الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى نصر 6 اكتوبر 1973

أيمن الهاشمي

2010 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



واهِمٌ مَن يعتقد أنّ الحديث عن إنتصار 6 أكتوبر باتَ قديماً ومستهلكاً، لأن هذه الحرب في وقائعها ومعناها ودلالاتها، ما زالت تبعث في الأمة الأمل ومازالت ذكراها طرية، يكفيها أنها حررت الأرض المغتصبة، وأنهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر التي حاول الإسرائيليون ترويجها، والأكثر من ذلك أن الأمة العربية شهدت خلال حرب أكتوبر 73 وبعدها حالة رائعة وراقية من التضامن العربي الحقيقي، الذي ما زلنا نشتاق ونشعر بالحنين إليه، فقد إفتقدناه. في هذه الأيام نحتفل بالذكرى الـ (37) لهذه المعركة التي غيّرت وجه التاريخ العربي، بعد أن صُعق العرب بهزيمة أخرى يوم الخامس من يونيو/ حزيران 1967، إنكفأت جماهير الأمة على نفسها، وفقدت بريق الأمل، وعمتها مشاعر اليأس والقنوط، لكن أبطال القوات المسلحة العربية أعلنوا عزمهم عدم الخنوع ورفضوا الإستسلام لمنطق الهزيمة فشحذوا الهمم، وأعيد بناء القوات المسلحة العربية تمهيداً ليوم نصر آت لامحالة، واجتمع القادة والزعماء العرب بعد نكسة حزيران في مؤتمر القمة بالخرطوم يوم 29 أغسطس 1967 وأصدروا بيان اللاءات الثلاثة (لا صلح، لا إعتراف، لا تفاوض)، وفي 22 نوفمبر 1967 أصدر مجلس الأمن قرار 242 يطالب إسرائيل بالإنسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب يونيو 1967، وبعدها بدأت حرب الاستنزاف في سبتمبر 1968ومعها معركة إعادة بناء الجيش العربي تمهيدا ليوم الثأر، وتدخلت أمريكا وعرضت "خطة روجرز" للسلام، ووافقت مصر عليها، حتى تعطي نفسها وقتاً أكبر للتجهيز والتحضير لبناء قوتها المسلحة وبالأخص سلاحي الطيران والمدفعية، وفي رمضان/ أكتوبر 1973 تكاملت التحضيرات والاستعدادات على الجبهتين المصرية والسورية، وبتنسيق عال ومحكم إنطلقت الجحافل العربية بعد ظهر يوم السبت العاشر من رمضان (6 أكتوبر) فعبرت القطعات المصرية قناة السويس ورفعت العلم المصري على الجانب الآخر الذي كان بشهادة كل الخبراء العسكريين في العالم من التحصين بحيث كانوا يعتبرون إقتحامه ضرباً من المستحيل، كما كان إختيار اليوم 6 أكتوبر ضربا من ضروب التنسيق الإستخباراتي والخداع الإستراتيجي، فكان مفاجأة صاعقة للإسرائيليين لم يكونوا يتوقعونها، وتوغل الجيش السوري في الجولان، وكان من أروع ما في هذه الحرب هو الحشد العسكري الرائع وإشتراك قطعات عربية من مختلف الدول العربية في هذه المعركة التاريخية.
فقد شاركت الجزائر بلواء مدرع وآخر مشاة، وصلوا بعد نشوب الحرب كما شاركت بما مجموعه 3000 جندي، 96 دبابة، 22 طائرة حربية من أنواع سوخوي وميراج. كما أشرف الرئيس الجزائري هواري بومدين بنفسه على شحن أسلحة سوفيتية إلى مصر.
أما العراق فقد تحركت دباباته إلى الجبهة السورية، كما ساهم سربان من القوة الجوية العراقية (هوكر هنتر) بأولى الضربات الجوية في سيناء، كما اشتبكت الطائرات العراقية في الجبهة السورية مع طيران العدو يوم 8 أكتوبر. وبلغ عدد القوات العراقية المشاركة (فرقتان مدرعتان، و3 ألوية مشاة، وعدة أسراب من الطائرات المقاتلة، بلغ عدد الدبابات 400 دبابة، وسربين طائرات ميراج، 3 أسراب سوخوي).
أما الكويت فقد أرسلت تشكيلين: الأول إلى الجبهة السورية (قوة الجهراء المتجحفلة) بحجم لواء مؤلف من كتيبة دبابات وكتيبة مشاة وسريتي مدفعية وسرية مغاوير وسرية دفاع جوي وباقي التشكيلات الإدارية، وأما على الجبهة المصرية فقد شاركت الكويت بكتيبة مشاة متواجدة قبل الحرب وسرب طائرات نوع هوكر هنتر مكون من 5 طائرات هنتر وطائرتي نقل من طراز C-130 هيركوليز لنقل الذخيرة وقطع الغيار. وبقيت الطائرات في مصر حتى منتصف عام 1974.
أما ليبيا فقد شاركت بلواء مدرع إلى مصر، وسربين من الطائرات سرب يقوده قادة مصريون واخر ليبيون.
وشاركت المغرب بلواء مدرع إلى الجبهة السورية وتموضع اللواء المغربي في الجولان.
أما السعودية فقد قدمت القوات المسلحة السعودية الدعم الأتي إلى الجبهة السورية لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي (3 أفواج)، فوج مدرعات بانهارد (42 مدرعة بانهارد + 18 ناقلة جنود مدرعة + 50 عربة شئون إدارية)، فوج مدفعية ميدان عيار 105 ملم، فوج المظلات الرابع، 2 بطارية مدفعية عيار 155ملم ذاتية الحركة، بطارية مضادة للطائرات عيار 40 ملم، سرية بندقية 106-ل8، سرية بندقية 106-م-د-ل20، سرية إشارة، سرية سد الملاك، سرية هاون، فصيلة صيانة مدرعات، سرية صيانة +سرية طبابة، وحدة بوليس حربي.
أما السودان فقد أرسل لواء مشاة وكتيبة قوات خاصة إلى الجبهة المصرية.
أما تونس فأرسلت الى الجبهة كتيبة مشاة.
وشاركت القوات الأردنية في الحرب على الجبهة السورية بإرسال اللواء المدرع 40، واللواء المدرع 90، كما وضعت القيادة الأردنية الجيش على درجة الإستعداد القصوى من يوم 6/10/1973 وصدرت الأوامر لجميع الوحدات والتشكيلات بأخذ مواقعها حسب خطة الدفاع المقررة وكان على القوات الأردنية أن تؤمن الحماية ضد أي اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية والالتفاف على القوات السورية من الخلف كما كان عليها الاستعداد للتحرك إلى الأراضي السورية أو التعرض غرب النهر لاستعادة الأراضي المحتلة في حال استعادة الجولان وسيناء من قبل القوات السورية والمصرية، وقد أدت هذه الإجراءات إلى مشاغلة القوات الإسرائيلية حيث أن الجبهة الأردنية تعد من أخطر الجبهات وأقربها إلى العمق الإسرائيلي هذا الأمر دفع إسرائيل إلى الإبقاء على جانب من قواتها تحسباً لتطور الموقف على الواجهة الأردنية. ونظراً لتدهور الموقف على الواجهة السورية فقد تحرك اللواء المدرع 40 الأردني إلى الجبهة السورية فأكتمل وصوله يوم 14 تشرين الأول عام 1973 وخاض أول معاركه يوم 16 تشرين الأول حيث وضع تحت إمرة الفرقة المدرعة 13 العراقية فعمل إلى جانب الألوية العراقية وأجبر اللواء المدرع 40 القوات الإسرائيلية على التراجع 10 كم.
أما عن نهاية الحرب فقد تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءاً من يوم 22 أكتوبر عام 1973، وقبلت مصر بالقرار ونفذته إعتبارا من مساء نفس اليوم، إلا أن القوات الاسرائيلية قامت بخرق وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن قرارا آخر يوم 23 أوكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار. أما سوريا فلم تقبل وقف النار، حتى شهر مايو 1974 حيث توقف القتال بعد التوصل لإتفاق فصل القوات بين سوريا وإسرائيل، أخلت إسرائيل بموجبه مدنية القنيطرة وأجزاء من الأراضي التي احتلتها عام 1967.
وكان أروع ما في الموقف العربي هو إجتماع الكويت لوزراء النفط العرب يوم 19/10/1973 حيث أصدروا قرار خفض انتاج النفط، بواقع 5% شهريا ورفع أسعار النفط من جانب واحد، واعلان حظر على صادرات النفط الى الولايات المتحدة الامريكية لقيامها بتعويض إسرائيل عن خسائرها وصرفها مساعدة عاجلة لاسرائيل بمبلغ 2،2 مليار دولار، وهو ما أدى إلى أزمة طاقة خانقة في امريكا والغرب.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال