الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة عابرة سبيل

رغد علي

2010 / 10 / 4
الادب والفن


عابرة سبيل 11 ايلول 2010

تسبح باتجاهه وتجرمعها ذيل ثوبها الابيض الفضفاض، لقاء عاشقان يجتمعان بعد طول غياب، فتشطره برقتها شطرين ، قمة بعيدة مترامية بالفضاء ،طائرة دون ركيزة ، كمتشرد غريب لا أصل له ولا امتداد ،حدة بروز نتوئها يزرع بذور القلق والتوتر، فقد تقع تلك القمة على الارض وتتفتت فتكون كارثة ..!!، والنصف الاخر رغم عظمته وضخامته وجبروته وثباته ورسوخه الا انه منقوص يبدو مكابرا ، والسحابة عنيدة مازالت قابعة في قلبه، تمنعه من التوحد والاندماج ببعضه

........وهي تجلس في المقهى المقابل للجبل ، تنتظر وتنتظر،حتى يرن هاتفها النقال:
- حبيبتي تعلمين مدى انشغالي فلدى مؤتمر صحفي حالما ينتهي أكون عندك...لن أتأخر ..
تنادي على النادل ، ونظراتها تترامى على ذلك الجبل : فنجان اخر من الشاي لو سمحت .. تتناول شايها بنكهة الانتظار، بارد لا مذاق فيه ، لم تكن تهتم بالمذاق، فكثيرا ما تشرب هي اشياءا دون مذاق !! ، تعود لساعتها ...تأكد لنفسها سيأتي حتما سيأتي ..
يمر متسول يتسول ، تتعاطف معه ، تمد يديها ببطن حقيبتها تبحث عن عملة معدنية ، فتلامس صورة والدتها لتتذكر كم تسولت وتوسلت الحياة عند أبواب الاطباء :
- ليسعدك الله يا ابنتي -أخر كلماتها ، كانت أمها ابنتها، حتى أضاعت في ان واحد أم وابنة....
تقدم العملة المعدنية للمتسول ، فيرمقها بنظرة عرفان وشكر دون ان ينطق ،يدوربخلدها هاجس: كلنا متسولون وان تباينت الطرق ، وتبقى تتابعه وهو يمارس التسول حتى يختفي ظله....
رجل بزاوية المفهي يجلس وحيدا يدخن بشراهه ، ينفخ دخانه بالريح ،فيرسم الدخان دوائرا سرعان ما تتلاشى ..يقطب حاجبيه ويفتح علية دخان أخرى ،فتتوالد المزيد من الدوائر لتلقى حتفها ....
مجموعة من الشباب تتقدم تتخذ موقعا بمنتصف المقهى ، تنزعج من أصوات قهقهاتهم ،وضجيجهم ،تريد أن تقوم لتصرخ بهم لاسكاتهم!! ،لكنها تتنفس الصعداء حين يتركون المكان ..
عقارب الزمن تتسول بطريقتها فتتباطىء ، والقهوة السوداء برائحة الترقب تتسول عند شفتيها ، وهي لا ترتوى حتى من زجاجات الماء ، حولها طبيعة خلابة بالسوط تضربها ، فتفكرهي بالهرب من هذا الجبل الصامد أمامها ، تقبل على المقهى قطة تموؤ تتلفت حولها، تارة نحو اليمين وتارة نحو اليسار، ثم تتابع سيرها و تخفض رأسها أكثر من المعتاد ، تدور تحت الطاولات بالتسلسل ، كأنها تنقب عن مسار رائحة ما !! ، عيونها تلاحق القطة حتى تاهت عنها تماما !!
فجأة تساءلت : ترى أين ذهب المتسول ؟؟!.... تدق ساعة بجدار المقهى. مدت يديها نحو أذنيها لتخلع أقراطها وأساورها من معصميها ، وحبستهم جميعا عقوبة لهم كأيتام داخل ملجأ حقيبتها اليدوية ، وقبل ان تغادر فتحت مظلتها !!.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما