..

* الاخراج التلفزيوني من أهم انواع الفنون لأنه يعتبر المصب الذي يصب فيه روافد أي عمل فني ، ما قولك ؟

- هناك موضوع هام وحساس ينطلق من مفهوم (المخرج سيد الموقف وصاحب القرار) الخبرة ضرورية في هذا المجال وسياقات العمل التلفزيوني تبدأ داخل الاستوديو بالملاحظ وتنتهي بالمخرج فالكاتب وصاحب السيناريو والمصور والممثل ومهندس الديكور ومهندس الانارة الجميع يتلقون الاوامر من المخرج فهو المسؤول عن كل صعغيرة وكبيرة مسؤولية تامة فلو فشل العمل يكون المخرج هو المسؤول وهكذا لو نجح ..

* ما سبب قلة المخرجين المتميزين ؟ وهل من الممكن اسناد اعمال ضخمة لهم ؟

- أستطيع القول بان هناك مخرجين متميزين يستطيعون بجدارة اخراج اعمال ضخمة وخاصة بعد الاحداث فالساحة مفتوحة وكثرة الفضائيات والمحطات هي الكفيلة باخراج المخرجين الجيدين .. الآن أزيلت كل العقبات .. هناك من يجد الفرصة الآن .. فلا استطيع الحكم على اعمالهم .. هناك من تخرج من كلية الفنون الجميلة _قسم الفنون السمعية والمرئية - لكنه لم يعمل لهذه اللحظة ، بالاضافة الى وجود مخرجين متميزين كـ عمانوئيل رسام وكارلو هاريتون وفيصل الياسري وعبد الهادي مبارك ومحو شكري جميل الذي اتجه مؤخراً الى التلفزيون بسبب الاسعار الغالية للشريط الخام السينمائي وعماد عبد الهادي وجمال عبد جاسم وناصر حسن وخليل ابراهيم وطارق فاضل وغيرهم .

* بعيداً عن الفن ما هي هوايات المخرج غازي فيصل ؟


- أنا من النوع الذي يتمنى التفرغ لبيته واسرته .. زوجتي خريجة كلية الفنون الجميلة - قسم النحت - وهي مبدعة في مجال عملها لكنها ضحت بعشقها وحلمها في سبيل التفرغ لي وزلبيتي واطفالي .. لقد مرت علي أوقات صعبة جداً ابتعدت فيها عن اسرتي والقيت العبء كله على هذه الرائعة التي مهما فعلت فلن اوفيها حقها ..


* في الآونة الاخيرة سمعنا كثيراً عما يسمى بتلفزيون الواقع ، هل تعتقد ان هذه التجربة ستنجح في العراق اذا ماتوافرت السبل لها ؟


- برأيي ان أي قناة تلفزيونية يجب ان تكون كحديقة متنوعة تضم في
جنباتها الوان مختلفة وزهور عبقة ذات روائح وعطور متباينة فالواقع مهما كان صادقاً لايستطيع المشاهد النظر اليه طيلة الوقت لانه بحاجة الى شيء من الحلم .. والرسالة الاعلامية هي الترفيه والنصح والارشاد .. اعتبر مشروع تلفزيون الواقع مشروعاً فاشلا ومضيعة للوقت والغاية منه الكسب المادي فقط دون النظر للسلبيات التي تقع في هذه الاعمال .

* لو عرض عليك اخراج أغنية هل تعتقد انها ستنافس الاغاني العربية تصويراً واخراجاً ؟

ليست كل الاغاني الي تعرض الآن في الفضائيات تصلح للعرض أنا ضد عرض الاجساد .. مع العلم ان افكاري تحرررية .. ولكن أنا مع الاغراء في المشهد المناسب!!!! ..وأود ان أسألك سؤالاً ، ماذا تعني لك البرتقالة ؟ .. انها عبارة عن عرض ستافر للاجساد في سبيل الوصول الى الشهرة الزائفة وافساد الاذواق .. وهذا ما يفعله معظم مطربي الخليج .. وهذا لاينفي وجود فرق مهذبة !!! وخير مثال على ذلك الفنان كاظم الساهر فقد رأينا اغنيته الشهيرة (قولي أحبك) التي استعان فيها بفرقة مهذبة !!! أجادت وببراعة الاستعراض الجميل الذي رأيناه .. وتفاعلنا معه .

* ماذا قدمت لتلفزيون نينوى منذ أن توليت الادارة فيه ؟

- يكفي ما كتب عني في الصحف !! بالاضافة الى آراء المثقفين في المدينة حول الانتقالة السريعة التي حصلت في تلفزيون نينوى منذ تولينا المنصب في هذه الدائرة أستطيع القول بأني أحدثت ثورة في تلفزيون نينوى !! ؟ والأهم من كل هذا التعبير الحاصل بالبرامج ونوعها وطريقة طرح الريبورتاجات والتقارير والاخبار وكل ما له علاقة بالبث التلفزيوني أصبح فيه ثورة !! يوجد كادر كبير وراء هذا التغيير يتجاوز عددهم الستين في كافة الاختصاصات ..أما بالنسبة الى ساعات البث التلفزيوني فأنا على استعداد لزيادتها الى 24 ساعة ولكن كيف نستطيع ملء هذه الساعات .. فالتلفزيون محرقة .. ويجب ان تكون هناك كوادر كبيرة وامكانيا مادية لرفد هذه الساعات وهذا يحتاج الى المزيد من الوقت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف