الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا يا رئيس الوزراء......ولكن!!!؟

احمد مكطوف الوادي

2010 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


جميل ما طالعتنا به الأخبار وهو إن السيد رئيس الوزراء منح رتبة ملازم أول للشهيد البطل (عصام حمزة) لشجاعته في مواجهة المجموعة الإرهابية التي هاجمت محال الصاغة في منطقة المنصور وقتل ثلاثة منهم.
وهو شيء جيد ومحمود ومبارك ويأتي كتثمين لما قام به هذا البطل الذي قدم روحه حفاظا على ممتلكات الناس وأمنهم وترك خلفه أطفالا سيضيفهم الواقع إلى جيش الأيتام الذي يملأ البلد دون وجود برنامج واضح وجهد واضح لتأهيلهم ورعايتهم ،جيش الأيتام الذي سيكون الجيل القادم لدولة في طور البناء والتأسيس .
جميل أن يكافأ الإنسان على جهده ولو بكلمة والأجمل عندما تكون المكافأة نتيجة قيامه بدوره الوطني وخدمة الناس والوطن بمهنية ونزاهة .
أملنا أن تستمر رعاية عائلة الشهيد وان لا يُنسى أو يتأخر راتبه شأنه في ذلك شأن العشرات من الآلاف الذين قدموا مهجهم دون الوطن دون التفاتة تذكر .
والسؤال الأهم من ذلك هو لماذا لا نتذكر العراقي إلا حينما يموت؟
وبعبارة أخرى لو إن شهيدنا البطل مازال حيا ولم يدفع روحه ثمنا لذلك ....فهل يا ترى سيحظى بنفس التكريم؟
حينما يموت العراقي تزداد حسناته وصفاته الجميلة فنذرف الدموع ونملئ القلوب بالحسرات والألم لفقدانه .
كم من هؤلاء الذين قدموا ويقدمون خدماتهم الجليلة للوطن من هو ميت في الحياة بلا طلقات الإرهابيين!!!
يموت كل يوم بحثا عن لقمة أطفاله أو بحثا عن موطئ قدم لسكنهم وحفظ كرامتهم .
كم من هؤلاء من يموت في كل يوم من عمال النظافة في الشوارع والدوائر إلى عمال (البناء) إلى المزارعين إلى رعاة المواشي إلى الصيادين في الأنهار والبرك الآسنة إلى الحراس والموظفين الصغار إلى المثقفين المغيبين والذين يمنعهم خجلهم وتأبى كرامتهم أن يستجدوا عبر الشاشات
وكم منهم من مات على حب الوطن وأزهق عمره في خدمته فيما لا يملك أطفاله مصدرا للرزق أو دارا للسكن .
طبعا الأمر لا يتوقف على الدولة وحكوماتها المتعاقبة فقط، وإنما هي (ثقافة عامة) و(ثقافة نخبوية) ستكون حاضرة حتما في أفق الحكومات ورجالاتها.
حين استشهد سردشت عثمان تظاهرت نخبنا الثقافية والإعلامية والاجتماعية والحزبية لتنتصر لعثمان .
فملئت صوره مواقع الانترنت والفضائيات والصحف والشوارع.....بعدها يمضي سردشت هادئا هانئا نحو النسيان المشفوع بتهمة الإرهاب .
كم من سردشت وسردشت يتمنى أن يموت ويقتل، ربما من وحي الغريزة والحاجة إلى الشهرة وحب الركوب على ظهر الحياة ومغادرة قوقعة التهميش والنكران .
وكم من (عصام حمزة ) يضحي و يموت في كل يوم ولم يتذكره احد ولو بقراءة سورة الفاتحة في مجلس عزائه .
وكم من فقير ويتيم يعاني ويموت وما من يد حانية تمتد لتداوي الجراح .
قلت لسردشت في مقطع من قصيدة كتبتها لروحه :
(لاتغرنك المظاهر يا سردشت
فلو كنت حيا
حزينا كئيبا
تشكو لهم
لما أنصفوك بكلمة
كم كنت أتمنى أن يعرفك الناس
وتنصفك النخبة
قبل أن ترحل
أن تحتضنك المنابر والصحف
وأنت حي ترزق
ولكن قدرك أن تعيش في وطن الموتى )
نعم يا سردشت ويا عصام انه وطن الموت ووطن الموتى .
اعرف سيدة قامت السنة الماضية بعمل بطولي ونوعي عندما قامت بالتطوع للتدريس في مدرسة متوسطة تعاني من عدم توفر مدرس اللغة الانجليزية ووصول الدوام لشهر كانون الأول رغم إن المدرسة نائية وتبعد عن سكناها أكثر من 20 كم ورغم مشاغل عائلتها وأطفالها الصغار .
لكنها حين سمعت بأكثر من 150 طالبا عراقيا بلا مدرس وبلا أمل للحصول على مدرس ، دفعتها عراقيتها ووطنيتها للتطوع والعمل لوجه الله والوطن وقد تمكنت من تحقيق نسبة نجاح 100% في الامتحان الوزاري للمرحلة المنتهية وبقية الصفوف الغير منتهية الأخرى .
من سأل عنها؟
ومن كرمها؟ ولو بكتاب شكر ! آلا يقتل الإهمال والنسيان والتمايز والانتقائية والمحسوبية روح المواطنة والإبداع والمسؤولية ؟
ربما تعيينها في نفس المدرسة التي ما زالت تعاني من نقص في نفس المادة سيكون حافزا وتكريما لكل روح عراقية مخلصة .
نعم يا رئيس الوزراء خطوة نتمنى أن تشمل بها الأحياء من المبدعين والمتميزين والمغيبين والمعوزين قبل أن يلفهم قطار الموت الراكض في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را