الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتدين.. شخصية تتقاذفها الأمواج

سامي ابراهيم

2010 / 10 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اللاشعور هو أداة تسجيل ذات سعات تخزين كبيرة جداً لا تتعطل أبدا، فهو يتلقى الأوامر البرمجية من الوسط المحيط من الأبوين ومن المدرسة ومن الشارع....، ليتبرمج الإنسان بناءً على هذه الأوامر.
وكلما كانت الأوامر البرمجية سليمة كلما كان نمو الشخصية أنضج، ونضوج الشخصية يكون بالقدرة على أن يتخلص الإنسان من كل ما يعيق تقدمه وتطوره النفسي والعقلي، ويصبح قادراً على أن يكون من مجرد مملوك ورادّ فعل ومنفذ لأوامر الأب (الله) إلى عقل حر يكون هو وحده سيد نفسه وعقله فاعلا ورافضاً لغيبيات على أنها حقائق مطلقة.
وبالمقابل كلما كانت الأوامر البرمجية سيئة فإنها ستؤدي إلى إنتاج شخصية مقتنعة مقيدة ضعيفة الانطلاق مرتبطة بالأب لتحمي نفسها وتتخلص من مسؤولياتها، ولتقمع لاشعوريا أي تفكير أو سلوك من شأنه أن يجعلها تخسر حماية الأب أو يجعلها وحيدة في معترك الحياة، فتعمل هذه الشخصية على خنق عقل الإنسان كلما شعر الإنسان بحاجة لإظهار أي تغيير في سلوكه المطيع.
تحمل هذه الأوامر صوت الأب الصارخ: (أنت ولد سيء) فيدخل هذا الأمر لداخل الجهاز النفسي للإنسان ويصبح حقيقة بالنسبة لهذا الإنسان فيقتنع في نفسه أنه "ولد سيء".
النصوص الدينية هي مجموعة أقوال ينسبها الإنسان للأب الأعظم "الله" لتصبح حقيقة مطلقة، فكثيرا ما نسمع الطفل يقول: "أبي قال هذا"، إذاً الأمر لا نقاش فيه، بما أن أبي قال هذا فإنه الحقيقة المطلقة.
النصوص الدينية باعتبارها أوامر برمجية تجعلنا نتفاعل مع الواقع بطريقة تفرضها هي، لتساهم في بناء المنظومة الفكرية للإنسان وتكوين شخصيته.
شخصية الإنسان المتدين (لنسميها الشخصية الدينية) هي شخصية تحمي نفسها وتهرب من مسؤولياتها لتبقى دائما في حضن الأب الدافئ (الأب في مرحلة الطفولة) الذي يتحول إلى الله (في مرحلة النضج).
الشخصية الدينية شخصية تعيش في عمر الطفولة المستمرة والغير منتهية، وهي مرحلة اللاقدرة والحاجة للآخرين. وما إدعاء المتدين أنه يدافع عن الله إلا خداع للذات، لأنه في الحقيقة يدافع عن نفسه هو، يقاتل في سبيل أن يبقى في محيط من الحماية والأمن والاستقرار الذي يوفره الأب (الله). وهي بهذا الشكل فإن الشخصية الدينية تسمع ما تريد أن تسمعه، وترى ما تريد رؤيته، تضع الفكرة الميتافيزيقية كحقيقية أمامها ثم تأمر العقل بأن يقتنع بها.
الشخصية الدينية لا تستطيع الخروج من قوقعتها لأنها شخصية غير حرة، لا تستطيع الانطلاق نحو آفاق جديدة لأنها دائمة الشعور بالقلق والإحساس بالذنب اتجاه نفسها، هي تشعر بالذنب لمجرد أنها موجودة مخلوقة، وعندما تحس بالذنب، فإنها ستبحث دائما عن العقاب الذي تستحقه، فتفقد رغبتها في التقدم، تختلق لنفسها أي مبرر لتبقى مدينة بالعرفان لشيء تعتقد أنه أعطاها كيانها وخلقها، وهذا الشيء الذي تدين له بالعرفان هو الأب (الله).
الشخصية الدينية تلتصق بدينها كما يلتصق الرضيع بأمه وكأنها إحدى الملحقات أو الزوائد للمنظومة الدينية التي ربيت عليها. تجعل من نفسها عبدة، لتؤّمن أمنها وسلامها الداخلي.
لا تستطيع الشخصية الدينية أن تعيش الحياة من كافة جوانبها، بل تعيشها من جانب واحد فقط، فتراها لا تستطيع أن تفكر بحرية وبإرادة مستقلة، بل تعيش في قوالب فكرية جامدة، وبذلك لا تستطيع أن تتحرر، ولا تستطيع أن تنمو ولا تستطيع أن تسير نحو الاتزان الكامل في الشخصية.
الشخصية الدينية تصبح مملوكة وتابعة لنص ديني، وعندها يخسر الإنسان سيادته على نفسه ويفقد قدرته على التحكم في مجريات حياته، فينحني مع كل نص ديني حتى لو لم يتوافق معه، وتؤثر عليه الأجواء دون قدرته التأثير عليها، يصبح كأنه قارب صغير تتقاذفه الأمواج.
الإنسان المتدين يخشى أن يحدّث الآخرين بصدق عما يعتريه وعن حقيقة ما يفكر به وما يشعر به وما يحب وما يكره وما يتمنى وما يحلم، يخشى أن يخذل الله (الأب) ويخاف أن يخذل الأحباء والأصدقاء والآخرين المعتنقين لنفس المذهب الديني والمشاركين في نفس المنظومة الإيمانية، فتراه يبالغ في أشكال الدفاع عن مذهبه ومعتقده محاولاً إسعاد الآخرين ونيل إعجابهم، خصوصاً عندما يساوره القلق من ألا يكون مقبولاً لدى الآخرين إذا ما قال الحقيقة في أنه يعارض بعض الأقوال الإلهية، أو أنه يرى بعض النصوص الدينية غير مناسبة لشخصيته، أو يعبر عن مشاعره الحقيقة تجاه الطقوس الدينية المملة والتي تخلو من أي معنى.
إذاً تبقى الشخصية الدينية شخصية محبوسة ضمن سجن مقفل بأبواب حديدية تخشى الخروج لأنها لا تريد مواجهة الأخطار، تقلق من نظرة العالم إليها، تتساءل دائما هل سيقبلها المجتمع، هل سيرفضها المحيط.
لقد رهن عقله ومشاعره بكل بساطة لنص ديني يفرض عليه ما يجب أن يفعله وما يجب أن يفكر به وما يجب أن يحلم به وما يجب أن يكره وما يجب أن يحب. لقد استسلم للنص الديني وباستسلامه هذا تخلى عن حرية القرار.
الشخصية الدينية تجعل النمو النفسي وعملية النضج تراوح مكانها أشبه بسيارة علقت في الطين، وفي كل مرة تنتفض الشخصية الدينية وتحاول التحرر سواء بالشك أو بمواجهة ذهنية عقلية لتناقضات النصوص الدينية تجد جرعات مهدئة ومخدرة تدخل الجهاز النفسي لتحمل ارتياحا مزيفا، ولتقضي على هذه المواجهة، ومن هذه الجرعات المخدرة هي إرهاب المتدين وتخويفه أن العالم الخارجي قاسي وأنه لن يستطيع مصارعة محنه ومشاكله بعيداً عن المنظومة الدينية التي تحميه، وتجعله يعيش في حالة شك بقدراته على حل مشاكله لوحده، ومع وجود ضعف الثقة بالنفس، يخسر المتدين في النهاية معركته في التخلص من تسلط النصوص الدينية ويفشل في فك اسر شخصيته منها ويفضل عدم المحاولة مجدداً لكي يتجنب آلام الصراع المؤلم الذي ينتابه كلما حاول التخلص من قبضة النصوص.
الشخصية الدينية لا تملك الجرأة لتخاطر وتخرج من مخبأها وتكشف عن أفكارها وقراراتها وأحكامها، فلا هي تنمو ولا تساعد غيرها على النمو لتبقى مرغمة على العيش في عواطف مكبوتة.
لنرى الآن كيف تتشكل الشخصية الدينية:
الله يمثل الأب، الأب هنا مستبد جدا يمنح إحساسا للمتدين بأنه مخطئ وغير جدير بمحبة الله، ولكي يفلت الإنسان من مشاعر الحصر هذه، يلاطف الله، كيف؟ بأن يصلي له، يقدم له الأضاحي، يتكرم على الفقراء، يعذب جسده بالصوم من أجل الله، يرفض كل ما يسيء لهذا الأب، والأهم هو أنه يحارب بكل ما يملك من قوة أي نقد موجه للنص الديني، وكأن المتدين يقول لله :"أنظر يا الله أنا إنسان جيد أرجوك سامحني، أرجوك أن تحبني أنا استحق أن أنال المغفرة والصفح وأستحق أن أكون محبوبا عندك من جديد".
إذاً الشخصية الدينية تجهد طيلة حياتها حتى تنال الصفح.
ولا تكتفي من أجل تأمين الحماية النفسية أن تطلب الصفح والغفران، بل تقوم بهدم أية آلية تعمل على الانفتاح على الآخرين، موهمة الإنسان المتدين أن من هو موجود خارج معتقده الديني مخطئ وانه لا أحد غيره يملك الحقيقة، وأن الله (الأب) أختاره هو دون غيره فلماذا يرفض هذه النعمة ولماذا عليه أن ينمو وأن يكبر، وماذا سوف يجني من عملية النمو غير أنه سيصارع في معركة الحياة الرهيبة وسيبقى وحيدا! ثم تأتيه فكرة الموت المفزعة التي لا يستطيع أن يتقبلها لاشعوريا، لتكمل مخاوفه وتسحق أي مقاومة للنصوص الدينية، فماذا يختار: أن يعاني ويتألم وحيدا؟! أم أن يؤمن بما جاء بالنص الديني فيتخلص من معاناة الصراع في واقع الحياة ويضمن حياة أبدية سعيدة هانئة!.
إن رفض المتدين للنقد الديني بكل بساطة هو تخلص مما يولده هذا النقد من صراع لاشعوري، صراع بين الحياة السهلة وتفسير بسيط للظواهر وبين الحياة الراشدة القاسية، بين خضوع تام للأب (الله) وما يحمله من رضوان ومحبة وعطايا وبين تمرد وخروج عن الطاعة وما يحمله من غضب وعقاب وخيبة أمل من قبل الأب تجاه الإنسان.
..............................
بما أن الشخصية الدينية تكبت لا شعوريا مشاعر الحصر والعدوانية تجاه الله (الأب) الذي يوبخها على مدار الساعة ويستعبدها ويأمرها ويعاملها كطفل و...، فلابد من هذه المشاعر إذاً من أن تظهر ولابد لهذه العدوانية من أن تتفجر، فكيف ستجد المنفذ للخروج من أعماق اللاشعور إلى السطح؟ بكل بساطة تفجر الشخصية الدينية عدوانيتها في وجه الناقد الديني، تراها تقنع نفسها بأن الواجب الأخلاقي هو الذي يحتم عليها أن تدافع وتنتفض وتهاجم بهذه الشراسة ضد كل من يتجرأ على النقد والتشكيك برحمة الله (الأب) أو عدالته. إنها في الحقيقة تستجمع كل العدوانية المتراكمة تجاه الأب (الله) الساحق لها لتفرّغها في صراعٍ مع الناقد، يقول لك المتدين: "لقد أحبني الله حباً عظيماً لدرجة أنه اعتبرني شعب الله المختار يا رجل، أو، انظر يازلمة لعظمة المحبة التي يكنها الله لي لقد عدّني خير أمة أخرجت للناس يالـ محبته لي ويالـ تفضيله لي، أو يقول، انظر لقد أرسل ابنه الوحيد ليخلصني فأنا مدين له بالعرفان بحياتي، أنا آثم تجاهه....." فكيف يأتي الناقد ويتجرأ ويتطاول على من خصه بالمحبة الوحيدة على البشرية جمعاء، إنه بالتأكيد مدين له بالدفاع عنه وبرد الجميل.
وكلما ضاق الخناق على المتدين من قبل الناقد نجد المتدين يزداد عدوانية وشراسة وعنفا كانوا مخفيين موجودين في أعماق اللاشعور لنرى كل هذه المغالاة في الدفاع عن شيء من المفترض أن يكون قوياً وقادرا على الدفاع عن نفسه بنفسه وهو يملك كل هذه القدرات الخارقة الإلهية.
.........................
تبلغ النصوص الدينية ذروتها في سحق الشخصية وفرض تسلطها المطلق عليها عندما تحمل هذه النصوص التناقض والازدواجية، كأن يعاقبك نص ديني على فعلك لأمر معين ثم يعود ليعاقبك إن لم تفعل هذا الأمر نفسه! والنصوص الدينية مليئة بهذه التناقضات وتستطيعون استحضار العديد من هذه النصوص التي تملئ الكتب الدينية. وبالتأكيد في مخيلتكم الآن العديد من هذه النصوص ونقائضها.
إن كبت العواطف المستمر من قبل الشخصية الدينية سيدعها تسيّر الإنسان لتجعل حياته مأساة متواصلة، تفتقر للنضج.
عندما يحرر نفسه من القوالب الجامدة المتمثلة بالنصوص الدينية عندها سيتمكن من أن يكون ذاته وسيتمكن من أن يكبر وأن ينمو.
وإذا كانت المتدين يرفض أن يتحرر وأن ينمو نحو آفاق جديدة، فهذا قانون مريح وهذا أسهل شيء يمكن لإنسان أن يفعله، لكنه سيبقى رهينة خديعة مضللة كبرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا امل
سالم الحر ( 2010 / 10 / 21 - 12:51 )
اعتقد بل اجزم انه لا امل في عالمنا العربي في صحوة العقول من سباتها فبالاضافة الى ما اشار اليه كاتبنا من تحكم النصوص الجامدة و غطرسة رجال الدين وانظمتنا المستبدة هناك العامل الاكبر وهو في اعتقادي انعدام الاطلاع على ثقافة الغير من كتب ودراسات وكل ما توصل له الغير من ابداعات شملت جميع نواحي الحياة باستثناء كرة القدم و الجنس


2 - المؤمن يعيش زمن دينه الأول
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 21 - 14:24 )
تحليل عميق ورائع للفكر الديني المبني على استعباد البشر وهذا الاستعباد لا يتحقق إلا بمنظومة فكرية تؤسس للفكر الديني
إن مؤسسي الفكر الديني كان لهم هدف السيطرة على الآخرين وعليه عملوا للسيطرةعلى العقول منذ نشأتها بتزويدها بكل البرامج التي تفرض الخنوع والقبول والرضا.وكما ذكرت انت وفصلت فقد زرعوا العقاب والخوف منه زرعوا الثواب لمن يطيع وزرعوا الاستمتاع بكل اشكاله للمؤمنين ووضعوا حدودا سموها حدود الله لا يجوز تجاوزها. تم وضع كل البرامج مع منظومة طقوس تزيد من شلل الدماغ وتحوله الى النطاق اللا إرادي فقط .فيصبح عقل المؤمن يعمل فقط في الحيز اللا إراردي وهو متوقف تماما في الحيز الإراردي. لذلك تتحول تصرفاته وسلوكه كلها باتجاه واحد هو الدفاع عن معتقده بغض النظر عن السلبيات البينة والظاهرة لأنه غير قادر على رؤية اية سلبية وهو غير مستعد لسماع اي نقد كان. وهذ التصادم الكبير مع الآخر يحوله الى عدواني ويسهل عليه أذية الآخر المختلف عنه
ويصبح المؤمن على نقيض من الفكر المتجدد والمتطور لأنه هو يعيش زمن دينه الأول وسيبقى هناك يجتر ذلك الزمن
اشكرك جدا ايها المبدع


3 - لا تعليق
EGID RSTEM ( 2010 / 10 / 21 - 15:28 )
تحياتي استاذ سامي المقال رائع ومفيد جدا استاذي العزيز عندما كنا في مرحلة الطفولة كانو يقولون لنا هذة [ عيب وذاك حرام وذلك محرم ] فكثيرا ما كنا نسمع هذة القوال لقد اصبحت نقطا سودة في حياتنة اليومية مع تحياتي شكري لك


4 - تحياتي سالم
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 21 - 17:54 )
تحياتي أيها النسر الحر سالم.
حتى لو اطلع على ثقافة الغرب المتطور أخي سالم فإنه لن يستطيع التحرر من سلطة النص الديني. يقول لك المتدين وبثقة مطلقة وعجيبة ان جميع مكتشفات الغرب وجميع اختراعاته هي موجودة في الكتب المقدسة الدينية! تسأل المتدين لماذا إذا لم يسبق الغرب إلى الاكتشافات طالما هي موجودة عنده في كتبه فيقول لك بسذاجة: المهم هي موجودة!
يدرس الدكتوراه في المانيا او فرنسا ليأتي بعدها ويحدثك عن المعجزات والاعاجيب التي حدثته بها جدته او حدثه بها رجل الدين في المعبد الموجود في حييه!
دمت بخير سالم.


5 - المبدع عهد
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 21 - 18:30 )
تحية ايها المبدع عهد.
نعم سيطر مؤسسوا الأديان على العقول وجعلوا العقاب جزاء من يتجرأ على الخروج والتحرر من شرنقتهم الدينية، فالله دائما يشعر بالغضب في النص الديني ودائما متوتر ومعصب وفي مزاج سيئ حتى لا يجرأ أحد على مناقشه! ليس لديه رغبة ليسمع حججك واعذارك وشكوكك، يسيطر على الناس وهم في سن الطفولة ليملأ النص الديني عقولهم ويشوهها خرافات و تخويفا وتهديدا بالجحيم والموت، يعارض النص الديني الحلول الوسطى لان التسوية في نظره علامة ضعف، فترى المتدين والمتمسك بالنص الديني اكثر الناس تحجرا وعنادا وجدالا وتشبثا بالرأي.
دمت بخير يا عهد الابداع.


6 - اهلا EGID
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 21 - 18:42 )
نعم EGID ستبقى تلك التعاليم والمحرمات نقاط سوداء لأن سنوات الطفولة الأولى هي التي تبني اساسات المنظومة الفكرية للإنسان لأنه يكون عقل الإنسان صفحة بيضاء جاهزة لإستقبال المعلومة والأمر البرمجي فتسهل السيطرة على الإنسان وتلقينه الطريقة التي يجب ان يعيش ويحيا بها بما يناسبهم لاستمرار تسلطهم.
دمت بخير وشكرا لمرورك


7 - إنها الطفولة الإنسانية عزيزى سامى
سامى لبيب ( 2010 / 10 / 21 - 21:44 )
تحياتى عزيزى سامى

رؤيتك التى قدمتها دسمة ورائعة ..
بالفعل الشخصية الدينية هى شخصية طفولية لم تبارح مكانها ومازالت لم تفطم بعد .
أرجو أن يتفهم الجميع أن هذا ليس تقليلا أو سخرية وإنتقاص من الشخصية الدينية فالمقصود بالطفولة ومرحلة الرضاعة هو الإحتياج النفسى للإنسان والذى يعيش فى محتواه .
تصبح العلاقة بين الإنسان والفكرة فى إطار الإبن والأب ..فى الإنتماء والرعاية والإحتضان ..فى وجود معين وسند لمواجهة الحياة والطبيعة والآخر .
فى وجود رغبة للإنحناء أمام الأب أو الآب بحكم أنه الراعى والإمتثال لطاعته بحكم أن السند والحامى .
تظهر الإحتياجات النفسية وإنحيازها للجانب الأبوى كدعم وأمان للنفس لبشرية .
أرى فى هذه الجزئية بالذات عزيزى رؤى كثيرة من التراث الدينى التى تدعم هذه النظرة التحليلية .

خالص مودتى .


8 - التدين الحقيقي
فيكتور حنا ( 2010 / 10 / 22 - 00:30 )

التدين الحقيقي هو الاتصال الروحي بالله ومحبة الناس
التدين الحقيقي ياخذ جوهر الدين ويتجاهل الخرافات التي تعلق بالدين او ما يتعارض مع الحب
التدين الحقيقي يقبل بالمعجزة المثبته في الحاضر وليس بكل ما تسرده الكتب الدينيه او الجدات
لا اظن الغير مؤمن باله ومعتقد يسعد بوجود زمني مؤقت حاءر ينتهي الي الفناء مهما تعددت اسباب السعاده له قبل رحلة المرض والشيخوخة والموت
نحن نفضل التدين الصحي المحب الذي يحترم العقل ويعرف قصوره ايضا-
مع شكري


9 - اللبيب المبدع سامي لبيب
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 22 - 01:21 )
تحية أيها اللبيب المشرق. ما يعنينا هو تشريح لشخصية المتدين وإدراك ومعرفة تصرفات المتدين وفهم السبب لمبالغاته وتفسيرها ودراستها كحوادث بشرية إنسانية.
نعم بدون شك المتدين يعيش حالة طفالة مستمرة باحثا عن السلام العميق والوفاق والتآلف بين الشعور واللاشعور، لقد اندمجت الاوامر الدينية في مرحلة الطفولة بالأنا لتشكل ممنوعات ومحرمات وليتحول النص الديني إلى قانون صارم ويتحول أي شك بالاب الاله إلى رعب وهلع تصعب مواجهته ليكبت نحو الأعماق نحو اللاشعور ويصبح مشاعر اثمية تبحث عن رضى الأب الاله.
تحية لك ايها اللبيب المبدع سامي لبيب ودمت بألف بخير.


10 - تحية اخي فكتور
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 22 - 01:48 )
تحية لك اخي فكتور
الدين هو منظومة متكاملة تشكل وحدة واحدة، فإما أن تقبل بها كما هي او أن ترفضها كلها لأن انهيار أي ركن من اركانها هو بالضرورة الحتمية انهيارها بأكملها. فكتور إما أن تؤمن بالارواح الشريرة والشيطان كما وردت بالكتاب المقدس أو لا تؤمن بها وهذا سيؤدي إلى عدم إيمانك بالخلاص أو بالمخلص فالأمور مترابطة،وإن الذي ذكرته حول التدين الحقيقي وعدم الايمان بالخرافات المتعلقة بالدين هو آلية دفاع يلجأ لها عقلك لأنك فعلا لم تستطع ان تمرر تلك الخرافات على أنها حقائق إيمانية مطلقة. والذي ذكرته انت حول المحبة هو خداع للذات لأن الإنسان يؤمن خوفا من نار الجحيم ونار الأبدية وليس حبا بالله! وطمعا بالجنة أليس كذلك
لا ولن يوجد تدين يؤمن بالعقل،جرب ان ترفض خرافات العهد القديم وسترى قمع الكنيسة.اما أن تؤمن بما تريد وترفض ماتريد فهذه بدعة محرمة وهذا استنباط لدين جديد لم يوجد بعد. دمت بخير


11 - طبيب نفسي
كمال أوغلي ( 2010 / 10 / 22 - 02:18 )
الأخ العزيز سامي هل انت متأكد بأنك لست طبيب نفسي وإن لم تكن كذلك فأنصحك بالتخصص بالطب النفسي وفتح عيادة ومعالجة الكثير ممن ذكرتهم ربما ستزيد من عدد الأسوياء نفسياً وسلوكياً لكن بشرط أن لاتتخلّى عن الكتابة

محبتي


12 - الا ستاذ سامي:
فيكتور حنا ( 2010 / 10 / 22 - 02:55 )

الدين في جوهره يبدا بسيطا ثم يتعقد بما يزيد عليه البشر-
لو جاء المسيح اليوم ربما صلبته الكنيسه-
ليس من المفترض ان نؤمن بكل شكل الدين اليوم- الايمان هو بالمسيح وليس منظومة الكنيسه-
الكنيسه مجرد مؤسسة توصل رساله وللانسان ان يفكر وينتقي وياخذ بالجوهر-
ربما هناك شيطان وجهنم وربما لا- هذا لايهم ولايغير من مجري حياتي-
الاحتياج الي الله لانه يجيب عن تساؤلات فلسفيه واشباعات داخليه وليس طمعا في جنه او اتقاءا لنار-
مع شكري


13 - تحياتي كمال
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 22 - 06:53 )
تحياتي أخي كمال.
انا لست طبيبا نفسيا بالتأكيد. لكنني إلى جانب دراستي الهندسة درست التحليل النفسي وعشقته، وهناك فرق كبير بين التحليل النفسي والطب النفسي.
وإذا كانت الهندسة مهنتي فإن التحليل النفسي هو حب حياتي وعشقي. التحليل النفسي يعري شخصية الإنسان ويزيل الأقنعة التي يحتمي بها الإنسان ويختبأ، ويغوص بنا التحليل النفسي إلى أعماق النفس البشرية ويجعلنا نستكشف اللاشعور، ليفهم الإنسان أصل المشكلة وسبب الحادثة ويفهم آلية التصرف وردة الفعل التي ينتهجها الإنسان. دمت بخير كمال وشكرا لك.


14 - اخي فكتور
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 22 - 07:22 )
الدين قدم اسلوب حياة حياة وادعى أنه حل جميع البشر ولكنه كان مخطئا، لان تشعبات وتعقيدات الحياة كانت أكبر من الدين نفسه، لاضرب مثال: المسيح رفضت الطلاق لغير علة الزنا رفضا قاطعا، واعتبر من يتزوج من مطلقة فهو زاني،وماجمعه الله لايفرقنه إنسان. لكن تبين أنه في الكثير من الأحيان ان الحياة بين الزوجين مستحيلة كأن تقول لك إحدى النساء: لم أعد اطيق الحياة معه فهو سكير ويضربني كل يوم ويقامر ويصرخ ويشتم ولايقدم فلسا للبيت، لقد دمر حياتي وحطمني شر تحطيم! افلا أستحق الطلاق والخلاص من هذه الحثالة؟
إذا المسيح لم يأخذ المسألة إلا من ناحية واحدة وهذا خطأه هو قبل أن يكون خطأ البشر الذين اضطروا للتشعب لأنه فعلا هناك حالات لم يتطرق لها الدين. وبالتالي اقرت الكنيسة على أختلاف مذاهبها الطلاق، وبالتالي افترق ماجمعه! تابع


15 - فكتور٢
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 22 - 07:47 )
تقول: قد يوجد شيطان وجهنم او لايوجد لايهم! بربك فكتور هل هذا منطق؟!هل انت جاد ام انك تمزح؟! كيف لايهم يافكتور! انت تضرب اساسات المسيحية عرض الحائط. ألا تردد الصلاة الربانية فكتور بقولك نجنا من الشرير؟! اي شرير تقصد هنا؟! وكيف لايهم وجوده؟ أم أنك تردد الصلاة الربانية كآلة المسجلة دون أن تعي ماتردد؟
ثم أليس المسيح هو المخلص، وإذا كان المخلص فهو مما سيخلصك؟ وإلى أين سيقودك إذا اتبعته؟ وبماذا وعدك؟
أخي فكتور إذا اردت ابتداع دين جديد فهذا شأنك أم أن تبتدع ديانة تؤمن بها ما تشاء وتأبى ماتشاء ثم تنسبها للمسيح والمسيحية، فهذا تعدي على المسيحية قبل ان يكون حرية شخصية.
دمت بخير


16 - تحياتي عزيزي الكاتب
ليندا كبرييل ( 2010 / 10 / 22 - 16:17 )
المتدين يخاف التحرر من أفكاره التي استعبدته لأنه لا يملك ببساطة الحجة والوسيلة للرد على منتقديه , وهو يعلم أن الدخول في النقاش سباق فاشل لأن الثقافة الانسانية تقوم على حقوق الانسان وهذا ما لا يتوفر في الأديان التي تنفي الحرية لذا يبقى المتدينون متماثلي الشخصية ولا يكتشفون عيوب بعضهم لأن المقارنة التي تكشف المزايا والعيوب معدومة , التسليم هو الأساس وبدون نقاش لأوامر الله . تحية لمجهودك الكبير في هذا المقال ودمت بخير


17 - بشينو ليندا
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 22 - 19:39 )
بشينو ليندا، أعجبني قولك كثيرا -يبقى المتدينون متماثلي الشخصية ولا يكتشفون عيوب بعضهم لأن المقارنة التي تكشف المزايا والعيوب معدومة- بالفعل هم مستنسخين كأنهم آلة معينة ينتجها مصنع بتماثل وتشابه كامل، وعندما لا يجد المتدين ما يدافع عن نفسه وعن منظومته الفكرية يلجأ إلى أسهل حل وهو التكفير، فبمجرد أن يقول المتدين لمحاوره أنت كافر، فقد حمى نفسه وحمى منظومته من الاختراق والانهيار. تعود المتدين دائما أن يجرح الآخر ويعتد عليه ويقمع تفكيره، وكل سؤال يوجه إليه وإلى إلهه يظنه تعدي وعدوان فيواجهه باشمئزاز وباستنكار .
نعم المتدين يخاف التفكير ويخاف الشك، ليس فقط لأنه لا يملك الحجة ليرد بل أيضا يخاف أن يكتشف كم كان يعيش في خدعة، يخاف انهيار كل حلم تمنى أن يعيشه، يخاف أنه إذا خسر دينه فإنه لا يتبقى من شخصيته شيء، عبارة عن فضاء وخلاء.
دمت بخير ليندا، وتودي ساكي لتشجيعك


18 - لا يمسه الا المطهرون/الجرعة الأولى
ميس امازيـغ ( 2010 / 10 / 22 - 20:47 )
انك حقا لسامي فكريا ياسام فشكرا على مقالتك ومجهودك/ انضر يا خي كيف يتم الأستيلاء على القدرات العقلية للمتدين اسلاميا منذ مجرد محاولة معرفة العقيدة المحمدية.لا يمسه الا المطهرون
فمجرد مساس كتاب محمد يستلزم القيام بطقوس هذه لم تفرض الا لتحقيق مبتغى معين الا وهو تغييب العقل فالخضوع للأمر الذي هو الأغتسال من الجنابة او الوضوء قبل مساس كتاب محمد من شانه اصباغ هالة القدسية عليه حتى قبل ادراك مضمونه و بالتالي الأستسلام و الأذعان لحمولته النضريه منها و العملية فهل هنالك من عملية تخدير اشد مفعولا مما اسس له محمد؟ ان المتدين كلما طالت به مدة ممارسة شعائره الا و صعب ان لم اقل استحال عليه ادراك لا نفعية ما يقوم به لذا فانني اعتقد جازما ان الحل في تخليص اخينا الأنسان من هذا السجن المفروض عليه بدون اي سبب مشروع هو اعادة النضر في البرامج التعليمية و ايلاؤها اشد الأهتمام


19 - حوار ام جدال
فيكتور حنا ( 2010 / 10 / 22 - 21:20 )
اسعدني الحظ بالتعرف علي كتاب وقراء في هذا الموقع عدة ايام
الحوار الجاد يطرح قضيه محدده للوصول الي نتيجه
اما الجدال الغير هادف فيتكلم في كل شيء وعن اى شيء لمضيعة الوقت
تمنياتي للجميع بما هو افضل


20 - الغالية ميس
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 22 - 22:14 )
تحياتي ايتها الامازيغية العريقة الحرة ميس الغالية على قلبي.
نعم ميس لحظة القمع الأولى تبدأ حالما يفكر المتدين بلمس الكتب الدينية فبإصباغ القدسية والباس الكتب الدينية هالتها يتكون أسلوب القمع الأول الذي يعمل عليه مؤسسوا الأديان وهو إجراء تمهيدي يمارسوه على عقول الأتباع ليحددوا العلاقة مسبقا بين قائل النص الديني السيد الاب الله والمتلقي العبد الابن الطفل. وهذا الوضوح والسطوع لمسألة القمع الذي يظهر في الطقوس التمهيدية لممارسة الشعار يجعل بدون ادنى شك من عقل المتدين تربة خصبة لتمرير خرافات النص الديني بسهولة وبدون اي مناقشة أو معارضة من قبل المتدين.
فعلا ميس لفت نظري إلى نقطة لم انتبه لها وهي استقراء لحظة القمع الأولى التي تخلخل اي منظومة منطقية كونها الإنسان من خلال محاولته البحث عن الحقيقة بالمنطق العلمي الذي تعلم استخدامه بالمدرسة والجامعة او حتى اجتهادات واستنتاجات من الحياة. شكرا لك ميس يامعتنقة الحرية ديانة لها. وتحية لشعبك الشعب الامازيغي العريق الصامد في وجه المحن.


21 - مالذي يدفع الانسان للتدين اذا ؟
مسلم ( 2012 / 1 / 29 - 04:00 )
لي وجهة نظر الا وهي ان الانسان حتى لو لم يكن متدين فانه يلوم نفسه ويانبه ضميره بسبب بعض تصرفاته التي يقوم بها في حق غيره سواء كان ظالم او غير مؤدب في هذا التصرف تجاه الغير فلوم النفس وتانيبها واشعارها بانها ناقصة وغير مدبرة لامور نفسها نابعة من اصل النفس البشرية فلو افترضنا ان هناك شخص يسئ للاخرين بتصرفاته ويظلمهم ويأكل حقوقهم ولايلوم نفسه ولايحس بالذنب فلا يمكننا وصفة الا بانه (متوحش)حتى لو هو افترض لنفسه انه حر ولا يقيده اي شعور تجاه نموه وتطوره ,فلا يمكن لاي انسان ان يصف الاديان جميعها بانها هي التي تستعبد الناس وتقيد حريتهم بل على العكس هي التي اراحتهم من عبودية البشر والخرافات المنتشرة وعبادة الاصنام والحيوانات ..واعادتهم للفطرة التي خلقهم الله عليها وهي عبودية البشر جميعهم لله وحده وجميع البشر متساوين في الحقوق اذا هم ارتضوا دين الله
وخير دليل على ذلك عندما تنظر للمجتمعات المتدينة وعلى وجه الخصوص الاسلامية تجد ان معدلات الجريمة منخفضة جدا مقارنة بالدول التي تدعي الحرية فبهذا القناع(الحرية) اصبح النساء في بلدانهم سلعة يركبهم من يشاء بدراهم معدودة فأي حرية هذه ؟

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س