الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البغدادية قناة فضائية ام منظمة ارهابية

فراس الغضبان الحمداني

2010 / 11 / 8
الصحافة والاعلام


ليس هناك أدنى شك بخطورة ما تتناقله وسائل الإعلام من أخبار ومعلومات وما تقدمه من آراء وأفكار لها قوة كبيرة في تحفيز العقول وتحرك العواطف واستفزاز المشاعر مما يؤدي إلى بلورة عقل جمعي يذوب في شخصه الفرد ويجد نفسه منساقا ومندفعا للقيام بفعل جنوني مثل القتل الطائفي والإبادة الجماعية التي تشعل فتيلها كلمة أو مقالة أو داعية للشر عبر إحدى الفضائيات ، حيث يمثل دور المواطن وشر أحقاده وكراهيته وهذا ما يبدوا في الظاهر لكن المخيف هو أجندات سياسية ومخططات مدروسة تنفذها بعض القنوات وبعض الشخصيات التي تعرض نفسها في مزاد الدفاع عن الحريات وحقوق المواطنين .

ولعل التأمل في مضامين العدد من الفضائيات الموجهة إلى العراق والتي تحمل جنسيات أخرى أو أنها تدعي بالعراقية والوطنية فإننا نجد مضامينها تهدف لإثارة الفتنة والقتل وتدمير الشعب العراقي خدمة لمخابرات الدول المجاورة والكبرى والتي تخشى من نهوض العراق وتسعى لإثارة الفوضى كي تؤمن لها عراقا ضعيفا وشعبا ممزقا وحكومة مهزوزة ومعنى ذلك الاستمرار في نهب خيرات العراق وفي مقدمتها ثرواته النفطية حيث إن عرقلة تدفق النفط العراقي معناه استيلاء الدول المجاورة إيران والخليج على حصته المقررة في أوبك وحتى لو استطاع الحصول على عائدات كبيرة فهو مضطر إن يبددها في قضايا الأمن والجيش ولا يستخدمها في أعمار البلاد والتنمية البشرية .

ولكي ينفذ هذا المخطط فمن الطبيعي إن تكون هناك زمر تلقت دروسها الأولى في أحضان مخابرات صدام ثم أكملت مسيرتها النفعية والانتهازية في دهاليز المخابرات الأمريكية والفرنسية والبريطانية وحليفاتها المخابرات السعودية والإماراتية والقطرية والكويتية والإيرانية وكذلك التركية وجهات أخرى تمول لان حقدها الطائفي الأعمى يجعلها تدفع المليارات لتخريب العراق لقد لعب هذا الدور العراب الكبير للصفقات الدولية المشبوهة سعد البزاز ولهذا المتلون قضية لا يكاد يجهلها كل إعلامي عراقي شريف باستثناء شلة من الانتهازيين الذين تربوا وسمنوا في مزارع السحت الحرام البزازية الصدامية .

إما الذي يتولى الآن أقذر الأدوار فهو عون الخشلوك والذي لا نعرف بالضبط مصدر الدكتوراه التي حصل عليها ودقة اختصاصه لأننا اطلعنا على بعض الملفات وجدناه قاتلا مأجورا في أوربا للسياسيين العراقيين الهاربين من بطش أعوان صدام ويتلقى تعليماته من مخابرات صدام وينفذ كذلك صفقات مشبوهة خلال سنوات الحصار المريرة على العراق لمصلحة عدي صدام حسين وحسين كامل ويؤكد ذلك اغلب تجار الشورجة المتعاملين معه فهم يعرفون إن الخشلوك جمع الملايين من صفقات السكائر والويسكي فظلا عن الأموال الكبيرة التي ائتمنها لديه عدي وأموال أخرى من بعض رمز النظام لغرض التجارة لكنه استولى عليها ووظفها لنفسه .

ثم فتح الخشلوك خطا ذكيا مستغلا الخلاف ما بين المخابرات الغربية والأمريكية والسعودية فدخل إلى عالم الصحافة والإعلام مستعينا حاجة وعوز بعض الصحفيين ليستغل جمهوره في هذا المجال وآخرين غيرهم من الحاقدين على التجربة العراقية الحالية لضرب مصالحهم السابقة أو لشعورهم بان أوراقهم باتت محروقة في العراق لأنهم تدنسوا بآثام النظام السابق ويعتقدون رغم أجواء المصالحة بأنهم غير مرغوب فيهم وآخرين تلطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي .

إن محاكمة البغدادية كنهج إعلامي من خلال افتعالها للازمات وبرامجها الحوارية ولقاءاتها الميدانية التحريضية جميعها تؤكد وفقا للمعايير العالمية للإعلام وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته 19 التي تتيح حرية التعبير وتشترط الالتزام بالمادة 29 و 30 والتي تنص على إن وسائل الإعلام يجب إن تمارس حريتها دون إن تثير الأحقاد والكراهية والعنصرية وخرق القانون والإساءة للصالح العام والعادات والتقاليد و إن تكون عنصرا ايجابيا في تحقيق السلم الأهلي واستقرار الأمن المجتمعي ولهذا وفي ضوء المعايير الدولية وكل قوانين الإعلام وتشريعاته في العالم بما في ذلك بريطانيا وأمريكا لو استخدم هذا القانون لخرجت بحكم واحد واضح وصريح هو اتهام البغدادية وإدارتها بأنها ذات أجندة سياسية تساند الإرهاب وتعمل بسبق إصرار وترصد لإثارة الفتنة وتدفع المجتمع تحت شعارات واهية بحجة أنها حرية التعبير ولكن في الواقع أنها تحريضات تبث على شكل ذرائع كثيرة وتعرض من خلال خطابات تذكرنا بالأساليب التعبوية الصدامية وبيانات الحرب سيئة الصيت .

وبهذا تحولت البغدادية من قناة فضائية إلى منظمة إرهابية لها شبكة تمتد في مناطق كثيرة من العالم وتتعامل مباشرة مع الإرهابيين وخير دليل على ذلك اشتراكها في مذبحة كنيسة سيدة النجاة من خلال الاتصال المباشر مع الإرهابيين ، ولعل السؤال المهم الذي يؤكد هذا الاتهام مفاده لماذا اختار الإرهابيون قناة البغدادية وهناك العشرات من الفضائيات وكيف تمكنوا من التواصل معها عبر الموبايل ووسائل اتصال أخرى لا نعرفها .

ولكن للأسف الشديد ورغم كل هذه الحقائق الدامغة والآثار الخطيرة التي أسفرت عن قتل عشرات الآلاف من العراقيين وتنذر بكوارث اكبر كان فيها الإعلام الأسود شريكا أساسيا في ارتكاب الجرائم مع الظلاميون وكل هذا وهيئة الإعلام والاتصالات مازالت ولأسباب غير معروفة تتعامل بخجل مع هذه القناة وغيرها وكأنها صدقت دموع التماسيح على الحرية المسفوحة بل إن قوات الجيش وأجهزة الأمن التي تعرف أكثر من غيرها الدور التخريبي لهذه القنوات الصفراء في قتل الناس هي الأخرى تتعامل بحذر مع هؤلاء القتلة بل الانكى من ذلك أنها استسلمت لدعايتهم وأصبحت عمليات بغداد أداة طيعة لهم والدليل شاركتهم في إنتاج البرنامج سيء الصيت ( خلي نبوكا ) الذي عرض طيلة أيام شهر رمضان وكان يهدف إلى تشويه سمعة الأجهزة الأمنية وتحريض الناس على السخرية منهم وعزلهم عن الشعب .

ويكفي لنا إن نشير إلى البرنامج المفتوح الذي رافق عملية قرار غلق البغدادية والأصح ( الصدامية ) هو ظهور أشخاص طارئين على الصحافة وعلى أخلاقيات المهنة وهم يتحدثون عن انتهاكات حرية التعبير والكل رأى إن خطابهم هو نسخة واحدة ومتوحدة مع خطابات وبيانات الصداميين ودولتهم الإسلامية ويكفي ما ورد في مضمون هذا الحوار هو خطابات تحريضية وكان الأجدى إن تقودهم إلى قفص العدالة لكن ضعف أجهزة الدولة وتماديها جعلت هؤلاء يستغلون حرية التعبير للإساءة لسمعة الصحافة وأخلاقياتها وفي رأيي إن هذا الأمر لا يحدث بالمصادفة وإنما بتنسيق المواقف والخطوط والاتصالات المشبوهة في الخارج والانتظام في لقاءات خاصة وجعل هذه المؤامرات وإثارتها في توقيتات تحددها الجهات الخارجية .

ونرجو إن لا يصدق احد من القراء الكرام ادعاءات البغدادية وحبال مضيفها وغرابها الناعق الصائح والجوقة التي تستضيفها من أذناب مشعان والمتبقي من أزبال الصداميين بان ما تقوله مجرد افتراءات شخصية وإنما العكس هو الصحيح لان هذه المجموعة نعرف حقيقتها وسبق إن حذرناها ونصحناها من اللعب في النار وهذا الأمر لا علاقة له بالدفاع عن الحكومة لان غايتنا الدفاع عن الشعب وان لا نكون مطية لأجندات مشبوهة مقابل منافع شخصية أو شهرة مزعومة فالعديد من الإعلاميين الشرفاء أعلنوا مواقفهم الصريحة في هذه المسرحية الدموية المروعة .

وفي الختام نقول اطردوا قناة البغدادية لأنها منظمة إرهابية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البغدادية بوق بعثي
يوسف علي ( 2010 / 11 / 8 - 17:59 )
اكثر العاملين في البغدادية هم من كانوا يطبلون للنظام البعثي المقبور ومنهم بالذات كانوا يعملون في القناة الفضائية ابان نظام المقبور صدام وعصاباته وقسم منهم لديه اقرباء في مايسمى بالمقاومة. البغدادية تمثل صوت البعثين الشيعة والشرقية تمثل البعثين السنة وهم واجهات اعلامية للبعث المقبور وهذه القنوات الصفراء تستغل الاجواء الديمقراطية في العراق وتقود حملة بعثية ضد العملية السياسية الجارية بالعراق.اتمنى ان تقوم الحكومة القادمة بوضع ضوابط لهذا الفلتان الاعلامي.ثم انا على قناعة ان عملية احتلال الكنيسة مخطط لها من قبل ازلام البعث والتنسيق مع البغدادية لنشر مطاليبهم ولم تكن العملية بالصدفة مطلقا وهي مطاليب لابعاد الشبهة عنهم وانما الغرض الحقيقي اشاعة الفوضى والارهاب بالعراق. في العراق لاوجود للقاعدة وانما ما يجري على الساحة العراقية من ارهاب منذ تحرير العراق والى اليوم يقف وراءها ازلام البعث ومهمة القاعدة فقط تمويل البعثين بالبهائم لتفجيرهم وسط العراقين الابرياء.ولذلك يجب على المالكي اذا استمر في منصبه ضرب البعثين واعلامهم بيد من حديد وتنظيف العراق مما تبقى منهم
تحية للاخ الكاتب


2 - مجرد ....رأي
شمران الحيران ( 2010 / 11 / 8 - 19:02 )
الاخ الحمداني احييك اولا ....هناك كثير من الفضائيات تبعث وتسوق الافكار الارهابيه ولايقتصر الامر على البغداديه وما حصل اخيرا من هذه القناة لم يكن كافيا لاتخاذ اجراءات بهذه السرعه بل كان الاجدر الانقضاض على الجيوش والامكانيات الامنيه التي بلغت اكثر من 14 سيطره عسكريه مرَ الارهاب من خلالها بمعداته وادواته ورجاله وهذا امر يحتوي الكثير من الريبه والشك لعكس
الانظار عن الضالعين الحقيقيون في القضيه وانا ارى القناة البغداديه كانت جزء من المبتغى لما نتج اخيرا من هذه القناة من لقاءات للناس وفضح للدور الحكومي يشوبه شيىء من التحريض وكانت الفرصه جليه للاقتصاص والغلق العام (لدوخة الراس)مع الاحترام والموده


3 - البعث
حسن السراي ( 2010 / 11 / 11 - 20:56 )
القاعدة والبعث سيان وذات اصول مشتركة في ازهاق ارواح العراقيين الابرياءوهذا ماثبت اراء وافكار مشتركة

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن