الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخرج عزام صالح ... وصحوة الدراما العراقية

عادل اليابس

2010 / 9 / 16
الادب والفن


المخرج عزام صالح ... وصحوة الدراما العراقية
في الطريق إلى البصرة بسيارة البهبهان ،وفي الأيام الأخيرة لشهر رمضان تحدث من كانوا في السيارة عن الإعمال الدرامية التي قدمتها الفضائيات هذا العام ، لم يتفقوا على عمل أعجبهم ، وعدم اتفاقهم هذا مؤشر على أن الإعمال الدرامية التي عرضت لم تكن بالمستوى الذي تصل فيه إلى ذهن المشاهد العراقي بعموميته ، رغم أن تلك الفضائيات تظهر لقطات للجمهور ، ومن قبيل المجاملة تمتدح بعض تلك الإعمال .
فاجئني سائق السيارة بالمشاركة بالحوار بالقول " الصدق مثل مسلسل سنوات النار... لم نرى مسلسل فيه حظ ... وذكر اسم المخرج ... مازحت السائق بالقول " انتم السواق هل تتابعون الإعمال الفنية ... رد علي ببسمة فيها بعض العتب " ليش أستاذ إحنا مو من المواطنين "... قلت له لا اقصد ذلك ... ولكن ذكرك لأسم مخرج قدمت أعمال له قبل سنتين ... اثأر تساؤلي ودليل على انك متابع حصيف للعمل الفني ، استمر السائق بالحديث عن إعمال أخرى للمخرج ... منها سيدة الرجال ... وعائلة في زمن العولمة... ، لااخفي عليكم أني اعرف المخرج شخصيا ، لذلك آخذت باستدراج السائق للاستماع للمزيد من أرائه حول المخرج المعني ، قال لي " أستاذ بصراحة أنا من سكان مناطق الاهوار وقد غادرتها لأسباب قاهرة ،وخلال مشاهدتي للمسلسل أعاد لي ولعائلتي حياتنا هناك ... أستاذ ظليت أشم ريحة " المطال " ، وأتحسر على حليب الدواب ...وخبز الطابك ...
راكب آخر من أهالي بغداد ، تكلم عن سيدة الرجال ... وذكر المناطق الشعبية التي صورت فيها إحداث المسلسل كمناطق الصدرية والفضل ... وذكر أسماء بعض مطاعم الكبة الشهيرة في تلك المناطق ... واختتم مداخلته بالقول " طفولتي كلها عشتها في تلك المناطق بل وكنا في دار مجاورة للبيت التراثي الذي نزلت فيه عواطف السلمان "، تابع " هسة المسلسلات ممثليها ومناطقها ومخرجيها من غير العراقيين ، لذلك تفتقد نكهة وطعم مناطقنا وأحياءنا ولاتحمل منها غير اسم المسلسل .
اعترفت لكم بمعرفتي الشخصية بالمخرج ... وفي مناقشات معه ومع من عملوا معه في تلك الإعمال ، عرفت ظروف العمل القاهرة التي تحدوها ،فقد كان الإرهاب يحوم حولهم في كل المناطق التي صوروا فيها ، وتصورا معي وصول الكادر الفني
واغلبه من النساء لتلك المناطق الملتهبة ، لقد وضعوا حياتهم رهنا لإصرارهم و
لينجزوا إعمال درامية تبقى في ذاكرة العراقي ، ترسم له حياته ومعاناته ، وبغض النظر عما يقوله النقاد ، فان رسم العمل الفني في وعي الناس هو المقياس الوحيد لنجاحه ، وتلك النجاحات سجلتها إعمال خالدة مثل " تحت موس الحلاق " ، والنسر وعيون المدينة "، وفلم سعيد أفندي وبيوت في ذلك الزقاق .
قد أبالغ لو قلت أني لمحت في أعمال عزام صالح ... بصمات لفليني في سائق الدراجة ، ولأعمال صلاح ابوسيف ... وما كنا نعرفه في القرن الماضي باصطلاح سينما الواقع ... وهذا الاتجاه في الأعمال الدرامية ... يؤسس للشعوب تراثا من فن يعلق في ذاكرتها ... ولن أبالغ أيضا لو قلت .. بان الإعمال الدرامية التي أخرجها عزام صالح ، صحوة في فن الدراما العراقية ... هل بلغت .
عادل اليابس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع