الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هجرة المسيحيين العرب في ازدياد

عارف علوان

2010 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


نبه مسؤول كاثوليكي رفيع من أن صعود الإسلام السياسي في الشرق الأوسط وتصاعد التيارات المتطرفة قد أديا إلى ازدياد هجرة المسيحيين العرب من ديارهم!
وأضاف انطونيوس نجيب بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك أن صعود الإسلام السياسي منذ عام 1970 أثر على المسيحيين في العالم العربي، وأن هذه الظاهرة تسعى لفرض نمط المعيشة الإسلامي على جميع المواطنين وتستخدم أحياناً أساليب عنيفة مما يستدعي التصدي له.
ويمثل كلام البطريرك صرخة جديدة تطلقها الكنيسة عن تدهور أحوال المسيحيين في المنطقة، وتحذير آخر من تنامي الهجرة بينهم بسبب عنف الإسلام السياسي، لكنها هذه المرة تأتي من تجمع كنسي كبير، وفي مؤتمر للأساقفة الكاثوليك في الشرق الأوسط (سنودس الشرق الأوسط)
في الواقع، لم تشهد المنطقة من قبل هجرة كبيرة للمواطنين المسيحيين مصحوبة، كما في العراق، بالهلع، وفي مصر بالضغوط النفسية، وفي فلسطين بالقتل والتهديد بالقتل، وفي لبنان بالقلق، وفي أماكن عربية أخرى بكل هذه الأسباب وغيرها، بحيث انخفض عدد المسيحيين إلى خمسة بالمائة، بينما كانوا يشكلون نسبة 20 بالمائة، والنسبة في تناقص مستمر كما تشير البي بي سي!
سبق أن كتبنا عن هذه الظاهرة المقلقة، التي يقف وراءها الإخوان المسلمون، والفروع الجهادية المنبثقة عنهم، التي تستهدف مواطنين عرب، قبل أن يكونوا أصحاب مذهب آخر، مواطنين يمتازون بالمهنية العالية، والذكاء، إضافة إلى الإخلاص للأوطان التي يعيشون فيها منذ ألفين سنة، ولا أراني بمستطيع إضافة تحذير جديد، فالمسبب الأول ما زال يمرح، وينتخب، ويعارض الحكومة، ويقدم مرشحين للبرلمان، ويزداد انتشاراً بين الأميين والمتعصبين، ويتقدم في كل المجالات السياسية حتى اليوم الذي يقفز فيه إلى السلطة، وحينها يصبح لعنة مجسدة، ليس على المواطنين المسيحيين فقط، بل وعلى المواطنين المسلمين أيضا ممن يخالفونه الرأي!
لكنني أستطيع مناشدة المسلمين المعتدلين، وهم الأغلبية الصامتة، أن لا يتركوا الشر، الذي يعمل باسم الإسلام، بالتغلب على العقل والخير، لأن فكرة سيطرة المسلمين على العالم ما هي إلا حلم وجبة فول، أتخمت قادة الإخوان فاضطربت الرؤى في أدمغتهم، ولم يفكروا في الواقع الدولي المحيط بهم، ولا في الواقع العربي المهدد اليوم بأطماع التوسع الإيراني والتركي، الذي يريد استعباد الجميع، مسلمين ومسيحيين، وبمباركة الإخوان ذاتهم!
لا أقول إن الوضع لم يعد يحتمل، بل ما زال يحتمل، ولكن المزيد من تنامي قوة الإخوان المسلمين، وتنامي قوة الشيعة المرتبطة بإيران، وعندما يؤجل الطرفان، مؤقتاً، النزاع فيما بينهما، ويتحالفان تحت أي شعار كان، فسوف يطبق الظلام على المنطقة، ويتعذب الكثيرون، ويشمل السوء الجميع، ويهاجر كل أبنائكم من بلدانهم، وستنقضي فترة طويلة، ومريرة، قبل أن يعود الضوء من جديد!
في الفترة الحالية، وهم يحاولون اشغال الحكومات بأنواع مختلفة من المناوشات، لكي تضعف، وتعجز عن اتخاذ إجراءات صارمة، ومرة واحدة، فتستسلم لإرادتهم، وهذا أسوء ما في الأمر على المدى المنظور!
لن أنصح بشيء، فالإسلاميون يعيشون بينكم، ويستخدمون دعاية خبيثة لاستغلال الدين، وقلب الحقائق فيه، لجعله النشاط الأول في الحياة!
أعطوهم العين الحمراء، يبّسوهم في أماكنهم، واسخروا من دعاواهم، وأكاذيبهم، وارفضوا قتلهم للناس الأبرياء باسم الخلافة الإسلامية الموعودة!
لن يكون ابنك، وقد ألبسته لحية باسم الدين، جلاداً ومهجّراً لابني من وطنه!!
للمزيد انظر: http://www.arif-alwan.blogspot.com//








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية لك
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 16 - 07:21 )
تحية لك اخي عارف على صرختك الصادقة التي تذهب صدى في وادي الصمت الاسلامي
من يستجيب لصرختك والاسلام السياسي صار في كل مكان وبمباركة الانظمة والحكومات. الاخوان المسلمون في مصر يعملون تحت عين ومراقبة الدولة والدولة تعلم كل شيء وهي صامتة لأنها موافقة ويمكن ان تكون مدبرة وكذلك الحال في كل دول المنطقة
اعتقد ان النتيجة النهائية هي هجرة كاملة للمسيحيين وقيام دول طالبانية في هذه الدول خاصة ان الأرضية حاليا صارت ممهدة تماما لقيام هكذا دول من خلال القوانين الاسلامية وتطبيق كامل للشرع الاسلامي في كل المنطقة
وسوف تغوص المنطقة في ظلام وحروب سنية شيعية تعيدها الى عصور ما قبل التاريخ
تحية لك


2 - تتطور وسائل الضغوط الاسلامية
وليد حنا بيداويد ( 2010 / 10 / 16 - 11:33 )
تحيتى للكتاب، كلما تطور العلم والتكنولوجيا وخطى خطوة الى الامام لخدمة الانسانية وكلما دعت الامم الى المزيد من حقوق الانسان ودعت الاديان الى احترام الاخر فقد سار المسلمون بعكس التيار وزادوا من تعصبهم الاعمى وزادت وسائلهم تعذيبهم للاخر وهذا ما يحصل مع تقدم العلم والتكنولوجيا
الله يستر
تحية


3 - لــــــكــــــن
بشارة خليل ق ( 2010 / 10 / 16 - 14:57 )
بدا العالم يصحو, نرى هذا بوضوح ابتداءا من قتل الالاف في برجي التجارة العالمي غدرا
هنالك عمل حثيث لترجمة التراث الديني الاسلامي والفكر المتشدد الموبوئه به مجتمعات الشرق الاوسط
هنا في الغرب يدرسون كل شيء فما بالك بهذه الظاهرة التي شاهدوا اثارها في عقر دارهم, فلم اعد استغرب سماع احدهم يتكلم عن دار الاسلام ودار الحرب وحتى مؤخرا سالني باستهجان احد الاصدقاء عن وجوب قتل الكلب الاسود اللون. لا اخفي سروري باهتمام الكثير منهم بمسالة التطرف لاننا لن يسعنا وحدنا التصدي لهذه الظاهرة المدمرة مع بعض المسلمين قليلي العدد الغير راضين عن الاوضاع.تاخر هذا الاستيقاظ حوالي 20 سنة منذ شاهد العالم مظاهر العنف لاجل كتاب ايات شيطانية لسلمان رشدي


4 - إني أخاطب الإنسان في قلب المسلم
ELIAS ASHOR ( 2010 / 10 / 16 - 21:11 )
تحية وتقدير للاستاذ عارف
إني أخاطب الإنسان في قلب المسلم .أنا لا أشك أبدا بأنه لا يزال موجودا
عد إلى إنسايتك وانشر ثقافة المحبة. لأن ثقافة الحقد تحرق الأخضر واليابس. وعد لتسمية الأشياء بأسمائها ولا تسميها مغالطة. فالغزو ليس فتوحات، وإهانة المختلف في الدين أو القومية أو قتله ليس أمرا إلهياً


5 - اما آن الأوان للاعتراف
Fadwa Fadel ( 2010 / 10 / 17 - 09:17 )
قرأت قبل بضعة اسابيع مقالا في الفايننشال تايمز يتهم به الكاتب الصحيفة بالعداء للسامية بسبب نشرها للعديد من المقالات الناقدة لسياسة اسرائيل وكونها دولة دينية توسعية. لكن في نفس الوقت يعترف الكاتب بان الدين اليهودي تنقصه -المحبة- وانه دين جاف.
فهل للمسلمين لن ان يعترفوا بما ينقص دينهم .. او لنقل تطبيقات دينهم؟؟

اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر