الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاقد الشىء لا يعطيه ...!!

خالد قمبر

2010 / 11 / 10
الطب , والعلوم


عندما تقرأ إن تيس عربي بيع 1,200,0000 ريال سعودي ...و ناقة " جمل " تم بيعها 3,5 مليون ريال ..وان رقم للوحة سيارة تم شراءها بـ 10 ملايين درهم .. وان صقر بيع بمليون درهم .. وانه تم إنشاء مستشفى خاص للطيور الجارحة ( الصقور ) بتكلفة 2,5 مليون دينار وان سيارة مميزة تم بيعها 950,000 جنيه إسترليني ... وان حصان تم شرائه 4,5 مليون جنية إسترليني .. بالإضافة إلى تلك الملايين التي تصرف علي القصور و الطائرات و اليخوت ... وهناك الآلاف الدنانير التي تنشر في صالات القمار و علي الراقصات ..!!! وهناك تبذير بلاد حدود وهناك سفاهة تدل على جهل وخواء عقلي و فكري ..!! في الوقت الذي تنعدم في دولنا العربية و الخليجية خاصة الأبحاث و المعامل العلمية ..والابتكارات و الاختراعات ...!! فنحن و للأسف دول استهلاكية نلبس مما لا نصنع و نأكل مما لا نزرع ونستورد كل شيء من الإبرة إلي الخيط إلي المسمار إلي الدشداشة و العقال حتى ملابسنا الداخلية ...!!!و من الغريب إن الكثيرون يحسدوننا علي ثروات النفط حتى إن البعض يعتقد إن في كل بيت خليجي هناك بئر نفط..!!!

في المقابل هناك مأساة ثقافية و فكرية و سلوكية وهناك ضعف وخواء في مخرجات التعليم الثانوي و الجامعي ..فالحصول علي المؤهل الأكاديمي أصبح اليوم لا يعدو أن يكون ترفا اجتماعي مزيفا .. عندما تباع الشهادات الجامعية محليا .. أو من قبل جامعارسمية... مدعومة من جهات رسمية ..!!! و من جامعات مشبوهة عربية و أجنبية وتمنح لمن يدفع بالدولار أو الجنيه ( العربي )..!!!
من المؤسف إن الإنسان الخليجي بالرغم من تلك الثروات يعيش في ترف و كسل ويعيش في مجتمعات تملئها الفضائح الأخلاقية و الضمور الفكري و الأدبي إلا من رحم ربي ..!!

وهنا نطرح مجرد تساؤل .. لماذا تنكر أو تحارب السياسات العربية البحث العلمي الموضوع.. وتحارب الاختراعات و الابتكارات ..؟؟؟ لماذا هذا البخل و هذا التقصير السائد في كافة البلدان العربية ..؟؟!! فعالمنا العربي حسب بعض الإحصائيات تنفق اقل من 0.05 % من الدخل القومي علي البحوث العلمية ..!!! في الوقت الذي تنفق المليارات في مجالات مشبوهة .. يملئها الجهل و السفه .. !!! بالمقارنة بالعالم الغربي ...
ففي دولنا الخليجية نمنح جوائز مادية لا تتجاوز 5 آلاف دينار لبحوث علمية قيمة في الوقت الذي يتم منح شاعر لقصيدة يملئها الكذب و النفاق .. 200 ألف دينار ..!!! ولمطربة 100 ألف دينار . ولراقصة 80 ألف دينار بالإضافة إلى الهدايا و العطايا ..!!! فشبابنا اليوم يطمح أن يكون مطربا أو شاعرا و عازفا..!!! ولعل تلك النكتة التي يتم تداولها لخير دليل على واقعنايكبرون. .. عندما سال احدهم ابن وبنت صديقة الصغار عن حلمهم عندما يكبرون .. فالابن يتمنى أن يكون مطربا مشهور.. أما البنت فتتمنى أن تكون راقصة مشهورة...!!!

في عالمنا العربي هناك الكثير من الكوادر العلمية والكثيرين من المخترعين و الباحثين و المفكرين .. ولكنهم مطمورون تحت أكوام الغبار و أكوام من جزم و أحذية الأنظمة العقيمة المتحجرة.. فمقولة ..فاقد الشيء لا يعطيه ..صحيحة 100% !!!.. والدليل علي صدق هذه القوطموحه.لاء الباحثين و المفكرين العرب تبرز نوابغهم و اختراعاتهم فقط عندما يجتازون الحدود إلي دول تقدر الإنسان و تقدر فكره و عقله و طموحه .. وتعامله كانسان !!! فدولنا العربية و أنظمة الحكم فيها و خاصة الخليجية الغنية بموارد النفط.. دول مسرفة و كسولة .. ومبذرة .. فخيرات النفط تصرف و ببذخ علي الفنانين من المغنين و المغنيات و الراقصين و الراقصات وفي شراء القصور و شراء أفخم السيارات و الطائرات و اليخوت والفنادق و المنتجعات .. وشراء الخيول و الجمال و الغزلان و الصقور..!! أما العلم و العلماء و الباحثين و المفكرين فليس لهم سوى فتات الخبز.. هذا إن كان هناك بقايا للفتات أصلا ...!!!

في تجربة خاصة ..منذ 13 سنة .. طرح مجرد سؤال هل من الممكن خوض مجال الاختراعات و الابتكارات بالنسبة للمواطن العربي العادي ..أسوة بما يحدث في البلدان المتقدمة .. ؟؟!! فالجواب نظريا لا توجد موانع أو عقبات .. فالمجال واسع و مفتوح .. لذا و نظرا لازدياد حجم سرقات المنازل في المنطقة التي نعيش فيها طرحت فكرة اختراع جهاز إنذار مبكر ..مع احد الإخوة البحرينيين والمتمرسين في علم الالكترونيات .الهاتف.ع جهاز صغير يحتوى علي دائرة الكترونية مرتبطة بالهاتف.اتف .. بالأحرى بزر " إعادة الاتصال الاوتوماتيكى " المخزن فيه مسبقا .. رقم هاتف محدد .. ففي حالة فتح أو اقتحام باب المنزل أو إحدى النوافذ ..فتقوم الدائرة الالكترونية بإشعار الهاتف أوتوماتيكيا بالاتصال بالرقم المخزن ..و على أثره يقوم المستقبل بمراجعة البيت المفترض الذي يتم سرقته ..!!! بالرقم من بساطة الفكرة فقد استغرق ما يقارب الأربعة شهور لإنشاء الدائرة الالكترونية و تجربتها بنجاح عمليا والتي بلغت تكلفتها ما يقارب 20 دولار فقط ومن الغريب وبعد سنتين اكتشف احد الأصدقاء أن جهازا مشابها له قد تم عرضة في احد المعارض الأجهزة الالكترونية في هامبورج – ألمانيا وقد كانت تكلفته ما يقارب 4000 دولار ..!!! عندما عرض هذا الاختراع ..البعض ابدي تحفظه والبعض الآخر وصفه بأنه اختراع إرهابي ..!!!

إن عقلية المواطن العربي وبسبب الظروف المحيطة به يعيش في عالم يحتم عليه الانغلاق وعدم الخوض في كل ما هو غريب أو جديد بسبب سؤ الظن المهيمن و المحيط به من قبل الجهات الحكومية الرسمية ..!!! فعالمنا العربي بحاجة إلى حكومات متفتحة للعلم و الاختراع و الابتكار ولك فاقد الشيء لا يعطيه .. فغالبية عالمنا العربي يعيش ظروف معيشية صعبة يملئها الفقر و التسلط بالرغم من وجود تلك الإمكانيات البشرية و الموارد الطبيعية ..بالمقابل فعالمنا الخليجي الذي يزخر بالثروات النفطية و الاحتياطات الهائلة من الغاز يعيش في عالم الترف و الكسل و الاتكاليه فليس غريبا أن يصل سعر التيس أو الخروف العربي أو الناقة ( الجمل ) أو الحصان أو الصقر إلى ملايين الدولارات أو الريالات أو الدنانير...!!!!

إنا عالمنا العربي اليوم وبخاصة دول الخليج العربي صاحبة الإمكانيات المادية الهائلة إلى مراجعة شاملة لمناهجها التعليمية و العملية..وأسلوب وسلوك ونمط الحياة .. فركب الحضارة و التقدم لن يتوقف و بالتأكيد لن ينتظر النائمين أو الكسالى أو السفهاء .. من بنى جلدتنا ..!!! فالعقلية العلمية العربية الناضجة متوفرة مقيدة في الداخل و منفتحة في خارج حدود الوطن العربي ولكنها بحاجة إلى إرادة سياسية ناضجة و مقتنعة ..!! فالمجالات العلميالتصنيع وعلومعة والاهم توفير الدعم المادي و المعنوي لها لخوض مجالات علوم الحاسوب و علوم الأقمار الاصطناعية و الاتصالات ..و علوم التسلح و التصنيع وعلوم مكافحة التصحر و علوم معالجة المياه ..وعلوم الزراعة و علوم البيئة و علوم الأدوية و التقنيات الطبية ..وعلوم البحار ..و الحياة الفطرية .. وعلوم الطاقة البديلة و المستديمة ..

ويبقي مجرد سؤال هل من الممكن التضحية بالتيس أو الخروف العربي أو الصقر أو الحصان أو ما شابه لتوفير الأموال لدعم البحوث العلمية و دعم المعامل و المختبرات والتقنية الحديثة..؟؟!! حلم و طموح .. ولكن هناك عقبة ..وهى أن فاقد الشيء لا يعطيه ..!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فاقد الشئ لا يعطيه
حسين موسوي ( 2010 / 11 / 12 - 12:34 )

الفرق بين الانسان والحيوان القدرة على التفكير والابداع لكن حال العرب بعيد كل البعد عن هذا والفكر العربي محصور على خدمة انفسهم وشراء من يخدمهم ويسليهم مادام لديهم الاموال ! وتطور العالم من خلال ازدياد المعرفه والتكنولوجياوتاخر الدول العربيه في العلوم والتكنولوجيا يرجع لعدم مبالاة الحكام بالعلم والعقل العربي يعاني من فراغ على مستوى التفكير والمنهج العلمي وتوفير امكانيات التطوير العلمي والابحاث والديمقراطية واطلاق االحريات في الدول الغربية عكسها بالدول العربية كبت الحريات وتقليص الاموال على البحث العلمي والابتكار والتطوير ادى الى هجرة العلماء العرب لدول الغرب والانتاج لها ...ان الحصول على المؤهل الاكاديمي والشهادات الجامعيةالمزيفه له اثر سلبي على البيئة التعليميه ويهدد ثقافة الدوله والمجتمع فلا يحق لاي مؤسسة منح لقب علمي او شهادة الا اذا كان معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي
والعالم العربي يعتمد على الغير في كل شي واضاع الكثير من الفرص للمشاركه في التطور الحضاري فلم تشارك في الثورة الصناعية التي غيرت بلدان كثيرة وظلت تستورد كل ما تحتاجه فالغرب يبتكر ويخترع والاغبياء العرب يشترون

اخر الافلام

.. معاناة شاب جزائري تتحول للفتة إنسانية تجمع مشاهير ومؤثري موا


.. صور الأقمار الصناعية بقاعدة أصفهان لا تظهر حفرا ناجمة عن الا




.. بظل شح المساعدات.. مبادرة لتوفير مياه الشرب في رفح


.. تعمير - خالد محمود يوضح كيف سيتم الربط بين المنطقة الصناعية




.. غارة إسرائيلية في محيط منطقة الصناعية بمدينة غزة تخلف شهداء