الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد كل المقولات في قانون المواطنة الإسرائيلي

رولا سرحان

2010 / 10 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا تُوجدُ دولةٌ في العالم، ديموقراطية كانت أم غير ديموقراطية، تشترطُ على مواطنيها إعلان الولاء لأيديولوجيتها كشرط مسبق للحصول على جنسيتها كما سيُصار الحال إليه في إسرائيل بعد مصادقة حكومتها على قانون معدل لقانون المواطنة الإسرائيلي.

ولا أعتقد أن من المفاجئ أن تبدأ إسرائيل بهذه السرعة بوضع أحد أبرز أهدافها الاستراتيجية موضع التنفيد، فهي قبل عدة أشهر كانت قد طالبت المفاوض الفلسطيني بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل ووضعته كمطلب لها أمام المجتمع الدولي للتعامل معها، وهي لم تكن بذلك تناورُ من أجل تحقيق مجرد مكسب تفاوضي أو موقف سياسي بقدر ما أن الأمر هو تحقيق لرؤى وأهداف ثابتة وواضحة تماماً بالنسبة لها.

والمهم هنا أن إسرائيل لا تُعلن عن شيء إلا وتفرضُه حقيقةً على أرض الواقع، وهو نهج لطالما سارت عليه منذ تأسيسها مروراً بكل الاتفاقات والتفاهمات المرحلية إلى يومنا هذا، وهو ما نتوقع أن يستمر خلال الأشهر والسنوات المقبلة، لأن هذا الشرط ينسجم مع عقيدة إسرائيلية متجذّرة تقوم على فكر إحلالي استيطاني أنشأها ونشأت عليه، وما زالت تسير على خطاه.

يُمكننا أن نقول عن هذا القانون ما شئنا وأن نصفه بما شئنا فهو: محاولة لقلب التاريخ، ومحاولة لتغييب الذاكرة الجماعية الفلسطينية، ومحاولة لطمس الهوية الوطنية، وهو شرعنة سياسية وقانونية للأسطورة الدينية التي أسست لنشوء إسرائيل، وهو يفرض على الفلسطينيين وهم ضحايا إسرائيل ومجازرها أن يعلنوا ولاءهم لدولةٍ قامت على جثث أسلافهم، وهو يفرض أن يسلموا بأن هذه الدولة هي حقيقة تاريخية وأنهم بلا حقيقة وبلا تاريخ، وهو قانون ينسف الرواية الفلسطينية عن النكبة ويقول بأنها رواية ومختلقة، وهو يكرّس المواطنة المنقوصة للعرب في إسرائيل، وهو إلغاءٌ مسبقٌ لحق العودة وقضية اللاجئين، وهو إسقاطٌ لملف اللاجئين من على طاولة المفاوضات، ويمكننا أن نقول الكثير في هذا القانون وعن أبعاده وتبعاته وتداعياته.

لكن ماذا بعد كل مقول القول ذاك، ما هي خياراتنا، وما هي أولوياتنا، وما هي بدائلنا السياسية، وما هي أجندتنا الوطنية لمواجهة السياسات الإسرائيلية الممنهجة التي تزور الأرض والتاريخ والإنسان، وكيف سنُحافظ على تاريخنا الماضي وكيف سنخط تاريخنا الحاضر وكيف سنرسم مستقبلنا، وما هي أطروحاتنا في مواجهة الوقائع الإسرائيلية، وما هي آلية تنفيذها، بل إلى أين نحن ماضون؟

أسئلةٌ ملحةٌ برسم الإجابة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المحترمه رولا سرحان
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 10 / 13 - 19:26 )
يحاول حسم ما اردتي محمد دحلان الرئيس الفعلي لسطة عباس وعباس الذي يعرف وساهم بما وصل اليه عرفات يحب ان يقضي الباقيات في كنف سلام فياض وحماية دحلان
محمود عباس ,,مسكين أوغبي قتل لهم ما ارادوا لأنه أراد أن لاتبتر له أصبع أخرى وهم عرفوا ذلك واليوم مشهد عرفات الذي لايقل عنه اجراماً بحق الفلسطينيين يترائى أمامه وهو من ساهم فيه
أسرائيل لم تمارس الخطاء مع أحد وأسألي ابو مازن من مارس الأجرام هو أبو مازن وزمرة اسلو
الأمور ونتائجها نتيجة تراكم وليس وليدة الساعه أو اللحظه
انا أحترم كل صاحب مبداء عندما يدافع عن مبادئه حتى ولو كنت أختلف معه حولها لذلك أنا احترم نتنياهو وليبرمان أكثر مما احترم محمود عباس ومحمد دحلان
وأسأل النتن ياهو..محمود عباس أو نتياهو......أكيد النتن محمد دحلان وتلميذه الجبان محمود عباس وفوقهم صائب عريقات

اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع