الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بن لادن وتيري جونز

ابتسام يوسف الطاهر

2010 / 9 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


في زمن التردي هذا ، يسعى البعض للشهرة ولو (في العمل المشين) أي من خلال جريمة او فضيحة..هناك الكثير في بريطانيا مم يبيع قصة فضيحة ما مع احد المشاهير لتدر عليه المال والشهرة ..
في السنوات الأخيرة ظهرت أسماء لا تقل انحطاطا عن أولئك الفضائحيين.. وقد شغلوا العالم بكل أطرافه واُستخدموا من قبل بعض القوى أسوا استخدام للتدمير والقتل، والملاحظ ان اغلب سارقي الجريمة هؤلاء، يشتركون بسوء الأخلاق وعدم الالتزام بالقيم الإنسانية، وبنزعة الحقد الدفين على البشر والحياة.. ومن هؤلاء مثلا: صدام الذي كانت طفولته وصباه موسومة بالفشل والحرمان من القيم الإنسانية والحب، عوض عنها بانتمائه لعصابة البعث الذي أستخدمه للقتل والتنكيل حتى تمرد على رفاقه ذاتهم بعد إن أدمن القتل والغرور والتسلط، لتستخدمه أمريكا فيما بعد في حروبها وتسلطها على الخليج .
ثم ظهر بن لادن وعصابته التي تدربت على يد السي آ ي اي (CIA) الأمريكية الذين ألبسوهم طرطور (الجهاد) بحربهم ضد السوفيت.. وبعد ان أدمنوا القتل والتنكيل تحولوا الى وحوش بربرية تمارس القتل ضد أبناء بلدانهم كما حصل ويحصل في أفغانستان والجزائر والعراق وبعض الدول التي ابتليت بهم.. فصار بن لادن بعبعا تستخدمه أمريكا لتخويف دول العالم بما فيهم بريطانيا!. وقد أدمن هو تلك الشهرة والضحك على البسطاء من الناس ومنهم الذين صدقوا الكذبة الشنيعة بتفجيرهم المركز التجاري في نيويورك، الذي مازال الجدل قائما على من ارتكبه وتشير الدلائل على انه مخطط أمريكي بعيد المدى! فتلك التفجيرات التي أرادت منها التخلص من تلك البنايتين اللتان كانتا تشكلان خطرا على المنطقة بسقوطهما لو حدث ذلك تلقائيا، ومن خلالها خلقت عدوا وهميا استغلته لإحداث البلبلة والتخريب في العالم. كلنا نعرف قدراتهم على التحكم بالطائرات عن طريق المونت كونترول، ونعرف أجهزتهم المتطورة بالمراقبة والتحكم. ورأينا كيف سقطت تلك البنايتان العملاقة كما لو كانت متفجرة من الداخل. لكن تلك اللعبة انطلت على العالم ، وللأسف كان المسلمون والعرب بالذات أول من صدقها بل البعض هلل وصفق لها لأنها حققت انتقاما سريعا لهم من عدوهم الأمريكي الذي أذاق الشعوب الفقيرة الويل بوقوفه مع الظلم من صدام وأمثاله الى اسرائيل.. مع ان كل ضحايا تلك الجريمة من الناس الأبرياء! فحققت أمريكا بذلك أهم أهدافها واستخدمت تلك الحادثة المروعة وسيلة للسيطرة على العالم.
واليوم ظهر مجنون آخر مهووس بالشهرة وتسلط الأضواء عليه ، تيري جونز، الذي هو الآخر استغل ذلك الحادث او الجريمة لأغراضه الشخصية، بمخططه المجنون وتهديده بإحراق نسخ من كتاب القران .. بذكرى تلك الحادثة التي تبناها بن لادن وأمثاله من مجانين الشهرة! وبعد إن شغل كل وسائل الإعلام وحصل على مبتغاه! استجاب تيري جونز لنداءات البيت الأبيض ورجال الحكم من نواب ومسئولين وقادة الجيش ، وألغى فكرته الشيطانية بحرق القران بشرط إلغاء فكرة بناء مسجد في نيويورك قرب المركز التجاري ذاك. فقد شغل العالم في الأيام الماضية، وفوجيء بنفسه من قس نكرة لم يسمع فيه احد ولا بقريته، الى رجل لا حديث للإعلام الأمريكي غير تيري جونز وخطته بارتكاب جريمة حرق الكتاب المقدس للمسلمين احتجاجا على جريمة التفجير في نيويورك قبل ثمان سنوات ، بالرغم من ان تلك الجريمة مازالت تشغل الناس بغموضها وتثير الجدل حول من خطط لها ونفذها وان الذي هلل لها وتلبسها من المسلمين لم يكونوا غير بعض من الباحثين عن الشهرة والبطولات المزيفة الوهمية. غير عابئين بنتائج أفكارهم وتصريحاتهم الغير مسئولة و التي استغلت أبشع استغلال للانتقام من ملايين البسطاء خاصة من المسلمين والعرب بشكل خاص.
فتعالت أصوات المسئولين والقيادات الأمريكية من رئيسهم اوباما الى وزيرة الخارجية كلينتون ، مستنكرة تلك الخطة الهمجية لا احتراما لمشاعر المسلمين وإنما خوفا على أبنائهم من الجنود الذين يقاتلون على ارض أفغانستان والعراق وربما الذين في القواعد العسكرية في السعودية وقطر والبحرين وغيرها ، فيما لو تحركت النخوة الإسلامية لتلك الدول! فوزيرة الخارجية التي أوعزت لوسائل الإعلام أن لا يعيروا اهتمام للحدث لو أن جونز نفذ فكرته ولم يعبا للأصوات التي تدعوه للتخلي عن فكرته تلك لما فيها من مخاطر على القوات الأمريكية وقد ذكرت "المؤسف أن ندع كنيسة صغيرة لا يؤمها أكثر من خمسين شخص أن تشغل الإعلام وتستقطب العالم بهذا العمل المخجل"..والجنرال ديفيد بيتروس قال "هذا العمل لو حصل سيعرض قواتنا لمخاطر لا حدود لها فهو ما ينتظره طالبان" وهؤلاء سيستغلون هذا الأمر للتنكيل بالأفغان أنفسهم بحجة موالاتهم للأمريكان لتخريب اكبر في البلد الذي دمروه.
قانون الحريات في أمريكا الذي يجيز بالتعبير عن وجهات النظر لكل الأفراد وبأي شكل يريدوه، جعل المسئولين عاجزين (حسب ادعائهم) عن اتخاذ أي إجراء ردعي! والحقيقة لو أراد رجال الـ(FBI) او (CIA) ان يمنعوه لفعلوا، كما حصل مع الكثير من المعارضين الأمريكان الذي اختلقت قصص مفبركة ضدهم لتبرير قمعهم او قتلهم . لكنهم أذكياء يريدون ان يوهموا العالم البسيط ان الغضب مازال يتملك المواطنين الأمريكان ضد تلك الجريمة التي راح ضحيتها الآلاف حسب ادعائهم، وليبرروا تخريبهم للبلدان التي يدعون أنهم يطاردون فلول الإرهاب فيها ، في الوقت الذي يخططون للاتفاق مع عصابات طالبان التي روعت الشعب الأفغاني والباكستاني في السنوات الأخيرة.

وتيري جونز هذا لم يكن أكثر من قس مطرود بسبب الفساد الإداري ، من إحدى الكنائس في ألمانيا بعد استغلاله لأموال الكنيسة التي تحصل عليها من التبرعات لأغراضه الخاصة، واستغلاله للعاملين هناك. فطرد عام 2008 ليعمل في كنيسة لقرية صغيرة جدا في أمريكا لم يسمع فيها احد من قبل! .
إذن هو وبن لادن وأمثالهم ليسوا غير فقاعات مستنقعية ، ولا حتى صابونية ، تنطلق منها نتانة المستنقعات لكنها ما تلبث الا أن تختفي وتتلاشى إذا لم يصدقها احد او اذا لم تجد من يستخدمها لأغراض نفعية شريرة!. مسكين أيها الإسلام كم من الجرائم ترتكب باسمك، وكم من الجرائم ترتكب ضدك؟ وكم من الأشرار يلبسوك قناعا لارتكاب جرائمهم ولتشويهك!؟
لندن -2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالك يا سيدتي يخلو من الدقه والعداله.
مريم رمضان ( 2010 / 9 / 17 - 01:56 )

مقالك يا سيدتي يخلو من الدقه والعداله.
تيري جونز لا تقدري أن تقارنيه مع إبن لادن هذا خطأ لا يغفر لك.
إبن لادن هو حصالة أكثر من ١٤٣٠ سنه من تعاليم عدوانيه وقد مارسها في العالم كله وهذه الأعمال نقطة من محيط الإجرام الإسلامي ويوجد مئات الألاف من إبن لادن من بداية الدعوة النبويه الإنتقاميه الى عصرنا هذا.
لكن تيري جون لم نسمع عنه ولا عن شاكلته في التاريخ إلا عندما إمتد السرطان الإجرامي الى قعر داره وهذا شعور طبيعي ومن حقه أن يعبر عن إستيائه من الإجرام الإسلامي وإكتفى على عزمه حرق القرآن ولم يفعله بعد.له الحق أن يحمي بلده.لم يقتل أو يفجر جامع حتى لو حرق القرآن أليس هو محفوظ بالقلوب كما تقولون.لكن الإسلامي يا عزيزتي هدفه القتل والتدميرحتى بدون سبب ليحصل على حور العين.
المسلمين يهيجون ويحرقون الكنائس كما حدث في مصر حتى قبل حرق القرآن ،لأن تيري جونز لم يراعي شعورهم،لكنه حلال على المسلمين تفجير الطائرات وسكك الحديد والكنائس وبناء الجوامع في أي مكان يريدون ضاربين به عرض الحائط. ،وما زالوا مصرين على بناء الجامع رغم المعارضه من أهل ضحايه الإجرام الإسلامي.سؤالي هل الإسلاميين يراعون شعور أحد?.

اخر الافلام

.. صور تظهر آثار تصادم طائرتي هليكوبتر في ماليزيا


.. بسبب فيديو طعن الكاهن.. الأستراليون يفتحون النار على ماسك: -




.. أخبار الصباح | إسرائيل تستعد لعملية رفح.. وترمب يصف محاكمته


.. صباح العربية | هل اللحوم النباتية آمنة؟.. أسرار لا تعرفها عن




.. صباح العربية | عالم خالٍ من اللحوم؟.. اكتشف عدد النباتيين حو