الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا عربي .....انا رسالة

مرثا بشارة

2010 / 10 / 25
المجتمع المدني


بين النرجسية و جلد الذات هوة عميقة تهوي في غياهبها الشخصية العربية ، فمنذ نعومة الأظافر ، ننشئ علي الفخر و الاعتزاز بالقومية العربية ، و يعلمنا مدرسونا في المدارس التغني بأننا أصحاب تاريخ و حضارات ، و يسوقنا دعاة النرجسية عبر وسائل الإعلام حتى نظن أننا أفضل شعوب الأرض قيم و خُلق ، لكن علي الجانب الأخر تقف مطرقة النقد لتحطم هذه النرجسية الزائفة علي صخرة الواقع ، و نكتشف أننا لا نملك سوي أطلال الماضي و انه من القبح أن نتغنى بالماضي مادمنا لا نملك الحاضر ، و بين هذا و ذاك يجد الإنسان العربي نفسه يعيش حالة من الازدواجية ، فمن تتفاخر بالاحتشام و تلوم الأخريات علي السفور ، تجلد ذاتها كل يوم علي ما تفعله في الخفاء ، و من يتظاهر بالتقوى ويأمر بالمعروف يؤلم ذاته المعذبة باقتراف المنكر ، و من يتغنى بالعدالة و الأهمية القصوى لمصلحة الشعب ، لا يعنيه سوي كرسي البرلمان..........و غيره و غيرها الخ الخ
و هكذا تسير الحياة بكل منا ، نرجسية في العلن و جلد للذات في الخفاء حتى فقدنا ثقتنا في أنفسنا كعرب بأننا قادرون علي التغير ، و فقدنا الرجاء بان هناك غد مشرق ، و بدت الصورة أكثر قتامة عندما ذابت و اختفت في المجتمع الفئة القليلة التقية الباقية ، و لم تعد نور و لم تعد ملح يصلح من مرارة هذا الواقع ، بل أصبح الإنسان العربي هو هو من المحيط للخليج له نفس أسلوب التفكير و نفس طريقة العيش ، بكل فئاته و طوائفه نفس ملامح الشخصية بأوجه مختلفة من بلد لأخر ،
و لا تظهر هذه النرجسية إلا عندما لا نجد بين أيدينا ما نواجه به الاتهام بالضعف و التقصير ، و كأن الادعاء بأننا بأفضل حال و أن الآخرين يهدفون و يتآمرون لهدمنا لأننا أفضل منهم ، هو الملاذ للتستر علي عيوبنا أمامهم ، لكننا ننزوي بعيدا في الخفاء لنبكي بكاء مرا علي واقعنا الأليم و نعود لنجلد ذواتنا ، هل العيب فينا أم في مجتمعنا ، في فكرنا أم في ثقافتنا ، في تخاذلنا أم في استقواء حكامنا ، في لهثنا وراء رغيف الخبز أم في من سرقوا و نهبوا خيرات بلادنا دون رقيب أو حسيب ،
لماذا يعيش من نظن أنفسنا أفضل منهم حياة أفضل منا ؟ ، ينعمون برغد العيش و حرية الفكر و الاختيار ، يقدرون قيمة الإنسان دون ظلم لأخيه الإنسان ، و رغم تباهينا و تفاخرنا بأنفسنا ، نموت غرقا من اجل الفوز بالعيش في جنتهم ، و رغم الاعتزاز بقوميتنا إلا أننا لا نحتفي إلا بمشاريعهم و بضائعهم ، و رغم ثقتنا في كلمتهم و جديتهم نفقد الثقة بأنفسنا ، فالعربي لا يثق في أخيه العربي ، ألسنا رغم العنجهية الزائفة نجلد ذواتنا بأيدينا ؟
و ماذا بعد ؟ ، هل سنظل علي هذا الحال دون سعي حقيقي للتغير ؟ ، إن كنت أتفاخر أمام العالم بأسره بأنني عربي ، فما هي قيمتي و ما هي رسالتي ؟ إن كنت أتباكي من نظرة الآخرين الدونية لي ، فماذا فعلت حتى اثبت لهم عكس ما يظنون ؟ ، إن أردت إن أغير نظرتهم فبالأولي أغير نفسي ، انهض من بين الخمول و انفض تراب السلبية ، ارعي الحق و اسلك بالأمانة دون أن اسقط فشلي علي المجتمع و الآخرين ، فالمجتمع لن يتغير مادام كل منا لا يملك سوي لسان يلوم ويشجب و يستنكر ، دون أن يملك عقلا مبدعا مفكرا يخرج من المشكلة حلول ، و من الفشل نجاحات ، و مادام كل منا يضع الحواجز و الحدود حتى لا يعامل الأخر المختلف ، إنها دعوة اليوم لنتغير ونقبل الأخر مهما كان الاختلاف حتى يتغير واقعنا و يصير مجتمعنا أفضل ، لا عن كلام أو انفعال بل عن عمل جاد و مثمر ، إن فعلنا هذا ، حينها سيتوقف جلد الذات و يحق لنا أن نفتخر بكوننا عرب و بأننا بسلوكنا نقدم للعالم رسالة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عروبة ايه ؟؟
الشهيد كسيلة ( 2010 / 10 / 25 - 16:53 )
هل رايتم انكليزيا يتغنى بالانكلوسكسونية وامجادها واسمه محمد او عمر
لكن عندنا يتغنون بالعروبة واسماؤهم من جورج الى جورجيت اناثا وذكرانا ومع ان المسيحية من هنا من عندنا واسماء المسيحيين الاولين من سمعان ويوحنا الخ الى السموأل ويوسف ولكن ادعياء القومية اياها فضلوا ذات الاسماء في صيغة لاتينية فسمعان اصبح سيمون ويوحنا اصبح جان والسموال اصبح صمويل ويوسف اصبح جوزيف

هي عروبة مهزوزة من الاول ارادوها عروبة صليبية لدعر المسلم العثماني وجروا وراءهم المسلم العربي الذي عندما اكتشف انه مغرر به عاد الى مغارات الماضي مستنجدا بالبخاري وابن حنبل وابن تيمية

والباقي انتو عارفينه
تصبحون على الف خير


2 - اول الطريق يبدا بفكرة
محمد البدري ( 2010 / 10 / 25 - 17:40 )
إذا كان اول الطريق يبدا بخطوة فتلك من اراء القدماء الذين تبنوا الكذب كدين والنفاق والدجل كفلسفة . المقال يصلح تلك المقولة الشهيرة وذلك بالتفكير اولا قبل الخطو باول خطوة علي الطريق. تحية للاستاذة مرثا وتقديري للوعي النقدي الذي سيثمر عن فهم عميق للماضي ولماذا نحن متخلفون تحت عباءة العروبة والاسلام. لا تنسي الاسلام يا استاذة مرثا فهو يستحق التفكير بعمق قبل ان تبدأئ باي خطوة. تحياتي مرة اخري.


3 - نفس الملاحقة الفاشية
بشارة خليل ق ( 2010 / 10 / 26 - 01:40 )
سيدي الكاتب كيف سنتقدم بوجود امثال المعلق رقم 1 من صناع الهدم والفرقة والتنافر, نفسيات مريضة بالكراهية للناس ولحرياتها الشخصية, على فكرة اشك انه كلف نفسه عناء قرائة الموضوع
لصاحب المنطق الاعرج في مداخلة رقم 1 هل جربت ان تسأل نفسك ان كان يحق لاحمد سوكارنو ان يفاخر باندونيسيا ام انه كان عميلا للعرب بمجرد ان اسمه احمد؟؟
الا تكفوا عن هذه النغمة المعتوهة؟ اتركوا للناس حرية اختيار اسماءها وزيها ومعتقدها واطمئنانها
نحن عرب رغما عن انفك لكن بعروبة ناصعة لا تمت لعروبتك بصلة الا معرفة اللغة, اعني ما اقول واقولها بكل فخر واعتزاز


4 - رد على 3
الشهيد كسيلة ( 2010 / 10 / 26 - 04:28 )
استاذ خليل
انت خليل وارتضيت لنفسك اسم خليل فانت لا يشملك تعليقنا الذي اصاب من تدافع عنهم في مقتل
والمثال يا اللي حضرتك استشهدت به ليس في محله
فسوكارنواختار اسما اسلاميا باعتباره مسلما ينتمي الى بلد مسلم وهذا لا يتناقض اطلاقا مع هويته الاندونيسية اما النصارى -العرب- فيختارون اسماء من ثقافة وهوية غربية فكيف يكون اسمك جورج وتقول انا عربي
الاسم هوية واول دليل على الهوية فكيف يدافع عن الهوية العربية من غيّر هويته العربية

انا ليس عندي اي حساسية تجاه الاسماء المسيحية من التراث المسيحي الشرقي وكما هي واردة في الترجمة العربية للكتاب المقدس لكن اسماء موريس وجان وجورج لن تكون عربية ولن تكون معبرة عن الهوية العربية في يوم من الايام


5 - الى الاستاذ كسيلة
بشارة خليل ق ( 2010 / 10 / 26 - 14:12 )
اولا تعلم مناداة الناس بما يسمون به انفسهم لا بما يروق لك تسميتهم فنحن مسيحيون ولسنا نصارة
ثانيا الاسماء الغربية مسيحية او غير مسيحية شائعة في جميع انحاء العالم حتى بين المسلمين خاصة الاناث هذه هي طبيعة البشر مع الثقافة المهيمنة وهي ظاهرة طبيعية ولا علاقة لها بانتماء سياسي او ادعاءات بارانويا الفشل الاسلامي المخزية
يا استاذي عروبتك ببساطة ادت بنا الى حضيض الامم وانا هنا في ارض الشتات ليس بامكاني الفخر بامثالك ولا بهكذا عقليات لم تتخلص بعد من العصبية القبلية
ارجو لك ان تراجع نفسك وطريقة فهمك للدنيا


6 - الى سيد خليل
الشهيد كسيلة ( 2010 / 10 / 26 - 18:53 )
هل تسمح الاستاذة مرثا بتحويل مقالها الى مناوشات بين اثنين
عفوا
انا لم آت بجديد من عندي ولم في تراثي العربي على امتداد قرون غير اسم نصارى الذي أصبح مشطبا عليه في ادبيات العفالقة والقومجيين وكان اديبنا الكبير لويس شيخو رغم انه هو الآخر افرنجي الاسم الا أن عنون مؤلفه بـ شعراء النصرانية ولم يقل شعراء المسيحية
وما العيب في اسم النصارى هل لآنه عربي والبعض يفضلون الترجمة العربية لكلمة
Chrétien
بدل نصارى
واذا كانت كلمة نصارى تذكر الشرق العربي باوريا النصرانيةالاستعمارية الصليبية وانتم لا تريدون أن يشملكم الاسم فلماذا قبلتم بالاسماء الافرنجية
ولا تختف وراء العالمية فليس عندنا نحن العرب الحقيقيون لا بنات ولا ذكور باسماء افرنجية
وان كنت حضرتك تعيش في بلد اوربي او امريكي وخائف من العنصرية لك عذرك لكن المولود في شرقنا لا عذر له الا اذا كان يرشح ابناءه منذ الولادة الى الهجرة نهائيا من وطنه فيختار لهم الاسماء الافرنجية لتسهيل ادماجهم في مجتمع المستقبل
انا لا اجمل في القضايا الاساسية والاختلاف في الراء لا يفسد للود قضية
تحياتي

اخر الافلام

.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في


.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في




.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ