الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للحفاظ على ماء الوجه

درويش محمى

2010 / 10 / 22
كتابات ساخرة


في تصريح لإذاعة الجيش الاسرائيلي, أعرب وزير الشؤون الاجتماعية الاسرائيلي إسحق هرتزوك, عن مخاوفه من "الميول الفاشية التي شرعت بالظهور على هامش المجتمع الاسرائيلي" أخيرا, لا شك ان لهرتزوك أسبابه ودوافعه, فالديمقراطية الاسرائيلية ¯ على عيوبها ¯ في خطر, "والميول الفاشية" في بلاد هرتزوك لم تعد اليوم مجرد ميول على هامش المجتمع, بل أصبحت تلك الميول قاب قوسين أو أدنى, من أن تتحول الى قانون تشريعي نافذ ينظم علاقة المواطن الاسرائيلي بدولته.
خشية الوزير هرتزوك مبررة وقلقه مشروع, فقانون المواطنة الاسرائيلي الذي تم إقراره أخيرا من قبل الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة, والمتوقع تمريره في الكنيست قريباً, صحيح انه يستهدف عرب الداخل وعرب قطاع غزة والضفة الغربية ممن يشملهم قانون لم الشمل, إلا أنه يشكل في الوقت نفسه تهديداً خطيراً على الديمقراطية في اسرائيل.
قانون المواطنة الاسرائيلي الجديد هذا, كان محل استنكار الجميع, وقد ندد به الكل, عدا الوزير ليبرمان صاحب القانون السيئ الصيت, ورئيس وزرائه بنيامين نتانياهو, وبالطبع شلة اليمين في الحكومة الاسرائيلية, أما أكثر المواقف تطرفاً وغرابة, فقد أطلقها بشار الاسد من دمشق, حيث وصف القانون المذكور بالعمل الفاشي, كما وصف اسرائيل بالدولة الفاشية.
الفارق بين الموقفين, موقف إسحق هرتزوك وموقف بشار الاسد, ان الاول حزين ومحبط ويخشى من عقبات هذا القانون على الديمقراطية في بلاده, اما الثاني, فقد افصح عن سعادته لصدور القانون الاسرائيلي الخاص بالمواطنة, لأن هذا القانون وعلى حد زعمه, يكشف عن الطبيعة الفاشية لدولة اسرائيل, هذا الموقف يفتقر للواقعية ولا ينسجم مع الحقيقة, فأسرائيل شئنا ام ابينا, هي دولة مؤسسات لا دولة مخابرات, وهي دولة ديمقراطية ¯ ولو نسبياً ¯ تعتمد مبدأ المساءلة والشفافية وتداول السلطة وحق الترشح والانتخاب والفصل بين السلطات.
الفارق الاخر بين موقف هرتزوك وموقف الاسد, ان الاول عضو حزب عمال يساري ومعروف بمواقفه الديمقراطية المعادية للعنصرية والفاشية, اما الأسد فلا رابطة تربطه بالديمقراطية, لا كايديولوجيا ولا كطريقة حكم, والنظام الذي يقوده في دمشق, هو نظام فاشي قح من الدرجة الاولى, معادي لكل ماهو ديمقراطي.
يبقى أن نذكر, ان السيد أردوغان وهو يعلن عن موقفه من قانون المواطنة الاسرائيلي الجديد, في المؤتمر الصحافي الذي جمعه وبشار الاسد في دمشق, كان حكيما ويعرف ما يقول, فقد اكتفى ببضعة كلمات فقط, حين قال:" ان لا احد بامكانه فرض المواطنة على احد"، وكان حرياً بالسيد بشار الاسد، ان يفعل ما فعل ضيفه، ولا يزاود، حفاظاً على ماء الوجه، والفاشية تعصف بكل شبر من بلاده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة