الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ام رافت

فاطمة العراقية

2010 / 10 / 23
حقوق الانسان


(ام رافت )

متوشحة بتواريخ عراقنا المخضب بالالم .ترتسم على ملامحها ..أنة طويلة .تشرح وجع جرح غائر حد الرحيل عن هذه الدنيا ..فلاغرابة .والعراقية دوما تصلب واقفة لاجل من لايهمهم تشظيات الاخرين ,وقتل الفرحة في قلوبهم .

لااطيل انها (ام رافت ).بطلة قصتي لهذا السرد الواقعي .الذي افرزه التغير المدلهم ..والى الان لن تنقشع حلكته ..والسبب .ان هذا لك !! وهذا لي ؟؟!!

من القتل على الهوية مرورا بلجة الموت بين غياهب الطائفية المقيتة التي وضعت اجندتها من جهات خارجية .لتضعف وحدة العراقي .وهمته في ركوب الموج نحو التغير الصحيح والحقيقي ..

سيدة مغرقة بحزنها كنواح طفل فارقته امه ..تثائبت السعادة امامها .وهي تسرق اجمل سنينها .وعنفوان شبابها .طارقة ابواب البين المنقوش بمفردة الفراق ,.حين ترملت في سن العشرينات .و هذا منذ زمن غبرته
.حقب خوالي .وماضي امتد الى االسبعينات .حين فجا ها الموت مختطفا زوجها .شابا جميلا بعمر الثلاثين .متداعيا بالسكتة القلبية..تاركا وراءه ..طفل بعمر الخمس سنوات ..وبنوتة بعمر الثلاث ..
اذن هي الخسارات .وحكم القدر من يشوه سعادة بيت هانيء .طرزته انامل امراة شابة رقيقة وجميلة جدا كجمال الفنانة المصرية (هند رستم ).
ابنة تربت في بيت مترف ,واكملت دراستها الجامعية .لتصبح بعدها .باحثة اجتماعية .تولج في مشاكل المراهقين والمراهقات ..تدرسهم وتطعمهم مفاهيم صحيحة ونقية .وكذلك تعيش همومهم البيتية .. (صدقوني اعرفها جدا رقيقة كما النسمة لاتتلفظ الا بالجمال والعذوبة ).

اعود ..بعد مصيبتها بفقدان الزوج ..اتخذت العهد .وتحزمت بالصبر .والمكابدة على ان تخلق من الطفلين مستقبلا تفخر به امام نفسها .وامام المجتمع الذي يقول (المرة متعرف تربي ).
واجهتها انانية العمومة لصغارها .حين طلب عمهم الزواج منها .وبعد الرفض القاطع من قبلها ,بدت المنغصات .والارهاق النفسي المستمر .الى ان اخذه منها ماخذه .كل هذا وصورة المستقبل المشرق لطفليها لم تفارقها ..
وفعلا مرت السنين .وكبر الولد ليصبح مهندسا ماهرا متفوق جدا في عمله .مما جعله محط انظار المحبين اليه .وتكريمه في الكثير من الايفادات خارج القطر مستفيدين من جوهر عقله وخزين المعرفة التخصصية لديه ..

والبنت ايضا اكملت بكالوريوس الصيدلة .وتزوجت .كل هذا امام وتضحية وجع الام وقلقها المزمن عليهما ..

كذلك تزوج الشاب (رافت ) راسما الفرحة بعيون والدته المتعبة . هذا .والايام حبلى بالمجهول الساكن خلف انهيارات التغير .وما هاج وماج منه في شارعنا العراقي ...
وتكبر البلوى ..جالبة معها كارثة التهجير ..واتت التعاسة دون ميعاد لتقلب كل ايامها الى نكد ورعب لاينتهي ..هاجرت السيدة مع عائلة ابنتها وعائلة ابنها ..مغادرين لدولة مجاورة ..تاركين كل غال ونفيس .وجهد عمر افنته في بناء مستمر ..
وماان استقروا ..حتى بدا ابنها في الذهاب والاياب من والى العراق .كي يسد مصاريف المعيشة ..فلا معيل سواه .وكل شي ضاع وسلب ..

وفي يوم لاتعرف ملامحه ..جاءها النبا المشؤوم .ان وحيدها صرع بطلقة الطائفية ..مضرجا بدم نقي طاهر لايعرف مايجري .والى الان لم ترى حتى جثته .ولما .واين قتل .. والسبب انه ....................

صدقوني وجدت هذه السيدة قبل شهر تماما ,.وكانها كبرت اضعاف عمرها)مفجوعة تئن ولاينتهي انينها ...حينها تراءت لي صورة الام التي يجسد شخصيتها مكسيم غوركي في روايته (الام )البطلة ام بافلوف ..قلت تعال غوركي وانظر .كم ام بافلوف عندنا ..وكم ام لقرغيز ايتماتوف التي فقدت اولادها الثلاثة ,وابيهم .ووو.اعتقد ان امهاتنا فقن كل الامهات على وجه المعمورة بما عشناها ..وفقدناها ..
********************************************.
اعذورني لكن هو الوعد مني ان اكتب عن تلك السيدة الكبيرة .النخلة العراقية التي حنتها ,مطامع المرضاء في عراق الخير .والمحبة ..
وقلت فيها ..

********************************************.

ياخبث شيطان من بخلدك

والقديسة الجذلى بوحيدها

عتقتها الظنون فرحة عودة.

واجتراح مسرات .
.. وسفن الموت .
والعاشقيين لوطن

المنايا ..كلها
تروم من وجهة -

امي

موت العنادل
ولون الشباب

وورود الفلذات
اطياب ليلهن

تحتله الاشواك

جرحا داميا .

اواه ... والغمام يودع الاحباب .

ونواح الفراتيين ..

وخضب الشواطي ..

يعربد بنا ..عراق

تغادره ش
زهور ارضه

ونشيد الصبح

بالغ الصوت البعيد

لافيروز ..لا طير الشمال ..

(نايم المدول حلوة نومته مسلهم عيونه وناثر كذلته )

ترنيمتها الازلية ...

فاطمة العراقية

من وجع امهاتي الازلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في غياهب صمت الضمير
تركي العبد الله ( 2010 / 10 / 23 - 15:17 )
سيدتي الرائعه فاطمة العراقية

ام رآفت سيدة تمثل الطهر النقي للحياة التي تكتنز بين طياتها الكثير من المشاهد المودية المقيته . عندما يقتل الانسان لا لشيء وعندما تنتهك الحرمات لا لشيء
وعندما تسلب الإرادة لا لشيء
في ظل هذا الصمت المطبق الاستسلام هناك الكثير من الامهات المشابهات لام رأفت
سيدتي
الواقعية تشير الى خلل في تركيبتنا الانسانية لاننا بكل بساطه لم نعد نعرف على ماذا
نذرف الدموع وعلى ماذا نصطنع الابتسامة
تقبل تحياتي وتقبلي العزاء في موت الضمير
دمت بكل الود


2 - القضية ستنتصر
بشار قفطان ( 2010 / 10 / 23 - 17:03 )
الاخت الطيبة ام نزار المحترمة
انه الوجع الذي لم يفارقنا منذ بداية الخليقة
ومنذ عرف الانسان حقه في العيش ولكن تلك المعاناة اختلفت باختلاف الظروف واشتداد الصراع من اجل البقاء ولكن الاهم من ذلك هو من يتحدث عن تلك المواجع . عن ام رافت اوغيرها
حسنا احتي العزيزة ام نزار ام رافت صورة للمراة والانسانة التي استحقت ما سطرته مشاعرك ودونته اناملك في التعاطف مع القضية
سلمتي يامن تبحثين عنا بين تلك الجدران
واكرر قول من قال رحمه الله
وقائلة : اما لك من جديد اقول لها ان القديم هو الجديد
كشفت بامس وجه غد رهيب اماطت عنه قافية شرود
( كزرقاء اليمامة ) حين جلى مصائر قومها بصر حديد


3 - تركي العبد الله شكرا اخي
فاطمة العراقية ( 2010 / 10 / 24 - 19:00 )
اكيد جدا .هناك الملايين .مثل السيدة ام رافت ..ومثلكم ايضا .ناسف لان ضمائر البعض في اجازة وسبات دائم لهذا تتكرر الماساة .
دمتم بكل السلام .


4 - الاخ الودود
فاطمة العراقية ( 2010 / 10 / 24 - 19:08 )
سلمت حضورا .ودمت قلما .يتوهج مشرقا في كل وقت وحين
اخي الكريم . كلنا يعلم حجم التداعي ,وتنهدات الموجوعيين .تفت الصخر .
والسؤال هو الى متى ؟؟!!! انتم عشتم ولازلتم مع المعاناة .اليس لنا ان نعيش كباقي .الخلق
ام كتب علينا ان نجتر المصائب والاوجاع .,
سلمتم ووفقكم الله .


5 - تحولات قاسية ودامية
فيصل البيطار ( 2010 / 10 / 24 - 19:47 )
دائما ما ترتبط عمليات -التحولات- الكبرى بما يوازي حجمها من تفاصيل ستكون قاسية ودامية، هكذا يقول التاريخ ومصالح المتقاتلين، ولو توقفت عملية إسقاط الديكتاتور عند صبيحة 20/4 لما حدث الذي حدث، لكن قوى الظلام والتخلف ممثلا بالإسلام التكفيري المدعوم عربيا وإقليميا كان لها رأي آخر، هجمه من هنا وردة فعل من هناك، تطورت لحرب طائفية كريهة كانت أم رأفت واحده من ضحاياها .
في كل يوم ومع كل قصه أسمعها مثل قصة المنكوبة أم رأفت، يزداد حقدي ويتضاعف وجعي على ما ألحقه بنا الديكتاتور المقبور وآخرون ما زالوا ينعمون بمباهج السلطة أنتجوا في مجتمعاتهم آلاف مجالس العزاء بدلا عن الحياة، وما زالوا يحضرون لشعوبهم أمهات منكوبات بلا عد .
لك ولنا سيدتي فاطمة الأمل بإنقشاع هذه الغيمة ...


6 - ام رافت
احمد علي الفرطوسي ( 2011 / 4 / 18 - 17:44 )
كم جميلا أن تكون نساؤنا وفيات لأزواجهم
وفي ألقول معنى

اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط