الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد نجى اهل كنيسة سيدة النجاة

جاسم المعموري

2010 / 11 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


لقد نجى اهل كنيسة سيدة النجاة
سلام على سيدة النجاة واهلها , سلام على السيد المسيح ووالدته الطاهرة , سلام عليه يوم ولد ويوم رفعه الله تعالى اليه ويوم يموت ويوم يبعث حيا , وسلام على شهداء سيدة النجاة الابرار الاطهار الابرياء , وجميع شهداء الشعب الجريح , في وطن لايرتوي من عطشه الدائم للدماء مذ وجد , ومذ زرعت فيه اول نخلة , وكأنه لايعيش الا بالدماء , فياله من وطن يحب ابناءه الى حد قتلهم وشرب دمائهم , ويالهم من قتلى يحبونه حد الشهادة وبذل الدماء .
هكذا يحطم اليأس قلوب المجرمين , فيشعرون بمرارة الفشل وهم يرون ابناء شعبنا يتحدون شضايا الارهاب بصدورهم العامرة بحب الوطن , وهكذا تفضح دماء الشهداء تخاذل وجبن القادة السياسين الجدد الذين اختلفوا حتى في شكل العلم والنشيد الوطني , ولم يصلوا الى قرار بهذا الشأن منذ سبعة اعوام خلت , فكيف يستطيعون السيطرة على شارع من شوارع بغداد فضلا عن العراق كله , ولا ادري لم ابتلي العراق بهم , بل ابتلي العراق اما بديكتاتور دموي مجرم , او بأمعات ضالين كبهائم لاراع لها , يخضمون مال الله خضمة الابل نبتة الربيع , فلم تبق في عهدم ثقة بثقاة تقاة , ولا وطنية بوطنيين اباة , فيالله وللديمقراطية التي يزعمون , وهم لا يعرفون اصولها ولايفقهون فروعها ولا يدركون فنونها , همهم سرقة الوطن اذ يتعاركون على ماسرقوا , فيما يروح الفساد الاداري باحثا عن فضلات المسروقات , والمستضعفون من ابناء الشعب يأكلون الحجارة ويشربون القذارة , وينامون في بيوت يرتسم على جدرانها البؤس والحرمان , لاتصلح ان يسكن فيها حتى الحيوان , فيالله وللديمقراطية , متى , بل اين كان ثمنها ان يدفع الشعب كل الشعب كل حياته وكل كرامته وامنه لسنوات طويلة ؟ , الا اذا كان مدعيها لايؤمنون بها , ويتبجحون بالوطنية وهم ينشغلون بما نهبوا , فيما تروح فلول الارهاب تفسد في الارض وتسفك الدماء وتهلك الحرث والنسل , وتستقبلها حاضناتها بكل ترحاب , تلك الحاضنات التي خسرت السلطة التي احتكرتها منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة , ويتركون الضحية منهوبا مسلوبا للذئاب تنهش لحمه وتهشم عظمه , كي لايعرف احد ماعملوا ونسوا الله فانساهم انفسهم وجعلهم في طغيانهم يعمهون , فيالله وللديمقراطية , متى كانت تعني التقسيم والانفصال والتهميش فيتخذ مدعيها الارهاب وسيلة لتحقيق اهدافها ؟!!.
ياأهل كنيسة سيدة النجاة لقد نجوتم , حيث اراد الله تعالى ان يرفعكم اليه ويختاركم لرفقته , لتعودوا مع عيسى عليه صلاة الله وسلامه ورحمته وبركاته , وتملؤا الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت جورا وظلما , برفقة سيد عظيم مبارك وامام حق عادل , تعرفونه ويعرفكم وتحبونه ويحبكم , فلا بأس عليكم وليرحم الله شهداءكم , وبقي ان تعلموا ان الذين استهدفوكم انما استهدفوا الوطنيين المخلصين , واعلموا ان كل وطني مخلص في العراق مستهدف , فتبا للارهاب والارهابيين الذين يعرضون خدماتهم للايجار لدى بعض الكتل المتناحرة , وتبا للسرقة والسارقين الذين سرقوا انفسهم ونهبوا اهليهم , وتبا للفساد والفاسدين الذين باعوا ضمائرهم ودمروا مؤسسات دولتهم وخربوا علاقة المواطن بهم , وتبا لكل القادة الساسيين الذين استهانوا بدماء شعبهم , فلم يردعوا الارهاب جبنا وخوفا ومجاملة ومداهنة , وتبا لكل من يسمع بتلك الرزايا ويسكت عنها .
واقول للشعب العراقي الجريح المظلوم صبرا فانك موعود بقيادة العالم كله الى تغيير جذري وحضارة جديدة , صبرا فانك في رعاية الله وعينه التي لاتنام , اذ يقوم سبحانه باعدادك لذلك اليوم الموعود من خلال تدريبك على هذه المحن والمصاعب , حتى تكون الشعب الوحيد القادر على تلبية نداءه وتنفيذ امره , فهل من تشريف اشرف من هذا التشريف , وهل من تكريم اكرم من هذا التكريم , فياأيها الشعب المبارك هيا بنا الى كنيسة سيدة النجاة لكي ننجو , ليس من الموت , فللموت سلطان لاينجو منه احد , ولكن لننجو من حاجاتنا التي اتعبتنا , من انفسنا , من قلة حيائنا امام وطننا , من تخاذلنا امام عدونا الذي امرنا الله ان نتخذه عدوا , تعالوا لنذهب جميعا الى تلك الكنيسة نساءا واطفالا ورجالا وشيوخا وان لانستثني احدا منا , فلنذهب جميعا كما نذهب جميعا الى زيارة الحسين عليه افضل الصلاة والسلام , وكما نتظاهر جميعا من اجل توفير الخدمات , فلنذهب جميعا ولننصر بعضنا بعضا , ونعلن تضامننا مع المظلومين ونعتصم حيث الكنيسة المباركة , ولا نرحل عنها الا بشروط اقلها تنفيذ حكم الاعدام بالارهابيين فورا وبكل من يساندهم وفضح حواضنهم الموجودة في كل مرافق الدولة ومؤسساتها ونظامها السياسي , وتشكيل الحكومة الوطنية , ومحاسبة السراق والفاسدين والتعهد بتوفير الخدمات الضرورية للشعب , وتشكيل لجان منكم يراقبون تنفيذ هذه الشروط بعد الاذعان عليها من جميع الاطراف , فأن استمروا بالممطالة , فاستمروا انتم بالاعتصام السلمي وليتحول الى الاضراب عن العمل , بل حتى عن الطعام , الى ان ينفذوا جميع اوامركم , فهم موظفون لديكم تدفعون لهم اجرهم من ثرواتكم , نعم هكذا هي الشعوب التي تريد العزة والكرامة والحياة , واقسم لكم بأن القيد سينكسر , وان الخوف سينهزم , وان الشيطان سيرحل , وان الزبد سيذهب جفاءا واما ما ينفع الناس فيبقى في الارض , ولايصح الا الصحيح , والسلام على الشعوب التي تريد الحياة وتدفع الضيم عن نفسها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعذيب و قتل الضعفاء
فيصل حرسان ( 2010 / 11 / 3 - 18:31 )
عار وكفر ورذيلة وهمجية


2 - إقتراحات صائبة وصوت جرئ
مريم نجمه ( 2010 / 11 / 3 - 19:39 )
تحية وشكر للأستاذ جاسم المعموري على مقالته التضامنية العملية الصادقة . العراق ينزف وينزف
خرب ويخرب كل يوم أكثر فأكثر لم تكتمل بعد الأهداف الجهنمية التي دبرت وتدبر للعراق وشعبه بكل طوائفه , وما الجريمة الجديدة في ( كنيسة سيدة النجاة ) وشهدائها ( قدسيها سوى سلسلة مكملة للمخطط !؟
محبة لكم .. والسلام للعراق والتعازي الحارة للحزانى


3 - نعم لقد نجوا
wa3d wa3d ( 2010 / 11 / 3 - 22:00 )
نعم صدقت ايها العزيز عندما قلت بانهم نجوا .نجوا من حقد الارهابيين الاعمي نجوا من كراهيه الاخر لهم لكونهم مسالمين ومختلفين معهم في العقيده نجوا من تعاليم ارهابيه تحث علي قتل كل ما يخالفها الراي حتي من ابنائها.تري في رقبه من دم هؤلاء الابرياء؟هل في رقبه هؤلاء القتله ام في رقبه الاله الذي امرهم بقتلهم وارهاابهم وازلالهم..شيء بشع


4 - حرب بين الشر والخير
عماد سمير ( 2010 / 11 / 4 - 00:43 )
قال السيد المسيح له كل المجد * سياتي يوم يظن فيه من يقتلكم انهم يقدمون خدمة لله* ... هذا اليوم هو هنا... من جديد، وقال ايضا عن كنيسته *ان ابواب الجحيم لن تقدر عليها* ... ياربي اغفر لهولاء المجرمون لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون


5 - لا اله للارهاب
جاسم المعموري ( 2010 / 11 / 4 - 18:23 )
اعزائي واحبتي شكرا لكم جميعا
ان الارهابيين لادين ولا رب ولا اخلاق لهم لذا لايمكن ان نحمل اي دين او اله مسؤلية ما يفعلون . ان اهم مايتصفون به من صفات بغيضة هو صفة الجبن لانهم لايقاتلون بل يقتلون والفرق واضح بين القتل والقتال كما انهم يقتلون للقتل فقط ,وانهم لايقاتلون وجها لوجه ورجلا لرجل بل يتخفون كما الشياطين يروننا ولا نراهم كما انهم يختارون ضحاياهم من المدنيين الابرياء لاسيما النساء والاطفال , واعتقد ان العمل بكل الوسائل ضدهم بما فيها قتلهم واعدامهم من اهم الواجبات الالهية والانسانية بما نصت عليه القوانين والاعراف والشرائع عبر المسيرة الانسانية برمتها


6 - بورك قلمك النزيه وكلماتك الرصينة
مكارم ابراهيم ( 2010 / 11 / 5 - 13:03 )
تحية طيبة سيدي الفاضل جاسم المعموري
انك واعي لهوية المجرمين وهذا مايدعونا ان نشكر قلمك فكثير ممن شاركوا في التعليق على مقالات تناولت هذه الحادثة مع الاسف اخطاؤا التصويب فهدفهم تمزيق الصف الوطني العراقي وتفجير الحروب الطائفية التي يهدف لها عدو العراق الذي بات مسيطرا تقريبا على حكومتنا المبجلة
تعازينا لجميع اخوتنا المسيحين الشرفاء على ارض العراق وتعازينا لجميع الشيعة الشرفاء على ارض العراق والسنة الشرفاء على ارض العراق وتعازينا لكل الاكراد على ارض العراق ولكل العرب العراقيين والكلدان والاشورييين والايزيديين والتركمان والصابئة الشرفاء على ارض العراق
وتعازينا لكل مواطن عراقي ملحد على ارض العراق
احترامي وتقديري الوافر
مكارم


7 - يا مريم يا ســـيدة النجـــاة
كنعان شـــــماس ( 2010 / 11 / 5 - 14:05 )
ان شاء الله المسيح يعــــود ثاني ... شكر لكلمات الاستاذ جاسم المعموري جروحنا عميقة وحزننا كبير كبير تصور استاذنا النبيل ان سيدة النجاة هو احد كنيات مريم العذراء ام عيسى المســيح التي اصطفاها الله وطهرهــــا واصطفاها على نساء العالمين فوا اســـفاه ... كيف لم يشـفع هذا الشرف الارفــع وكيف لم يردع ذئاب الــدم فدنســـوا ماقدســه الله دنسوا مزار المصطفاة على نساء اللعالمين فاي طامــة تنتظرهم عندما يطمهم القبـــــر


8 - الإرهاب عابر للوطن والدين
فيصل البيطار ( 2010 / 11 / 5 - 15:24 )
الإرهاب عابر للدين والأوطان والشعوب ، ويتزيا بلبوس دينية وسياسية متنوعة، وله من الحواضن السياسية العراقية ما يمد بعمره ويؤمن له الحماية ...
من الذي له القدرة الآن على تفجير تلك الرؤوس العفنة وتخليص العراقيين من بؤس سياساتها ... أملنا كبير بالفئات العراقية الشعبية وقواها الحية .

تحية للكاتب .


9 - الى جميع الغيارى في الحوار المتمدن
جاسم المعموري ( 2010 / 11 / 5 - 19:32 )
احبتي شكرا لكم مرة اخرى
واود ان اقول ان للارهاب في العالم منظرين ومؤسسين وقواعد وقادة ورعاة واباء روحيون وحواضن متمكنة ومؤمنة ووسائل وادوات ورجال واموال وامكانات واعلام , فما مدى ارتباطها ببعضها وكيف تعمل وماهي اسرارها وكيف يمكن لنا مكافحتها والقضاء عليها وماهو الارهاب وما تعريفه ؟
كل هذا بحاجة الى تعاون الجميع وانني ادعو مؤسسة الحوار المتمدن الى فتح حوار بهذا الشأن ودعوة جميع المؤسسات الفكرية والثقافية وجميع المثقفين والمفكرين للخوض في هذا المضمار وجعله حوارا مفتوحا حتى الوصول الى الاجابة الشافية على جميع الاسالة المطروحة ثم يتم بعد ذلك تبويب وترتيب واعداد تلكم الاجابات والنقاشات على شكل كتاب تقوم المؤسسة بطبعه , وانني اعتبر هذا جهدا وطنيا وانسانيا وواجبا اخلاقيا وفكريا , فليس من المعقول ان يقف الفكر عاجزا امام هذا المرض الخبيث فلا يستطيع تشخيصه وايجاد العلاج الناجع له والقضاء عليه , فلنبدأ من هنا من الحوار المتمدن عسى ان نحقق شيئا لكالما استهنا به . وشكرا لكم جميعا . جاسم المعموري

اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل