الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتغيرات المناخية الأخرى لماذا يعد الكربون الأسود والأوزون أيضاً مسألة هامة (3)

هاشم نعمة

2010 / 10 / 7
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


تنظيف

ما الذي يمكن عمله من أجل كبح انبعاثات الكربون الأسود ومادة الأوزون؟ الخطوة المنطقية الأولى بالنسبة للحكومات ووكالات التنمية الدولية ومحبي البشرية هي زيادة الدعم المالي للجهود الرامية لخفض الانبعاثات. ورغم توفر بعض الأموال لهذا الغرض حالياً، إلا أنه لم يبرز ملوث كهدف لتيار رئيسي من أجل الحصول على التمويل العام والخاص. ببساطة إن تحديد الكربون الأسود والأوزون كمشاكل بيئية مع ثاني أكسيد الكربون سيجل صانعي القرار السياسي يميلون أكثر لصرف الأموال المخصصة للتنمية وللأجزاء "الخضراء" من حزم التحفيز في مبادرات تهدف للتصدي لهذه المشاكل البيئية. وتستطيع الدول المتقدمة بدورها أن تساهم في تكييف تكنولوجيا خفض الانبعاثات وجعلها بخدمة العالم النامي وتعزيز انتشارها- ستكون هذه مبادرة ذات مغزى لحسن النية وانطلاقة لبداية التغيير.

بغض النظر عن أهمية التمويل، يجب أن تدعم المساعدة توسيع اختيارات الطاقة النظيفة للمنازل والصناعات الصغيرة في العالم النامي وتكنولوجيا خفض انبعاثات وسائط النقل على المستوى العالمي. يمكن أن يعني هذا نشر الفوانيس الشمسية والمواقد التي تستخدم مصادر الوقود المحلية بكفاءة أكثر أو دفع المشاريع أو المؤسسات التجارية الصغيرة للتحول نحو تكنولوجيا أنظف. إجراء تعديلات معينة في الصناعة الصغيرة سيختلف حسب نوع النشاط الاقتصادي- جعل أفران الآجر أو الطابوق أنظف يختلف عن جعل معامل الشاي والتوابل المجففة أكثر كفاءة- غير أن عدد الزبائن الذين يتم تمكينهم لاستخدام التكنولوجيا الجديدة يوفر بعض وفورات الحجم. بالنسبة للنقل، تشمل الخيارات السياسية الدعم المالي للمحركات والمصافي المتطورة التي تحول مخلفات الوقود إلى حالة أنظف، وإلغاء المحفزات التي تتمثل في الدعم المالي المقدم من قبل الحكومات التي تفضل بعض أنواع الوقود على غيرها وهذا ينطبق على الوقود المغشوش واستخدام الديزل.

نشر التكنولوجيا من أجل خفض الانبعاثات من هذا العدد الكبير من الأنشطة التي تمثل جزءا لا يتجزأ من البنية الثقافية، من الطبخ إلى السياقة سيكون عملية غير سهلة. ويكون تعزيز السيطرة على انبعاثات الملوثات الصغيرة المتحركة والكثيرة أصعب من تنظيم السيطرة على المصادر الأكبر، مثل مصانع الطاقة. وبالنسبة لتكييف التكنولوجيا، ستكون هناك حاجة لتوجيه اهتمام أساسي إلى الاحتياجات المتنوعة للمنازل والصناعة. غير أن خلق وتقوية التنظيم والدعم المالي ونشر تكنولوجيا الطاقة ذات الكفاءة تمثل تحديات قد تمت مواجهتها من قبل. حيث أن "الثورة الخضراء" – النمو اللافت للنظر للإنتاج الزراعي الذي حدث في النصف الثاني من القرن العشرين- أحدثت تغيرات جذرية (راديكالية) في الزراعة الصغيرة الحجم. وقد أثرت مبادرات التنمية الأخرى في الخصوبة السكانية، والمساواة في الجنس، والتعليم وقرارات الأسرة الأخرى التي تتسم بحساسية أكثر من تلك المتعلقة بالطبخ والسياقة.

علاوة على ذلك، فإن البنية التحتية للتمويل المالي الدولي ونقل التكنولوجيا موجودة بالفعل في شكل البنك الدولي، وبنوك التنمية الإقليمية، وبرامج الأمم المتحدة التي دعمت التنمية على مستوى العالم لعقود. وقد بدأ مرفق البيئة العالمي، وصندوق التنمية والبيئة العمل باعتباره برنامج البنك الدولي ويعد الآن أكبر ممول في العالم للمشاريع البيئية وهو مناسب تماماً لتمويل التكنولوجيا الأنظف.

أيضاً، ينبغي على الوكالات الحكومية والدولية أن تمول التكنولوجيا التي تؤثر في نوعية الهواء والتي هي عموما أقل مراقبة. ففي المدن الكبيرة، في معظم الدول النامية يكون عدد أجهزة الاستشعار لا يتماشى مع نمو السكان أو النشاطات الاقتصادية. وفي المناطق الريفية لا تتم مراقبة تلوث الهواء على الإطلاق. إن تحسين نوعية مراقبة الهواء ونشر المعطيات ستفيد صانعي القرار والناشطين في مجال البيئة. والتأثير في انبعاثات الأفراد- من خلال مراقبة تلوث الهواء في المناطق المغلقة أو من خلال إضافة أجهزة مرفقة بمؤخرة السيارة- يمكن أن يساعد على تحفيز الناس على كبح انبعاثاتهم. وقد أثبتت المبادرات التجريبية لقياس آثار الكربون واستخدام الطاقة من قبل الأفراد أنها تساهم في تغيير سلوك الناس في بعض الأماكن.

المساعدات لوحدها لن تكون كافية، ولكن يجب أن تساعد المنظمات الدولية الحكومات على تحديد الخيارات التي تعمل على تخفيف التغير المناخي وتدعم التنمية. وتستطيع مؤسسات التنمية الدولية، مثل برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة وبنوك التنمية الإقليمية المتعددة الأطراف، تبني البحوث، وتشكيل مجموعات عمل مشتركة بين الوزارات، ووضع معايير لمراقبة والإبلاغ عن النفقات العامة. هذه المبادرات ستجعل من السهل تحديد المجالات الممكنة للتنسيق في مجال برامج الصحة العامة، والبرامج الزراعية والبيئية ومكافحة الفقر. في معظم الدول، لا تدعو المؤسسات المحلية لتشجيع التعاون بين مختلف السلطات. لذلك فإن اختيار خفض انبعاثات الكربون الأسود ومواد الأوزون كسياسات لتحسين الصحة العامة والزراعة يمكن أن يساعد في مثل هذه الجهود من خلال الاشتراك في الأموال الشحيحة؛ إن إجراء حساب أكثر وضوحاً للفوائد البيئية لسياسات التنمية ستجعل صانعي القرار أكثر استنارة في هذا الجانب. وفي نفس الاتجاه، هناك الكثير من العمل الذي تدعم فيه منظمات التنمية الدولية، حالياً، الحكم الرشيد من أجل تحسين البنية التحتية والخدمات، كذلك ينبغي أيضا أن تعمل على تشجيع تحسين الإدارة البيئية.

الترجمة عن مجلة: Foreign Affairs, Volume. 88 No. 5, September/ October 2009













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال